اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنّ المعركة في المدينة "من أكثر الصراعات المدنية المدمرة في العصر الحديث".
وقال رئيس اللجنة بيتر مورير، في بيان أمس الإثنين، إنّه "لا يوجد مكان آمن في حلب"، مشيراً إلى أنّ القصف المدفعي مستمر، والمدارس والمستشفيات والمنازل تُستهدف، محذراً من أنّ "سكان المدينة يعيشون في حالة من الفزع، فيما الأطفال مصدومون وحجم المعاناة هائل".
ولفت مورير إلى أنّ الناس في حلب يعانون منذ أربع سنوات من دمار "حرب وحشية"، آسفاً لأنّ الأوضاع "تزداد سوءاً".
كما أشار مورير إلى وجود أضرار جسيمة في البنى التحتية في المدينة، لافتاً إلى أنّ خدمات الكهرباء والمياه إما مقطوعة وإما يتم تقليصها بشكل حاد، منبّهاً من أنّ السكان يواجهون خطر المياه الملوثة وغير المعالجة.
وأفاد مورير في بيانه بأنّ "عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون من دون مساعدات"، مناشداً كافة الأطراف "إيقاف الدمار والهجمات العشوائية.. والقتل".
كما طالب رئيس اللجنة، كافة الأطراف بالسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى المدنيين "الذين هم بأمسّ الحاجة للمساعدة" في جميع أنحاء المدينة، وكذلك في المناطق الريفية المجاورة.
وشدّد مورير على أهمية تنفيذ هدنات مؤقتة وإعطاء الوقت الكافي لتمرير المساعدات وإجراء الإصلاحات اللازمة في الخدمات الأساسية، خاتماً بالقول إنّ "التكلفة البشرية للقتال في حلب هي ببساطة.. باهظة جداً".
وفي السياق، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد إزاء الأوضاع الإنسانية في مدينة حلب شمالي سورية، في وقت اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ المعركة في المدينة "من أكثر الصراعات المدنية المدمرة في العصر الحديث".
وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أمس الإثنين، خلال المؤتمر الصحافي اليومي في مقر المنظمة في نيويورك، إنّ "الوضع الإنساني صعب جداً في مدينة حلب والمناطق الريفية"، مشيراً إلى أنّ المنظمة تقدّر أنّ ما بين 250 إلى 275 ألف شخص عالقون بعد إغلاق طريق كاستيلو في شهر تموز/يوليو الأخير".
ولفت حق، خلال حديثه إلى الصحافيين، إلى أنّ طريق كاستيلو كان "السبيل الوحيد للدخول والخروج من المنطقة"، محذراً في الوقت عينه من أنّ "الوضع سيئ للغاية كذلك في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري في غرب المدينة، حيث يعيش أكثر من مليون ومئتي ألف شخص".
وتحدّث حق عن استمرار الأعمال القتالية، خلال الأيام الماضية، بما فيها القصف بالبراميل المتفجرة والقنابل، واستهداف المنشآت الطبية في محافظة حلب، مذكراً بأنّ الأمم المتحدة تناشد جميع الأطراف تطبيق هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة، من أجل توفير المساعدات الغذائية والطبية الأساسية.
المصدر: العربي الجديد - نيويورك ــ ابتسام عازم
↧