اعتبر مستشار المرشد الإيراني الأعلى للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أن لإيران دوراً كبيراً في المنطقة وفي سورية، قائلاً "لولا إيران لسقط النظام السوري خلال أسابيع ولوصل تنظيم داعش إلى بغداد، ولما تمكّنت روسيا من لعب أي دور في المنطقة".
وذكر ولايتي، في كلمة خلال ملتقى بعنوان "تحرير المسجد الأقصى"، أنه لا يمكن لأي دولة أن تحمل راية حفظ واستقرار المنطقة من دون إيران، واصفاً الأوضاع الإقليمية بـ"الحساسة".
ورأى مستشار المرشد الإيراني أن الدور الذي تلعبه طهران في نزاعات المنطقة يأتي من اعتقادها بأن "الوقاية خير من العلاج، فلولا دورها في العراق وسورية لوصل التهديد إليها".
وقال ولايتي إن "الولايات المتحدة الأميركية وأعداء المنطقة كانوا يخططون لتقسيم سورية والعراق، كما كانت إيران مستهدفة بالمخططات ذاتها"، معتبراً أن بلاده هي التي وقفت بوجهها ومنعت التقسيم، "فلو لم تنقل دفاعاتها لخارج الحدود، ولو سمحت بانفصال كردستان العراق لوصلت القوات الإسرائيلية إلى الحدود الإيرانية"، متهماً بريطانيا بمحاولة التحريض ضد إيران كما الولايات المتحدة، واصفاً إياهما بالقوى الاستعمارية.
وتطرق في جانب من حديثه إلى الانتخابات البرلمانية العراقية المرتقبة، قائلاً إنه يأمل أن تجرى في وقتها المحدد.
وفي ما يتعلق بالعملية التركية في عفرين، قال إن "حزب العمال الكردستاني يرى تنسيقاً روسياً ـ أميركياً، بينما الجبهة الديمقراطية الكردية تعتبر أن إيران تنسّق مع تركيا في هذه العملية، لكن يجب القول إن إيران تدعم خط المقاومة وحسب، ولولاها لما استطاع الروس ولا أي طرف آخر لعب دور"، مضيفاً أن بلاده تدعم الجبهة السورية من الخلف حتى تستطيع مواجهة القوات الأميركية في الرقة بنفسها في المستقبل.
وفي السياق ذاته، قال مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية رحيم صفوي، في تصريحات صحافية، إن "حضور أميركا وتركيا على الأراضي السورية غير مشروع وغير قانوني"، معتبراً أن "تركيا تتماهى مع أميركا في بعض النقاط، وتختلفان في نقاط أخرى، وما يحدث في عفرين وغربي الفرات شقّ خلافي بينهما".
ونقلت وكالة مهر عن صفوي أيضاً أن الحكومة والجيش السوري لن يتحملا ما يجري، وأوضح أن أميركا تسعى لتأسيس قوة حدودية شمال سورية وهو ما تخالفه أنقرة. كذلك اعتبر أن "الأكراد استقرّوا في عفرين لحاجتهم للوصول إلى مياه المتوسط في حال أرادوا تشكيل منطقة مستقلة، وهذا بحد ذاته انتهاك للسيادة السورية".
↧
ولايتي: لولا إيران لسقط النظام السوري ولما تمكّنت روسيا من لعب أي دور في المنطقة
↧
احذروا التخلف الروسي
لم أر، وأنا في عقدي السادس، أي أدوات منزلية أو كهربائة أو تكنولوجية روسية، لا في بيت أهلي ولا في مدينتي، ولا حتى في سورية. ولا أبالغ في القول إنني لم أر منتجات روسية، عدا العسكرية، في أكثر من ثلاثين بلداً زرتها في القارات الأرضية الست.
وحينما بلغ الانفتاح السوري الروسي ذروته، مطلع تسعينيات القرن الفائت، لم تغزُ الأسواق السورية أي منتجات روسية تذكر، بل كان العكس هو الصحيح، إذ نشط تصدير الإنتاج السوري باتجاه الاتحاد السوفييتي وقتذاك، كما نشط تجار "الشنطة" الذين كانوا يؤكدون حين عودتهم من تجاراتهم الرابحة، أن الأسعار مرتفعة، والبلاد الباردة تفتقر لأي منتجات، اللهم عدا القمح وما يصنّع منه وبعض المشروبات الكحولية والمأكولات البحرية، فضلاً عن السلاح والصناعات الفضائية.
وربما يذكر السوريون، وقت أن قايضت روسيا ديونها بمنتجات سورية، فيما سمي "اتفاقية المدفوعات"، وكيف أساء بعض أشباه التجار السوريين للصناعة، بتصديرهم "ستوكات" لبلد متعطش لكل إنتاج، إلى الحد الذي رفع خلاله أصحاب المحال "احذروا المنتج السوري".
قصارى القول: في واقع الدمار الذي تعيشه سورية اليوم، إثر حرب الأسد ولنحو سبعة أعوام، باتت جميع قطاعاتها بحاجة إلى إعادة تأهيل أو بناء من جديد. وبدل أن تلتفت حكومة الأسد إلى البلدان المتطورة صاحبة التراكم والتكنولوجيا والموثوقية الصناعية، بدأت تولي إعادة تأهيل قطاعاتها لـ"حلفاء الحرب"، طهران وموسكو، فعهدت إليهما قطاعات الكهرباء والزراعة والنفط والغاز والمياه، ما خلق جملة من الأسئلة، ربما الإجابة عليها تكمن في سعي الأسد إلى تمليك أنصاره سورية، وإيفاء الديون التي تراكمت خلال سني الثورة.
وأما أن يتم تعهيد قطاع السيارات لروسيا وإيران، اللتين لا تملكان أي شهرة وحضور دولي في هذه الصناعة، ومن ثم استئثار روسيا بقطاع الاتصالات والتكنولوجيا، فهذا ما يؤكد حرص نظام الأسد على إبقاء التخلف في سورية ولعقود، وعن سابق إصرار وترصّد.
إذ كشف وزير الاتصالات الروسي، نيكولاي نيكيفوروف، خلال اجتماع قبل أيام، مع نظيره السوري عماد خميس، أن روسيا ستعيد بناء خطوط الاتصالات بسورية، وستتكفل بتدريب الكوادر الفنية، لتأتي الدعابة بخبر اجتماع الوزيرين، من خلال "الاستفادة من الخبرات الروسية في مجال تقنيات المعلومات وإدارة الأعمال".
نهاية القول: قد يخال للبعض أن الاقتصاد الروسي المتماسك وامتلاكه احتياطيا نقديا مرتفعا، يأتي من جراء قوة وتنوع الإنتاج، في حين أنه عند نضوب النفط والغاز، ستضطر روسيا، في اليوم التالي، إلى مد اليد للدول والمؤسسات المانحة.
لذا، من الضرورة القصوى، ربما، أن تتحرك المعارضة السورية، وعبر جميع الإمكانات والأقنية القانونية الدولية، لإيقاف نزيف الاتفاقات التي يوقّعها نظام بشار الأسد مع حلفائه في الحرب على الثورة والسوريين، لأن الاستمرار في الصمت بذريعة أن الأسد رئيس معترف به في الأمم المتحدة، ومن حقه أن يبرم ما يشاء من اتفاقات مع من يشاء، سيضع السوريين في واقع تخلّف وارتهان، لن يخرجوا منه، ربما لعقود، لأن شهية الروس في السيطرة على مقدرات سورية مفتوحة. فبعد عقود الطاقة والمياه اتجهت إلى التكنولوجيا.. وتحضّر، في الآن نفسه، لدخول قطاع العقارات، عبر شركات بدأت تتجلى تباعاً، للتحضير لصفقة إعادة الإعمار.
عدنان عبد الرزاق
↧
↧
مقابلة حسن روحاني التلفزيونية تثير امتعاض الإيرانيين
أطلّ الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في مقابلة مع التلفزيون المحلي، مساء أمس الاثنين، في مقابلة هي الثالثة منذ فوزه بدورة رئاسية جديدة، في مايو/أيار الماضي، لكنها وُصفت بـ"غير الموفقة"، وأثارت انتقاد السياسيين والشارع على حد سواء، لأن روحاني لم يقدّم إجابات مرضية ومقنعة للمشاهدين.
وتطرقت محاور المقابلة التلفزيونية إلى الأسباب الاقتصادية التي دفعت الإيرانيين إلى الاحتجاج في مدن عدة، من دون التفصيل في مسألة التظاهرات. إذ ذكر روحاني أنه أوعز للمصرف المركزي بإغلاق المؤسسات المالية وعدم منحها تراخيص، وهذه المؤسسات هي التي أثارت غضب الإيرانيين ممن قرروا استثمار أموالهم فيها، بعد تقديمها إغراءات كبيرة غير واقعية، ولا يزالون يطالبون باسترجاع المبالغ ومحاسبة المعنيين.
من جهة أخرى، لم يقدم روحاني إجابة واضحة حول حظر مواقع التواصل الاجتماعي، رغم وعوده المتكررة بإنهاء هذه المشكلة، في الوقت الذي يستخدم عدد من المسؤولين الإيرانيين تطبيق "إنستاغرام" وموقع "تويتر"، ما يعكس تناقضاً كبيراً، وفق ما ذكر المذيع، رضا رشيد بور، الذي تولى إجراء المقابلة. لكنه كرر وعوده السابقة بمتابعة ملف إلغاء حظر المواقع.
كما أن روحاني لم يقدم أي حلول واقعية لمشكلة التلوث التي تعطل حياة الإيرانيين في مدن عدة، مثل طهران والأهواز، كما حاول رشيد بور نقل الأسئلة التي كتبها إيرانيون على موقع "تويتر" فطرحها على الرئيس، مثل الأسباب التي منعته من التواجد بين منكوبي زلزال كرمانشاه.
إذ ذهب لتفقدهم بعد يومين من وقوع الزلزال، وانتقد كثيرون حينها كيفية تعامله مع المنكوبين، كونه تواجد داخل سيارة مصفحة، إلا أن الرئاسة الإيرانية نشرت صوراً لروحاني بين الجموع، فور انتهاء المقابلة، لدحض هذا الأمر.
ووصف مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي المقابلة بـ"الضعيفة"، قائلين إن روحاني لم يقدم أي جديد، كما انتقد البعض الآخر رشيد بور المعروف بحواراته السياسية الجدلية الساخنة، وعلقوا على أدائه، خاصة أن المقابلة كانت موجهة للداخل الإيراني.
وانتقدت شخصيات إصلاحية المقابلة بشكل صريح، وكتب مدير مكتب الرئاسة في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، محمد علي أبطحي، أن "أسئلة رشيد بور لم تكن مختلفة، وكلام روحاني لم يحمل أي جديد، لا في الاقتصاد ولا في السياسة الداخلية أو الخارجية. البلاد غارقة في موجة يأس، والرئيس لم يشر بشكل مباشر للاحتجاجات الأخيرة"، عبر "تيليغرام".
أما رئيس تحرير القسم السياسي في صحيفة "شرق" الإصلاحية، مازيار خسروي، فقدم في تغريدة اعتذاره للمحررين وللمنضدين وللعاملين في مطبعة الصحيفة، كونه جعلهم ينتظرون مقابلة من هذا النوع إلى وقت متأخر من الليل، وفق تعبيره.
الصحافي الإصلاحي المعروف، صادق زيبا كلام، وهو من المدافعين عن حكومة روحاني في بعض الأحيان، نقل امتعاضه هو الآخر، وغرّد قائلاً "على روحاني أن يعرف أنه كلما تحدث كلما خسر أشخاصاً من 24 مليون نسمة وضعوا أصواتهم لصالحه في صناديق الاقتراع، عليه أن يعلم أنه يهين المواطنين كلما قدم إجابات مصطنعة وسطحية وركيكة".
وكانت للمحافظين ردود فعل مشابهة، وهم بالأساس من منتقدي روحاني وسياساته المعتدلة والقريبة من الإصلاحيين، فطالب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، عزت الله ضرغامي، الرئيس الإيراني بتقديم اعتذار عن استخدامه كلمة "علبة"، حين تحدث عن بيوت "جمعية مهر السكنية" التي تضررت كثيراً من زلزال كرمانشاه، وقال له "صحيح أن بيوت هؤلاء مقارنة ببيوت مسؤولي الحكومة قد تكون أشبه بالعلبة، إلا أن استخدام المصطلح غير لائق".
أما مستشار الرئيس الإيراني، حسام الدين آشنا، الذي استبق المقابلة بتغريدة طلب خلالها من الإيرانيين كتابة أسئلتهم لتطرح مباشرة في الحوار، فوضع استطلاع رأي عقب انتهائها، سأل خلاله المتابعين عن تقييمهم للإجابات، فاعتبر 80 في المائة من المشاركين أنها كانت ضعيفة.
ومستشاره الآخر حميد أبوطالبي، رأى أن المشكلة كانت في مقدم المقابلة، قائلاً على "تويتر": "لو طرح المقدم أسئلة تمثل لسان حال الإيرانيين، لقضينا ليلة مختلفة، ولقدّم الرئيس إجابات تصل إلى قلوبهم".
من جهته، رد مقدّم المقابلة ومحاور الرئيس، رضا رشيد بور، على الانتقادات، اليوم الثلاثاء، فذكر "أنا ألعب دور المحاور لا المشارك في مناظرة مع الرئيس، ووظيفتي كانت طرح أسئلة تنقل مخاوف الإيرانيين، لا تقديم إجابات عنه"، لافتاً إلى أن وقت البرنامج لم يكن كافياً لطرح ما تبقى من تساؤلات هامة.
↧
إنعقاد الملتقى الوطني الثوري السوري بباريس الرافض لمؤتمر سوتشي
بحضور العديد من المعارضين والناشطين عقد في باريس الملتقى الوطني الثوري السوري وتضمن اللقاء العديد من المداخلات من الداخل السوري عبر الأنترنت والتي عبرت عن رفضها لمؤتمر سوتشي وأنه لا يعبر عن إرادة الشعب السوري الحر كما تحدثت بعض الشخصيات المعارضة عن خطورة مؤتمر سوتشي ورفضها القاطع له وكان البيان الختامي للملتقى الوطني الثوري السوري كالتالي :
بعد سبع سنوات من التضحيات الكبيرة للشعب السوري من أجل الحصول على حقوقه المشروعة بالحرية والكرامة الإنسانية والعدالة، تسعى روسيا لعقد مؤتمر في منتجع سوتشي في نهاية شهر كانون الثاني 2018 ، مدعية بأنه "مؤتمر لحوار وطني سوري" بينما هدفه الحقيقي هو إعادة تأهيل نظام الأسد و اجراء إصلاحات دستورية ورقية في ظل نظام لم يلتزم بالدستور طيلة عهده، و فرض انتخابات تتيح لبشار الاسد ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة، في وقت يجب أن يقدم فيه إلى المحاكمة لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وخاصة استخدامه للأسلحة الكيماوية، وهذه الجرائم موثقة لدى الأمم المتحدة و منظمات حقوق الانسان الدولية .
ويسعى مؤتمر سوتشي ايضا الى نقل الملف السوري من الرعاية الاممية في جنيف إلى رعاية روسيا و حلفائها والالتفاف على قرارات الأمم المتحدة لاسيما بيان جنيف1لعام 2012 والقرار 2254 التي تقضي بالانتقال السياسي بقيادة هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية. وأمام هذه التحديات والأخطار التي تهدد مستقبل سوريا التي باتت محتلة من قبل دول ومستباحة من قبل ميليشيات ترفع شعارات طائفية لا علاقة لها بمطالب الشعب السوري وقضيته الوطنية، وتمارس الإرهاب بأبشع صوره ، وامام حالة الارتهان والضعف في واقع قوى المعارضة السورية، تداعى طيف واسع من القوى والشخصيات الوطنية من داخل الوطن وخارجه ، لتنظيم هذا الملتقى بهدف الحفاظ على أهداف الثورة و ثوابتها ، والتصدي لمؤتمر سوتشي ومخرجاته المعلن عنها حتى قبل تنظيمه .
وقد توافق المجتمعون على ما يلي :
1- يعلن السوريون في الداخل السوري وفي مخيمات اللجوء والمتواجدون في دول اللجوء عن رفضهم لمؤتمر سوتشي ومخرجاته، وتشكيل جبهة وطنية ثورية عريضة ضد مؤتمر سوتشي وأي مؤتمر لاحق يهدف إلى إعادة تأهيل وتعويم نظام الأسد ، والتنصل من القرارات الدولية ، ومحاولات شرعنة وجود القوى المحتلة للأراضي السورية.
2 - إن السوريين المشاركين في سوتشي لا يمثلون الشعب السوري وطموحاته بعد أن اختاروا أن يكونوا في معسكر روسيا والنظام .
3- نرفض وبشكل قاطع أي عملية سياسية لا تؤدي إلى إسقاط النظام الأسدي برأسه ومرتكزاته المختلفة وخاصة الأجهزة الأمنية والعسكرية ، وإعادة بنائها على أسس وطنية ، وأي حل يبتعد عن هذه الأسس لن يخمد الصراع بل سيوفر الأرضية الخصبة لاستمراره ، ولا يعدو كونه إنتاج جديد لمأساة السوريين وتدوير لها .
4- التأكيد على استقلالية القرار السوري و استمرارية مسيرة شعبنا بالتغيير ، و التأكيد على ثوابت الثورة السورية التي تعبر عنها المطالب المشروعة للسوريين بإنهاء حقبة الاستبداد بكافة أشكاله وصوره ، والانتقال لدولة القانون والمواطنة المتساوية والتعددية السياسية تمهيدا للانتقال للدولة الديمقراطية بعد التشوهات المتعمدة التي ألحقت بمسار الثورة.
5- السعي لتوفير الدعم لمسار العدالة الانتقالية التي توفر المحاسبة القانونية العادلة على كافة الجرائم التي ارتكبت بحق أبناء الشعب السوري.
6- مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ووقف محنة الشعب السوري والضغط على كافة الأطراف الفاعلة لوقف استهداف المدنيين وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وفتح ممرات انسانية وادخال المساعدات والافراج عن المعتقلين والكشف عن المغيبين وفق القرارات والقوانين الأممية ذات الصلة.
7- التأكيد على إخراج كافة المسلحين الأجانب من الأراضي السورية، ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط لسحب القوات والمليشيات الأجنبية ، ومحاسبتهم على كافة الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري وخاصة جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية والتهجير القسري التي وقعت بحق السوريين والتي تضاهي في همجيتها كل الفظائع المرتكبة بحق الشعوب عبر التاريخ، ومطالبتهم بتعويضات مادية عن جرائمهم.
8 - نطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالضغط لتنفيذ كافة القرارات الأممية ذات الصلة لاسيما بيان جنيف1 والقرار رقم 2254.
9- يعبر المشاركون في الملتقى عن خشيتهم من الاستمرار في جعل سوريا ساحة للصراع الدولي و الإقليمي و تقاسم النفوذ على حساب دماء السوريين ووحدة أراضيهم و مصالحهم الوطنية.
10- توافق المجتمعون على تشكيل هيئة متابعة مؤلفة من اعضاء لجان المتابعة من مختلف الملتقيات ، تعتمد في عملها على لجان تخصصية هدفها :
- متابعة مخرجات الملتقى الوطني الثوري السوري والتواصل الداخلي والخارجي لوضع آلية لعمل مستدام يؤدي إلى إنقاذ سورية.
- الإعداد للقاء تمهيدي لقوى الثورة
- التحضير لمؤتمر حوار وطني سوري إعدادا وتنظيما ومخرجاتا حسب مرجعية جنيف 1 والقرارات الدولية المؤيدة، هدفه العمل على تحقيق طموحات الشعب السوري في الخلاص من الاستبداد وبناء دولته الوطنية الحديثة ، بالتعاون مع الجهات السورية الملتزمة بهذا المسار وتحت إشراف الأمم المتحدة.
عمرالبنيه
↧
تحديد رسوم تصديق الوثائق في القنصليات السورية
أقر مجلس الشعب السوري قانونًا جديدًا حدد خلاله رسوم الأعمال القنصلية للسوريين خارج البلد.
وفي جلسة عقدها المجلس، الاثنين 22 كانون الثاني، اتفق خلالها على تحديد رسم جميع الأعمال القنصلية بـ 25 دولارًا أمريكيًا، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا).
وتشمل تلك الأعمال منح تذكرة مرور والتسجيل والتصديق القنصلي والأحوال المدنية، بالإضافة إلى تصديق الوثائق الصادرة في سوريا ولم تستوفِ إجراء التصديق الأصولية والمرسلة من البعثات الدبلوماسية، على ألا تكون ذات طابع تجاري.
ووفقًا للمادة الأولى من القانون الجديد يُعفى محضر نقل الجثمان من هذه الرسوم.
واتفق أعضاء مجلس الشعب، أمس، على تعديل المادة الثانية من القانون، وأصبح بموجبها رسم الأعمال القنصلية على الفواتير التجارية بما يقدر بـ 1.5% من قيمة الفاتورة، على ألا يتجاوز المبلغ الإجمالي المستوفى خمسة آلاف دولار، وألا يقل عن 100 دولار أو ما يعادلهما باليورو أو بالعملات المحلية.
وكان مجلس الوزراء في حكومة النظام السوري ناقش، في أيار الماضي، مشروع قانون يقضي بتحديد رسوم الأعمال الصاردة عن قنصليات سوريا في الخارج.
واعتبر المجلس أن “مشروع القانون يأتي حرصًا من الحكومة على تذليل المعوقات التي تعترض المواطنين السوريين المقيمين خارج سوريا، ولا سيما في الدول التي ليس لها تمثيل دبلوماسي أو قنصلي والإسراع في إنجاز طلباتهم”.
كما يأتي “تسهيلًا لعمل الشركات والمؤسسات التجارية والجهات العامة، فيما يخص تصديق الوثائق الصادرة في تلك الدول”.
إلا أن كثيرًا من السوريين يعتبرون أن القنصليات والسفارات ترفد خزينة الدولة على حساب المواطنين، خاصة فيما يتعلق بجوازات السفر التي أصبحت من أغلى جوازات السفر بالعالم وتجدد كل سنتين، رغم أنها من أسوأها من حيث الدول التي يمكن للمواطن الدخول إليها
↧
↧
واشنطن تختار سوريا في مواجهة «داعش» وروسيا وإيران
رغم كثرة الانتقادات الموجهة لسياسة الإدارة الأميركية الحالية في منطقة الشرق الأوسط، فإنه يجب أن نعترف أنها أكثر وضوحاً والتزاماً من السياسات السابقة. وقد اختارت سوريا لتكون مركز اختبار استراتيجيتها الجديدة في مواجهة «داعش» وروسيا وإيران؛ لكن لا ندري إن كانت قادرة على إكمال الطريق الذي رسمته وأعلنت عنه أخيراً.
بانهيار الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينات انتهت الحرب الباردة، ولم تعد هناك سياسات أميركية خارجية سوى مواجهة الإرهاب. صارت السياسة ردود فعل على هجمات سبتمبر (أيلول) 2001، للرد على الجماعات الإرهابية في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وليبيا. ودامت تلك المرحلة عقداً ونصف عقد من الزمن.
الآن، في سوريا وأوكرانيا وإيران، وبدرجة أقل في شبه الجزيرة الكورية، نرى ملامح مواجهات بين واشنطن وموسكو. هذا التنازع بين القوتين الروسية والأميركية يعيد للأذهان حالة الحرب الباردة، وجرى التأكيد عليها الأسبوع الماضي في كلمة وزير الخارجية الأميركي عن الاستراتيجية الجديدة لبلاده، أنها تعتمد بشكل أساسي مواجهة القوى المنافسة، روسيا بدرجة أساسية، والصين بدرجة أقل.
تحت إدارة دونالد ترمب اختلفت سياسة واشنطن في منطقة الشرق الأوسط عموماً، وفي سوريا والعراق تحديداً. فقد قررت الوقوف في وجه الوجود الروسي وكذلك حليفه الإيراني، وكذلك مواجهة تنظيم داعش. واختارت الولايات المتحدة سوريا كأرض للمعركة التي أصبحت معقدة جداً، نتيجة تعدد القوى المنخرطة في الأزمة هناك.
ومع تبني واشنطن سياسة واضحة للمرة الأولى، أتوقع أنها ستفرز إشكالات جديدة لم تكن موجودة سابقاً، من بينها أن واشنطن ستتوقع من حلفائها دعم سياستها والعودة إلى سياسة الأحلاف القديمة. وسيبدأ فرز المواقف من الأزمة السورية، ثم ينسحب لاحقاً على القضايا الإقليمية الكبرى، مثل التعامل مع إيران. تركيا، التي هي عضو في حلف «الناتو» وتاريخياً جزء من منظومة الحلف الأميركي، تحاول اللعب على حبال الأزمة، حتى جاءت معركة عفرين التي وضعتها في مواجهة مع إيران وروسيا ونظام دمشق. وبالتالي ستجد تركيا، وكذلك بقية دول المنطقة، أن خياراتها تضيق مع الوقت. فهل ستتحالف مع واشنطن في سوريا أم مع موسكو؟
الأميركيون تخلوا عن سياسة العام الماضي بالتعاون مع الروس في سوريا، وتبنوا سياسة جديدة تقوم على مواجهتهم عبر الوكلاء والأحلاف الإقليمية. موسكو سبقت واشنطن في تبني هذه السياسة، فهي تستخدم الإيرانيين ووكلاءهم من ميليشيات لبنانية وعراقية وغيرها للقتال على الأرض. في المقابل يستخدم الأميركيون على الأرض ميليشيات كردية سورية، مع فلول «الجيش الحر» السوري، في منطقة شرق الفرات. أصبح التوجه الأميركي الجديد يقوم على إفشال المشروع الروسي الإيراني في سوريا، وإحباط محاولات «داعش» للعودة بعد إسقاط «دولة الخلافة» في الرقة.
ومن حسن حظنا في المنطقة، أن صناع القرار في واشنطن استيقظوا أخيراً إلى الخطر الذي تشكله التحولات الجديدة في سوريا، وهم ضد ما تفعله إيران أيضاً في العراق. وحتى لو لم ترقَ الأمور إلى درجة المواجهات العسكرية هناك، فإن تبني سياسة عدائية يكفي لرفع كلفة الحرب على النظام الإيراني، وسيجعل قدرته على الهيمنة على المنطقة بعيدة الاحتمال اليوم.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط
↧
سمير عطا الله : أغصان إردوغان
اعتبر «غصن الزيتون» رمزاً للسلام منذ أيام الإغريق، واتخذته المؤسسات الدولية شعاراً لها وتأكيداً على مهمتها وسبب قيامها. في الأيام الثلاثة الماضية رفعت 32 مقاتلة تركية «غصن الزيتون» لكي تدك 52 موقعاً في سوريا على مساحة 30 كيلومتراً، وأرفقت غصن الزيتون الجوي بغابة من الزيتون البري، دبابات ومرابض وتعظيم جيوش ومعها 25 ألف مناضل من الجيش الحر الذي يظهر ويغيب حيث تظهر وتغيب أغصان إردوغان.
أرجوك، لا تعوّل كثيراً على تحليلي للسياسة الإردوغانية. لم يعد أحد يعرف أين تحلق وأين تحط. ولكن يخطر لي أن السيد إردوغان ينوي أن يقيم «حزاماً أمنياً» على الحدود مع سوريا، شبيهاً بـ«الحزام الأمني» الذي أقامته إسرائيل في جنوب لبنان. وإذا سألتني عن اعتراضات أميركا، واستنكار إيران، واختباء إيران، وإحالة المسألة إلى الأمم المتحدة «للنظر فيها»، فدعني أُجيبك، كله غصن زيتون. أو بذر زيتون. أو بذر بطيخ لتقطيع الوقت وتقطيع أوصال الأكراد.
لن يبقى لهم، كما قال غسان شربل في افتتاحية الاثنين، «سوى الجبال». ولا نريد أن نزيد على همومهم ومآسيهم، لكن كان أحرى بهم أن يتعظوا قليلاً من التاريخ، خصوصاً تاريخهم. من هي الجبهة التي لم تستغلهم في الصراع العراقي والصراع السوري؟ حتى تركيا الإردوغانية وزعت عليهم المن والسلوى في بعض المراحل. ولا تسل عن المعسول الأميركي، الذي لا تلبث واشنطن أن تغسل به يديها للتبرؤ من كل وعد أو التزام.
لا يستحق الأكراد هذه المأساة الإضافية. أو بالأحرى هذا الفتح الذي تسميه تركيا بكل سخرية «غصن الزيتون». ولكن كان الأفضل أن يترووا طويلاً أمام انزلاقات الشرق الأوسط وزعزعة المواقع القديمة. ستون عاماً من الحلف الأطلسي فإذا تركيا في أحضان روسيا. وإذا الصداقة الكردية الروسية التاريخية على رفوف التاريخ. وحده الموقف الأميركي ثابت في دورانه.
تعلمنا من زماننا ومن مهنتنا، وخصوصاً من منطقتنا، ألا نفاجأ بشيء. أو بأحد، لكنني أقول دائماً، على الأقل احترموا عقولنا بطريقة المخاطبة! 32 طائرة لكي تحمل غصن زيتون؟ و25 ألف «جيش حرّ»؟ ودبابات ومدرعات وما إليها. الحل في يد الأمم المتحدة. إنها تدعو إلى ضبط النفس! «وليي على قامتك..» يقول السوريون في هذه المماحكات.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط
↧
وجهاء الصنمين يدخلون مفاوضات مع النظام والفصائل تتوعد
دخل وجهاء مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي اليوم الثلاثاء 23 كانون الثاني/يناير، في مفاوضات مع قوات النظام في محاولة للتهدئة بعد موجة النزوح التي شهدتها المدينة بعد المهلة التي اعطتها قوات النظام لسكانها.
وقالت مصادر ميدانية إن وفداً مكوناً من 14 شخصية من أهالي المدينة، قابلوا ضباط من قوات النظام بهدف تخفيف التصعيد الذي هدد به النظام السوري والذي أجبر مئات المدنيين على النزوح من منازلهم باتجاه القرى المجاورة، بعد تهديد النظام بشن عملية عسكرية موسعة فيها في حال رفض السكان إخلاءها دون معرفة ما تم التوصل إليه حتى اللحظة.
من جانبها قوات المعارضة هددت بالرد على اي تصعيد عسكري من قبل النظام في الصنمين، متوعدة أن أية قذيفة ستطلق على المدينة سيقابلها رد عنيف على مواقع النظام في المنشية وريف درعا.
وأمهلت قوات النظام أمس الاثنين 22 كانون الثاني/يناير، اهالي بلدة "الصنمين" بريف درعا الشمالي 24 ساعة لإخلاء مدينتهم والخروج إلى محيطها.
↧
السلطات التركية تفتح باب تطوع السوريين في عملية عفرين
فتحت السلطات التركية قبل أيام باب التطوع أمام السوريين المتواجدين في كل من ولايتي "أنطاكيا وكلس" التركيتين، للانضمام إلى صفوف مقاتلي الجيش التركي وفصائل درع الفرات.
وأظهرت صور متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة شبان أمام باب إحدى دوائر الأمن، قيل إنهم يانتظار دورهم للتطوع في صفوف درع الفرات وخوض معركة عفرين.
كما أظهرت صور أخرى مناضد وضع عليها (علم الثورة) إلى جانب العلم التركي، وقد وردت معلومات أن تلك المناضد خصصت لتسجيل من يرغب بالالتحاق في صفوف درع الفرات على محاور عفرين، وسط أنباء عن أن هذا القرار يشمل الأتراك أيضاً.
كما أظهرت صورة أخرى بياناً، قيل إنه صادر عن رئاسة الأركان في الحكومة المؤقتة، وهي تدعو السوريين في ولاية هاتاي للتطوع في صفوف درع الفرات والجيش التركي.
يذكر أن عدد المشاركين في عملية عفرين بلغ نحو 30 لف عنصر بينهم 20 ألفاً من درع الفرات.
↧
↧
تركيا تقوم بإعداد 500 خيمة في مدينة أعزاز تتسع لـ3 آلاف شخص !!!
دخلت عملية «غصن الزيتون» العسكرية التركية في عفرين يومها الرابع أمس مع تأكيدات من أنقرة باستمرارها حتى القضاء على «آخر إرهابي» وعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم. ووسط استمرار القصف المدفعي من الحدود التركية على عفرين، شهدت أنقرة اجتماعا أمنيا رفيع المستوى برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان لتقييم سير العملية. والتقى وفد أميركي مسؤولين بوزارة الخارجية ورئاسة الأركان التركية، للوقوف على تطورات العملية بعد دعوة واشنطن لتركيا بضبط النفس.
ومنذ ساعات الصباح الأولى أمس، واصلت المدفعية التركية المنتشرة على الحدود مع سوريا في ولايتي كليس وهاطاي، قصف المواقع العسكرية لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين. وسمع دوي أصوات المدفعية في بعض القرى التركية القريبة من الشريط الحدودي لسوريا في ولاية كليس جنوب تركيا.
وسقط أول جندي في صفوف القوات التركية في إطار عملية «غصن الزيتون»، بحسب بيان صادر عن رئاسة هيئة الأركان التركية، مساء أول من أمس جنوب شرقي قرية «غُل بابا» بولاية كليس جنوب تركيا.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين أن عناصر «الجيش السوري الحر»، المدعومين من القوات التركية، يواصلون تقدمهم «بشكل آمن» في منطقة عفرين، عبر تدمير المواقع المحددة للوحدات الكردية. وأضاف في بيان عقب اجتماع أمني برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان بالقصر الرئاسي في أنقرة، أمس، أنّ عملية «غصن الزيتون» ستستمر حتى تطهير المنطقة تماما من المنظمة الإرهابية الانفصالية، وعودة أصحاب سوريا الأصليين الذين تستضيف منهم تركيا نحو 3.5 مليون، بأمان إلى منازلهم.
وعدّ كالين أن «تركيا لم تجلب الظلم والدموع والدماء في أي منطقة نفذت فيها عمليات مشابهة حتى اليوم، و(درع الفرات) أكبر دليل على ذلك»، قائلا: «وعندما نستكمل مهمتنا في محافظة إدلب، فإنّ هذه المنطقة ستكون آمنة ومستقرة».
ويوجد مراقبون أتراك في إدلب، بموجب اتفاق روسي – إيراني - تركي، لوقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد.
وترأس إردوغان، أمس، اجتماعا أمنيا استمر لنحو ساعة ونصف الساعة بمشاركة رئيس الوزراء بن علي يلدريم، ونائبيه بكير بوزداغ ورجب أكداغ، ووزراء الدفاع نور الدين جانيكلي والخارجية مولود جاويش أوغلو والداخلية سليمان صويلو، ورئيس أركان الجيش خلوصي أكار، ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان، وغيرهم من المسؤولين المعنيين بعملية «غصن الزيتون». وأطلع المسؤولون إردوغان على آخر المستجدات الخاصة بالعملية.
وأكد إردوغان أن تركيا لن تلتفت إلى أقاويل ومواقف بعض الدول، وأن صاحب القرار في هذا الشأن هو الشعب التركي، و«لن نسمح لحفنة من الإرهابيين بالتمركز على حدودنا».
وأضاف في كلمة خلال مشاركته في تشييع جنازة موسى أوز ألكان، أول جندي تركي يقتل في اشتباكات على الحدود التركية - السورية في إطار عملية «غصن الزيتون» التي انطلقت مساء السبت الماضي، على الحدود السورية، أن العمليات التي تقوم بها القوات التركية إلى جانب عناصر الجيش السوري الحر «ليست ضد قومية معينة، وإنما هي ضد المنظمات الإرهابية».
في سياق متصل، التقي وفد من المسؤولين الأميركيين، أمس، مسؤولين أتراكاً في وزارة الخارجية ورئاسة أركان الجيش، بالعاصمة أنقرة، لبحث عدد من المسائل؛ على رأسها التطورات في سوريا وعملية عفرين. وترأس الوفد مساعد مستشار وزارة الخارجية الأميركية، جوناثان كوهين، وضم أيضا مسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وأكدت «البنتاغون» أنها تواصل مباحثاتها مع تركيا بشأن المستجدات في مدينة عفرين والمخاوف الأمنية لأنقرة شمال سوريا. وقال المتحدث باسم الوزارة الرائد أدريان رانكين غالاوي، في تصريح لوكالة «الأناضول» التركية: «إننا نتباحث مع حلفائنا الأتراك لتسوية الأزمة الحالية».
وأوضح غالاوي أن مباحثاتهم «تتضمن المستجدات في مدينة عفرين (في إشارة إلى عملية غصن الزيتون)، والوضع العام في الشمال السوري»، من دون مزيد من التفاصيل. وعن قصده من استخدام مصطلح «الأزمة»، قال غالاوي، إنه «متعلق بالأزمة في عفرين، وبالمعنى الأوسع؛ المخاوف الأمنية لتركيا شمال سوريا».
ووجّهت تركيا رسالة إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لإطلاعه على عملية «غصن الزيتون» التي ينفذها الجيش التركي في عفرين. وقال أحمد برات جونكار، رئيس المجموعة التركية في الجمعية البرلمانية لـ«ناتو»، في رسالته الموجهة إلى رئيس الجمعية، باولو اللي، ورؤساء وفود الدول الأعضاء: «العملية تهدف إلى تحييد الإرهابيين المنتمين لتنظيمات (داعش)، و(وحدات حماية الشعب) الكردية، وحزب العمال الكردستاني، في منطقة عفرين شمال غربي سوريا».
ولفت إلى أن العملية تأتي في «إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي، وحقها في الدفاع عن نفسها». وأوضح جونكار أن «تخطيط العملية وتنفيذها يستهدف كل ما يتبع التنظيمات الإرهابية المذكورة من مخابئ وأسلحة ومواقع وذخيرة ومركبات ووسائل أخرى، وتم اتخاذ التدابير اللازمة كافة للحيلولة دون إلحاق أي ضرر بالمدنيين في المنطقة».
مخيم تركي في أعزاز
إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده تقوم حاليا بإعداد 500 خيمة في مدينة أعزاز، بريف محافظة حلب، شمال سوريا، تتسع لـ3 آلاف شخص.
وفي تغريدة بحسابه الرسمي على موقع «تويتر»، أمس، أشار جاويش أوغلو إلى أن تركيا أنشأت مخيمين في محافظة إدلب، قبل عملية «غصن الزيتون»، بسعة 700 خيمة، وأن تركيا تلبي الاحتياجات الأساسية لأهالي المخيمات من غذاء وتدفئة وغيرها، وأن تركيا ستقف دائما إلى جانب من يحتاجون إليها. وأشار إلى أنها تستضيف 3.5 مليون سوري، وأنشأت على أراضيها 21 مخيما يعيش فيها 235 ألف شخص، وأن بلاده مستمرة في تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين. إلى ذلك، أوقفت السلطات التركية أمس 42 شخصا بتهمة نشر «الدعاية الإرهابية» على مواقع التواصل الاجتماعي ضد عملية عفرين، ليرتفع عدد من تم اعتقالهم على مدى يومين إلى 104 أشخاص بالتهمة نفسها.
وألقت قوات الأمن أمس القبض على 23 شخصا في أزمير (غرب البلاد)، بينهم رئيس فرع «حزب الشعوب الديمقراطي» المعارض المؤيد للأكراد شركس أيدمير.
واعتقلت قوات الأمن 14 شخصا آخرين في محافظات وأن وأغدير وموش شرق البلاد، و5 في مرسين (جنوب). وداهمت الشرطة منزل الصحافية في موقع «تي24» نورجان بايسال، في إطار التحقيقات التي بدأتها نيابة ديار بكر بشأن نشطاء مواقع التواصل.
وانتقدت بايسال عملية عفرين من خلال وسم «لا للحرب». وقالت نائبة «حزب الشعوب الديمقراطي» الكردي عن مدينة أضنة؛ ميرال دانيش بشتاش، إن الشرطة داهمت منزل بايسال بعد منتصف الليل وقامت بتحطيم باب المنزل واعتقالها، إضافة إلى اعتقال 30 شخصا في مدينة ديار بكر للسبب نفسه.
كما أوقفت السلطات التركية 57 شخصاً في مدينة إسطنبول بسبب منشوراتهم الرافضة لعملية عفرين.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
مساعد وزير الخزانة الأميركية في بيروت…رسائل سياسية ومصرفية
تترقّب الأوساط السياسية والمالية في لبنان، النتائج التي ستخلص إليها زيارة مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلّينغسلي إلى بيروت، واللقاءات المكثّفة التي يجريها مع المرجعيات السياسية ومسؤولي القطاع المصرفي، والتي تندرج في سياق تشديد الرقابة الأميركية، على حركة أموال «حزب الله»، للتثبّت من مدى التزام لبنان تطبيق العقوبات المالية على الحزب، بهدف تجفيف منابع تمويله، التي تبقى جزءاً من السياسة الأميركية لمكافحة تمويل الإرهاب.
وكان المسؤول الأميركي استهلّ زيارته للبنان، بلقاء مطوّل عقده مع رئيس الجمهورية ميشال عون، قبل ساعات قليلة من مغادرة الأخير إلى الكويت، وأطلعه على أهداف زيارته، وقد أبلغه عون أن لبنان «يشارك بفاعلية في الجهود العالمية الهادفة إلى مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، من خلال مصرفه المركزي والسلطات المالية المختصة، وفق المعايير والقوانين الدولية المعتمدة»، ونبّه عون إلى أن «الإرهاب والمال مصدران أساسيان للحروب، الإرهاب يوفر الحافز والمال يؤمن الوسائل». وشكر الولايات المتحدة الأميركية على «الدعم الذي قدمته للجيش اللبناني خلال مواجهته الإرهابيين»، معربا عن أمله في أن «يستمر هذا الدعم للمحافظة على الاستقرار والأمن في لبنان».
اللقاء الثاني للمسؤول الأميركي، كان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيث ريتشارد، وقد أكد بري لضيفه، أن «القوانين التي أقرها المجلس النيابي اللبناني جعلت لبنان دولة تتطابق مع أعلى المعايير القانونية الدولية، لجهة نقل الأموال والحركة المالية ومحاربة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب». ولفت إلى أن اللبنانيين «بانتشارهم الواسع وتجارتهم حيث هم ومع لبنان، يحرصون بأدائهم على تطبيق هذه المعايير»، في حين نوّه بيلّينغسلي بأداء المصرف المركزي اللبناني والمصارف اللبنانية في هذا الصدد.
وأثار بري مع مساعد وزير الخزانة الأميركية «إمكانية تطبيق الأنموذج المتبع في بعض الولايات الأميركية والدول الأوروبية، لجهة تشريع زراعة الحشيشة للصناعات الطبية».
وتحمل زيارة الوفد الأميركي رسائل سياسية ومالية على حدّ سواء، حيث لفت مدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية سامي نادر، إلى أن الزيارة «تأتي تنفيذاً لسياسة الإدارة الأميركية الشرق أوسطية الجديدة، والتي تتجلّى أبرز فصولها في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، خصوصاً في سوريا ولبنان». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «العقوبات التي تطال (حزب الله) تندرج في سياق المواجهة مع إيران، خصوصا أنها ترافقت مع عقوبات طالت (فيلق القدس) في الحرس الثوري، ورئيس مجلس القضاء الإيراني، تحت عناوين ثلاثة، الأول مرتبط بضرب حقوق الإنسان على خلفية حملة القمع والاعتقالات والتصفية التي تطال المتظاهرين في إيران، والثاني يتعلّق بالصواريخ الباليستية والثالث بمكافحة الإرهاب». وتوقف سامي نادر عند التعديل الذي أدخلته واشنطن على تصنيفها لـ«حزب الله»، وقال: «الإدارة الأميركية السابقة كانت تصنفه تنظيماً إرهابياً، لكن إدارة ترمب، تصنفه الآن كـ(منظمة إرهابية إجرامية)، يتصل دورها بغسل الأموال وتجارة المخدرات، ونسج شبكات في دول العالم»، مؤكداً أن «زيارة المسؤولين الأميركيين تركّز بالدرجة الأولى على زيادة العقوبات على (حزب الله) وتوسيع نطاق التفتيش». وبدا أن وجود الوفد الأميركي لا يتوقف على توجيه رسالة سياسية، إنما لديه رسالة تحذير شديدة إلى القطاع المصرفي، وتوقّف سامي نادر وهو خبير اقتصادي أيضاً عند «أبعاد المعلومات التي جرى تداولها مؤخراً، عن توجيه إنذار أميركي لأربعة مصارف لبنانية، بضرورة اتخاذ تدابير سريعة تتعلّق بحركة أموال وتحويلات تدور حولها علامات استفهام، ودعوتها إلى شرح ملابسات هذه الحركة، حتى لا تلاقي المصير الذي لقيه البنك اللبناني الكندي، الذي جرى إقفاله قبل أربع سنوات».
في هذا الوقت، كشف مصدر مصرفي لـ«الشرق الأوسط»، أن المصارف اللبنانية «كثّفت إجراءات المراقبة والتدقيق في عمليات فتح الحسابات الجديدة، منذ أن أدخلت الخزانة الأميركية تعديلات جديدة على العقوبات المالية التي تطال (حزب الله)». وأكد المصدر أن «أي عملية تحويل مالي تحوم حولها شبهات ولو بسيطة جداً، تحال إلى هيئة التحقيق الخاصة بالمصرف، التي تتبادل المعلومات بشأنها مع مصرف لبنان، حتى تبقى التعاملات المذكورة في الـ(safe zone)، أو ما يعرف بالمنطقة الآمنة».
وفي إطار لقاءاته زار بيلّينغسلي، وزير المالية علي حسن خليل، على أن يلتقي لاحقاً حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وممثلين عن المصارف والهيئات الاقتصادية اللبنانية.
المصدر: الشرق الأوسط
↧
دبلوماسيون: روسيا تخشى رداً عسكرياً أميركياً في سوريا على خلفية الكيماوي
تعهدت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، اللجوء إلى «كل السبل المتوافرة»، من أجل محاسبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سياق الحرب السورية. بينما رفض نظيرها الروسي فاسيلي نيبينزيا «أي تسرع في الأحكام» على التقارير الأخيرة عن استخدام القوات النظامية بقيادة بشار الأسد غاز الكلور ضد المدنيين في الغوطة الشرقية، مطالبا بإنشاء لجنة تحقيق جديدة حيال استخدام الأسلحة المحرمة دوليا عوض آلية التحقيق المشتركة التي عطلتها بواسطة الفيتو في نهاية السنة الماضية.
وبطلب مستعجل من روسيا، عقد مجلس الأمن أمس (الثلاثاء) جلسة علنية من خارج جدول الأعمال شهدت صدامات كلامية بين المندوبين الغربيين من جهة والمندوب الروسي من الجهة الأخرى، على خلفية التقارير عن استخدام قوات الأسد غاز الكلور بين مدينتي حرستا ودوما.
وعلمت «الشرق الأوسط» من دبلوماسيين في مجلس الأمن بأن «روسيا طلبت عقد هذا الاجتماع لمجلس الأمن، بسبب خشية لديها من احتمال رد الولايات المتحدة عسكريا على التقارير المتزايدة عن استمرار استخدام الغازات الكيماوية والمواد السامة في سوريا».
وخلال الجلسة، قال نيبينزيا إن بلاده «تولي أهمية قصوى» من أجل «منع إنتاج واستخدام الأسلحة الكيماوية في الشرق الأوسط، وليس فقط في سوريا»، معتبرا أن آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية لتحديد المسؤولين عن استخدام هذه الأسلحة في سياق الحرب السورية. وإذ حمل بشدة على اجتماع باريس والشراكة الدولية لمنع الإفلات من العقاب على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، طالب بإنشاء «لجنة تحقيق دولية احترافية لتحديد المسؤولين عن استخدام السلاح الكيماوي».
وردت المندوبة الأميركية عليه، فنددت بما سمته «تجرؤ روسيا على إعطاء محاضرات في ضرورة المحاسبة على استخدام السلاح الكيماوي بعدما عطلوا آلية التحقيق المشتركة»، معتبرة أن «روسيا متواطئة في الهجمات البربرية التي يشنها نظام الأسد ضد المدنيين». وأشارت إلى التقارير الأخيرة عن استخدام غاز الكلور في الغوطة الشرقية، في محاولة تستبق محاولاتها السيطرة على المنطقة. ورفضت أي مبادرة روسية، مبدية انفتاحا على عودة روسيا عن خطأ تعطيل آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
وأكد المندوب الفرنسي أن بلاده ترفض المبادرة الروسية التي تهدف إلى التغطية والتعمية عن الاجتماع الدولي الذي حصل في باريس.
وسألت «الشرق الأوسط» هايلي عما إذا كانت واشنطن ستستخدم القوة العسكرية ردا على استمرار استخدام الغازات السامة في سوريا، فاكتفت بأنه «يجب أن ننتظر ونرى».
وردا على سؤال، قال نيبينزيا لـ«الشرق الأوسط»: «لن نقبل بالتسرع في الأحكام على من يستخدم الأسلحة الكيماوية. نرفض التسرع كما يفعل زملاؤنا» الغربيون.
وكانت المندوبة الأميركية الدائمة أفادت أيضا في بيان بأن «التقارير عن أن النظام السوري استخدم غاز الكلور ضد المدنيين في الغوطة الشرقية إنما هو برهان آخر على استهتاره الفاضح بالقانون الدولي ولامبالاته الوحشية بحياة شعبه». وذكرت بأنه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي «استخدمت روسيا امتياز النقض (الفيتو) ضد تجديد آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وهي مجموعة تفنيد نزيهة ومستقلة أنشأها مجلس الأمن بالإجماع للتحقيق في شأن الضالعين بهجمات الأسلحة الكيماوية وتحديد المسؤولين عنها» في سياق الحرب السورية، مضيفة أنه «عندما قتلت روسيا آلية التحقيق المشتركة، وجهت رسالة خطرة إلى العالم... رسالة تفيد ليس فقط بأن استخدام الأسلحة الكيماوية مقبول، بل أيضا بأن أولئك الذين يستخدمون الأسلحة الكيماوية يجب ألا يجري التعرف إليهم أو محاسبتهم». وقالت إنه «إذا كانت هذه التقارير صحيحة، فينبغي لهذا الهجوم أن يلقي بثقله على ضميرهم»، مؤكدة أن الولايات المتحدة «لن تكف أبدا عن القتال من أجل الأطفال والنساء والرجال الأبرياء الذين صاروا ضحايا لحكومتهم وأولئك الذين يدعمونها». وشددت على أن بلادها «ستسعى إلى كل السبل المتوافرة من أجل المحاسبة، بما في ذلك عبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ولجنة التحقيق الدولية حول سوريا، والآلية المستقلة والنزيهة الدولية من أجل سوريا، والشراكة الدولية ضد الإفلات من العقاب على استخدام الأسلحة الكيماوية».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
أعدادهم تقدر بالعشرات : “أميركيون وبريطانيون ينضمون للمعركة في عفرين”..
قال مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية، الأربعاء 24 يناير/كانون الثاني 2018، إن متطوعين أميركيين وبريطانيين وألمانيين حاربوا تنظيم الدولة الإسلامية، إلى جانب القوات التي يقودها الأكراد، متواجدون الآن في منطقة عفرين للمشاركة في التصدي للهجوم التركي.
وقال ريدور خليل، المسؤول الكبير في قوات سوريا الديمقراطية لرويترز "كانت هناك رغبة من المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا في الرقة ويقاتلون في دير الزور للتوجه إلى عفرين".
ورفض تحديد متى وصل المقاتلون الأجانب لعفرين، لكنه قال إن أعدادهم تقدر بالعشرات. وقال "سيأخذون المعارك للاتجاه التركي".
جاء هذا التصريح بعد يوم من إعلان الجيش التركي أن 260 على الأقل من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، قُتلوا في عمليته بعفرين.
ونفى ريدور خليل هذه الأنباء، مؤكداً سقوط قتلى، ولكنه رفض ذكر عددهم.
وقال: "نعم هناك شهداء، وهناك قتلى في صفوف وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية، ولكن أتحفظ على الرقم".
وتستهدف العملية التركية في منطقة عفرين وحدات حماية الشعب الكردية السورية، المدعومة من الولايات المتحدة، التي تعتبرها أنقرة جماعةً إرهابيةً، وامتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض منذ عام 1984 تمرداً في جنوب شرقي تركيا، الذي تقطنه أغلبية كردية.
↧
↧
النظام السوري يمنع سكان عفرين من الخروج والمستشفيات متأهبة
منذ بدء عملية "غصن الزيتون" التي أطلقها الجيش التركي ضد "الوحدات الكردية"، مساء السبت الماضي، في عفرين، شمال سورية، أغلقت قوات النظام الطرق التي يسلكها المدنيون من المنطقة باتجاه مدينة حلب، في حين أعلنت المستشفيات والنقاط الطبية الاستنفار والجاهزية التامة لاستيعاب أية إصابات محتملة.
وقال الناشط الميداني في منطقة عفرين، مصطفى حمو، إن "قوات النظام أغلقت الطرقات التي تأتي منها البضائع والأدوية من مدينة حلب، كما منعت عبور المدنيين النازحين، ما اضطرهم إلى دفع مبالغ مالية طائلة لبعض الضباط المسؤولين عن نقاط التفتيش من أجل السماح لهم بالعبور".
وأوضح أن "الطرق كانت مفتوحة خلال الفترة الماضية، ولم تغلق أبداً، لكن النظام أغلقها، مع بدء عمليات الجيش التركي، ودون سابق إنذار".
وأضاف أن "المواد الغذائية متوفرة في المحلات التجارية، ولا نقص حتى الآن"، مشيراً إلى أن "الوضع قد يسوء إذا طالت العملية العسكرية في المنطقة".
كما لفت إلى أن "العمل منتظم في الدوائر الحكومية في المناطق الداخلية، ما عدا تلك الواقعة قرب الحدود التركية، وفي مناطق المواجهات". وأضاف "هناك ملاجئ مجهزة للحالات الطارئة يلجأ إليها المدنيون حال القصف، لكنها غير كافية، ما يضطر بعضهم للنزول إلى الأقبية أثناء القصف".
بدوره، قال إبراهيم فاروق، العامل في المجال الطبي في مدينة عفرين، لـ"العربي الجديد"، إن "المستشفيات والنقاط الطبية العاملة في المنطقة، استنفرت طواقمها استعداداً لحدوث أي طارئ، وبدأت بالعمل بطاقتها القصوى على مدار الساعة".
وأضاف أنّ "هناك نقاطا طبية منتشرة في معظم قرى منطقة عفرين لمعالجة الحالات البسيطة، في حين تنقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات الواقعة في مراكز المدن والنواحي".
↧
“فيسبوك”تستحوذ على “كونفيرم”للتحقق من هويات المستخدمين
استحوذت شركة "فيسبوك" على المشروع الناشئ للتحقق من الهويات "كونفيرم" Confirm، كجزء من جهود واسعة للتحقق من هويات المستخدمين على منصاتها الاجتماعية، لضمان حمايتهم وحماية الشخصيات السياسية والعمليات الانتخابية حول العالم.
وأطلق المتحدث باسم "فيسبوك" بياناً صحافياً، أمس الثلاثاء، قال فيه "نحن متحمسون لاستقبال فريق (كونفيرم) في (فيسبوك). تقنية الفريق وخبرته ستدعم جهودنا المستمرة في مجال الحفاظ على سلامة مجتمعنا".
ومشروع "كونفيرم" الناشئ جمع 4 ملايين دولار أميركي للتمويل، ومقره في مدينة بوسطن الأميركية. ووفقاً لوكالة "رويترز"، فسينضم موظفو "كونفيرم" إلى مكتب "فيسبوك" في بوسطن.
بدورها، كتبت "كونفيرم" على موقعها الإلكتروني: "نحن متحمسون للإعلان عن انضمامنا إلى (فيسبوك). هذه الخطوة تتويج لـ 3 سنوات بناء تكنولوجيا تضمن السلامة للمستخدمين على شبكة الإنترنت".
وأكدت الشركة الناشئة توقف خدماتها الحالية التي يستفيد منها 750 عميلاً. ووفرت برمجية تطبيقات "إيه بي آي" التي تستطيع تأكيد هوية المستخدم، عند إتمام أي عملية تتطلب تحققاً من الهوية، باستخدام كاميرا الهاتف الذكي.
يذكر أن "فيسبوك" اتخذت خطوات عدة في مجال التحقق من الهوية، في الشهور الأخيرة، إذ أطلقت أداة التعلم الآلي لتنبيه المستخدمين من الحسابات الزائفة، باستخدام الصورة الشخصية نفسها، كما فعلت في مجال التحقق من هويات مشتري الإعلانات السياسية في الولايات المتحدة.
(العربي الجديد)
المصدر: العربي الجديد
↧
الفيلم السوري “آخر الرجال في حلب”يترشح للأوسكار لأفضل 5 أفلام وثائقية
أعلنت إدارة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، أمس الثلاثاء، عن وصول الفيلم الوثائقي السوري "آخر الرجال في حلب Last Men In Aleppo" للقائمة النهائية لأفضل 5 أفلام وثائقية، مرشحة للحصول على جائزة الأوسكار لعام 2018، ليكون بذلك الفيلم العربي الوحيد الذي يتأهل لهذه المرحلة.
وشارك فراس فياض، مخرج الفيلم، اليوم منشورًا على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، يعبر فيه عن فرحه لكون فيلمه هو الفيلم السوري الوثائقي الطويل الأول، الذي يترشح لنيل جائزة الأوسكار، وقال: "يحكي الفيلم قصة البلاد التي يسعى مواطنوها للسلام، وهو اعتراف ببطولة العاملين في المجال الإنساني في كل أنحاء العالم، وتحية للتضحيات التي قدموها".
وقدم فياض عرفانه لكل من وقف بجانبه، ومنحه الحب والوطن الذي يفتقد إليه، لإنجاز عمله، وشكر أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة لاستقطاب الانتباه بشكل جاد إلى القضية التي يتبناها الفيلم، والتي تتمحور حول ضرورة وقف الحرب السورية لأن الكثير من ضحاياها مدنيون يرغبون بالعيش بسلام، وقال: "شكرًا لمساعدتنا على تسليط الضوء على المأساة التي تتكرر بشكل يومي في سورية".
ويرصد فيلم "آخر الرجال في حلب" حياة عمال الدفاع المدني، أو أصحاب الخوذات البيض، الذين كرسوا حياتهم لإنقاذ ضحايا القصف الجوي السوري والروسي في أماكن سيطرة المعارضة المسلحة، منذ بداية حصار مدينة حلب، كما يسلط الضوء على التضحيات الكبيرة التي يقدمونها، من إصرارهم على البقاء في سورية لتحقيق السلام، أو التغيير رغم كل التحديات، إلى مخاطرتهم بحياتهم من أجل إجلاء المدنيين من الركام أثناء الغارات، أو إبعادهم عن الأماكن الخطرة.
وأشار فياض في لقاء له مع وكالة "رويترز"، أن السبب الذي جعله يختار كل شخصيات الفيلم ممن لديهم أطفال أو أخوة، هو تسليط الضوء على الرعب اليومي الذي يواجهونه أثناء حفرهم في الأنقاض، واحتمالية أن يجدوا أحباءهم بين الضحايا، كما أكد أنه تعمد إظهار مشاهد مؤثرة، لإجبار المشاهدين على الوقوف وجهًا لوجه، أمام الحقيقة القاسية، البشعة، التي يواجهها الكثير من السوريين يوميًا.
يذكر أن فيلم "آخر الرجال في حلب" شارك في العديد من المهرجانات العالمية، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى في قسم السينما العالمية في مهرجان "ساندانس" الأميركي للسينما المستقلة، في العام الماضي، كما يمتلك فرصة كبيرة للفوز بجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي لعام 2018، والتي ستعلن نتائجها في 4 آذار المقبل، على مسرح دولبي، في لوس أنجليس.
https://www.youtube.com/watch?v=qT6IagQ7xos
↧
“معركة عفرين”: معارك مستمرة واستراتيجية جديدة للجيش التركي
في اليوم الخامس من معركة "غصن الزيتون"، التي أطلقتها تركيا، واصلت قوات "الجيش السوري الحر" محاولات التقدّم في منطقة عفرين، شمالي سورية، بعد معارك مع "وحدات حماية الشعب" الكردية، وسط استراتيجية جديدة تهدف إلى توحيد الحشود العسكرية والتقدم براً نحو مركز المدينة.
وقصفت القوات التركية مجدداً عدة أهداف في منطقة عفرين، مستهدفة بشكل خاص الوحدات الكردية المنتشرة في بلدة "جنديرس"، وفي ناحية "راجو" وأماكن أخرى في ريف عفرين، فيما استهدف الطيران الحربي التركي صباح اليوم بعدة غارات جوية مواقع الوحدات الكردية من الجهة الشمالية الغربية لمدينة اعزاز.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن ثمانية عناصر من "وحدات حماية الشعب" قُتلوا إثر مواجهات مع فصائل المعارضة وقصف مدفعي من قبل الجيش التركي.
في هذا الوقت، تتواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين الوحدات الكردية وفصائل "الجيش الحر" المدعومة من القوات التركية على محاور قسطل جندو، وناحية بلبلة، وشمال غرب عفرين ومحوري راجو، والشيخ حديد ومحور جنديرس ومحور جبل سمعان في جنوب عفرين، وسط محاولات من قوات عملية "غصن الزيتون" للتقدم في المنطقة، ومعلومات عن خسائر وأسرى في صفوف الطرفين.
وأعلنت فصائل "الجيش الحر" المشاركة في العمليات العسكرية أنها سيطرت على مواقع جديدة بمنطقة عفرين منها قرية حمام وتلال محيطة بها في ناحية جنديرس، وقرية عمر اوشاغي في ناحية راجو بريف حلب بعد معارك مع وحدات حماية الشعب.
إلى ذلك، أشارت مصادر محلية إلى أن المعارك تتركز حاليًا على محور بلدة جنديرس، بعد توقف المواجهات على محور اعزاز، وانسحاب الفصائل من المناطق التي سيطرت عليها في وقت سابق.
وتعتبر بلدة جنديرس المنطقة الدفاعية الأبرز عن مدينة عفرين من الجهة الغربية، وتبعد عن الحدود التركية نحو سبعة كيلومترات، وتفصلها عنها سبع قرى بينها آغجلة، جاملي بيل، حاج اسكندر.
وحتى اليوم سيطرت فصائل "الجيش الحر" على أربع تلال هامة في ناحيتي الشيخ حديد وراجو، غربي عفرين، إضافة إلى عدة قرى في ناحية راجو شمال غربي المدينة ومنطقة بلبلة.
في المقابل، نشرت حسابات تابعة للوحدات الكردية تسجيلات مصورة قالت إنها أثناء التصدي لتقدم الفصائل العسكرية والجيش التركي على محور راجو. وأظهرت التسجيلات اعتماد القوات الكردية على القنّاصة في صدّ الهجمات.
كما أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) عمّا أسمتها "عملية نوعية نفذتها في محيط دير سمعان جنوب شرقي بلدة عفرين بمحاذاة ناحية شيراوا، ضد جنود الجيش التركي، أسفرت عن مقتل 8 من عناصره" بحسب بيان أصدرته.
وكانت مصادر محلية قد ذكرت أن جميع المناطق الحدودية في عفرين شهدت اشتباكات عنيفة، خصوصاً في ناحيتي بلبلة وراجو شمالي وغربي عفرين، وسط قصف عنيف بالمدفعية والدبابات التركية، أسفرت عن مقتل 19 عنصراً من الفصائل السورية المشاركة في الهجوم التركي، مقابل 29 قتيلاً من جانب الوحدات الكردية.
من جهتها، أعلنت رئاسة هيئة الأركان التركية، أمس الثلاثاء، "تحييد" 260 من وحدات حماية الشعب الكردية منذ انطلاق عملية "غصن الزيتون" السبت الماضي.
وذكر بيان صادر عن الأركان التركية، أن "عسكرياً تركياً ثالثاً قُتل أمس الثلاثاء في منطقة عفرين خلال اشتباك بقرية عمر أوشاغي، التي سيطر عليها "الجيش السوري الحر" المدعوم من القوات التركية بناحية راجو، غربي عفرين.
استراتيجية جديدة للمعركة
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "خبر تورك " التركية، أنّ القوات المسلحة التركية التي تقود عملية "غصن الزيتون" نجحت في بسط سيطرتها على 7 مناطق بمساحة 8 كيلومترات بعد 72 ساعة من بدء العملية، مشيرة الى أنه من المخطّط أن يتمّ توحيد الحشود العسكرية المنتشرة على طول خط الحدود، ومن ثمّ التقدم برًّا نحو مركز المدينة.
وذكرت الصحيفة أن التقدم الذي أحرز يأتي في سياق استراتيجية تركية جديدة تستهدف إحكام السيطرة لمنع تسلّل عناصر الوحدات الكردية، وتمشيط مخابئها على طول خط الحدود السورية التركية.
من جهة أخرى، قالت الأمم المتحدة إن خمسة آلاف شخص نزحوا من منطقة عفرين منذ بدء العملية العسكرية التركية في المنطقة.
وأضافت الأمم المتحدة في تقرير لها أنها مستعدة لتقديم مساعدات لنحو خمسين ألف شخص في عفرين، ولديها إمدادات لنحو ثلاثين ألفاً آخرين، في حال زادت أعداد النازحين إلى مناطق خاضعة لقوات النظام السوري في حلب.
↧
↧
“ذا بوست”: دعم سبيلبرغ لإسرائيل يخيّم على العرض في لبنان / حسن نصرالله ضد سبيلبرغ
بعد أيام من التهديدات، خفتت المطالبات بمنع عرض فيلم "ذا بوست" للمخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ في لبنان. بدأ العرض يوم الخميس الماضي، ويتواصل وسط إقبال جماهيري كبير جداً، في مختلف الصالات اللبنانية، رغم موجة الاعتراض التي عبّر عنها ناشطون يساريون مُقربون من "حزب الله" وينشطون في إطار حملات "المقاطعة الثقافية لإسرائيل".
وقد بدأ عرض الفيلم يوم الخميس الماضي في صالات "غراند سينما" و"أمبير" و"فوكس" و"سيني مول" و"سينما سيتي" و"سينما ستار غايت" في مواعيد العرض العادية، رغم تهديد بعض الإعلاميين المُقرّبين من الحزب بـ"منع عرض الفيلم بالقوة"، وذلك بعد أن تم الكشف عن دعم سبيلبرغ لدولة الاحتلال الإسرائيلي بمبلغ مليون دولار أميركي خلال اعتدائها على لبنان عام 2006.
بداية الجدل حول الفيلم انطلقت مع دعوة بعض الناشطين في حملات مقاطعة إسرائيل، ومنهم سماح إدريس، لمنع عرض الفيلم في لبنان نظرا لمواقف سبيلبرغ من الصراع العربي - الإسرائيلي. وقد انتقل السجال بين الناشطين على مواقع التواصل حول أحقية العرض أو المنع، إلى طاولة مجلس الوزراء الذي اجتمع في 18 الجاري. وشهدت الجلسة نقاشا مطولا بين ممثل "الحزب القومي السوري الاجتماعي" (أحد حلفاء النظام السوري في لبنان) وزير الدولة لشؤون مجلس النواب علي قانصوه، وبين وزير الإعلام ملحم رياشي، وهو أحد ممثلي "حزب القوات اللبنانية" في الحكومة. ووصف رياشي طرح قانصوه بمنع عرض الفيلم بـ"اللغة الخشبية التي يجب التعامل معها بوضوح وتشكيل لجنة لتوضيح مثل هذه الإجراءات (منع عرض الأفلام)، لأنه من غير المقبول أن تمنع أفلاماً أو فنانين إذا كانوا قد غنّوا في إسرائيل".
وهو ما ردّ عليه قانصوه بمحاولة لعزل موقف رياشي، بالقول إنه "لا أحد في الحكومة يقول مثل هذا الكلام". عندها تدخل وزير الخارجية جبران باسيل، ودافع عن موقف رياشي، مُعتبراً أنه "لا يمكن التعاطي بهذه الطريقة مع هكذا أمور"، وأكد أن مثل هذه الدعوات تعني عملياً "مقاطعة وإقفال الكثير من المحال والشركات التجارية". وقد حسم توقيع وزير الداخلية نهاد المشنوق (صاحب سلطة الوصاية على جهاز الأمن العام المُكلّف بإصدار أذونات العرض والنشر للمنتجات الفنية والثقافية)، النقاش، وسمح بعرض الفيلم.
نصرالله ضد سبيلبرغ
وما أشعل النقاش كان خطاب أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، الذي طالب بمنع عرض العمل، في خطابه الأخير، بسبب دعم سبيلبرغ للاحتلال الإسرائيلي مالياً عام 2006، معلناً أنه يضع هذا الملف في عهدة الرؤساء الثلاثة في لبنان. وانطلق بعدها وسم لن يعرض في لبنان، فكرر الناشطون كلام نصرالله مؤكدين أن من يشارك في مشاهدة الفيلم هو كمن يقتل اللبنانيين، مهددين بمنع العرض تحت أي مسمّى أو حجة.
في المقابل، أكد ناشطون آخرون أنّ منع فيلم لسبيلبرغ حالياً بعد عرض كل أفلامه في لبنان يعتبر مضحكاً وغير مفهوم. وأكدوا أنه في حال لم يسمح لبنان بعرض الفيلم، فسيكون خاضعاً لسلطة حزب الله وقراراته، لينتهي النقاش بالسماح بعرض العمل.
قصة الفيلم
ويتناول الفيلم قصة النقاش القانوني والأخلاقي الذي يخوضه مالكو صحيفتي "نيويورك تايمز" و"ذا واشنطن بوست" حول نشر دراسة سرية تم تسريبها عن توقعات الإدارة الأميركية لمسار الحرب في فيتنام، وإصرار الإدارات المُختلفة لثلاثة رؤساء جمهورية على استكمال الحرب رغم إجماع التقديرات على عدم إمكانية تحقيق انتصار عسكري هناك. وبينما يقاضي الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون ناشري "التايمز"، تنضم "ذا بوست" إلى حلبة الدفاع عن حرية النشر في الولايات المُتحدة وتستكمل نشر التسريبات، قبل أن تنضم إليها مُختلف الصحف المحلية في العديد من الولايات المُتحدة الأميركية.
ويطرح الفيلم، كما العديد من أفلام سبيلبرغ، ردود فعل متناقضة بين المُتابعين الذين يتلقون رسائل الأفلام بطرق مُختلفة. ولعل أبرز مثلين على هذا التناقض هو الاتهامات المُتناقضة التي تلقاها المُخرج الاميركي اليهودي بعد إخراجه فيلم "ميونخ" الذي يتناول عملية المقاومة الفلسطينية التي استهدفت الفريق الرياضي الإسرائيلي المُشارك في أومبياد ميونخ عام 1972 (أُنتج الفيلم عام 2005)، واتُهم سبيلبرغ يومها بالترويج لوجهة النظر الفلسطينية في الفيلم من قبل بعض اللوبيات اليهودية في الولايات المُتحدة، بينما رفضته شريحة عربية واسعة بسبب خلفيته السياسية الداعمة لإسرائيل.
وفي ظل عدم وجود موقف رسمي مُوحّد من موضوع منع مشاركة فنانين دعموا أو زاروا إسرائيل من عرض أعمالهم في لبنان أو زيارته، يبقى الخلاف مفتوحاً بين طرفي النزاع في هذا الملف. والجدير ذكره أن لبنان سجّل في الآونة الأخيرة إعادة تموضع سياسي بعد انتخاب الرئيس ميشال عون، وبات أقرب إلى المحور الإيراني منه إلى المحيط العربي المأزوم. واستتبع ذلك سلسلة إجراءات رسمية على شكل استدعاء ناشطين وصحافيين للتحقيق، ومنع عرض أفلام سينمائية عالمية في دور العرض المحلية.
↧
التعديل الحكومي المغربي بلا مفاجآت: الأحزاب نفسها بوجوه جديدة
لم يحمل التعديل الحكومي الجزئي في المغرب مفاجآت سياسية كبرى، باعتبار أنه حافظ على لُحمة الأغلبية الحكومية ولم يخرج عنها بإدخال حزب "الاستقلال" إلى الحكومة كما كان يُروَج بشدة من قبل، فيما تم استحداث منصب جديد هو وزير منتدب في وزارة الخارجية مكلف بالشؤون الأفريقية، وتم إسناده لشخصية غير حزبية.
وعيّن العاهل المغربي محمد السادس، عبد الأحد الفاسي الفهري وزيراً لإعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة عوض محمد نبيل بن عبدالله، الأمين العام لحزب "التقدم والاشتراكية"، كما عيّن القيادي في الحزب نفسه أنس الدوكالي وزيراً للصحة خلفاً للوزير المقال الحسين الوردي. كما عيّن الملك، رئيس جامعة محمد الخامس في الرباط سعيد أمزازي، وزيراً للتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وتمت صباغته أخيراً بألوان "الحركة الشعبية"، خلفاً لمحمد حصاد، ومحمد الغراس من الحزب نفسه وزيراً مكلفاً بالتكوين المهني بدلاً من العربي بن الشيخ.
أما في المنصب الجديد الذي أفرد له العاهل المغربي مساحة من خطابه بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، وهو وزارة منتدبة مكلفة بالشأن الأفريقي، فقد كان بمثابة مفاجأة صغيرة، إذ لم يرشَح شيء من قبل عن هوية الوزير المعني، إلى أن تم الإعلان عن اسم محسن الجزولي، وهو رجل أعمال يرأس مؤسسة متخصصة في الاستشارات التجارية تقدّم خدماتها لشركات خاصة في القارة الأفريقية.
وينطوي التعديل الحكومي على عدة ملاحظات ودلالات سياسية رئيسية، الأولى أن التعديل الحكومي حافظ على الأغلبية المشكلة من ستة أحزاب، وهي "العدالة والتنمية" و"التقدم والاشتراكية" و"التجمع الوطني للأحرار" و"الاتحاد الاشتراكي" و"الاتحاد الدستوري" و"الحركة الشعبية"، ولم يتم اللجوء إلى حزب "الاستقلال".
وفي هذا الصدد، قال الأمين العام لحزب "الحركة الشعبية"، أمحند العنصر، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن التعديل الحكومي احترم ما كان محدداً في بلاغ الديوان الملكي الذي تحدث عن استبدال الوزراء المعفى عنهم بوزراء جدد، من دون الخوض في إمكانية توسيع التعديل ليصل إلى أحزاب أخرى. وأوضح أن هذا التعديل الحكومي جاء في مستوى تطلعات "الحركة الشعبية"، على الرغم من التأخر في الإعلان عنه لأن الأمر كان يحتاج لمشاورات وتدقيق ضروري في الأسماء المطروحة، والتي يكون قوامها الكفاءة والمسؤولية، والتقيّد بالمبدأ الدستوري الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة.
الملاحظة الثانية التي يستشفها مراقبون من طبيعة التعديل الحكومي المعلن عنه، أن حزب "الاستقلال" وعلى الرغم من أنه لم يدخل الحكومة التي يقودها سعد الدين العثماني، فإنه يترقب دخوله في محطات مقبلة، إذ يجري تحضيره للمشاركة بشكل أو بآخر، خصوصاً بعد "التخلص" من حميد شباط وانتخاب نزار بركة على رأس الحزب، وهو الشخصية المقربة من صنّاع القرار في المملكة.
الملاحظة الثالثة الرئيسية التي تظهر من خلال التعديل الحكومي، هي أن جميع الأسماء المعلن عنها هي أسماء لشخصيات تشغل مناصب وزارية لأول مرة في مسارها المهني، فأنس الدكالي يتولى لأول مرة منصب وزير، والأمر نفسه بالنسبة للفهري والجزولي وأمزازي والغراس، على الرغم من تقلّد بعضهم وظائف داخل قطاعات وزارية.
أما المعطى الرئيسي الرابع الذي يظهر من خلال حيثيات وكواليس التعديل الحكومي، فيتجسد في عدم قدرة بعض الأحزاب على تقديم أسماء جديدة لشغل مناصب وزارية، إذ وجد حزبا "التقدم والاشتراكية" و"الحركة الشعبية" صعوبة بالغة في "إقناع" الديوان الملكي بقائمة المرشحين الذين تم تقديمهم، قبل أن يحظى الوزراء الجدد برضى المؤسسة الملكية.
ويجر المعطى الرابع إلى ملاحظة خامسة تتمثل في أن النخب داخل هذه الأحزاب عجزت عن توفير "بروفايلات وزراء" في قطاعات معينة، وهذا ما يفسر لجوء "الحركة الشعبية" على سبيل المثال إلى "صباغة" سعيد أمزازي، الذي يشغل منصب رئيس جامعة الرباط، بألوان "الحركة الشعبية" قبل أيام قليلة، بهدف إدخاله إلى الحكومة باسم هذا الحزب، ما يدل على الصعوبة التي وجد الحزب نفسه فيها جراء عدم العثور على أسماء في مستوى تقلد هذه المسؤولية الوزارية.
والملاحظة السادسة في التعديل الحكومي أنه تم إسناد منصب الوزير المكلف بالشؤون الأفريقية لشخصية بعيدة عن العمل السياسي والحزبي، بعد أن راجت أخبار متواترة عن إمكانية استئثار حزب "الاستقلال" بهذا المنصب، ليكون بوابة له لدخول الحكومة في تعديل حكومي موسع، وهو ما لم يحصل.
ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة مراكش، محمد الزهراوي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن تعيين شخصية اقتصادية وتكنوقراطية لهذا المنصب يحمل في طياته ثلاث خلفيات أساسية، الأولى، أن المغرب عازم على نهجه القائم على اختراق مجموعة من الدول الأفريقية عبر البوابة الاقتصادية. وأضاف أن الخلفية الثانية لتعيين الجزولي المتخصص في الاستشارات وزيراً منتدباً للشأن الأفريقي تفيد بأن تعيين هذه الشخصية وفق السياق الحالي وبالنظر إلى السياسات المغربية تجاه أفريقيا، غايته تقوية الشراكات والاتفاقيات المبرمة مع مختلف الدول الأفريقية، خصوصاً الاتفاقات التنموية والاجتماعية.
أما الخلفية الثالثة، وفق الزهراوي، فترتبط بطبيعة الشخص المعين، أي محسن الجزولي، وهو تكنوقراطي لم يسبق له أن انخرط في أي حزب سياسي، بحيث إن هذا التعيين يؤشر على أن ملف الدبلوماسية المغربية داخل القارة وإدارته، هو شأن ملكي محض، وهو مجال محفوظ للمؤسسة الملكية.
منصب وزير للشؤون الأفريقية ليس جديداً كلياً في المغرب، إذ سبق إنشاء وزارة بهذا الخصوص في بداية الستينات من قِبل العاهل الراحل الحسن الثاني، أسندت حينها إلى الراحل عبد الكريم الخطيب مؤسس حزب "العدالة والتنمية"، لكنها وزارة سرعان ما تم التخلي عنها، وعادت إلى الظهور مع التعيين الملكي الجديد.
وكان العاهل المغربي قد تحدث عن ضرورة إنشاء هذه الوزارة في خطاب له في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال فيه "يجب القيام بالمتابعة الدقيقة والمستمرة لتقدم تنفيذ البرامج الاجتماعية والتنموية، ومواكبة الأعمال بالتقييم المنتظم والنزيه. ولهذه الغاية، قررنا إحداث وزارة منتدبة بوزارة الخارجية مكلفة بالشؤون الأفريقية، خصوصاً الاستثمار، وخلية للتتبع بكل من وزارتي الداخلية والمالية".
يذكر أن التعديل الحكومي في المغرب يأتي بعد ما يزيد عن ثلاثة أشهر من قرار الملك محمد السادس إعفاء أربعة وزراء من الحكومة الحالية التي يقودها "العدالة والتنمية"، وأيضاً منع 5 وزراء سابقين من تقلد أي منصب وزاري مستقبلاً لعدم رضاه عنهم، بسبب ما تم تسجيله من اختلالات في تنفيذ مشروع تنموي أشرف عليه الملك في 2015، في مدينة الحسيمة، وعلى إثره اندلعت الاحتجاجات في منطقة الريف.
↧
حرب عفرين تقلق واشنطن: تخوف من تصادم في منبج
مع دخول عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها تركيا في منطقة عفرين السورية، يومها الرابع أمس الثلاثاء، أثارت المواقف الأميركية من العملية تساؤلات كبيرة، فبعد تأكيد واشنطن على "حق أنقرة في حماية حدودها وأمنها القومي"، عادت أمس لانتقاد الهجوم ودعوة تركيا لكي تكون عملياتها "محدودة في الحجم والمدة". وترافق هذا الموقف مع وجود وفد أميركي في أنقرة للتنسيق مع السلطات التركية حول العملية. وتربط المواقف العلنية الأميركية قلق واشنطن بتأثير عملية عفرين على جهود محاربة تنظيم "داعش" وزعزعة استقرار هذه المنطقة، إلا أن تصريحات أميركية مسربة كشفت عن منحى آخر للقلق الأميركي، يتمثل في التخوّف من أن تتخطى تركيا في "غصن الزيتون" منطقة عفرين، وتصل إلى منبج، حيث توجد قوات أميركية وأخرى من "سورية الديمقراطية" تحظى بدعم أميركي، مع التشديد على أن أولوية واشنطن حماية قواتها.
أما ميدانياً، فبدت المعارك في رابع أيام عملية "غصن الزيتون" أقل ضراوة من الأيام الثلاثة السابقة، إلا أن المؤشرات تدل على أن القوات المهاجمة تتعمد فتح محاور قتال جديدة يومياً ومن جهات مختلفة، لتشتيت خطط الوحدات الكردية، والتي أعلنت أمس حالة "النفير العام" دفاعاً عن عفرين.
وبينما كان وفد من المسؤولين الأميركيين، برئاسة مستشار وزارة الخارجية الأميركية، جوناثان كوهين، وعضوية مسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية، يزور تركيا أمس حيث التقى مسؤولين في وزارة الخارجية وقيادة الأركان، برز موقف لافت من وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، الذي دعا تركيا إلى "ضبط النفس" في هجوم عفرين. وقال ماتيس في جاكرتا للصحافيين المرافقين له في جولته في آسيا "إننا نأخذ على محمل الجد مخاوف تركيا الأمنية المشروعة، لكن العنف في عفرين يحدث بلبلة في منطقة كانت حتى الآن مستقرة نسبياً من سورية". وأضاف "إننا نطلب من تركيا التحلي بضبط النفس في عملياتها العسكرية وكذلك في خطابها والحرص على أن تكون عملياتها محدودة في الحجم والمدة". وتابع: ماتيس "لدينا خلافاتنا (مع تركيا). لكن في الوقت نفسه، أود أن أقول فقط إن من الأفضل بكثير لتركيا وللأكراد وللسنة أن يكون الأميركيون في وضع يمكنهم من التأثير على الموقف بدلاً من (رئيس النظام بشار) الأسد".
وجاء الموقف الأميركي في ظل غياب إجماع دولي في الموقف من عملية عفرين، إذ انتهت جلسة لمجلس الأمن الدولي الإثنين حول الوضع في سورية من دون إصدار أي إدانات أو قرار. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان قلقه أمس إزاء العملية التركية ودعا حكومة أنقرة إلى ضبط النفس في عملياتها ضد القوات الكردية.
وقد يكون المبرر الأبرز لرفع النبرة الأميركية تجاه العملية التركية ما نقلته وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين، بأن السؤال الرئيسي للولايات المتحدة بشأن الهجوم هو ما إذا كانت أنقرة ستواصل التقدم من عفرين إلى منبج حيث توجد قوات أميركية وحلفاء لها في مواجهة تنظيم "داعش". وقال مسؤولون أميركيون، وفق "رويترز"، إن منع الرئيس التركي طيب أردوغان من تنفيذ تهديده بطرد "قوات سورية الديمقراطية" من منبج أمر محوري بالنسبة لواشنطن. وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه للوكالة "منبج حررها التحالف وهذا سيُنظر إليه بشكل مختلف إذا ما بدأت تركيا التحرك في ذلك الاتجاه". وأضاف "تحدث الأتراك بشأنها، لكن ليست هناك دلالة على أنهم سيواصلون التحرك شرقاً حيث توجد قواتنا. في المرحلة الحالية، في عفرين معركة مختلفة جداً ووضع مختلف للغاية عما إذا تقدموا شرقاً". وقال مسؤول أميركي ثان طالباً عدم نشر اسمه، بحسب "رويترز": "سيكون هذا مبعثا للقلق ونحن نراقبه عن كثب. حماية قواتنا أولوية قصوى". وفي السياق نفسه، كان لافتاً قول المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أدريان رانكين غالوي لـ"رويترز" إن "الجماعات الكردية المسلحة في عفرين" ليست جزءاً من التحالف ضد "داعش".
يأتي هذا التخوّف الأميركي في ظل تأكيد أردوغان أمس أن بلاده "لن تلتفت" إلى أقاويل ومواقف بعض الدول من عملية "غصن الزيتون"، مضيفاً في كلمة له أمس خلال مشاركته في تشييع ضابط قُتل في العملية: "لن نسمح لحفنة من الإرهابيين بالتمركز على حدودنا". وترأس الرئيس التركي اجتماعاً أمنياً في المجمع الرئاسي في أنقرة بحضور كبار المسؤولين المعنيين، للاطلاع على تطورات العملية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، بعد الاجتماع، إنّ عملية "غصن الزيتون" ستستمر "حتى تطهير المنطقة تماماً من المنظمة الإرهابية الانفصالية، وعودة أصحاب سورية الأصليين الذين تستضيف منهم تركيا نحو 3 ملايين ونصف، بأمان إلى منازلهم".
كما كان لافتاً ما نُقل عن وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو من أن بلاده تسعى لتفادي أي اشتباك مع القوات الروسية أو الأميركية خلال عمليتها ولكنها ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمنها. وذكرت وكالة "رويترز" أن قناة "خبر ترك" التلفزيونية نقلت عن جاووش أوغلو قوله: "الإرهابيون في منبج يطلقون دوماً نيراناً استفزازية. إذا لم توقف الولايات المتحدة هذا فسنوقفه نحن". وأضاف "هدفنا هو عدم الاشتباك مع الروس أو النظام السوري أو الولايات المتحدة، ولكن محاربة التنظيم الإرهابي". وأكد أن تركيا ستستمر في القيام بكل ما تعتبره ضرورياً، مضيفاً: "سواء منبج أو عفرين أو شرقي الفرات أو حتى تهديدات من شمال العراق، لا يهم... إذا كان هناك إرهابيون على الجانب الآخر من حدودنا فسيمثل ذلك تهديداً لنا".
أما على الأرض، فبدت المعارك في رابع أيام عملية "غصن الزيتون"، أقل ضراوة من الأيام الثلاثة السابقة، في وقتٍ بدأت تتبلور فيه ملامح محاور الجبهات التي تم فتحها في محيط منطقة عفرين واسعة الامتداد طولاً وعرضاً؛ وهي محاور تتوزع شمال وغرب وشرق وجنوب منطقة عفرين، التي تتألف من نحو ثلاثمائة وخمسين قرية، تتوسطها مدينة عفرين.
وتؤشر المعطيات الميدانية، إلى أن القوات المهاجمة تتعمد فتح محاور قتال جديدة يومياً، ومن جهات مختلفة، وهذا تكتيك يهدف كما يبدو لتشتيت خطط دفاع "وحدات حماية الشعب" الكردية. ففي أول وثاني أيام "غصن الزيتون"، فتح الجيش التركي جبهات قتال شمال وغرب عفرين، ولكن الوحدات الكردية، واجهت الإثنين هجوماً من محور جديد، فتحه الجيش التركي مع فصائل الجيش السوري الحر المُساندة له من جهة اعزاز وجبل برصايا شرق عفرين، فيما هدأ هذا المحور أمس الثلاثاء، في الوقت الذي تركز فيه القصف أمس، والذي قد تعقبه محاولات تقدم للقوات المهاجمة، في جنوب غرب عفرين، عند محور أطمة- جندريس.
وفي آخر التطورات الميدانية أمس، جدد الطيران التركي استهدافه لمناطق تسيطر عليها الوحدات الكردية في قرى عفرين، خصوصاً المناطق القريبة من شمال غرب اعزاز، قبل أن تستهدف المدفعية التركية، مناطق قريبة من جندريس جنوب غرب عفرين، وهو ما يُعتبر أول هجومٍ عسكريٍ من محور أطمة-جندريس، الذي لم يشهد خلال الأيام الثلاثة للعملية العسكرية التركية، أي تحركٍ عسكري من قصف واشتباكات. وتزامن ذلك، مع اشتباكاتٍ من محور راجو، شمال غرب عفرين، بينما استمر الهدوء في المحيط القريب من مدينة عفرين، وهدأت كذلك جبهات القتال شرقاً، التي كانت انطلقت من اعزاز نحو جبل برصايا، وفقدت الوحدات الكردية منه الإثنين أجزاء استراتيجية، قبل أن تستعيد معظمها في وقتٍ لاحق عبر هجومٍ معاكس.
وأكد مصدرٌ عسكري من فصائل الجيش الحر التي تساند الجيش التركي، انسحاب قوات المعارضة التي تقدمت بدعم الجيش التركي، إلى مرتفعاتٍ حاكمة في جبل برصايا شرق عفرين، معتبراً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "التقدم والتراجع في محور اعزاز جزء من الخطط العسكرية المعتمدة في معركة عفرين". ولدى سؤاله عن سبب اعتماد الجيش التركي فتح محاور قتال من شمال وغرب عفرين وجنوبها الغربي، مقابل برودٍ نسبي في نقاط تماس الوحدات مع "درع الفرات" شرق عفرين، قال إن "الجانب التركي وزّع القوات العسكرية على مختلف الجبهات، وفي جهات عفرين الأربع، ولكنه يعطي أولوية الآن للمحاور الغربية والشمالية لعفرين، كونها متاخمة للحدود مباشرة مع تركيا".
من جهتها، أعلنت "الإدارة الذاتية" الكردية في شمال سورية أمس الثلاثاء حالة "النفير العام" دفاعاً عن عفرين. وقال المستشار الإعلامي للوحدات الكردية في عفرين ريزان حدو لوكالة "فرانس برس" إن "إعلان النفير العام يعني دعوة كل الأكراد في سورية إلى حمل السلاح" دفاعاً عن عفرين.
ووفق خريطة السيطرة الميدانية حتى مساء الثلاثاء، فإن القوات المهاجمة برياً اندفعت نحو عفرين حتى الآن عبر عدة محاور؛ من قرية شنكال بعد السيطرة عليها ومحيط قرية بلبل شمال عفرين، وشيخ حديد وراجو غربها، واعزاز-برصايا شرقها، مع احتمال فتحها لمحور أطمة-جندريس جنوب غرب عفرين، كونه شهد أمس أول التحركات العسكرية منذ بداية عملية "غصن الزيتون".
وعموماً، فإن منطقة عفرين التي تتوسطها هذه المدينة، وتتموضع حولها نحو ثلاثمائة وخمسين قرية، تُحاط من الشمال والغرب بالحدود التركية، بينما تمتد جبهات المعارضة والجيش الحر في محيط عفرين من طرفيها الشرقي والجنوبي، وتحديداً من الحدود السورية التركية غرب الدانا نحو بلدة دارة عزة جنوب غرب عفرين وحتى بلدة حيان شمال مدينة حلب على طول 15 كيلومتراً. كما تمتد الجبهات بين الطرفين في شرق عفرين من الحدود السورية التركية شمالاً وحتى تل رفعت. ووفق ذلك، فإن مناطق سيطرة الوحدات الكردية في منطقة عفرين، محصورة من جهاتها الأربع، بين الحدود التركية شمالاً وغرباً، ومناطق "درع الفرات" شرقاً، ومناطق سيطرة المعارضة جنوباً؛ لكن للنظام السوري مناطق نفوذٍ منها قاعدته في حلب، وقرى نبل والزهراء وجب الخميس، وتقع إلى الجنوب الشرقي من عفرين، وتتصل بمناطق سيطرة الوحدات الكردية، وهي المنفذ الوحيد لعفرين الذي يصله بمناطق ليست تحت سيطرة المعارضة أو الحدود التركية.
↧