↧
تضامن مع كريم…رضيع فقد أمه وعينه
↧
عن الأوباش في حلب .. نجم الدين سمان ملاحظات حول رثاء جمال باروت لمدينته.
ملاحظات حول رثاء جمال باروت لمدينته.
أعرف جمالاً منذ أول مهرجانٍ للأدباء الشباب أُقيمَ عام 1977 من قرنٍ مضى؛ وما انقضى؛ ثمّ التقينا في جامعة حلب 1979؛ وعملنا معاً في اتحاد الطلبة 1981 حين أعدنا إصدار جريدة: صدى الجامعة؛ وأسّسنا معاً الملتقى الأدبي لجامعة حلب؛ حيثُ استمرَّ حتى 1985 حين لم تعد تحتمل أصواتَنَا أجهزةُ الأمن وقد تغوَّلت بعد مجزرة حماة؛ وفي حلب أيضاً.. بعد مجزرة حيِّ المشارقة.
.
منذ مطلع الثمانينات تحديداً؛ بدأ سقوط حلب على يد الأسد الأب؛ ولم ينته حتى 2016 على يد الأسد الابن؛ ولن تنتهي المعركة التاريخية المفتوحة ما بين حلب وبين السلطة المركزية في دمشق؛ كما لن ينتهي التنافسُ بين الحاضرتين السوريتين الكبيرتين ممّا قبلَ مملكة آرام دمشق؛ مُتخِذاً في كلِّ مرَّةٍ أشكالاً واصطفافاتٍ تبدو مُختلفةً؛ لكن جوهرَهَا واحد؛ فلطالما وُجِدَ هذا التنافس بين كلِّ عاصمةٍ وبينَ المدينة الثانية في كلِّ بلد.
لكن الذي بين حلب وبين دمشق.. له نكهة مُختلفة
يعرف جمال باروت.. تلك النكهة تماماً؛ وتجليّاتها طوال تاريخ مدينته؛ بل طيلة عمر سوريا المديد تاريخياً؛ من حيث تتجاذبه القوى الإقليمية والدولية كلما تصارعت فوق أرضها نفوذاً أو سيطرةً مباشرة؛ فلا حَسمَ لغازٍ في دمشق؛ أو.. لدمشقَ كمركزٍ للسلطة المركزية؛ إلا بعدَ حَسمِ أمورِ بلاد الشام في حلب!.
.
وحتى لا نغرق في التفاصيل التاريخية؛ سنبدأ من سقوط حلب في قبضة الأسد الأب في الثمانينات؛ وليس من تدميره الدامي لحماة؛ لأنّ سقوط حلب آنذاك؛ هو الذي جعلَ استبدادَهُ يستمرُّ حتى يومنا هذا؛ وسقوطها اليوم في يد وريثه قد يُعوّمهُ لفترةٍ فوق دماء السوريين؛ لكنه سيُطِيحُهُ عاجلاً أو آجلاً؛ عسكرياً بنسبة أقلّ.. بسبب اختلال موازين القوى مع التدخل الإيراني والروسي؛ أو.. بحلٍّ سياسي يُفضي إلى سلطةٍ انتقالية وهو الأرجح.
.
أصاب جمال باروت حين قال بأنّ حلبُ عاصمةُ الأفكار والفنون والثقافات والتيارات الدينية أيضاً؛ وبخاصةٍ الصوفيّة منها؛ لكنَّه حين رصد تحوّلاتها منذ ما قبل الثمانينات إلى التطرُّف؛ لم يتطرَّق إلى الطرف الثاني من المُعادلة: قمعُ السلطة الذي يتراكم حتى عند الصوفيّ المُسالِم.. لينفجر فيما بَعدُ عُنفاً مُضاداً لعُنفِ السلطة؛ ولطالما كان عُنفُ السلطة مصدرَ كلِّ عُنفٍ في كلّ مُجتمعٍ؛ فكيف إذا امتدّ أربعين عاماً من زواج الاستبداد بالفساد؟!.
.
يعرِفُ محمد جمال باروت مذ كنّا في الجامعة؛ بأنّ تعاطُفَ الحلبيين الصامت مع الإخوان المسلمين؛ لم يكن عشقاً للتطرُّف.. فلطالما كان الحلبيّونَ عُشّاقَ حياةٍ وطربٍ وكرةَ قدمٍ وموائدَ مفتوحة؛ وإنما أملاً بالخلاص من استبداد الأسد؛ وبالضبط.. تململاً من تهميش حلبَ اقتصادياً؛ بعد تحالف برجوازية وتجّار دمشق المُعلَن مع الطاغية الأب؛ بَل ومِن تحالُفِ كهنوتِ دمشقَ المُسلمِ والمسيحيّ معه أيضاً.
.
كانت حلب في أغلبها.. ناصريّةً؛ عروبيةً؛ حتى اكتسحها الريفُ الذي صار بعثياُ ؛ يعرف جمال باروت بأنّ حلبياً واحداً فقط ؛ كان قياديّاً في فرع حزب البعث بجامعة حلب مطلع الثمانينات؛ بينما أعضاء قيادة الفرع الآخرون من ريفها ومن ريف إدلب واللاذقية وطرطوس أيضاً؛ وقد اغتيلَ ذاكَ الرفيق البعثيُّ الحلبيُّ؛ فقالَ النظام بأنّ الطليعة المُسلّحة للإخوان المسلمين قد قتلته؛ لكن النظام كان يتدرّبُ آنذاك على فنّ الاغتيالات؛ حتى صار أستاذاً فيه؛ وكنّا نشكُّ منذ الثمانينات بأنّه وراءَ كثيرٍ منها؛ وصولاُ إلى اغتيال خصومه السياسيين: رفيق الحريري؛ كما إلى أفراد حاشيته: الزعبي – رستم غزالي؛ ثم في تفجير مكتب الأمن القومي.. ببصماتٍ أسديّة / إيرانية واضحة.
.
أذكر تماماً بأنّ مُلازماً من الفرقة الرابعة التي كان يُحكِمُ شفيق فياض بها قبضةَ النظام على حلب؛ قد قال لك بأنّهم وجدوا اسمَك على قائمة اغتيال في أحد أوكار الإخوان المسلمين؛ ومثلُ ذاك التسريب كان لترويض راديكاليتكَ الحرَّة حتى بين رفاقك البعثيين.
.
لكنك تختصر في مقالتك معادلة الريف / المدينة تلك؛ حين تُشَخِّصُ حالَ حلب مع الثورة الحالية؛ بأنه اكتساحُ الريفِ للمدينة؛ مُتجاوِزاً الأربعين عاماً من الترويض الأسديّ لحلب؛ بل.. مِن مُعاقبتها؛ بدءاً من تأخير تحويل مطارها المُتواضِعِ – أيام الفرنسيين – إلى مطارٍ دولي؛ وليس انتهاءً بإطلاق يد المافيا الدمشقية المُتحالِفَةِ مع الحراميَّة الأسديين الأوباش؛ وقد صاروا برجوازية الصمود والتصدي ثمّ المُمانِعَة؛ منذ رفعت الأسد وليسَ انتهاءً برامي مخلوف.
.
كان على حلب أن تتكيَّف مع طاغية دمشق الجديد؛ بل.. أن تصير براغماتيةً أيضاً لتتقي سَطوَةَ الاستبداد الأسدي؛ كما قد تكيَّفت مع سيف الدولة.. فقيلَ بأنها تشيّعَت في عهدِه!؛ وتلكَ أيضاً من الأكاذيب الأسديّة؛ فما أنّ انتهى الحمدانيون ودالت دولة بني عقيل؛ حتى عادت حلب الى سيرتها كحاضرةٍ كُبرى للسُنّة السوريين.
.
نعرفُ أنتَ وأنا.. أيضاً؛ كيف ازدادت الإشادةُ ببطولات سيف الدولة الخُلّبِيَّة مع مَجِيء حافظ الأسد؛ كنوعٍ من التَمَاهِي التاريخانيّ والمذهبيّ بينهما؛ تحت رايات التصدّي والصمود أمام بيزنطة سابقاً أَم إسرائيل لاحقاً.. سواءً بسواء!؛ بينما الحقيقة.. أنّ حافظ الأسد قد انهزمَ أمام إسرائيل كوزير دفاعٍ في حزيران 1967؛ بل إنّه من أصدر أمرَهُ المُرِيبَ للجيش السوريّ قبل أن يصير أسدياً؛ بالانسحاب الكيفيّ من الجولان؛ ثم انهزم في حرب تشرين 1973 برغم تمثيلية رفع العلم على ما تبقّى من مدينة القنيطرة؛ أمّا نُسخته التاريخانيّة سيفُ الدولة فانهزَم أيضاُ؛ ومِرَاراً.. أمام نفقورَ البزنطيّ؛ بل إنّه هربَ من حلب المُحاصَرة ثلاثَ مرّاتٍ عائداً إلى مسقط رأسه في “ميافارقين” شمال الموصل؛ تاركاً حلب للمنجنيقات ثمّ لاستباحة أهلها.
.
و كما أن حافظ الأسد قد أرهَقَ حلب باستبداده وبفساد حاشيته؛ كان قاضي قُضاةِ سيفِ الدولة قد أفتى غيرَ مَسبوقٍ في فَتوَاه:
” كلُّ مَن ماتَ في حلب؛ فلسيفِ الدولةِ ما ترَك”.
.
هؤلاء هُمُ ” الأوباش” الذين قَصَدّتهم يا صديقي جمال في مرثيتِك عن حلب؛ وقد عادوا إليها مع أحفاد سيف الدولة ليُدمِّروا الموصل أيضاً في طريقهم إلى شهبائنا؛ بل.. هُمُ الأوباش الذين خرَّبوا أرواحَ حلبَ قبل حجارتها الشهباء؛ والذين وَسَّعوا شريحةَ الفاسدين فيها؛ حين أشركوهم في لعبة فسادهم؛ منذ شركات توظيف الأموال برعايةٍ وشراكةٍ مُخابراتية أسدية؛ فقد خسر الحلبيّون وقتها ما تقديرُهُ الوسطيّ 36 مليارَ ليرةٍ سورية؛ في الوقت الذي كانت فيه الميزانية العامة الأسديّة لا تتجاوز 112 ملياراً.
.
إذا كان ثمَّة أوباشٌ في حلب.. فهم أوباش المُفتي الأسديّ أحمد حسون.. طليقي اللِحيِة واليد؛ وحليقي الذقون من عصابة آل برّي؛ وطابورٍ من الشبّيحة والمُنتفعين.
وإذا كان ثمَّة أوباشٌ أيضاً في شرق حلب التي تنحدرُ أنتَ منها؛ كما تنحدر عائلة أبي من “باب الحديد” داخل السور؛ فُهُم أمراءُ الحرب الأوباش الذين أطلقَهُم أوباش المخابرات الأسديّون من سجون الطاغية.
,
أن تُخيِّر الحلبيين.. بين أحمد حسّون أو بين العرعور أوالمحيسني؛ أو بين سهيل النمر وبين الجولاني.. فهذا يعني أن النظام قد رَبِحَ أولَ جولةٍ؛ حين خرَّبَ أرواح حلب؛ قبل خرابها بالقصف والتهجير المُمنهَج.
ليست مُفرَدةُ “الأوباش” ومُرادِفُهَا الشعبيّ الحلبيّ ” الحُشكُل”؛ بقادرةٍ وحدَها على تفسير ما آلَت إليه حلب من خرابٍ وأرضٍ يباب؛ فلكلّ عائلةٍ.. أوباشُها أيضاً؛ وفي كلِّ مذهبٍ أو طائفة؛ لكنك في سياقِ نَدبِكَ لحلب.. نسيتَ أفاضِلَها؛ والثائرينَ فيها على الاستبداد جيلاً بعدَ جيل؛ والذين خرجوا في شرقِ حلب بأولِ مُظاهراتهم السلميّة.. فاعتبرتَهُم بتعاليكَ المَدِينِيِّ: أوباشاً ريفيين!؛ ثمّ رَدَّ عليهم أوباشُ النظامِ الريفيّون أيضاً.. بالرصاص الحيّ؛ ونسيتَ جِدَارِيَّات حلبَ العصيَّة على التطرّف؛ حتى الأخيرة منها في وَدَاعِهَا: راجعين يا هوى.. راجعين!؛ بينما يبتهجُ بضعةُ أوباشٍ في حلب الغربية بمَقتَلَةِ أبناءِ مدينتهم في شرقها؛ لهذا كتبتُ لك التعليقَ التالي على مقالتك في موقع جيرون:
.
“كم زُرناها معاً يا جمال.. مدرسةَ الكواكبيِّ العتيقة في شرق حلب العتيقة: خاليةً من طُلابِهِ ومُرِيدِيه؛ بينما مدرستُهُ الجديدةُ في غَربها؛ وتماماً في الحَيِّ الذي أسماهُ أوباش الطاغية: حيَّ سيفِ الدولة؛ تغُصُّ بصورة الأب القائد وبالمُخبرين الصِغَار؛ وقد كبروا الآن فصاروا شبيحةً وقتلةً ومجرمي حرب؛ لقد خرَّبَ الأبُ القائدُ من آل الوحشِ حلبَ قبل خرابِهَا على أيدي ابنه؛ وهو المسؤولُ الأولُ عن خرابِهَا حتى لو تَعَدَّدَ المُخَرِّبون؛ أو كان بعضُهُم من أبنائها؛ كمحمد زهير مشارقة الذي صعد إلى مركز نائب الرئيس.. على دماءِ أبناءِ حارته: المشارقة؛ بعد أن أشرفَ بنفسه على المجزرة؛ لهذا هَجَرتُ حلبَ.. بعدَ خَرابِهَا الأول والثاني؛ وربما لن نعودَ إليها أنتَ وأنا.. بعد خَرَابِهَا الثالث الأليم”.
.
ثمّ إنّ الطاغيةَ الابنَ؛ لم يقرأ ما قالَهُ شيخُهُا المُنوِّرُ عبد الرحمن الكواكبي:
.
“الطُغَاة.. يجلبونَ الغُزَاة”.. أيضاً!.
*- مجلة رؤية سورية – العدد 38: كانون 2 – 2016
↧
↧
المتاجرة بالأقليات لسحق الأكثريات / المستقبل للأكثريات مهما طال الزمن. ….. د. فيصل القاسم
قال الرئيس الأمريكي الراحل إبراهام لينكولن: «تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت». لكن مع الاحترام للينكولن، فإن مقولته التاريخية لا تنطبق أبداً على الأقليات في العالم العربي. لماذا؟ لأن التاريخ أثبت أنك تستطيع أن تخدعها، وتضحك عليها، وتستخدمها لأغراضك الرخيصة كل الوقت، وهي مستعدة أن تصدقك، وتتحالف مع الخادعين دائماً وأبداً.
.
لو عدنا إلى التاريخ قليلاً لوجدنا كيف كان الاستعمار يتاجر بموضوع الأقليات، ويستخدمها كمخلب قط، ومسوغات لتدخله في البلدان التي كان يريد أن يستعمرها. لقد أخبرنا التاريخ بأن المستعمرين كانوا بالإضافة إلى استخدام أكاذيب حقوق الإنسان، وهمروجة عبء الرجل الأبيض، ونشر الحرية والديمقراطية، وتحرير الشعوب من العبودية، والتنوير، كانوا أيضاً يبررون تدخلهم في هذا البلد أو ذاك بأنهم قادمون لحماية الأقليات من ظلم الأكثرية. ولطالما تشدقت روسيا بحماية المسيحيين الأرثوذوكس، وتشدق غيرها من المستعمرين الغربيين كفرنسا بحماية هذه الأقلية أو تلك. والمحزن في الأمر أن ألاعيب الاستعمار كانت تمر بسهولة في أوساط الأقليات، فبدل أن تتعايش تلك الأقليات مع الأكثريات كانت تقع فريسة سهلة في شباك المستعمرين، وتتحول إلى شوكة في خاصرة أبناء جلدتها من الأكثريات بحجة أن المستعمر جاء لحمايتها، مع العلم أن المستعمرين كانوا على الدوام يستخدمون الأقليات كحصان طروادة للهيمنة على هذا البلد أو ذاك ونهب خيراته واضطهاد أكثريته.
.
ورغم أن الأكثريات في عالمنا العربي عانت كثيراً من تصرفات الأقليات وقبولها بأن تكون أدوات في أيدي المستعمرين لتحقيق مخططاتهم الشيطانية في بلداننا، إلا أنها عادت واستوعبتها في المجتمعات العربية، وضمنت حقوقها رغم خيانة بعضها لأوطانها وسقوطها في الحضن الاستعماري.
.
ومن الواضح أن الكثير من الأقليات في عالمنا العربي لم يتعلم من التجربة الاستعمارية الحقيرة، بل ظل يطمح للعب دور الخنجر المسموم في صدر البلدان العربية بعد تحررها من الاستعمار. فما أن خرج الاستعمار من بلادنا وحل محله أذنابه من الطواغيت والجنرالات، حتى راح الكثير من الأقليات يعيد نفس الاسطوانة، وذلك بالتحالف مع الطغاة ضد الأكثريات. لقد تمكن أذناب المستعمر من الأنظمة القومجية وغيرها من تمرير نفس اللعبة مع الأقليات، فراح بعض الأنظمة يقدم نفسه للعالم على أنه حامي الأقليات، وذلك كي يدغدغ عواطف المستعمر القديم. لم لا، وقد أثبتت لعبة حماية الأقليات أنها لعبة ناجحة، وبإمكان من يلعبها أن يحقق الكثير من الأهداف من خلالها.
.
لقد جاء الربيع العربي ليكشف أن الأقليات لم تتعلم أبداً من الحقبة الاستعمارية، لا بل هي متشوقة لتعيد كافة فصولها، لكن هذه المرة بالقبول أن تكون مجرد ألعوبة في أيدي الطواغيت الذين ثارت عليهم شعوبهم بعد عقود من الطغيان. فبدل أن تنضم الأقليات إلى ثورات الأكثرية من أجل الحرية والكرامة، راح الكثير منها يتحالف مع الأنظمة الساقطة والمتساقطة بطريقة تذكرنا بتحالفاتها الوضيعة مع المستعمر ضد أبناء جلدتها. لم تع الأقليات أن الزمن الأول تحول، وأن الأكثريات ستنال حقوقها من الطواغيت أذناب المستعمر عاجلاً أو آجلاً، وأنه من الأفضل للأقليات أن تتحالف مع الأكثريات لا مع من كان يدوسها ويضطهدها، لأن المستقبل للأكثريات مهما طال الزمن.
.
والمؤلم أكثر أن بعض الأقليات أكل الطعم، وصدق أن الطواغيت الذين ثارت عليهم الشعوب هم حماة للأقليات. لا أدري لماذا لا يرى زعماء الأقليات كيف يتم التلاعب بالأقليات واستغلالها بطريقة مفضوحة رخيصة من قبل الأنظمة الساقطة والمتساقطة، ليس من أجل خير الأقليات، بل فقط من أجل إطالة عمر هذا النظام المتداعي أو ذاك لا أكثر ولا أقل. مغفل من يعتقد أن الأنظمة المحاصرة بالثورات تحمي الأقليات، لا بل هي تحتمي بالأقليات، وتستخدمها كفزاعة لاجترار عواطف المستعمر القديم لعله يساعدها في البقاء في السلطة.
.
أما آن الأوان لأن تدرك الأقليات في العالم العربي أن مستقبلها ليس مع هذا الطاغية أو ذاك الجنرال، بل مع الأكثريات من أبناء جلدتها؟ متى تدرك أنهم يستخدمونها للظهور بمظهر حسن أمام العالم الخارجي فقط لا غير، بينما هم ينظرون إليها في أعماق أعماقهم كأدوات قذرة وخناجر مسمومة لمواجهة الأكثريات بها؟
.
متى تعلم الأقليات أنها ستكون الخاسرة حتى لو بقيت الأنظمة التي تحالفت معها، وهو كحلم إبليس بالجنة طبعاً؟ فتلك الأنظمة ستحاول (إذا) بقيت إرضاء الذين ثاروا عليها، وإهمال الذين وضعتهم في جيبها كالأقليات؟ والمثل الإنكليزي يقول: «غالباً ما يعطون الحليب للأطفال الذين يصرخون». وبما أن الأقليات صمتت وتواطئت ضد الثورات، فإنها في كل الأحوال ستخرج من المولد بلا حمص، لا مع كفلائها بخير، ولا مع الأكثريات بخير.
↧
الدوما يصادق على توسيع القاعدة العسكرية في طرطوس
صادق مجلس الدوما الروسي، اليوم الخميس، على اتفاقية مع النظام السوري لتوسيع ميناء طرطوس غربي البلاد، الذي تتخذه روسيا قاعدة عسكرية.
إذ تنص الاتفاقية التي تمتد لـ 49 عاماً، على السماح بتواجد 11 سفينة حربية روسية في الميناء في آن واحد بما في ذلك السفن النووية، وذلك بعد أن أحال الرئيس الروسي فلاديمر يوتين الاتفاقية، يوم الأربعاء الماضي، إلى المجلس لمصادقتها بهدف توسيع مركز الإمداد التقني للأسطول الروسي في ميناء طرطوس.
يأتي ذلك بعد أيام من قرار بوتين البدء بسحب قوات بلاده من سورية، بعد إعلانه ‹هزيمة› تنظيم ‹داعش› الذي ما يزال يتواجد في عدّة مناطق في البلاد.
تعتبر روسيا الداعم الرئيسي للنظام السوري عسكرياً وسياسياً، في معاركه ضد قوات المعارضة، حيث زادت الدعم مع إعلانها بدء عملياتها بشكل مباشر في سوريا يوم 30 أيلول 2015، كما استخدمت حق النقض (الفيتو)11 مرة ضد قرارات في مجلس الأمن تدينه وتعاقبه في استخدام الكيماوي أو ارتكابه جرائم حرب أخرى.
↧
حمزة رستناوي: المنطق الحيوي و قول لمشهور أبو لطيف
كتب السيد مشهور أبو لطيف تعقيبا على ورقتي ( الطائفية من منظور المنطق الحيوي ) و المنشورة في موقع سوريتي تاريخ 14-12-2017 ، والتي هي نفسها عنوان ندوة جرت في ( منتدى الجبل الثقافي ) مؤخرا
https://www.souriyati.com/2017/12/14/91352.html
مداخلة نقدية طويلة من المفيد نشرها ، سأقوم بتقسيمها الى فقرات قصيرة مع التعقيب النقدي على كلّ فقرة منها.
مشهور أبو لطيف: مع تقدير الجهود المبذولة من السيد حمزة رستناوي .. الموضوع بشكله الحالي هو ترويج للمنطق ( الحيوي) والذي حسب اعتبار السيد رائق النقري أحد مرتكزاته نفى الجوهر ، وتحديد الموجود بالأبعاد الزمكانية... ليست زمكان اينشتاين.. ومع ضعف تعرض المحاضرة للطائفية السياسية التي تدمر البلاد بالفكر القوه العسكرية لصالح مشروع أجنبي استعماري ، تخرج المحاضرة / الورقة عن خدمة المرحله إلى زاوية الترويج الفكري إلى بوتقة مكانيه ضيقه.
تعقيب حمزة رستناوي: المحاضرة/ الورقة تطرح موضوع ثقافي سياسي للنقاش الحر والمفتوح. لم تكُن مُوفقا في استخدام تعبير ( الترويج للمنطق الحيوي ) على غرار ( الترويج للمخدرات أو الترويج للدعاة ) مثلا! لستُ بسياسي و لستُ قائدا عسكريا، ولا أجيد التصريحات النارية ، أنا انسان أشتغل في الثقافة بما ينفع الناس وأناقش مشاكل مجتمعاتنا .والطائفية من أهم الكوارث التي نعاني منها، و المنتدى الذي يضمّنا هنا هو منتدى ثقافي ( منتدى الجبل الثقافي) و هذا مبرر كاف لمناقشة أي قضية دونما تابوهات مسبقة.
-
مشهور ابو لطيف: لا فرق بين الطائفة والطائفية منذ حرب الثلاثين مئة عام بين الطوائف المسيحية الأوربية وصولا إلى الحرب السنيه الشيعية ، وحصرا منها من يتبع ولاية الفقيه هي حروب على التواجد والمكان بغذاء ادعاء الفرقة الناجيه .... وبالمجمل الدين هو فهم مقلوب للحياة احتضنه الطغاة.
تعقيب حمزة رستناوي: ليس بالضرورة ان يكون الدين فهما مقلوبا للحياة ( المقولة الماركسية الشهيرة) ، هذا يتعلق بطبيعة الفهم الديني نفسه .. هناك عقائد ( دينية أو غير دينية ) تقدم فهم قاصر للحياة يبرِّر الاستبداد يشغل الناس عن التفكر في مشاكلهم الحقيقية ، بالمقابل هناك فهم ديني يساعد الناس على اجتياز صعوبات الحياة ، لا بل وربما استشراف آفاق أفضل والنضال ضد الطغيان، لنتذكر بان القس مارتن لوثر كنج في أمريكا و الاسقف ديزموند توتو في جنوب أفريقيا و كلاهما قد حاز على جائزة نوبل للسلام ، وهما من كبار المناضلين ضد التمييز العنصري ضد السود ، و كذلك لا ننسى الداعية الأمريكي المسلم مالكوم الكس و دوره في مقاومة التمييز العنصري، وفي سوريا يقدّم الشيخ جودت سعيد وكذلك خالص الجلبي فهما للاسلام مضاد للعنف والاستبداد ، كذلك تجربة الزعيم الروحي غاندي في الهند ، بالإضافة مدرسة لاهوت التحرير في امريكا اللاتينية حيث لعبت الكنيسة الكاثوليكية دورا مهما في مقاومة الديكتاتوريات العسكرية و التبشير بالديمقراطية ، ثمّ ماذا كان عمر المختار غير زعيم ديني وسياسي ! فهل هذا وعي مقلوب للحياة! . العقائد اللا- دينية كالماركسية و القومية ..الخ ينطبق عليها ما ينطبق على العقائد الدينية حيث ارتكبت الماركسية السوفياتية الستالينية مثلا جرائم ابادة غير مسبوقة تاريخيا رغم كونها ليست عقيدة دينية، و هذا لا يمنع وجود عقائد لا- دينية حيوية انسانية التوجه
-
مشهور أبو لطيف: سؤال - عندما تقول عقل العقل ،هل المقصود بالعقل الثانية عضلة الدماغ وبالعقل الأولى تفاعل الدماغ مع الوسط الخارجي شكلا وجوهرا؟
تعقيب حمزة رستناوي: ما يُماثل هذا المصطلح مثلا الأبستمولوجيا Epistemology (علم المعرفة أو نظرية المعرفة ) أو مصطلح وعي الوعي...الخ المقصود بعقل العقل : كيفُ نعقلُ عقلنا ، ويكون لدينا وعي نقدي بعملية التفكير نفسها، عقل العقل هو البحث في عن صيغ قانونية كلّية حاكمة للكون والمجتمع . نظرية المنطق الحيوي تقترح خمسة مبادئ هي: 1- الكائن ليس جوهر بل هو شكل أي طريقة تشكّل لأبعاد الكائن. 2- الكائن حركي وليس ثابت 3- الكائن احتوائي متعدد ومتفاعل الأبعاد 4- الكائن احتمالي وليس حتمي 5- الكائن نسبي وليس مطلق
-
مشهور أبو لطيف: سؤال- يقول هذا المنطق ( الحيوي ) أن الوجود احتمالى وليس حتمي هل وجودك الآن وأنت تُحاور هو احتمالى وليس حتمي؟
تعقيب حمزة رستناوي: الكائن شكل احتمالي ، وهذا يشمل كل شيء ، الموبايل والواتس آب و حمزة رستناوي و مشهور أبو لطيف. لو لم أعيش في هذا العصر الذي يوجد فيه موبايلات و واتس اب لم اكن لأشارك في هذه الندوة أو أكتب على الكيبورد ، ولو أني ولدتُ في أسرة ومجتمع غير عربي ولم أعرف اللغة العربية ما كنتُ لأشارك في هذه الندوة أو أكتبُ بالأحرف العربية مثلا! ولو أنّي تعرضتُ لحادث سير قبل نصف ساعة لم اكن لأشارك و أكتب مقالي هذا ! كل كائن هو شكل احتمالي و إن بدا حتميَّا, من حيث أنّ كل كائن هو متعدد المسارات و القيم, و بناء عليه فإنّ الثورة السورية مثلا هي شكل احتمالي , و كونها احتمالية فهذا لا يتنافى مع الصيغة القانونية التي تضبط هذه الاحتمالية, إنما يتنافى مع الحتمية الغائية الفلسفية أو العقائدية التي تفسّر حركيّة الثورات والمجتمع والكون بناء على العلّة الغائية , فالشكل الحركي للثورة السورية – و كل ثورة - يأخذ في مساره صيغاً احتماليَّة تتأثّر بظروف داخلية وخارجية متعددة ومعقّدة , فقيام الثورة السورية مثلا لم يكن حتميّا, بل هو احتمال مُحرّض بأسباب وعوامل متعددة داخلية و خارجية منها ظهور موجة ثورات الربيع العربي , ومنها طريقة تعامل السلطة السورية مطالب المحتجّين ..ومنها تقديرات خاطئة لإمكانات السلطة السورية و التدخل...الخ
-
مشهور أبو لطيف: سؤال- هل يكفي إزالة كلمة الطائفية وإحلال كلمة فئويّة للقضاء على المساوئ التدميرية للتعصب الطائفي؟
تعقيب حمزة رستناوي: بالتأكيد لا يكفي التلفظ او كتابة أي كلمة أو تعليقها كتعويذة في صدر الناس لتغيير الواقع! ولو كانت هذه الكلمة أو العفاريت هي الله أو الديالكتيك أو النبي محمد أو يسوع المسيح او حقوق الانسان ..الخ . يوجد علاقة تفاعلية مُتغيرة بين الفكر والواقع ، تقوم على التلقيم الراجع و التصحيح و التدقيق واختبار الفرضيات والافكار ، مبدأ الخطأ وتصحيح الخطأ ( للتوسع راجع جون دوي مثلا في كتابه : المنطق : منهج البحث) ..وما اعرضهُ في هذه الورقة / المحاضرة لا يخرج عن هذا الاعتبار.
-
مشهور أبو لطيف: في الختام، في الفعالية الروحيه والتي أبعادها العقيدة والإدارة والقائد جميعها لا تعادل أخلاقيا جوع طفل محاصر..... أرجو المعذرة ولكم الشكر.
حمزة رستناوي: يوجد اساءة في استخدام الفكرة! يا صديقي لا يوجد أي كلمة او محاضرة او كتاب مقدس أو غير مقدّس أو أي جامعة.. بقادر على إطعام الطفل الجائع ( بطريقة مباشرة) !! لكلّ موقف في الحياة استجابة مناسبة له، وإلّا - وفقا لهكذا وجهة نظر - ينبغي الغاء أقسام الفلسفة والعلوم السياسية والانسانية في جامعات العالم! أهمية نظرية المنطق الحيوي – وفق زعمي- في كونها تُنمّي التفكير النقدي وتؤكد اهمية القوننة في تفهّم الانسان لنفسه ومجتمعه والعالم ..وتزيد حساسية الانسان تجاه العنصرية وازدواجية المعايير، و تجعله أكثر تواضعا في الحكم على نفسه والاخرين .. هي محاولة في المعرفة ولا تدّعي أكثر من ذلك. وفي النهاية الشكر موصول لك أخ مشهور لكونها كانت فرصة مناسبة لمناقشة انطباعات سلبية وغير مُرحِّبة بنظرية المنطق الحيوي وعرضها على للقارئ .. وعلى طريق المعرفة كلّنا تلاميذ . انتهى
↧
↧
هانم داود : الفيتو الامريكى
الفيتو الأمريكى والقدس
استخدمت أمريكا، "الفيتو" ضد مشروع القرار العربي بشأن القدس،أن الفيتو ألأمريكي أمام 14 دولة في مجلس ألأمن ألدولي، أكبر دليل على سياسه أمريكا ضد العرب عموما وأنها يدا بيد لصالح اسرائيل وأن دوله اسرائيل طفلها المدلل،
، لسحب قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل،هذا القرار الذى يقلل من مكانه أمريكا السياسيه فى عيون العالم وكشفت عن حقيقتها بهذا القراروالحمد لله أننا نعلم ذلك من سنوات بعيده،بأن أمريكا حليف اسرائيل ويدها الباطشه
.وتسعى فلسطين تسليط الضوء حالا على القضية الفلسطينية من خلال رعاية دولية متعددة
صارخ لحالة واضحة وربما نادرة من الإجماع الدولي».
استحاله تتحقق أحلام ترامب وتحويل القدس عاصمه لاسرائيل
وإن كانت اسرائيل لعبت دورا أساسيا فى أحداث الارهاب على أرض سيناء فمصر تعى ذلك،
مصر تحافظ على كرامه الوطن،وتدافع عن الأمن القومى العربى،مصر يد واحده والله حاميها
مصر مع القضيه الفلسطينيه،ولا تستطيع أمريكا التفرقه بين أبناء بلد واحد بحجه هذا مسلم وهذا مسيحى،المسيحين أبناء مصر الغاليه، نحارب معا ضد أعادينا،تروى دماء المسلم والمسيحى رمال أراضينا للدفاع عن كرامه مصر،لا مسلم ولا مسيحى الدين لله والوطن للجميع نساء مسيحيات مثل كل سيدات مصر تلبس الجلباب الصعيدى وتبذر وتحصد الأرض وتتدخر لبناتها ما تدخره كل أم عندها بنت من جهاز العروس وتتكلم بلهجه صعيديه ومن الوجهه البحرى تتكلم مثل بيئه بلدها التى تعيش فيها،مقوله البابا شنودة المعظم (مصر وطن يعيش فينا لا وطن نعيش فيه
ولا تسطيع الدول الاستعماريه الايقاع بيننا وبين الاشقاء العرب)
ونعلم أهداف أمريكا فى سيناء المصريه بأن تحولها أرضا لأهل فلسطين،وسعى فى ذلك الرئيس مرسى بناءا عن رغبه أمريكا ولكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض عرض مرسى لأن كل فلسطينى لا يريد إلا أرضه وطنه الأرض لا تبدل هو جاكت نتبادل فى ارتدائه،
ومصر تسعى دائما إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة
من سنين وأنا صغيره سمعت سيده (أميه) تسأل أخرى وتقول لها أنا أسمع دائما فى الراديو فلسطين فلسطين،هى فلسطين محافظه من محافظات مصر،ردت عليها الأخرى وقالت لالالا فلسطين دوله،فقالت السيده أنا أقول لروحى وأسأل نفسى كيف يقولوا رئيسها ياسر عرفات وأنا أعلم أن رئيسنا حسنى مبارك،كيف تكون من محافظات مصر وما أمرها،
،فردت عليها الأخرى :لأن مصر تهتم بالقضيه الفلسطينيه وكأنها بلادنا فهى دوله عربيه مسلمه ونشعر بمعاناه أهلها و.لأن فلسطين تحت وطأه اسرائيل،عيوننا إليك ترحل كلّ يوم
هانم داود .
↧
عملية دهس في أستراليا توقع 12 جريحا على الأقل بينهم طفل
أعلنت الشرطة الأسترالية عن إصابة 12 شخصا على الأقل بجروح في عملية دهس "متعمدة" حيث صدمت سيارة، اليوم الخميس، مارة في حي مكتظ بمدينة ملبورن ثاني مدن البلاد.
واعتقل شخصان يتم التحقيق معهما لمعرفة ملابسات الحادث. وأصيب 12 شخصا على الأقل بجروح الخميس بينهم طفل، في عملية دهس مارة، قالت الشرطة المحلية بأنها "عمل متعمد" وقعت في حي مكتظ بمدينة ملبورن ثاني مدن أستراليا، حسب ما أعلنت السلطات.
وذكرت أجهزة الإسعاف أن فرق الإغاثة "تعالج 12 شخصا وتنقلهم إلى المستشفى" وبعضهم مصاب بجروح بليغة. وروى شهود أن السيارة "حصدت الجميع" على طريقها من غير أن تبدي أي محاولة للتوقف.
وأعلنت شرطة ولاية فيكتوريا اعتقال سائق السيارة التي "صدمت عددا من المشاة". كما أوقف الشرطيون رجلا ثانيا.
وقال قائد شرطة فيكتوريا راسل باريت للصحافيين في ثاني أكبر مدن أستراليا "نعتقد استنادا إلى ما رأيناه أنه عمل متعمد والدوافع غير معروفة".
ووقعت العملية بعيد الساعة 16,30 (5,30 ت غ) عند مفترق طرق يشهد ازدحاما كبيرا في وسط ملبورن بجنوب شرق أستراليا.
وأوردت شبكة "سكاي نيوز" الأسترالية أن طفلا نقل إلى المستشفى في حال خطيرة بعد إصابته في الرأس.
وروت شاهدة تدعى سو لإذاعة "ملبورن 3 إيه دبليو" أنها سمعت صراخا ورأت أشخاصا "يتطايرون في كل مكان".
وقالت "كان بوسعنا سماع ذلك الصوت، وإذ التفتنا إلى اليسار، رأينا تلك السيارة البيضاء، لقد حصدت الجميع" مضيفة "كان الناس يتطايرون في كل مكان ويهرعون في كل الاتجاهات".
↧
تحرير الشام تقتل مجموعة كاملة للنظام بينهم قائدها وتأسر ضابطا برتبة عالية
نشرت وكالة "إباء" التابعة لهيئة تحرير الشام صوراً لقتلى من ميليشيا نظام الأسد سقطوا أثناء المعارك في قرية المشيرفة بريف حماة الشمالي.
وتصدى إن عناصر الهيئة لمحاولة تقدم ميليشيا الأسد والميليشيات المساندة لها على محور قرية المشيرفة وتل المقطع حماة الشمالي.
وتمكنت الهيئة من قتل مجموعة كاملة لنظام الأسد من ضمنهم ضابط برتبة عالية وهو قائد مجموعة الاقتحام إضافة إلى هروب مجموعة أخرى وأسر ضابط مهمته قيادة مجموعات الاقتحام جميعها.
وتشهد جبهات ريفي حماة وإدلب مواجهات يومية منذ قرابة الشهرين بين الفصائل المقاتلة من جهة ونظام الأسد وتنظيم الدولة من جهة أخرى.
في حين تساند طائرات الاحتلال الروسي نظام الأسد والميليشيات الأجنبية عبر قصف مواقع الفصائل والمناطق المحررة مستخدمة أسلحة محرمة دولياً.
↧
128 دولة تصوت لرفض تغيير طابع القدس ومركزها وديموغرافيتها
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، قراراً بأغلبية مطلقة، يقضي برفض تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو مركزها أو تكوينها الديموغرافي في إشارة إلى قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بأن القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.
وقد أيد القرار 128 دولة وعارضته 9 دول هي: الولايات المتحدة، وإسرائيل، وغواتيمالا، وجزر مارشال، ومكرونيسيا، وناراو، وبالاو، وتوغو، وهندوراس، فيما امتنعت عن التصويت عليه 35 دولة.
وأكدت الجمعية العامة في قرارها على أن مسألة القدس هي إحدى قضايا الوضع النهائي التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وأعربت أيضاً «عن الأسف البالغ إزاء القرارات الأخيرة المتعلقة بوضع القدس».
وفي أول رد فعل فلسطيني على القرار، قال الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، إن «قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يؤكد وقوف المجتمع الدولي إلى جانبنا»، فيما اعتبره متحدث باسم الرئاسة الفلسطينية «انتصاراً لفلسطين».
وتحدث في جلسة، أمس، قبل التصويت، كل من وزير خارجية فلسطين، رياض المالكي، وسفراء اليمن وتركيا وفنزويلا وباكستان وإندونيسيا والمالديف وسوريا وبنغلاديش وكوبا وإيران والصين وماليزيا وكوريا الشمالية وجنوب أفريقيا والفاتيكان، حيث أكد جميعهم على أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وأن القرار الأميركي يقوض جهود السلام وحل الدولتين. فيما كان لسفيري إسرائيل والولايات المتحدة رأي مخالف.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة، قال مندوب إسرائيل، داني دانون، إن «قراركم مصيره مزبلة التاريخ»، وإنه «لا قرارات اليونيسكو ولا قرارات الأمم المتحدة ستخرجنا من القدس».
من جانبها، كررت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، تهديداتها للدول التي صوتت تأييدا للقرار، وقالت: «هذا التصويت سيحدد الفرق بين كيفية نظر الأميركيين إلى الأمم المتحدة، وكيفية نظرتنا إلى الدول التي لا تحترمنا في الأمم المتحدة».
وادعت هايلي أن قرار ترمب «لا يضر جهود السلام» وأنه «يعكس إرادة الشعب الأميركي وحقنا كدولة في اختيار موقع سفارتنا».
وهددت بالقول: «الولايات المتحدة ستتذكر هذا اليوم الذي هوجمت فيه في الجمعية العامة لمجرد ممارسة حقها باعتبارها دولة تتمتع بالسيادة. وسنتذكر هذا اليوم عندما تتم دعوتنا لتقديم أكبر مساهمة في العالم للأمم المتحدة، وسنتذكره عندما تأتينا دول كثيرة، كما تفعل دوماً، لندفع الأموال أو نستخدم نفوذنا لمصلحتها. أميركا ستنقل سفارتها إلى القدس، هذا ما يود الشعب الأميركي فعله، وهذا هو الشيء السليم الذي يتعين فعله».
وفيما يلي نص الفقرات الإجرائية للقرار الذي اعتمدته الجمعية العامة في دورتها العاشرة، المستأنفة الطارئة، بعنوان «الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الأراضي الفلسطينية» حول «وضع القدس»
إن الجمعية العامة:
1- تؤكد أن أي قرارات وإجراءات تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو مركزها أو تكوينها الديموغرافي ليس لها أي أثر قانوني، وملغاة وباطلة، ويتعين إلغاؤها امتثالاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتهيب، في هذا الصدد، بجميع الدول أن تمتنع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس الشريف، عملاً بقرار مجلس الأمن رقم 478 لعام 1980.
2- تطالب جميع الدول الامتثال لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمدينة القدس الشريف، وبعدم الاعتراف بأي إجراءات أو تدابير مخالفة لتلك القرارات.
3- تكرر دعوتها إلى إزالة لاتجاهات السلبية القائمة على أرض الواقع التي تعرقل حل الدولتين، وإلى تكثيف وتسريع الجهود الدولية والإقليمية والدعم الدولي والإقليمي الهادفين إلى سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط دون تأخير، على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعية مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية، وخريطة الطريق التي وضعتها المجموعة الرباعية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في عام 1967.
4- تقرر رفع الجلسة الاستثنائية الطارئة العاشرة مؤقتاً، والإذن لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في أحدث دوراتها، باستئناف انعقاد الدورة الاستثنائية بناء على طلب الدول الأعضاء.
وكانت الولايات المتحدة، قد نقضت، في الثامن عشر من الشهر الحالي، مشروع قرار مصري باستخدامها «الفيتو» بصفتها دولة دائمة العضوية بمجلس الأمن، مما أدى إلى عدم اعتماد المشروع الذي حصل على 14 دولة عضو. وفي هذا الصدد، طلب اليمن وتركيا، في رسالة مشتركة، «استئناف الدورة الخاصة الطارئة العاشرة للجمعية العامة، وفقاً لإجراءات «اتحاد من أجل السلام»، حسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 377 (في) للعام 1950.
وينصّ مبدأ «الاتحاد من أجل السلام»، على أنه في أي حالة يخفق فيها مجلس الأمن، بسبب عدم توفر الإجماع بين أعضائه الخمسة دائمي العضوية، في التصرف كما هو مطلوب للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، يمكن للجمعية العامة أن تبحث المسألة بسرعة وقد تصدر أي توصيات تراها ضرورية من أجل استعادة الأمن والسلم الدوليين.
وفي إسرائيل، استبق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مناقشات الجمعية العامة بتصريح هاجم فيه المؤسسة الدولية واعتبرها «بيتاً للأكاذيب». وقال إن «القدس عاصمة لإسرائيل سواء اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالقرار الجديد للرئيس الأميركي، أو لم تعترف».
وقال نتنياهو، خلال افتتاح مستشفى جديد في أسدود: «اليوم مهم ومصيري، فهو أمر في غاية الأهمية داخل إسرائيل وكذلك خارجها. لقد انتظرت أميركا 70 عاماً للاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعلى ما يبدو سننتظر سنوات أخرى حتى تسير الجمعية العامة للأمم المتحدة على خطى واشنطن ليصدر عنها الاعتراف ذاته».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
↧
مؤتمر سوتشي يهمين على {آستانة}…وموسكو تنتقد المعارضة
هيمنت المسائل المتصلة بالتسوية السياسية على أعمال اليوم الأول من الجولة الثامنة للمشاورات في آستانة أمس، ولم يتوصل المشاركون إلى اتفاق بعد بشأن ملف المعتقلين والمخطوفين، وهو ملف رئيسي من ملفات مسار آستانة.
وقال ألكسندر لافرينتيف، المبعوث الرئاسي الخاص إلى الأزمة السورية رئيس الوفد الروسي إلى مشاورات آستانة، إن وفود روسيا وتركيا وإيران بحثت مؤتمر الحوار السوري الذي تقترح روسيا الدعوة له في سوتشي. وأشار، في تصريحات عقب اليوم الأول من المشاورات، إلى أن «النظر إلى عقد مؤتمر الحوار السوري، بتكليف من رؤساء روسيا وتركيا وإيران، كان واحدا من أهم المواضيع» التي جرى بحثها، وأكد أن الوفود كرست معظم وقتها لهذا الأمر، وأن مؤتمر الحوار سيكون على رأس المواضيع خلال المحادثات اليوم الجمعة، الثاني من «آستانة 8».
وأوضح أن الوفود تناولت شتى جوانب المؤتمر، بما في ذلك قائمة المشاركين، وموعد الدعوة له. وقال إن وفود الدول الضامنة اتفقت على أن تنجز قائمة المشاركين خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابع، وأن يتم خلال الفترة ذاتها الاتفاق على المشاركين المحتملين من جانب تركي ومن «الجانب العربي»، وعبر عن أمله بمشاركة ممثلين عن الأمم المتحدة، مؤكدا الاهتمام بأن يجري المؤتمر برعاية دولية. ورجح أن تجري الدول الضامنة لقاء إضافياً، تحضيرياً، قبل انعقاد مؤتمر الحوار السوري.
وقال لافرينتيف، إن الدول الضامنة بحثت أيضا في «آستانة 8» «الوضع القائم حاليا في سوريا بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي»، وأوضح أن المسائل التي جرى بحثها بصورة خاصة في هذا السياق «مهام القوات الحكومية لاحقا في القضاء على المجموعات الإرهابية الأخرى، التي ما زالت تنشط على الأراضي السورية، وما الذي يجب أن نقوم به (نحن الدول الضامنة)، وأي تدابير نتخذ لتعزيز الثقة بين الأطراف المتنازعة». كما أكد لافرينتيف الفشل في التوصل حتى الآن لاتفاق حول ملف رئيسي يجري بحثه منذ بدايات العمل على مسار آستانة، وهو ملف المعتقلين والمخطوفين، وزعم أن «عمليات تبادل للمخطوفين والمعتقلين ما زالت مستمرة في بعض الأماكن، وجرى هذا في مختلف مناطق خفض التصعيد، في إدلب، وفي الغوطة الشرقية، وفي حماة، وحتى في منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا»، وأضاف: «نريد أن نعطي لهذه العملية طابعا واسعا عبر آستانة، وأن نشكل مجموعة عمل تعنى بكل المسائل المتعلقة بالمعتقلين، والبحث عن المفقودين». وعزا الفشل في تحقيق تقدم في هذا الشأن إلى «مشكلات تقنية محددة»، وقال إن «الوثيقة الخاصة بتشكيل اللجنة قيد العمل».
وشن لافرينتيف هجوما على المعارضة السورية، وحملها المسؤولية عن فشل «جنيف 8». وقال إن وفد المعارضة «الموحد إلى حد ما طرح شرطا مسبقا حول رحيل الأسد». واتهم الوفد بأنه «طرح الشرط بأسلوب مهين»، وقال إنه لم يكن بالإمكان توقع نتيجة غير تلك التي انتهت إليها الجولة الماضية من المفاوضات في جنيف. وأكد أن الوفد الروسي بحث مع وفدي الضامنين التركي والإيراني هذه المسألة خلال المشاورات في آستانة. وشدد على ضرورة العمل لإبعاد تلك الشروط جانبا و«نسيانها».
من جهتها، شنت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، هجوما على وفد المعارضة السورية، وقالت: «على الرغم من إعادة تشكيل وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف، فإن خصوم الأسد لم يتخلصوا من مرضهم القديم»، في إشارة منها إلى «المطلب برحيل الأسد»، ومن ثم تابعت ووجهت انتقادات للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، لأنه حمل وفد النظام المسؤولية عن فشل جنيف، وقالت: «يؤسفنا أن المبعوث الدولي لم يقيم بالشكل المناسب التصريحات الاستفزازية للمعارضين خلال جولة المفاوضات الأخيرة». واتهمت وفد المعارضة بأنه «تعمد الاستفزاز» لعرقلة التقدم نحو السلام، بما في ذلك تعقيد الدعوة لمؤتمر الحوار في سوتشي. وبناء عليه أكدت زاخاروفا أن «موسكو تشعر بخيبة أمل إزاء تصريحات دي ميستورا، وتحديدا الاتهامات التي صدرت عنه لوفد الحكومة السورية بأنه المسؤول عن فشل الجولة الثامنة من المفاوضات في جنيف». واعتبرت زاخاروفا التي تعبر عن موقف الخارجية الروسية أن كلام دي ميستورا «محاولة للإلقاء بالمسؤولية على الطرف الذي من الواضح أنه لم يكن مسؤولا عن الفشل».
وجاءت تصريحات زاخاروفا في الوقت الذي كان المبعوث الدولي يجري فيه محادثات في موسكو مع وزيري الخارجية سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو، وأظهر خلالها تمسكا بعملية جنيف، وأشار إلى أن الجولة الأخيرة من المفاوضات في جنيف «لم تكن جيدة». وأضاف أنه «علينا العمل لتصبح عملية جنيف مثمرة»، وشدد على أنه «لا بديل (للتسوية) عن هذه العملية، التي تحظى باعتراف المجتمع الدولي وتجري برعاية الأمم المتحدة». وعبر عن أمله في أن تكون الجولة المقبلة ناجحة بمساعدة جميع الدول، بما في ذلك روسيا. وأبدى ارتياحا للتقدم في مناطق خفض التصعيد في سوريا، وقال إن «المفاوضات في آستانة ساعدت في خفض التوتر، وقد رأينا هذا بأعيننا»، لافتا إلى تقلص المساحات التي تخضع لسيطرة «داعش»، وعبر عن قناعته بأنه «آن الأوان لعملية سياسية صادقة». وسيصل دي ميستورا اليوم الجمعة إلى آستانة للمشاركة في المشاورات هناك.
وعبر لافروف عقب محادثاته مع شويغو ودي ميستورا، عن أمله في أن تكون الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف مثمرة، ووصف نتائج الجولة الأخيرة بأنها «غير مرضية أبداً»، موضحا أنه بحث مع دي ميستورا الخطوات المطلوبة لتكون الجولة المقبلة أكثر إيجابية والمساهمة في إطلاق حوار مباشر بين الوفدين السوريين. وقال إن «حديثا صريحا للغاية ومهما جدا أجريناه أنا والوزير شويغو، وبحثنا خلاله مع المبعوث الدولي المسائل المتصلة بالجهود الحالية لدفع التسوية السورية بموجب القرار 2254»، ووضع لافروف كل المسارات الأخرى تحت مظلة جنيف، حين أكد أن «اللقاءات مع دي ميستورا مفيدة جدا جدا، بغية ضبط العمل حول المسارات التي انطلقت في الآونة الأخيرة والتي نريد مزامنتها، وضمان مساهمتها في إنجاح عملية جنيف بموجب القرار 2254». واتهم لافروف «بعض القوى» باستغلال «جملة من الوقائع» لتعقيد عملية جنيف.
وأكد وزير الخارجية الروسية، أنه والوزير شويغو، أطلعا دي ميستورا على كيفية التحضيرات لمؤتمر الحوار السوري في سوتشي، وعبر عن أمله في أن يتحول المؤتمر إلى «مؤتمر وطني شامل»، وقال إنه لتحقيق هذا الأمر تحديدا قامت روسيا، بدعم من تركيا وإيران، بطرح فكرة عقد مؤتمر الحوار السوري. من جانبه أشار وزير الدفاع سيرغي شويغو إلى ما وصفه فشل في الحوار بين مجموعات المعارضة الممثلة في الوفد التفاوضي، وقال خلال المحادثات مع دي ميستورا: «لدينا اليوم عدد من مجموعات المعارضة. واجتمعتم مؤخرا مع واحدة منها في جنيف، وشاركنا بالعمل هناك، حيث لم يتم تحقيق نتائج في إطلاق حوار عادي وبناء بين مجموعة المعارضة من الرياض، والمجموعة التي أتت من دمشق والقاهرة».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
هدوء حذر في عفرين على وقع تهديدات تركية
حركة سير اعتيادية، وأصوات البائعين تتعالى في السوق وسط مدينة عفرين (60 كيلومتراً شمال شرقي حلب)، في مشهد يوحي بأن الحياة شبه طبيعية؛ لكن التصعيد التركي الأخير والتهديدات بضربة عسكرية، دفع الأهالي لاتخاذ بعض الاحتياطات، مثل شراء الطعام وتخزين المؤن والطحين، كما بدأ أصحاب المنازل في تجهيز الملاجئ، بعدما أوعز مسؤولو الإدارة الذاتية بتنظيف الأقبية لتكون ملاجئ في حال تعرض المدينة للقصف.
ونقل جانيار (46 سنة) رئيس مجلس حي عفرين الجديدة، أن مسؤولي الإدارة المحلية عقدوا اجتماعات موسعة طوال الأسبوع الجاري، وقال: «طلبوا من رؤساء الكومينات (وحدات الأحياء والشوارع) التأكد من جاهزية الملاجئ، وتوجيه سكان الأبنية بتنظيفها للاستخدام في حال وقوع هجمة عسكرية تركية».
ومنح انسحاب قوات النظام السوري بداية عام 2013 الأكراد فرصة لتشكيل حكومات محلية في ثلاث مناطق، يشكلون فيها غالبية سكانية، وعفرين إحدى التجمعات الكردية، بالإضافة إلى الجزيرة وكوباني (عين العرب)، وهي منطقة حدودية محاذية لولاية هاتاي التركية، وعلى عكس منطقتي كوباني والجزيرة، تقع عفرين في نقطة بعيدة نسبياً عن المناطق الكردية الأخرى شمال سوريا، وتحاذيها مدن ومناطق عربية سورية.
وصرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مراراً، بأن بلاده عازمة على «تطهير» كل من المدن السورية: عفرين، ومنبج، وتل أبيض، ورأس العين، والقامشلي، من «الإرهابيين»، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية.
واتهمت هيفي مصطفى، رئيسة المجلس التنفيذي لمقاطعة عفرين، تصاعد تصريحات تركيا بعد فشل سياستها، بالتدخل في الشأن السوري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «محاولة لكسر عزيمة شعوب المنطقة التي اختارت النظام الفيدرالي، وخلق حالة من الفوضى لإضفاء شرعية على دخول الأراضي السورية بذريعة محاربة الإرهاب، على الرغم من أنها الداعم الرئيسي للإرهاب»، على حد تعبيرها.
وتابعت: «سيكون ردنا مباشرا عبر كافة السبل السياسية والعسكرية؛ لأننا نمتلك القوة الكافية للوقوف في وجه الاحتلال التركي»، ولفتت إلى أنّ أهالي عفرين: «على أتم الاستعداد لمواجهة كافة أشكال الاحتلال، وعلى رأسها الاحتلال الفاشي التركي»، بحسب هيفي مصطفى.
ونشر نشطاء من عفرين على منصات التواصل الاجتماعي، صورة تظهر إزالة كتلتين إسمنتيتين من الشريط الحدود بالجانب السوري المقابل لقرية بابليت، التابعة لريف ناحية جندريس الواقعة شمال عفرين، ونقل المزارع سعدو الذي تقع أرضه على مقربة من الشريط الحدودي مع تركيا، أن المزارعين يشتكون وبشكل مستمر من دخول العربات العسكرية إلى حقولهم، كما يسمعون بشكل شبه يومي هذه التهديدات، وقال: «منذ مدة ونحن نسمع بهذه التهديدات؛ لكنها لا ترهبنا، هذه التصريحات تهدف لإجبارنا على التخلي عن أرضنا وبيوتنا ودفعنا نحو النزوح والهجرة» مضيفاً: «هذا وطني، ولن أخرج منه».
وقررت هيئة التربية بالمجلس التنفيذي في مدينة عفرين، تقديم موعد إجراء الامتحانات النصفية للمراحل الانتقالية التي بدأت منذ 17 الشهر الجاري، حيث كانت تجرى في الأول من يناير (كانون الثاني) بداية العام الجديد. ونقلت المدرسة حنيفة (35 سنة) أن الامتحانات النصفية بدأت بالفعل، وقالت: «تقرر الانتهاء من الامتحانات قبل نهاية العام الجاري، كما تم إبلاغ الكادر التدريسي بتوجيه التلاميذ وذويهم لاتخاذ تدابير احتياطية تحسباً للضربة».
وبحسب تقارير إعلامية، أرسل الجيش التركي مزيدا من الحشود العسكرية على طول الحدود مع سوريا المقابلة لمنطقة عفرين، في حين تأخذ القوى السياسية الكردية والعسكرية التهديدات التركية على محمل الجد.
وأكد محيي الدين شيخ آلي، سكرتير حزب الوحدة الكردي (يكيتي) لـ«الشرق الأوسط»، أن التهديدات التركية حيال عفرين «مؤشر لا يجوز الاستخفاف به»، وقال: «التهديدات جاءت على أعلى المستويات، رافقها قصف مدفعي متكرر لقرى وأرياف منطقة عفرين، وتحليق شبه يومي لطيران الاستكشاف في أجواء المنطقة». وشدد على أن التصعيد التركي الأخير يأتي في سياق الأزمات الداخلية والخارجية التي تعاني منها تركيا، وقال: «كأن تطويق الفضائح ومعالجة أزمات تركيا البنيوية متوقف على ضربة عفرين؛ لكن الأهالي على أتم جهوزية للدفاع عن أنفسهم، ويقفون صفاً واحداً مع قواتهم العسكرية (وحدات حماية الشعب)».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
الدوما الروسي يقر توسيع قاعدة طرطوس
صادق مجلس الدوما أمس على اتفاقية القاعدة العسكرية البحرية في طرطوس غرب سوريا واقترح إقامة قاعدة ثالثة، خاصة لاستجمام العسكريين الروس في سوريا تضاف إلى قاعدة حميميم في ريف اللاذقية. وكان مجلس الدوما عقد أمس جلسة خاصة للمصادقة على اتفاقية «توسيع نقطة الدعم التقني المادي» في طرطوس، أي القاعدة الروسية هناك، استمع خلالها لشرح وتوضيحات قدمها نيكولاي بانكوف، نائب وزير الدفاع الروسي، الذي قال إن «الاتفاقية ستسمح بتوسيع مساحة نقطة الدعم التقني المادي، حتى 24 هكتاراً»، وأكد أن روسيا يمكنها بموجب الاتفاقية استخدام أرصفة الميناء، والمستودعات والمنشآت لتخزين مختلف المواد، موضحاً أن الاتفاقية تحدد بما في ذلك آلية دخول السفن الحربية الروسية إلى الميناء السوري، ويمكن أن توجد في قاعدة طرطوس البحرية الروسية 11 سفينة حربية في آن واحد، بما في ذلك قطع بحرية تعمل بالطاقة النووية. وتمنح الاتفاقية امتيازات وحصانة على الأراضي السورية للعسكريين الروس العاملين في القاعدة، وأعضاء طواقم السفن، وممتلكات القاعدة. وأكد بانكوف أن «اتفاقية قاعدة طرطوس تنص على تفضيلات كبيرة فيما يخص حماية العسكريين الروس وأفراد عائلاتهم» في سوريا. وبدأت عملية المصادقة على اتفاقية طرطوس في 5 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، حين أعلنت الحكومة أن رئيس الوزراء دميتري مدفيديف وقعها وأحالها للرئيس كي يوقعها ويقوم بدوره بإحالتها لمجلسي البرلمان للمصادقة عليها. وصادق مجلس الدوما أمس على الاتفاقية، ويتوقع أن تنتهي عملية المصادقة أصولا بعد مصادقة مجلس الاتحاد عليها قبل نهاية العام الجاري. يذكر أن قاعدة الدعم التقني في طرطوس تم تأسيسها بموجب اتفاق بين سوريا والاتحاد السوفياتي عام 1971، واستخدمها الأسطول البحري السوفياتي كنقطة توقف مؤقت، للتصليحات الضرورية والتزود بالمؤن، وبموجب الاتفاقية الحالية يجري توسيع «النقطة لتصبح قاعدة بحرية متكاملة، وهي القاعدة العسكرية الثانية لروسيا على الأراضي السورية، إلى جانب قاعدة حميميم الجوية.
واقترح مجلس الدوما الروسي إقامة قاعدة ثالثة، تكون خاصة لاستجمام العسكريين الروس العاملين على الأراضي السورية. وقال فلاديمير شومانوف، رئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون الدفاع: «هناك ضرورة على الأرجح للنظر في إقامة قاعدة استجمام لعسكريينا، وقبل كل شيء للبحارة والأسر التي ينفذ أربابها مهام في طرطوس وحميميم». وقال أنطون مارداسوف، الخبير من مجلس الشؤون الخارجية الروسي، إن اتفاقية طرطوس لا تختلف بجوهرها عن اتفاقية قاعدة حميميم في اللاذقية، وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الاختلافات شكلية، ففي حالة طرطوس الحديث يجري عن توسيع قاعدة قديمة، بينما في حميميم جرى إنشاء قاعدة جديدة، وبالنسبة للصلاحيات وغيره من جوانب قانونية قال إن الجانب الروسي يتمتع في الحالتين بذات الشروط». وأوضح أن مسألة المصادقة على اتفاقية طرطوس بالنسبة لموسكو تحمل طابع «ضرورات إدارية»، ورجح أن تتطلب عمليات التوسيع في طرطوس المزيد من النفقات، وهنا لا بد من اتفاقية قانونية بموجب القانون الروسي للحصول وفق الأصول على التمويل من الميزانية عند الضرورة.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
الاتحاد الأوروبي يحض موسكو على الضغط على دمشق
رحب الاتحاد الأوروبي أمس باعتماد مجلس الأمن الدولي القرار 2393 في شأن تجديد العمليات الإنسانية في سوريا، وأعرب في بيان صدر باسم فيدريكا موغيريني منسقة السياسة الخارجية عن قلق الاتحاد الأوروبي البالغ إزاء استمرار عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 13 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة في كل أنحاء سوريا بما في ذلك مليون و300 ألف شخص يعيشون في ظروف تشبه الحصار.
وأشار البيان إلى استمرار القتال في سوريا، وأدان الاتحاد الأوروبي استمرار الانتهاكات المنظمة والواسعة النطاق لحقوق الإنسان، واستمرار حصار غوطة دمشق. وحض البيان النظام السوري على السماح بالوصول الفوري ودون معوقات لعمليات المعونة والإجلاء الطبي لأن ما يفعله النظام في هذا الصدد في الغوطة انتهاك صارخ للقانون الإنساني والدولي وقرار مجلس الأمن. وجدد البيان التزام الاتحاد الأوروبي بالعمل من أجل تحقيق حل سياسي بناء على قرارات الأمم المتحدة وبيان جنيف لعام 2012، وقال إن الاتحاد على استعداد للمشاركة في إعادة إعمار سوريا فقط عندما يتم التفاوض على انتقال سياسي شامل من قبل كل الأطراف في النزاع ووفقا للقرارات الدولية. لكن البيان الأوروبي أشار إلى عدم إحراز تقدم في المفاوضات بسبب عرقلة النظام. وحض البيان شركاء النظام السوري وخاصة روسيا على العمل من أجل ضمان مشاركة النظام بشكل كامل في هذه العملية التي تشرف عليها الأمم المتحدة كما تعهد الاتحاد الأوروبي باستمرار الدعم لهذا الملف وعبر تنظيم مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة المقرر في بروكسل ربيع 2018.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
↧
دي ميستورا غاضب من «تراجع» دمشق : رفض بحث ملفي الدستور والانتخابات قبل استعادة الدولة سلطتها على جميع الأراضي السورية
لا تزال موسكو تنتظر رد دمشق على اقتراح ترؤس نائب الرئيس السابق فاروق الشرع «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي بهدف تحقيق هدفين، هما تشكيل «لجنة دستورية» ومجلس لرئاسة مؤتمر الحوار، في وقت بدا أن دمشق قررت إرجاء البحث عن تسوية سياسية «قبل تطهير كامل الأرض السورية من الإرهابيين».
كما أن جهازي الاستخبارات في روسيا وتركيا منخرطان في مراجعة قائمة المرشحين إلى المؤتمر التي تضم 1500 سوري، إضافة إلى حوار بين وزيري الدفاع والخارجية الروسيين، سيرغي شويغو وسيرغي لافروف، والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لفهم العلاقة بين مؤتمر سوتشي ومفاوضات جنيف، خصوصاً ما يتعلق بشرعية تشكيل اللجنة الدستورية وتسلسل العلاقة بين مساري جنيف وسوتشي.
بحسب مصادر دبلوماسية غربية، فوجئ دي ميستورا بـ«تراجع» وفد الحكومة السورية برئاسة السفير بشار الجعفري في القسم الثاني من الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف الأسبوع الماضي عن موقفه في قسمها الأول. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «في القسم الأول، اشترط الجعفري أن تقوم الهيئة التفاوضية العليا المعارضة بسحب بيان المعارضة في مؤتمر الرياض، وخصوصاً ما يتعلق بالموقف من الرئيس بشار الأسد والمطالبة بخروجه من السلطة لدى بدء المرحلة الانتقالية قبل أن يوافق (الجعفري) على الانخراط في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة لبحث ورقة دي ميستورا إزاء المبادئ الـ12 لمستقبل سوريا والتفاوض حول ملفي الإصلاح الدستوري والانتخابات» بموجب القرار 2254.
لكن المفاجئ بالنسبة إلى دي ميستورا والمبعوثين الغربيين في القسم الثاني، هو تقديم الجعفري موقفاً جديداً مفاده رفض بحث ملفي الدستور والانتخابات قبل «تحرير سوريا من جميع الإرهابيين وقبل استعادة الدولة سلطتها على جميع الأراضي السورية»، بحسب المصادر. وقالت: إن الجعفري شرح للمبعوث الدولي وفريقه مناطق سيطرة «داعش» وباقي الإرهابيين في البلاد، ثم جرى تسريب فيديو عن هذه «المحاضرة» التي أعقبتها «جلسة أخرى» تناولت تاريخ سوريا و«مقاومة الشعب السوريين للاحتلال بما في ذلك العثمانيون». وأكد وزير الخارجية وليد المعلم موقفاً مشابهاً أمام البرلمان أمس. وقال: إن بقاء مناطق خفض التصعيد المنبثقة من اجتماعات آستانة في «وضعها الراهن، غير مقبول، في المرحلة المقبلة»، مضيفاً إن «الهدف هو تطهير جميع الأراضي السورية من الإرهابيين».
دي ميستورا، الذي حاول الحفاظ على موقفه وسيطاً دولياً بين وفدي الحكومة والمعارضة، قدم سلسلة من المقترحات لإجراء مفاوضات غير مباشرة أو مباشرة لتحقيق تقدم في ورقة المبادئ السياسية أو ملفي الدستور والانتخابات وعقد 11 جلسة مع وفد المعارضة و8 جلسات مع الوفد الحكومي «غير أنه لم يحدث أي اختراق كما كان يخطط بسبب تراجع وفد دمشق واتباع أسلوب المماطلة، ورفض التفاوض قبل السيطرة على الأراضي السورية»، بحسب المصادر الغربية. وأشارت إلى أنه على عكس الجولات السابقة «خرج دي ميستورا عن صمته وأبلغ مجلس الأمن مسؤولية الوفد الحكومي عن عدم تحقيق تقدم» في الجولة الثامنة. ونقل عن وفد المعارضة قوله: «إن الموقف من الأسد هو وجهة نظر وليس شرطاً مسبقاً».
هناك تفسيران، بحسب المصادر، إزاء موقف دمشق: الأول، إفشال مفاوضات جنيف، ونقل الرهان السياسي إلى مسار مؤتمر الحوار في سوتشي. الآخر، كسب الوقت والضغط على دي ميستورا للاستقالة، بحيث يتم تمرير الوقت إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الروسية في 18 مارس (آذار) المقبل. وقال مسؤول غربي: «ربما يكون هذا الموقف بإيحاء من طهران التي لم تكن موافقة على مؤتمر سوتشي وليست جزءاً من مفاوضات جنيف ورفضت أن تبارك اجتماعات آستانة مؤتمر سوتشي».
موسكو، التي تحاول الحفاظ على توازن بين أطراف متناقضة، لم تمارس ضغوطاً على دمشق لتقديم مرونة في مفاوضات جنيف، بل إنها وضعت شروطاً على المعارضة كي تكون مقبولة في العملية السياسية، وبعثت إشارات نقدية لموقف دي ميستورا ما رجح احتمالات الرهان الروسي على مؤتمر الحوار في سوتشي والضغط على الأمم المتحدة كي تكون جزءاً منه. وقال لافروف لدي ميستورا أمس: «هناك من يحاول عرقلة عملية التسوية السورية».
من جهته، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أبلغ موسكو بوجود شرطين لمشاركة الأمم المتحدة في سوتشي، بحسب المصادر، هما: أن يعقد المؤتمر لمرة واحدة فقط وليس سلسلة من المؤتمرات كما حصل مع مسار آستانة، أن يكون جزءاً من عملية جنيف وتنفيذ القرار 2254. (وهذا موقف دول غربية بينها أميركا).
لكن موسكو ماضية في السباحة بين مسارات جنيف وسوتشي وآستانة والإعداد لمؤتمر الحوار وتذليل عقبات عدة أمام حصوله. العقدة الأولى، التفاهم مع أنقرة على قائمة المدعوين بموجب نتائج قمة الرؤساء: الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني في سوتشي الشهر الماضي. وعلم أن اجتماعات روسية - تركية عقدت لمراجعة قائمة المدعوين التي قدمتها موسكو وضمت 1500 شخص، بينهم سياسيون ورؤساء نقابات وفنانون ومثقفون وعسكريون، بينهم مسؤولو نقابات أطباء البيطرة (أطباء الحيوانات)، إضافة إلى نخبة من خبراء الدستور والسياسيين. وأفاد مصدر: «أنقرة تريد التأكد من عدم وجود أي شخص قريب من الاتحاد الوطني الديمقراطي الكردي في حوار سوتشي».
تتعلق العقدة الثانية بدعوة الشرع إلى المؤتمر. وأبلغ مسؤولون روس محاوريهم بأن موسكو تريد حضور الشرع وأبلغت دمشق رسمياً بذلك وهي تنتظر الجواب الرسمي، في وقت لم يتبلغ نائب الرئيس السوري السابق دعوة رسمية، وإن كان يتمسك بـ«صلاحيات كاملة وضمانات لنجاح مؤتمر الحوار الوطني». وقال دبلوماسي روسي: «نريد أن يقتصر دور الشرع على رئاسة المؤتمر وتشكيل لجنة دستورية، وليس صحيحاً أنه سيكون رئيسا للهيئة الانتقالية».
أما العقدة الثالثة، فتتعلق بدور الأمم المتحدة؛ إذ إن موسكو تريد أن يتم تشكيل «اللجنة الدستورية» في سوتشي بحضور دي ميستورا على أن تعقد هذه اللجنة أول اجتماعاتها في جنيف، في حين يتمسك المبعوث الدولي بتشكيل اللجنة من الحكومة والمعارضة في مفاوضات جنيف على أن يتم دعمها وشرعنتها في مؤتمر سوتشي وتعقد اجتماعاتها في جنيف. لكن دمشق تراهن على خيار ثالث، وهو أن يتم عقد مؤتمر الحوار في سوتشي ليكون حدثاً إعلامياً يخدم بوتين في الانتخابات الرئاسية، ثم تعقد جلسات مؤتمر الحوار في دمشق، وتتم عملية الإصلاح الدستوري ضمن آليات البرلمان الحالي التي تضم بتعديل الدستور الحالي لعام 2012. وفي هذا السياق، قد تبدي دمشق «مرونة» بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في السنة المقبلة أو بعدها، علماً بأنها مقررة في 2020، ورفض تقديم موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 2021 ما لم يتم تعديل الدستور ضمن أولويات دمشق.
ولا شك أن محادثات دي ميستورا في موسكو مع وزيري الخارجية والدفاع أمس واجتماعات آستانة بين الضامنين، روسيا وتركيا وإيران، ستكون حاسمة في تقرير مصير مستقبل مفاوضات جنيف ومؤتمر سوتشي. وقال دي ميستورا خلال لقائه الوزيرين أمس: «لم يكن لدينا لقاء جيد في جنيف، وأنتما تعرفان ذلك، وأنا أعرف ذلك. علينا أن نعمل من أجل أن تثمر جنيف عن النتيجة؛ لأنه لا يوجد هناك أي بديل لعملية جنيف، التي اعترف بها المجتمع الدولي والتي تجري برعاية الأمم المتحدة».
وكان لافتاً أن دي ميستورا خاض أمام مجلس الأمن في تفاصيل تصوراته للمرحلة المقبلة لاستباق مسار سوتشي. وقدم وثيقة إلى أعضاء مجلس الأمن تضمنت تصوراته لملفي الانتخابات والدستور، هنا نصها:
سلة الانتخابات
«بخصوص سلة الانتخابات، يعرب القرار 2254 عن دعم هذا المجلس لانتخابات حرة ونزيهة تبعاً لدستور جديد، تجري تحت إشراف الأمم المتحدة، ووفق أرفع المعايير الدولية للشفافية والمحاسبة، مع تمتع جميع السوريين، بما في ذلك أبناء الشتات، بالحق في المشاركة.
كانت الأمم المتحدة وفرت مساعدات انتخابية لغالبية الدول الأعضاء لديها، وجاء ما يقرب من ثلث هذه الحالات في غضون العامين الماضيين فقط ـ عليه، فإننا نملك خبرة كبيرة بهذا المجال ـ وغالباً ما جرت هذه الانتخابات في بيئات تعايش مرحلة ما بعد الصراع، وحرصت الأمم المتحدة على توفير شتى صور المساعدات الانتخابية. من ناحية أخرى، فإن ثمة حاجة واضحة لاحترام السيادة السورية على نحو كامل ما من شك هنا فيما يخص العملية الانتخابية الوطنية على أراضيها مع العمل في الوقت ذاته على تيسير إشراف الأمم المتحدة الذي أعلن هذا المجلس دعمه له.
بالنظر إلى القرار 2254 والآراء التي تعرفنا عليها من الأطراف المعنية، تمكننا من التعاون بعض الشيء مع كل من الأطراف المعنية، إضافة إلى المجتمع المدني والمواطنين السوريين العاديين وأن إجراء انتخابات حرة ونزيهة تبعاً لأرفع معايير دولية يتطلب إقرار جدول زمني واضحاً وتسلسل الأحداث المتفق عليه في القرار 2254 بخصوص إشراف الأمم المتحدة على الانتخابات الرئاسية منها والبرلمانية. وسيتعين العمل على ضمان تمتع الجميع بفرص متكافئة بحيث يتمكنون من المشاركة في الحياة العامة، وألا يخافوا من المشاركة بها. وسيتعين الاتفاق على مبادئ فيما يخص إطار العمل القانوني الانتخابي بحيث يتواءم مع أرفع المعايير الدولية ويضمن إدارة مستقلة للعملية الانتخابية.
ستكون هناك حاجة لإقرار معايير لأهلية الناخبين للمشاركة بحيث يصبح بمقدور جميع السوريين، بغض النظر عن الدين أو العرق أو النوع، المشاركة في التصويت، بما في ذلك أبناء الشتات، مع اتخاذ إجراءات خاصة لضمان مشاركة اللاجئين والمشردين داخلياً والسوريين الآخرين الذين تضرروا من الصراع. وسيتعين إقرار بند محدد لتعزيز مشاركة المرأة. ومن الممكن أن يتضمن إشراف الأمم المتحدة أدواراً داعمة لإطار العمل القانوني الانتخابي والمؤسسات والعمليات الانتخابية (بما في ذلك تصويت الشتات) ورفع تقارير إلى مجلس الأمن حول مستوى إجراء العمليات الانتخابية قياساً بأرفع المعايير الدولية التي تكفل الشمولية (التمثيل) والشفافية والمحاسبة. هذا كل ما يخص الانتخابات. إذا كنت ترغب في مشاركة الأمم المتحدة، فإن ذلك يستتبع عدة أمور معه: الاستعداد لاحترام السيادة، والاستعداد للعمل بجد، وهذا ما يعنيه عقد انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.
سلة الدستور
«بخصوص (سلة الدستور)، يدعو القرار 2254 إلى عملية تتولى الأمم المتحدة تيسير عملها لصياغة جدول وعملية لوضع دستور جديد قبل إجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة. عليه، سعت الأمم المتحدة خلال كل من الاجتماعات التي عقدناها نحو التعرف على وجهات نظر الأطراف المختلفة حيال هذا الأمر. وبناءً على هذه الجهود، دعني (دي ميستورا) أعرض 11 ملاحظة لرسم بعض الخطوط العامة ومحاولة إثارة مزيد من المناقشات إذا ما كانت ثمة رغبة حقيقية في تنفيذ عملية لصياغة دستور جديد تبعاً للقرار 2254. وبالتالي تحظى بمباركة الأمم المتحدة:
1. على ما يبدو، يقبل الطرفان بأن سوريا في حاجة إلى مراجعة نظامها الدستوري على نحو يبلغ ذروته في نيل موافقة شعبية على دستور جديد، ونحن جميعاً نتفق على أن الشعب السوري وحده من يملك حق تحديد ملامح دستور المستقبل لسوريا. لن يجري طرح دستور تولى كتابته أي منا، أي دولة أو أي منا. في مقدورنا تقديم يد العون، لكن ينبغي أن يأتي الدستور نهاية الأمر من صنع أيدي السوريين أنفسهم.
2. يجب أن تخضع أي مراجعة دستورية لملكية سوريا وقيادة سوريا، وأن تجري بناءً على القرار 2254 والذي نص، بحسب ما أشرت سابقاً، على ضرورة أن يأتي إقرار جدول زمني وعملية لصياغة مثل هذا الدستور الجديد في إطار محادثات بين ـ سوريا تحت رعاية وبتيسير من الأمم المتحدة. ويجب أن تجري صياغة الجدول الزمني والعملية لوضع مثل هذا الدستور في إطار محادثات بين ـ سوريا تحت رعاية وبتيسير الأمم المتحدة.
3. يجب أن يحاول مثل هذا الجدول الزمني وهذه العملية تحديد واحتواء المبادئ الإرشادية، وجدول زمني تسلسلي وتحديد جميع المؤسسات المعنية التي يتعين إنشاؤها ـ بما في ذلك حدود سلطاتها وتكوينها وأسلوب تأسيسها.
4. من أجل هذه الغاية، نعتقد أن عملية المراجعة الدستورية يمكن أن تسترشد في عملها بالمبادئ في قرار مجلس الأمن رقم 2254 وإعلان جنيف والمبادئ الـ12 الأساسية بين ـ السورية التي تطرح منظوراً لرؤية لمستقبل سوري يمكن للجميع التشارك به. ومثلما أشرت مسبقاً، توفر هذه المبادئ ضمانات مهمة للشعب السوري من حيث هدف أي مراجعة دستورية والتي يجب أن تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري.
5. مع أن هذه المبادئ ليست فوق دستورية إلا إذا وافق على ذلك الشعب السوري، فإنه يمكن تطويرها وتجسيدها من قبل كيان معني بصياغة الدستور. ومن أجل ضمان المصداقية، من المحتمل أن يحتاج هذا الكيان المعني بصياغة الدستور وأي عملية لصياغة الدستور، إلى تناول كيفية التشارك في السلطة، وكيف ينبغي نزع المركزية عن السلطة داخل سوريا وممارستها على الأصعدة الوطنية والإقليمية والمحلية.
6. حتى الآن، ظهرت مؤسستان من رحم المناقشات حول أهداف صياغة ومراجعة دستور جديد وإقامة عملية حوار وطني: «لجنة الدستور» و«المؤتمر الوطني». باستطاعة «لجنة الدستور» إعداد مسودة أولية وعرضها على «المؤتمر الوطني» في سوريا، الذي سيتولى بدوره الإشراف على حوار وطني ومراجعة وتنقيح أي مسودة دستور ثم طرحها على التصويت الشعبي بموجب القرار 2254.
7. ينبغي إقرار حدود سلطات كل مؤسسة، وطبيعة سلطاتها وقواعد الإجراءات الخاصة بها، وأن تجري الموافقة عليها في إطار المحادثات بين ـ السورية في جنيف التي تتولى الأمم المتحدة تيسير عقدها. وستعمل الأمم المتحدة على ضمان توافق أي تشكيل يجري الاتفاق عليه مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 وبناءً على أي معايير اختيار شاملة وموضوعية يجري تحديدها والاتفاق عليها في جنيف.
8. ينبغي أن تضم المؤسستان، على الأقل، ممثلين عن الحكومة والمعارضة المشاركة في المحادثات البينية السورية، علاوة على عناصر إضافية من المجتمع السوري، بما في ذلك شخصيات دينية وسياسية وثقافية واقتصادية ونقابية، وكذلك سوريون من الشتات وخبراء قانونيون، مع وجود بند ينص بوضوح على ضم ممثلين عن المجتمع المدني وعناصر مستقلة والمرأة.
9. ينبغي أن تكون مثل هذه المراجعة الدستورية شاملة، وتضم حواراً وطنياً مؤسساً على نحو جيد ويجري بشفافية ويتميز بقاعدة واسعة، وتضمن فرص نشر المسودات والنقاشات والمراجعات، وتجري اتصالات ومشاورات كاملة مع المجتمع المدني والأحزاب السياسية والجامعات وأبناء الحقل الأكاديمي والرأي العام فيما يخص صياغة الدستور.
10. تقف الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد حال تخويلها ذلك وتوفير مكاتب جيدة لها، لتقديم الدعم لأي «لجنة دستورية» تبعاً للوصف السابق و«مؤتمر وطني» تبعاً للوصف السابق تتفق عليهما الأطراف المشاركة في المحادثات البينية السورية، وكذلك توفير خبرة دولية.
11. من أجل ضمان عملية حقيقية وشاملة لصياغة الدستور داخل سوريا، يجب بناء بيئة آمنة وهادئة ومحايدة لتمكين السوريين من مختلف أطياف المجتمع من المشاركة بأمان وحرية. ويتطلب هذا بدوره من الأطراف المشاركة في جنيف تحديد الإجراءات المعنية والمناسبة لمحاربة الإرهاب وحفظ الأمن وبناء الثقة، علاوة على اتخاذ ترتيبات حكم تشمل جميع الأطياف، وتخلو من أي نزعة طائفية يجري الاتفاق عليها عبر المفاوضات.
ويمكن من خلال اتخاذ توجه يقوم على تقسيم المهام تحديد العلامات الفارقة ومؤشرات الأداء. ومن شأن ذلك تعزيز عملية بناء بيئة إيجابية بدرجة بالغة عبر تحقيق تقدم ملموس على صعيد توفير المساعدات الإنسانية وإجراءات بناء الثقة ـ خاصة التعامل مع المحتجزين والمختطفين والمفقودين ـ وإقرار وقف إطلاق نار مستدام على مستوى البلاد».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
رائحة الموت وآهات التعذيب «الداعشي» تحوم في ملعب الرقة
الملعب البلدي، أو الملعب الأسود، أو النقطة 11. تعددت الأسماء والمكان واحد. إنه الملعب البلدي الواقع وسط مدينة الرقة الذي بنى عناصر تنظيم داعش تحت مدرجه سجناً كبيراً. وعلى مدار سنوات كانت تتعالى الصرخات القادمة من ساحته، ليست هتافات لمشجعين أو لمحبي كرة القدم؛ بل كانت آهات الأشخاص الذين كان يعتقلهم متطرفو التنظيم ويتوحشون في تعذيبهم.
وعوضاً عن تنظيم المباريات والدوريات الكروية، كان التعذيب المنظم سيّد المشهد، إذ وقف فريق مقاتلي «داعش» في مواجهة أمام مدنيي الرقة العزل، في مباراة غير متكافئة، لا حكم فيها ولا صفارة بداية؛ بل هي أوجاع تعبر عن النهاية، نهاية حياة كل من عارض قوانين التنظيم المتشدد وتشريعاته.
وافتتح الملعب البلدي في الرقة سنة 2006، وكان مخصصاً لمباريات وتدريبات نادي الشباب في الدوري السوري، وبعد سيطرة «داعش» على كامل مدينة الرقة بداية 2014 تعددت أسماؤه، إذ كان يسمى بـ«الملعب الأسود»، في إشارة إلى الحقبة السوداء التي مارسها المتطرفون على سكان المناطق الخاضعة لنفوذهم سابقاً، كما كان يطلق عليه عناصر التنظيم «النقطة الأمنية رقم 11»، ويرجح سكان الرقة وجود 10 نقاط سرية أخرى كانت منتشرة داخل المدينة، خصصت للاحتجاز والاعتقال آنذاك.
وفي منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» العربية الكردية التي تشكل «وحدات الحماية الكردية» عمادها العسكري، من طرد تنظيم داعش من الرقة.
دخلت «الشرق الأوسط» إلى سجن الملعب البلدي الذي كان مقسماً إلى قسمين. ضم الجانب الشمالي منه 12 قاعة جماعية كبيرة، وثلاثة مراكز للسجن الانفرادي، إلى جانب وجود غرفة صغيرة وضعت فيها 6 أقفاص يبدوا أنها كانت مخصصة للأحكام الأكثر تشدداً، إضافة إلى مكتب التحقيق، وغرفة الأمانات، وسجن «الإخوة» الذي كان يسجن فيه عناصر التنظيم نفسه.
وكانت إدارة السجن في القسم الجنوبي من الملعب، بالإضافة إلى 6 مهاجع كبيرة، وسجون منفردة في أول المدخل ونهايته.
وبحسب سكان الأحياء المجاورة للسجن، تجاوز عدد المحتجزين فيه أكثر من ألفي شخص في الفترة الممتدة بين عام 2015 حتى منتصف 2016.
ويروي «ع.ع» الذي شغل منصب أمير الحدود الشمالية في تنظيم داعش، وهو مسجون حالياً لدى «قوات سوريا الديمقراطية»، أنّ الإعدامات كانت تتم في سجن «النقطة 11» بشكل شبه يومي، وكانت تطال المدنيين وكل من عارض سياسات التنظيم، وقال: «تحديداً هؤلاء الذين يلقى عليهم القبض بتهمة التجسس أو الخيانة مع قوات (قسد) أو التحالف الدولي، كانت تتم تصفيتهم في ذلك المكان»، ولفت إلى أن التنظيم كان يسجن عناصره الذين يرتكبون المخالفات، كما اشتهر بوسائل التعذيب الشديدة، كوضع السجين في أقفاص لأيام، أو ربطه من يديه لساعات.
وكشف القيادي «الداعشي»، المنحدر من دولة المغرب العربي، أنّ عناصر التنظيم بعد إعلان معركة تحرير الرقة في شهر يونيو (حزيران) الماضي، ودخول «قوات سوريا الديمقراطية» إلى أطراف المدينة وقبل إطباق الحصار، «قاموا بنقل قسم من السجناء إلى منجم الملح، جنوب نهر الفرات، الذي سقط فيما بعد بيد قوات النظام السوري»، منوهاً بأنّ القسم الأكبر من الرهائن الأجانب والمختطفين والمعتقلين لدى التنظيم الذين كان يحتفظ بهم إما للتفاوض على طلب فدية مالية أو لمبادلتهم: «نقلوا إلى مدينة الميادين، ثم نقلهم إلى المناطق الحدودية الصحراوية بين سوريا والعراق. والمسؤول عن ملف الأجانب كان أبو مسلم التوحيدي، وهو أردني الجنسية، في حين كان أبو لقمان الرقاوي، من الرقة، مسؤولاً عن السوريين». وعلى جدران السجن، نقش أحد السجناء أرقاماً تظهر فترة بقائه في السجن، فيما يبدو أنها دامت نحو 3 أشهر، امتدت بين يوليو (تموز) عام 2016، ونوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه، حيث كتب عدد الأيام والشهور على الحائط، إضافة إلى ذكر تهمته، وقد كانت: «إذا كنت تقرأ هذا فاعلم أن تهمتي امتلاك حساب (تويتر)، وعقوبتي التواصل مع العالم الخارجي»، فالتنظيم كان يراقب بشدة وسائل التواصل الاجتماعي ويحظر الاتصال مع العالم الخارجي.
ويروي إسماعيل (26 سنة) المقاتل في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية» الذي سجن نحو شهرين أوائل عام 2015 لأنه كان يدخن سراً، أنّ مرحلة الاستقبال داخل السجن الأسود هي الأسوأ على الإطلاق، حيث يقف المعتقل معصوب العينين ومكبّل اليدين أياماً، قد تصل إلى أسابيع، دون ماء أو طعام؛ إلا في أوقات الصلاة؛ كانوا يعطونه القليل من الطعام للحفاظ على حياته.
يقول إسماعيل: «تم تخصيص غرفة للتشبيح داخل السجن، حيث يربط السجين من يديه ويتم رفعهما للأعلى، ويبقى فيها من أسبوع إلى 15 يوماً بحسب التهمة والتحقيق»، وذكر أن السجين كانت حصته وجبة واحدة في اليوم، مضيفاً: «هي عبارة عن رغيف خبز واحد مع حبتين بندورة أو بطاطا أو بيضة مسلوقة، ويحرم المريض من أي نوع من الدواء مهما كان مرضه».
وبحسب مسؤولين عسكريين من «قوات سوريا الديمقراطية»، فإنه بعد طرد عناصر التنظيم من الرقة، لم يجدوا أثراً للمختطفين والمعتقلين، وعمد التنظيم إلى إعادة تلبين جدران المنفردات لمسح الأسماء والذكريات المنقوشة على حيطانه، كما قاموا بدهن المهاجع الكبيرة باللون الأبيض؛ لإخفاء ما تبقى من ذاكرة المعتقلين.
يروي المحامي فيصل (38 سنة) قصة سجنه لمدة ثلاثة أشهر في الملعب الأسود، صيف عام 2016، عندما تردد على مقهى إنترنت لإجراء مكالمة مع قريب له لاجئ مقيم في إحدى الدول الأوروبية، وسرعان ما دخلت دورية تابعة لـ«جهاز الحسبة»، والأخيرة كانت معروفة بالشرطة المحلية لدى التنظيم، واقتادوه إلى السجن الأسود بتهمة التخابر مع جهات معادية للتنظيم.
يقول فيصل: «أساليب التعذيب لدى (داعش) تبدأ بالضرب المبرح دونما شفقة، حتى إنهم كانوا يستخدمون وسيلة (البلنكو) وهي عبارة عن قطعة حديد مخصصة لتحميل محركات السيارات؛ لكنها في السجن كان لها استخدام آخر، حيث يرفع السجين من يديه المكبلتين ليفقد توازنه، ويبقى في هذه الحالة لساعات حتى يفقد وعيه».
وبعد طرد عناصر «داعش» من مدينة الرقة قبل نحو شهرين، تمكن المحامي من دخول سجن الملعب الأسود، ويصف مشاعره المشتتة: «عندما أدخلوني إلى قبو الملعب، غالبتني روائح الموت، والصوت الوحيد المسموع كان آهات المعذبين وصرخات السجانين. المحقق آنذاك قال لي: لماذا لا أعلم أن الاتصال الخارجي ممنوع؟! وهذه كانت تهمتي».
ولا تزال كثير من كتابات تنظيم داعش منتشرة على جدران السجن الأسود والمرافق العامة في مدينة الرقة، لتذكير أبنائها بحقبة سوداء قضوها في ظل «خلافتهم الإسلامية» كما زعموا، فكانت العبارات المكتوبة تبشرهم بالجنة، وتوهمهم بوعود كاذبة، وتحذر النساء بضرورة التقيد باللباس الشرعي، وتحض الشباب والرجال على «القتال» والالتحاق بصفوف التنظيم.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
عرب وأتراك وعثمانيون…نبش مستمر في تاريخ الأجداد
"هل تعلمون أنه في عام 1916، ارتكب التركي فخري باشا جريمة بحق أهل المدينة النبوية فسرق أموالهم وقام بخطفهم وإركابهم في قطارات إلى الشام وإسطنبول برحلة سُمّيت (سفر برلك)، كما سرق الأتراك أغلب مخطوطات المكتبة المحمودية بالمدينة وأرسلوها إلى تركيا؟ هؤلاء هم أجداد أردوغان وتاريخهم مع المسلمين العرب".
هذه التغريدة التي كتبها شخص يعرّف عن نفسه بأنه طبيب أسنان عراقي مقيم بألمانيا ويدعى "علي العراقي" أثارت جدلاً واسعاً بعدما أعاد تغريدها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد.
استدعى الأمر رد فعل تركي عنيف من أعلى المستويات، وظهرت تساؤلات حول أسباب النبش في تاريخ الأجداد، ودوافع استدعاء التاريخ في الصراعات السياسية بالمنطقة، كما أعيد فتح السجال حول التاريخ العثماني في بلاد العرب والثورة العربية في وجه الأتراك، مع تساؤلات مثل: هل خان العرب الدولة العثمانية أم ثاروا في وجه "التتريك"؟ وهل يخشى العرب محاولة تركيا إعادة هيمنتها على المنطقة العربية؟ وهل تعكس الاستماتة التركية في الدفاع عن تاريخ الدولة العثمانية طموحات الرئيس التركي في إعادة إنتاج الإمبراطورية القديمة؟
الدفاع عن الحقبة العثمانية
"حين كان جدنا فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة، أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟". بهذه الكلمات الحادة وجّه الرئيس التركي حديثه إلى وزير الخارجية الإماراتي، وأردف: "عليك أن تعرف حدودك، فأنت لم تعرف بعد هذا الشعب (التركي)، ولم تعرف أردوغان أيضاً، أما أجداد أردوغان فلم تعرفهم أبداً".
وأضاف أرودغان متوعداً: "نحن نعلم مع مَن يتعامل هؤلاء الذين يتطاولون على تاريخنا وعلى شخص فخر الدين باشا، وسنكشف ذلك في الوقت المناسب". وتابع: "من الواضح أن بعض المسؤولين في الدول العربية يهدفون من خلال معاداتهم لتركيا إلى التستر على جهلهم وعجزهم وحتى خيانتهم".
رد أنقرة العنيف على التغريدة التي اعتبرها المسؤولون الأتراك إساءة للعثمانيين وتركيا ورئيسها لم يقتصر على أرودغان. فالمتحدث باسم الرئاسة التركية اعتبرها كاذبة واستفزازية وتلحق الضرر بالعلاقات العربية التركية متسائلاً: "هل الهجوم على أرودغان موضة جديدة؟".
الجدل حول فخر الدين باشا
يُثار الجدل حول دور وشخصية فخر الدين (فخري) باشا، آخر حاكم عثماني للمدينة المنورة (1916 – 1919)، في حقبة الحرب العالمية الأولى والثورة العربية ضد الحكم العثماني، منذ وقت طويل.
كثير من المصادر التركية والعربية الإسلامية تعتبره بطلاً تاريخياً تصدى ببسالة للاحتلال الإنكليزي ورفض تسليم المدينة المنورة حتى اضطر إلى ذلك جراء طول أمد حصار الثوار العرب له، وتطلق عليه لقب "نمر الصحراء" أو "النمر التركي"، بل يصفه أكاديمي تركي بأنه "مناضل لإعلاء راية الإسلام".
الجيش العثماني في المدينة المنورة
في المقابل، تؤكد مصادر عربية أخرى أن الرجل ارتكب كارثة التهجير الجماعي والقسري لآلاف الرجال والنساء والأطفال من أهالي المدينة المنورة وحوّلها إلى ثكنة عسكرية وقام بتتريكها وأخضعها لحكم عسكري قاسٍ وكان أكثر الحكام الأتراك تسلطاً ودموية.
يقول رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام (تكامل مصر) مصطفى خضري إن الاتهامات الموجهة لفخري باشا باطلة، ويشير إلى أنه رفض الاستسلام لقوات الشريف حسين المدعومة من بريطانيا وبقي "يناضل" في المدينة ثلاثة أشهر نقل خلالها المدنيين عبر قطار الحجاز إلى مناطق آمنة، "كما أنه حافظ على المخطوطات وجزء من الأمانات المقدسة ونقلها إلى إسطنبول".
واهتمت وكالة الأناضول الرسمية التركية بالقضية ونقلت عن المؤرخ التركي أنس دمير أن فخر الدين باشا دافع عن المدينة المنورة عامين وسبعة أشهر ببسالة، وأنه أمر بنقل الأمانات المقدسة إلى مدينة إسطنبول، منتصف عام 1918، لحمايتها لأن "البريطانيين سرقوا العديد من الآثار من المناطق التي كانوا يحتلونها".
وعرضت الوكالة وثائق من الأرشيف العثماني تفيد بأن فخري باشا "دافع ببسالة عن المدينة المنورة، ووزع المساعدات المالية، وخاصة القمح على سكان المدينة إبان محاصرتها من قبل الجيش البريطاني المدعوم من بعض القبائل المتحالفة معه"، وبأنه لم يتخلََّّ عن الدفاع عن المدينة و"أمر الجنود بأكل الجراد والصمود لمواصلة مقاومة الإنكليز".
استدعاء التاريخ
"هذا الجدل الذي يتم فيه استدعاء أحداث تاريخية مضت، غريب ومريب، في الوقت الذي تلتهم فيه إسرائيل القدس تماماً، فالتاريخ حدث وانتهى، واستدعاؤه غير مبرر، وقضية العرب الآن هي قضية فلسطين، واستدعاء التاريخ يفتح جبهات أخرى ليست في مصلحة العرب". بهذه الكلمات يستنكر رئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة الدكتور محمد عفيفي الأزمة المثارة حالياً.
"بالطبع، أرودغان لديه نزعة توسعية"، يقول عفيفي مضيفاً أنه "لا يمكن وصفها بأنها عثمانية"، مبرراً رأيه بأن التاريخ العثماني ليس ملك تركيا وحدها، فالعرب شاركوا فيه، ولهم فيه مثلما لتركيا، وفي عهد الدولة العثمانية، خصوصاً في القرون الأولى، لم تكن السلطة تستخدم مصطلح الأتراك، فقد كانت كلمة تركي ذات مدلول سلبي وتعني "بدوي"، وكانت الكلمة المستخدمة هي عثماني للتدليل على تداخل ومشاركة جميع الثقافات والأعراق في تلك الحضارة.
ويضيف عفيفي أن العثمانيين كانوا يتباهون باستخدامهم للحروف العربية في لغتهم العثمانية، والسلاطين العثمانيون تباهوا بإتقانهم للغة العربية، والسلطان العثماني الذي لم يكن يعرف العربية كان يعد غير مثقف.
من هنا، فإن ادعاء أرودغان بأن التاريخ العثماني ملك لتركيا غير صحيح برأي المؤرخ المصري، و"يعكس نزعته للسيطرة والهيمنة وتصوره الخاطئ بأن تركيا وريثة الدولة العثمانية التي أسهم العرب في بناء مجدها".
وينفي عفيفي الادعاء بأن العرب خانوا الدولة والخلافة العثمانية، مؤكداً أنهم ساهموا في الحضارة والثقافة العثمانيتين لعدة قرون، والثورة العربية ضد العثمانيين حدثت بعد مئات السنين من الوجود العثماني، نتيجة سياسات التتريك وتخلي العثمانيين عن سياساتهم القديمة في ترك الشعوب على ما هي عليه.
ويوضح أن فرض السياسة التركية واللغة التركية من قبل حكام الدولة العثمانية في أواخر أيامها، كان في تصورهم سيحافظ على بقايا تلك الدولة، لكنه كان سبباً في اندلاع ثورات العرب ضدهم.
العثمانية الجديدة
أسباب متعددة تقف وراء استدعاء التاريخ في الصراعات السياسية، بحسب أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتور سعيد صادق، أهمها الرغبة في تأجيج تلك الصراعات، أو انتقاد أوضاع راهنة، وأحياناً لرفع الروح المعنوية للشعوب وتقليل دور الدول المنافسة.
وقال صادق إن العلاقات التركية الإماراتية متوترة منذ أيام الانقلاب العسكري الفاشل بتركيا (اتهمت أنقرة أبو ظبي بالضلوع فيها)، وإن أردوغان يُعدّ من القيادات السياسية المتعصبة، فكان يمكنه تجاهل أمر تلك التغريدة، أو أن يوكل مهمة الرد إلى وزير الخارجية، لكنه يرغب دائماً في أن يكون في الصورة ويظهر بمظهر الزعيم، ونظراً لتوتر العلاقات بين البلدين، اغتنم الفرصة وصعّد من الأزمة وجاء رد فعله مبالغاً فيه لتصفية حسابات سياسية.
وتأتي الاستماتة التركية في الدفاع عن الحقبة العثمانية، وفق أستاذ الاجتماع السياسي، في إطار المشروع التركي وأيديولوجيا العثمانية الجديدة التي تريد إعادة إنتاج الإمبراطورية القديمة، ويدعمها في ذلك الإسلاميون العرب الذين لا يعترفون بأية قومية سوى القومية الإسلامية، ولذلك يدعم أرودغان قيادات الإخوان المسلمين ويستضيفهم في بلاده، لدعمه وتتويجه زعيماً للمنطقة.
على المقلب الآخر، تنافس دول الخليج تركيا في الزعامة، وبالأخص السعودية، ولعل ذلك يفسر غياب السعودية والإمارات عن قمة منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول حول القدس، فهي لا ترغب في العمل تحت زعامة أرودغان، فالسعودية ترى نفسها زعيمة الأمة الإسلامية باعتبارها بلاد الحرمين، بدعم من محور الإمارات ومصر والبحرين.
تخبط خليجي
الجدل حول التاريخ العثماني في المنطقة العربية وتجدده يعكسان برأي الكاتب والمحلل السياسي أسامة الهتيمي حالة "التخبط الخليجي"، ويوسّع دائرة خصوم دول الخليج، ويدفع بتركيا للانضمام إلى المحور الإيراني، فيما تعوّل دول الخليج في صراعها مع هذا المحور تعويلاً كاملاً على الطرف الغربي سواء أمريكا أو أوروبا، في وقت تسعى أنقرة للحد من محاولات الغرب تحجيم دورها بالمنطقة.
وقال الهتيمي إن التنافس والصراع بين مشروعين مختلفين يقفان وراء تصعيد الحرب الكلامية بين الجانبين إلى هذا الحد.
ويتابع: "الدفاع المستميت من قبل أرودغان عن التاريخ العثماني يعكس رغبته وسعيه هو وحزبه نحو إعادة المجد العثماني" في سياسة تعكس رغبة وطموح حقيقيين في إعادة الهيمنة على المنطقة.
وفي هذا الجانب، يلفت الخضري إلى أن هناك توجهاً تركياً نحو استحضار روح وتاريخ المجد العثماني، بدأ في الدراما التركية وامتد إلى السياستين الداخلية والخارجية.
ويرجع الهتيمي دواعي الهجوم الإماراتي على تركيا إلى محاولة تشويه صورة تركيا والانتقاص منها وتصويرها كدولة لا تبحث سوى عن مصالحها ومنافعها، من خلال القول إن تاريخها زاخر بسرقة ثروات الشعوب، لكي لا تتكرر حالة الزخم التي أحدثتها إيران في السنوات الأولى من ثورة الخميني حين رفعت شعارات معينة، على رأسها القضية الفلسطينية.
وبرأي خضري، فإن استفزاز الأتراك سعياً وراء تشويه صورة النظام التركي أمام قاعدته الشعبية في العالمين العربي والإسلامي، من أهم أسباب الهجوم الإماراتي على تركيا وأردوغان.
المصدر: رصيف 22
↧
“حساب المواطن”السعودي…ماذا نعرف عنه وما هي مشاكله المتوقعة؟
مع الساعات الأولى ليوم الخميس، 21 ديسمبر 2017، تلقى عدد من المواطنين السعوديين رسائل هاتفية تفيد بإيداع مبالغ ماليّة في حساباتهم المصرفية.
تزامن ذلك مع إعلان وزير العمل والتنمية الاجتماعية السعودي علي الغفيص "إيداع الدفعة الأولى من قيمة دعم "حساب المواطن" للمستحقين عن شهر ديسمبر، والتي بلغت ملياري ريال سعودي (ما يعادل 533 مليون دولار)، حسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
ما هو "حساب المواطن" الذي يشغل المواطنين السعوديين منذ فترة؟ وما علاقته بـ"رؤية 2030" التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان؟ ماذا تكشف تلك الخطوة عن معدلات الفقر في السعودية وهل هي كافية حقاً لتحقيق التوازن بين التقشف الحكومي والمتضررين منه؟
هنا كل ما يمكن معرفته عن "حساب المواطن" وحسابات المملكة الاقتصادية والسياسية من خلاله.
ما هو "حساب المواطن" ولماذا تطرحه المملكة الآن؟
في الدليل الذي طرحته وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية مطلع العام الماضي، عرّفت برنامج "حساب المواطن" باعتباره "برنامج وطني أنشئ لحماية الأسر السعودية من الأثر المباشر وغير المباشر المتوقع من الإصلاحات الاقتصادية المختلفة من خلال تقديم بدل نقدي مباشر للمواطنين المستفيدين".
ووعدت الوزارة بتقديم البدل النقدي قبل تنفيذ أي من الإصلاحات التي قد تمس بالمواطن، في حين أصدرت قائمة مفصلة بمن هو مؤهل من تلك الأسر لاستلام البدل ومن يستحقه.
ويأتي برنامج الدعم للتخفيف من الآثار المحتملة الناتجة عن تعديلات أسعار الكهرباء والبنزين وتطبيق ضريبة القيمة المضافة على بعض السلع، في وقت سيشهد الربع الأول من العام 2018 ارتفاع أسعار الوقود في السعودية بنسبة 80%، حسب "بلومبرغ".
هذه الزيادة هي جزء من خطة الوصول بأسعار الوقود في المملكة إلى المستويات العالمية بين 2023 و2025، في حين سيشهد العام 2018 كذلك تطبيق ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5%.
من هنا برّرت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية البرنامج، الذي يشمل الأسر ذوي الدخل المتوسط والمنخفض فقط، باعتبار أن المرحلة السابقة للإصلاحات شهدت كذلك استفادة ذوي الدخل المرتفع وغير السعوديين من الدعم، ما أدى إلى الإفراط في الاستهلاك.
كيف يعمل البرنامج وبماذا يعد السعوديين؟
شملت الدفعة الأولى التي أعلن عنها الوزير قرابة 3 ملايين أسرة وفرد مستقل، بإجمالي 10.6 مليون مستفيد يشكلون 82% من المسجلين، فيما يُنتظر أن يتم تحويل الدفعة التالية في العاشر من يناير المقبل على أن "يتم الالتزام بتحويل الدفعات في العاشر من كل شهر ميلادي".
وكانت الحكومة السعودية، قد أعلنت تخصيصها نحو 32.4 مليار ريال (أي 8.64 مليار دولار) للبرنامج، في موازنة العام المقبل التي اعتُبرت "الأكبر حجماً في تاريخ المملكة".
وقد تم تقسيم المستفيدين لـ3 فئات: أصحاب الدخل المحدود، والمتوسط، وفوق المتوسط، الذين سيستفيدون من البرنامج بشكل جزئي. وحددت الأهلية بشرط حمل الجنسية السعودية والإقامة فيها.
كما قُسم المستفيدون إلى شرائح حسب مداخيلهم: الأولى ممن رواتبهم تصل حتى 8699 ريال، والثانية من 8700 وإلى 11999، والثالثة من 12000 إلى 15299، والرابعة من 15300 إلى 20159. أما الشريحة الخامسة فهي التي لا تستحق الدعم، وتحصل على مداخيل تفوق الـ20160 ريال.
ونشرت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية صور تفصيلية للأفراد المستفيدين وشروط الأهلية.
كما دعت الوزارة كل من لديه شكوى للتقدم بها في غضون خمسة أيام من تاريخ الصرف، في حين شهد حساب البرنامج على "تويتر" العديد من الشكاوى بشأن عدم استلام المبلغ من أشخاص كان قد سجلوا أسماءهم، وآخرين اعتبروا أن المصرف أخفى المبلغ الذي وصلهم.
وهي شكاوى أتى الجواب عليها بضرورة التروي والطمأنة بحل مشكلة كل من يثبت أنه يستحق الدعم.
ماذا كشف البرنامج عن الفقر في السعودية؟
في مقابلة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في شهر مايو الماضي على قناة "العربية"، أعلن أن عدد المستفيدين من برنامج "حساب المواطن" سيكون "أقل من 10 ملايين بقليل"، وهو عدد لم يبد قليلاً حين الإعلان عنه.
ولكن عدد من تقدموا لـ"حساب المواطن" فاق توقعات بن سلمان بشكل كبير، إذ أعلن وزير العمل أن 13 مليون شخص سعودي سجلوا في برنامج الدعم النقدي، ما يوازي 64% من المواطنين إذا ما أخذنا بالاعتبار تقدير "الهيئة العامة للإحصاء" عدد السعوديين بـ20.4 مليون نسمة.
هذه الأرقام أظهرت معطيات جديدة حول الفقر بقيت لفترات طويلة محل اجتهاد، في ظل عدم صدور أرقام رسمية يمكن التعويل عليها، ما عدا التقرير السنوي للشؤون الاجتماعية السعودية الذي يظهر عدد الأسر التي تحصل على مساعدات وكانت تقديراته محصورة ما بين 20 إلى 30%.
لطالما كانت السعودية تتهم بـ"إخفاء نسب الفقر" لديها، حسب صحيفة "واشنطن بوست" التي أشارت في وقت سابق إلى أن "ما بين مليونين وأربعة ملايين سعودي يعيشون على أقل من 530 دولاراً شهرياً (أي 17 دولاراً يومياً)".
وكان المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان فيليب ألستون قد أعلن، خلال زيارته المملكة في أبريل الماضي، عن مشاهدات "صادمة" هناك.
وفي حين وصلت نسبة من سجلوا للحصول على دعم إلى 64% من السكان قبل بدء سياسة رفع الدعم وتطبيق الضريبة المضافة، فمن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة في العام المقبل.
هل سيحل "حساب المواطن" المشكلة؟
عند الإعلان عن "حساب المواطن"، استبعدت قواعد البرنامج فئة "البدون" من التسجيل، بسبب عدم حملهم أوراق ثبوتية، وهذا ما ينعكس على تلك الفئة التي تتحدث تقارير كثيرة عن معاناتها المزمنة في المملكة.
من جهة أخرى، يكشف البرنامج عن مشاكل قادمة سيواجهها الوافدون في السعودية غير المشمولين بالبرنامج خلال العام المقبل. إذ ستزيد التكاليف المعيشية، كما ستتأثر تحويلاتهم لبلدانهم والتي كانت قد تخطت في يوليو الماضي الـ208 مليار دولار.
وبما أن الوافدين يشكلون أكثر من 30% من سكان المملكة، فإجراءات التقشف المقبلة ستنعكس عليهم وتدفعهم إلى مغادرة المملكة أو اللجوء إلى السوق السوداء، حسب ما يحذر الاقتصاديون.
وسط ذلك تبرز مخاوف كذلك على المستهدَفين من البرنامج، إذ برزت انتقادات من أن الميزانية الحكومية الجديدة تركت هامشاً واسعاً لتحديد المبلغ المخصص لدعم المستفيدين ما يعني أنه لن يكون ثابتاً وسيخضع للمزاجية الاقتصادية للسلطات.
وحتى لو تساوى مبلغ الدعم مع الزيادة التي ستطال السلع، يبقى على المواطنين مسؤولية التكيف مع المرحلة الجديدة وتعديل سلوكهم الاستهلاكي.
كما ظهرت مخاوف تفصيلية متعلقة بالبرنامج وتحديد قيمة الاستحقاق، إذ ستُحتسب الأخيرة على أساس الدخل الشهري للأسرة وليس قيمة الراتب، ما يعني أن إجراءات جديدة كتوقيف العلاوات السنوية وغيرها ستؤثر في الراتب، بحيث لن ينجح الدعم الموعود في تعويض انخفاض متوسط دخل الفرد.
ولأن البرنامج يأتي ضمن خطة بن سلمان الاقتصادية التي أعلن عنها في "رؤية 2030"، فقد طالته كذلك بعد الانتقادات المتعلقة بالخطة نفسها لجهة تسرعها وعدم جدواها، في وقت تزامنت فيه مع تصريحات فرنسية حول تقديم السعودية والإمارات نحو 130 مليون يورو لدعم قوة مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي.
وما يعزز الانتقادات بشأن خطة التقشف كذلك، هو الكلام المستمر عن تصاعد نفقات حرب السعودية في اليمن، وفي السياق ما نشره "معهد ستوكهولم للسلام" عن إنفاق السعودية على التسليح خلال أربع سنوات (2012 - 2016) ما يعادل 362.5 مليار دولار.
من هنا، ومع الأخذ بالاعتبار ما يقدمه برنامج "حساب المواطن" من دعم، إلا أنه يبقى مقتصراً على إجراءات موضعية لا تأتي ضمن خطة شاملة ومدروسة تُعنى بترشيد الإنفاق العام على كافة المستويات، في ظل مخاوف متصاعدة من استمرار انهيار أسعار النفط في السنوات المقبلة.
المصدر: رصيف 22
↧
↧
الصور تكذّب الدعاية: بعد تصريح بوتين بالانسحاب هذا ما التقطته كاميرا مراقب البوسفور
أظهرت صور بثها "مراقب البوسفور" على شبكات التواصل الاجتماعي بواخر روسية محملة بأسلحة وعتاد عسكري تعبر مضيق البوسفور التركي في طريقها إلى سوريا.
ويأتي عبور هذه الأسلحة بعد أسبوع من أمر للرئيس الروسي إلى قواته في سوريا ببدء الانسحاب في معرض زيارة خاطفة له إلى قاعدة حميميم الروسية بالقرب من اللاذقية، وذلك إثر إعلانه "النصر" على تنظيم الدولة (داعش) وانتهائه في سوريا.
وقال حساب " Yörük Işık" التركي في تويتر، إنه لا يوجد دليل ضئيل على الانسحاب الروسي من سوريا، مؤكداً بالصور عبور الباخرة الروسية (ألكسندر تكاتشينكو) من مضيق البوسفور محملة بأسلحة ثقيلة (شاحنات كاماز وأورال)، متجهة إلى طرطوس سوريا.
وكانت سفن شحن روسية قد عبرت البوسفور مطلع الشهر الجاري، قادمة من سوريا باتجاه روسيا وعلى متنها عربات ومعدات عسكرية، حيث كان المرة الأولى التي يتم فيها رصد فيها سفن روسية محملة بعتاد عسكري تغادر سوريا منذ بدء العدوان الروسي على سوريا في 30 أيلول سبتمبر 2015.
وكان الموقع المشهور "مراقب البوسفور"، قد نشر الصور التي تظهر السفن الروسية المحملة بالعتاد والقادمة من ميناء طرطوس السوري، وذلك على خلفية تصريحات لأمين مجلس الأمن القومي الروسي (نيكولاي باتروشيف)، أكد فيها أن موسكو تستعد بالفعل لسحب قواتها العسكرية من سوريا وأن "الاستعدادات جارية" لتنفيذ الانسحاب، بينما تبين الصور الجديدة وبحسب مراقبين، فإن موسكو "غير جادة" بالانسحاب من سوريا وإن تصريحاتها عبارة عن "مراوغة سياسية"، لا سيما أن مجلس الدوما الروسي قد صادق (اليوم الخميس)، على الاتفاقية الروسية مع نظام الأسد حول "توسيع مركز إمداد الأسطول الروسي في طرطوس".
وبحسب نائب وزير الدفاع الروسي (نقولاي بانكوف)، فإن الاتفاق يشمل توسيع مساحة القاعدة البحرية العسكرية الروسية إلى نحو 24 هكتارا إضافيا بناءا على الاتفاقية الموقعة مع النظام.
يشار إلى أن روسيا نشرت نص "الاتفاق" مع نظام الأسد في 20 كانون الثاني/يناير 2017، حيث يتيح الاتفاق لروسيا باستمرار احتلالها للأراضي السورية مدة 49 سنة.
↧
رويترز Reuter : الموت من أجل لقمة العيش..المدنيون الروس الذين يقاتلون في سوريا
عندما التحق فلاديمير كابونين للعمل كمتعاقد عسكري خاص كان يبحث عن فرصة لتحسين دخله مقارنة بما يمكن أن يكسبه في مسقط رأسه بأحد الأقاليم الروسية.
وقال صديق لأسرته وأحد أقاربه لرويترز إن رجل الشرطة السابق ابتهج لأنه صار قادرا على الإنفاق على زوجته وابنه فغادر أورينبورج الواقعة على بعد نحو 1500 كيلومتر جنوب شرقي العاصمة موسكو لينضم إلى المتمردين الموالين لروسيا الذين يقاتلون قوات الحكومة في شرق أوكرانيا.
وأضافا أنه عندما هدأ القتال هناك توجه إلى سوريا ليعمل مسعفا ميدانيا مع قوات تحت قيادة روسية.
وقالا إن كابونين قتل في سوريا هذا العام وجرى نقل جثمانه إلى وطنه. لكن الحكومة لا تعترف بأنه كان في سوريا لذا فقد جرى دفنه دون أي تكريم عسكري ولا يحمل قبره ما يشير إلى أنه سقط خلال عمليات عسكرية.
وقالت مصادر مطلعة على عملية نشر المتعاقدين إن كابونين، الذي كان في الثامنة والثلاثين من عمره، واحد من مئات تعاقدوا سرا مع الحكومة الروسية للقتال في سوريا منذ بدأت موسكو عمليتها العسكرية هناك 2015.
ووفقا لإحصاء أجرته رويترز، استند إلى معلومات من أشخاص على معرفة بالقتلى ومسؤولين محليين، قتل 28 متعاقدا خاصا على الأقل في سوريا هذا العام. وتشير وثائق قنصلية روسية اطلعت عليها رويترز إلى أن العدد ربما يزيد على ذلك بكثير.
وتنفي الحكومة الروسية إرسال متعاقدين عسكريين غير حكوميين للقتال خارج حدود البلاد. ولم ترد وزارة الدفاع على سؤال بشأن حالة كابونين ودور المتعاقدين في سوريا. واعتبرت الوزارة تقارير سابقة لرويترز عن المتعاقدين محاولة لتشويه مهمة روسيا لاستعادة السلام في سوريا.
وعلى مدى عامين تحدثت رويترز لعشرات من أفراد عائلات وزملاء وأصدقاء المتعاقدين العسكريين الذي قتلوا في سوريا.
وتقول مصادر مطلعة على نشر القوات إن المتعاقدين يعملون تحت قيادة الحكومة وإنهم ساعدوا في تحويل دفة الحرب لصالح الرئيس السوري بشار الأسد. لكنها لم تكشف عن حجم التدخل العسكري الروسي أو الخسائر التي تكبدها الجيش.
ويكشف استعداد كابونين، ومن هم في مثل حالته، للانضمام إلى مثل هذه المهام قدرة الكرملين على جذب عدد كبير من المقاتلين المستعدين للموت في الظل طالما يحصلون على مقابل جيد.
* مسار مطروق
سلك كابونين مسارا طرقه كثير من المتعاقدين ألا وهو.. الخدمة في الجيش أو مع قوات الأمن ثم العودة للحياة المدنية فالنضال من أجل لقمة العيش ثم الحصول على فرصة لكسب المال عن طريق القتال سرا لصالح روسيا سواء في أوكرانيا أو سوريا.
يقول أفراد في عائلات المتعاقدين الروس إنهم كانوا يحصلون في سوريا على أجور تصل إلى 6500 دولار شهريا وهو ما يزيد على متوسط الأجور في روسيا بأكثر من 12 ضعفا.
وقال فاسيلي كاركان،الذي كان زميلا لكابونين في المدرسة، لرويترز ”إذا تركت العمل مع جهات إنفاذ القانون فليس أمامك سوى طريق واحد هو أن تصبح من المرتزقة“.
ويتذكر كاركان أن كابونين كان خجولا مثل طفل حتى بدأ تدريبات ملاكمة الركل (الكيك بوكسينج). وصارت هذه الرياضة هوايته المفضلة طول حياته.
وحصل كابونين على شهادة في الطب كما درس القانون لكنه سار على خطى أسرته وانضم للشرطة.
ففي عام 2010 عثر على وظيفة جديدة في أحد السجون حيث كانت زوجته تعمل في مستشفى للسل. وكان دور كابونين هو العمل مع المسجونين للحصول على أي معلومات عن التخطيط لمحاولات هرب أو شغب في السجن لكنه ترك هذه الوظيفة عام 2012.
وقال متحدث باسم سجون أورينبورج إن كابونين ترك الوظيفة بإرادته لكن صديقا لعائلته تحدث عن تقليص وظائف وقال إنه ظل يبحث عن عمل لنحو عامين.
وقال صديق العائلة ”لا يوجد مكان للعمل... لن تحصل هنا على أكثر من عشرة آلاف روبل (170 دولارا) شهريا“.
وعندما اندلع القتال في شرق أوكرانيا عام 2014 لاحت في الأفق فرصة عمل لكابونين.
وتنفي موسكو نشر قوات للدعم والإمداد في أوكرانيا أو توفير دعم عسكري مباشر للانفصاليين. لكن أحد أقارب كابونين قال إنه التحق للعمل كمسعف عسكري مع ديمتري يوتكين وهو زعيم جماعة مؤلفة من جنود روس سابقين كان يقاتل هناك تحت اسم مستعار هو (فاجنر).
* الموت أثناء القتال
تقول المصادر المطلعة على نشر المتعاقدين إنه عندما جرى نقل يوتكين ورفاقه إلى سوريا لدعم القوات النظامية الروسية، ذهب كابونين معهم. وقال مسؤول في وكالة أوكرانية لإنفاذ القانون إنه اعتبارا من أبريل نيسان 2016 عمل كابونين مسعفا ميدانيا في وحدة إجلاء طبية تحت قيادة يوتكين في سوريا.
وتقول الوكالة إنها حصلت على سجلات 1700 متعاقد روسي جرى نشرهم في سوريا بعد أن كان معظمهم في أوكرانيا.
وقال أحد أقارب كابونين إنه غادر روسيا في آخر رحلة له إلى سوريا في الرابع من يناير كانون الثاني والتحق بقيادة شركة طبية لكنه أصيب في 31 يناير كانون الثاني وتوفي في السابع من فبراير شباط بمحافظة حمص السورية.
وقال قريبه إنه علم بذلك من رجال شرطة سابقين كانوا زملاء لكابونين وخدم بعضهم في سوريا ومن شهادة وفاته التي جرى تسليمها لأرملته ناتاليا. ولم تتضح كيفية إبلاغها ومن هو الشخص الذي سلمها شهادة الوفاة. ورفضت ناتاليا الحديث إلى رويترز.
وقال أقارب متعاقدين آخرين قتلوا إن الأنباء تأتي عبر أصدقاء أو زملاء أو هاتفيا من أشخاص يقولون إنهم يمثلون شركة خاصة.
ودفن كابونين بجوار أفراد من عائلته في أورينبورج وجرى تثبيت صورة له على صليب. وأظهرت الصورة رجلا حليق الرأس في ملابس مدنية.
وقال قريبه إن أرملته حصلت على تعويض مالي دون مزيد من التفاصيل.
ووفقا لروايات أقارب متعاقدين آخرين قتلوا في سوريا فإن صاحب العمل يدفع ثلاثة ملايين روبل (51227 دولارا) تعويضا لورثة المتعاقد القتيل.
وقال أقارب قتيل آخر من المتعاقدين لرويترز إن أرملته تسلمت تعويضا نقديا داخل فندق في مدينة روستوف أون دون بجنوب روسيا.
* ”إنجاز المهمة“
خلال زيارة لسوريا في 11 ديسمبر كانون الأول الجاري أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنجاز المهمة في سوريا وعبر عن تقديره لتضحيات الجنود الروس الذين قتلوا هناك.
ولم تشر الحكومة الروسية إلى الخسائر في صفوف المتعاقدين. والحكومة غير ملزمة بالكشف عن الوفيات من غير القوات النظامية العاملة تحت قيادتها وخسائر الجيش الروسي في سوريا سر من أسرار الدولة.
ولم تثن وفاة كابونين صديقه فاليري دزيوبا، وهو أيضا رجل شرطة سابق تدرب على رياضة الكيك بوكسينج في أورينبورج، عن التوجه إلى سوريا للقتال كمتعاقد مع الجيش.
وتلقت عائلته اتصالا هاتفيا من رجل لم يكشف عن اسمه لكنه أبلغهم بوفاته يوم 20 أغسطس آب دون أن يكشف عن ملابسات الوفاة. وقال أحد زملاء دزيوبا وقريب كابونين ومسؤول في القرية التي دفن فيها دزيوبا إنه قتل في سوريا.
(الدولار = 58.5630 روبل)
إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير سها جادو
المصدر: أورينبورج (روسيا) (رويترز) -
↧
روسيا تعمل على تحديد المدعوين إلى”سوتشي”وتحدد موقفها من حضور الأكراد
قال رئيس الوفد الروسي إلى مباحثات "أستانا"، ألكسندر لافرينتيف (الجمعة)، إن "قائمة المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني السوري (سوتشي) لاتضم أكرادا من تنظيمي PYD أو PKK".
وأوضح في تصريحات نقلها موقع RT الروسي أن المسألة الكردية لا تعرقل تحديد موعد مؤتمر سوتشي. مضيفاً "الأمر وما فيه، يكمن في الرفض التركي القاطع لحضور لأي جهة مرتبطة من قريب أو بعيد بحزبي العمال الكردستان أو الاتحاد الديمقراطي الكردستاني".
وقال "نحن الآن نعكف على تحديد الشخصيات التي ستحضر المؤتمر، بمن فيهم الكردية، التي سيتم دعوتهم لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي".
وأوضح أن النقطة الحساسة الوحيدة على الصعيد الكردي، تتمثل في الاتفاق على الجهة التي ستمثل الوفد الكردي إلى مؤتمر سوتشي، وبذلنا كل ما في وسعنا بما يتيح حضور أوسع تمثيل كردي، شريطة ألا يصطدم هذا برفض تركي.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، طرح مبادرة لعقد مؤتمر حوار وطني حول سوريا في منتجع سوتشي، لإنشاء لجنة دستورية ولوضع ملامح دستور "سوريا الجديد"، بحسب تصريحات المسؤلين الروس، إلا أن المعارضة السورية أكدت رفضها حضور المؤتمر منذ الإعلان عنه مشيرة إلى أنها تريد إيجاد حل في سوريا عبر قرارات الأمم المتحدة وبيان جنيف.
↧