تدخل عسكري لفرض كيانات فيدرالية في سورية آخر ما توصلت إليه مراكز الأبحاث
نشر مركز "بروكينغز للأبحاث" في واشنطن، دراسة جديدة، دعا من خلالها الولايات المتحدة للتدخل عسكرياً في سوريا، وإنهاء النزاع في البلاد عبر تسوية سياسية تقوم على كيانات فيدرالية.
وبحسب المركز، فإن الدراسة تأتي في إطار جهود المركز لتقديم مقترحات قد تساعد الرئيس الأميركي المقبل في التعامل مع التحديات التي تواجه الولايات المتحدة، حيث دعا كاتب التقرير والخبير في شؤون الإرهاب والسياسة الخارجية "مايكل أوهانلن"، ما أسماه بـ ""سيد أو سيدة البيت الأبيض" لاعتماد استراتيجية عسكرية أميركية جديدة بعد فشل السياسات السابقة التي اعتمدتها إدارة الرئيس الميركي باراك أوباما خلال السنوات الخمس الماضية
وأضاف "مع فشل كافة المحاولات الدبلوماسية، وسقوط جميع اتفاقات وقف إطلاق النار الهشة، لا يوجد في الأفق حاليا نهاية محتملة للحرب في سورية، وهذا يعني استمرار معاناة الشعب السوري، وتفاقم أزمة اللاجئين، وازدياد المخاطر التي تهدد استقرار دول المنطقة، فضلاً عن احتمالات تحول سورية إلى معقل للمتطرفين على الرغم من بداية انحسار مساحة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية داعش في الأراضي السورية".
وتعتمد المقاربة الجديدة المقترحة تجاه سورية على تعزيز الدور العسكري الأميركي، والعمل وفق تصور واقعي للحل السياسي في المستقبل يأخذ في عين الاعتبار الوقائع الميدانية وخريطة القوى المسيطرة على الأرض. وتقترح سياسياً تطبيق النموذج الفدرالي الذي اعتمد في البوسنة. أما عسكريا فتقترح الاستفادة من الحملة العسكرية الأميركية على أفغانستان عام 2001- 2002، وتجربة القوات الأميركية في التعاون مع المليشيات الأفغانية التابعة لما كان يعرف بـ"تحالف الشمال"، ولاحقاً مع حكومة أفغانية انتقالية لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة وحركة طالبان، حيث ذكر الباحث في تقريره أنه "على المدى القريب، وكخطوة أولى، يقدم الجيش الأميركي كافة المساعدات العسكرية واللوجستية لفصائل المعارضة السورية لإقامة مناطق آمنة في مناطق سيطرتها، لضمان عدم تهديد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لتلك المناطق، ومنع طيرانه الحربي من التحليق في أجوائها. كما تتضمن نشر آلاف قليلة من الجنود الأميركيين على الأرض بالتنسيق مع القوات التركية والمليشيات الكردية وفصائل المعارضة السورية المعتدلة".
وذكر أنه يمكن الانطلاق من المواقع التي تنتشر فيها حاليا الوحدات الأميركية الخاصة المؤلفة من 300 عسكري أميركي كانت قد أرسلتها الإدارة الحالية في إطار تنسيق الحرب على تنظيم "داعش"، قبل أن يجري العمل على إقامة شيء من التوازن على ما تسميه الورقة "سورية المفككة"، من خلال مفاوضات بين الأطراف برعاية دولية لتثبيت الأمر الواقع الذي فرضته حرب السنوات الخمس، من خلال إقامة كيانات فدرالية متعددة لها قواتها العسكرية الخاصة.
واعتبرت الدراسة أن هذه الإجراءات كفيلة بأن تقوض سيطرة نظام الأسد وتحصرها في مناطق العلويين والمسيحيين، على أن تسيطر فصائل المعارضة المعتدلة على مناطق الغالبية السنية. بينما تدير القوات الكردية المناطق التي تسيطر عليها حاليا، مع مراعاة الهواجس التركية بعدم تحول الكيان الكردي الفدرالي إلى دولة كردية تهدد الأمن القومي التركي".
↧