تزداد الأوضاع في الجزء الشرقي الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب السورية المحاصرة سوءً يوماً بعد يوم، ولا يوجد طريق للدخول أو الخروج منها. سكان المدينة في حاجة ماسة لينقلوا للعالم ما يحدث، والعديد منهم يتجهون لاستخدام تطبيق المراسلة "واتساب" (WhatsApp) ليحكوا قصصهم.
قال مضر شيخو، ممرض يبلغ من العمر 28 عاما يعمل في المدينة المحاصرة، لشبكة CNN عبر التطبيق: "الوضع هنا في حلب خطير للغاية، إذ يشعر المرء بأنه قد يموت في أي لحظة."
ووفقا لعمار سلمو، رئيس المجموعة التطوعية للدفاع المدني والخدمات الطبية الطارئة في سوريا، تعرضت حلب لأكثر من مائتي غارة جوية خلال عطلة نهاية الأسبوع، خلفت أكثر من مائة قتيل مدني، ومئات الجرحى.
ويقوم حفنة من النشطاء بنشر بانتظام آخر التحديثات عبر تطبيق "WhatsApp"، إذ أصبح أداة التواصل الضرورية في البلد الذي مزقته الحرب. وكان تقرير نشرته شركة أبحاث السوق العالمية "TNS" عام 2015، قد وثّق كيف أصبح التطبيق المنصة الاجتماعية المفضلة ضمن الذين شملهم استفتاء الشركة في المنطقة ممن يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تستخدمه نسبة 98 في المائة منهم.
شيخو الذي يقول إنه يعمل في مستشفى محلي، يُشارك ما يراه في مجموعة "WhatsApp" الخاصة بمركز حلب الإعلامي، والذي هو شبكة تابعة للمعارضة من بينهم نشطاء يوثقون الصراع من داخل المدينة، وتشمل المجموعة بالتطبيق 154 مشارك حاليا من بينهم عدد من العاملين بالمجال الطبي الذين يعيشون في حلب إلى جانب بعض الصحفيين الدوليين.
وفي إحدى المحادثات هناك صور لأطفال أبرياء عالقون في القصف، وصور مفجعة لأجسام مقطعة الأوصال وغيرها من المشاهد الدموية. وقال أحد المشاركين في المجموعة على تطبيق المراسلة: "أعلم أن هذه الصور مروعة ولكن هذا هو ما يعاني منه الناس هنا."
وفي الأيام التي تلت انهيار اتفاق وقف الأعمال العدائية، أصبحت الرسائل في مجموعة تطبيق المراسلة أكثر يئساً وتُظهر أوضاعاً أكثر تأزماً.
ويقول أحد النشطاء، وسام زرقا، وهو مدرس لغة من حلب يبلغ من العمر 33 عاماً، إنه يأمل أنه عبر تبادل الرسائل على "WhatsApp"، سيُدرك الناس خارج المدينة "الجرائم التي يتم ارتكابها". وأضاف زرقا: "حتى عندما يكون اتصالنا بشبكة الانترنت ضعيفا يمكننا استخدام WhatsApp، إذ لا يكلف كثيرا، وحتى إذا كان الاتصال ضعيفاً، يعمل بشكل جيد، وهو الطريقة التي عادة نحصل بها على المعلومات."
وقال زميل زرقا، محمد إيديل، وهو مدرس يبلغ من العمر 31 عاما أيضا من حلب: "كانت الثلاثة أو الأربعة أيام الأخيرة دامية" وإنه بالنسبة للكثيرين "WhatsApp" هو وسيلة الشعب الوحيد في حلب للتواصل والبقاء آمنين. وأضاف: "نريد من العالم مساعدتنا في الحصول على حريتنا من خلال وجود منطقة يُحظر فيها القصف.. أشارك في المجموعة لنخطر العالم عن الفظائع التي تُرتكب في الحرب المفروضة على المدنيين."
سي ان ان-
↧