يضغط المشرعون الأمريكيون بشدة هذه الأيام من أجل استخدام الخيار العسكري لإنهاء الحرب الأهلية السورية أو ما يسمى بالخطة باء في وقت تزداد فيه مشاعر الإحباط في البيت الأبيض من انهيار الهدنة المؤقتة لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وروسيا حيث شنت قوات النظام السوري بدعم من القوات الجوية الروسية هجوما جديدا على حلب أسفر عن مئات القتلى من المدنيين.
وقال السناتور جين شاهين من لجنة الخدمات المسلحة ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أن الوقت حان للنظر في الخيارات الأخرى التي قد تضطر الولايات المتحدة إلى إجرائها في سوريا لتغيير ديناميكية اللعبة وتجبر روسيا على الاعتراف بأن لا مناص لها من التعاون مع الولايات المتحدة لإيجاد حل في سوريا إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما ما تزال تصر على أن استراتيجيتها لإنهاء الحرب تاتي من خلال الوسائل الدبلوماسية مع الحفاظ على بقاء الخيارات العسكرية على الطاولة.
وأوضح محللون أمريكيون أن خيارات واشنطن العسكرية في سوريا تنحصر في 4 ممكنة هي: فرض منطقة « حظر جوي «، إنشاء مناطق آمنة، استهداف سلاح جو النظام السوري وتزويد المعارضة السورية بأسلحة متطورة. ووفقا للمحلل كريستين وونغ فإن الجيش الأمريكي يملك القدرة على فرض حظر جوي في سوريا بالتعاون مع الشركاء مع إمكانية إقامة منطقة الحظر في جزء كبير من البلاد وهذا يعنى أن جميع الطائرات التي تحلق بدون أذن في هذه المنطقة ستكون معرضة لخطر الإسقاط.
وتتطلب عملية فرض منطقة الحظر الجوي طائرات لمراقبة الأجواء والقيام بدوريات روتينية ومعالجة التهديدات المحتملة والقيام بالتزود بالوقود والمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ، ولا تتوقف عملية فرض منطقة الحظر الجوي عند حد إسقاط الطائرات بل تعني، أيضا، تدمير الأنظمة العسكرية التابعة لقوات الأسد والتي يمكن أن تشكل تهديدا محتملا مثل صواريخ أرض – جو. ووفقا للجنرال المتقاعد من سلاح الجو الأمريكي رالف جوديس الذي شغل منصب قائد المكون الجوي لعملية حلف الناتو في ليبيا عام 2011 فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى 40 طائرة مقاتلة لفرض هذه المنطقة، مضيفا أن الامر يعتمد على حجم التهديد المحتمل.
وأكد منتقدون أن إقامة منطقة للحظر الجوي تحتاج إلى موارد كثيفة قد تستنزف الموارد المتاحة في الحرب ضد تنظيم «الدولة» وأنها ستزيد من حجم المخاطرة بشن مواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا أو سوريا حيث من المتوقع انتهاك منطقة الحظر وبالتالي إشعال المواجهة، في حين أشار أنصار الطرح أن روسيا لن تجازف بحرب مع الولايات المتحدة وقالوا إن فرض منطقة حظر طيران أفضل بكثير من الاستمرار في الوضع الحالي حيث تقصف طائرات روسيا والنظام السوري المناطق المدنية بشكل عشوائي.
وقال محللون أمريكيون إن للجيش الأمريكي أمكانية لفرض منطقة آمنة حيث يمكن لمئات الآلاف من المدنيين الاحتماء من التهديدات العسكرية في منطقة معينة وبالتالي التخفيف من موجة تدفق اللاجئين السوريين على الدول المجاورة وأوروبا. وقد أوصى الكثير من القادة، من بينهم الجنرال كين النائب السابق لقائد هيئة الاركان المشتركة، بإنشاء منطقة آمنة للنازحين السوريين بالقرب من الحدود التركية في الشمال وأخرى بالقرب من الحدود الأردنية في الجنوب، ويمكن حماية هذه المناطق من قبل دول التحالف الدولي ودول حلف شمال الاطلسي إضافة إلى استخدام أنظمة صواريخ باتريوت أمريكية في الأردن وتركيا.
وأشار نقاد إلى أن المناطق الآمنة بحاجة إلى الكثير من الأصول الاستخبارية والمالية ناهيك عن الاستطلاع والمراقبة للكشف عن الانتهاكات وقوات برية لحماية المنطقة، في حين أوضح أنصار الفكرة إلى أن للولايات المتحدة قوات برية حليفة على الأرض يمكنها مراقبة المناطق الآمنة علما بأن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تؤيد هذه الفكرة.
ووفقا لوجهة نظر اللفتانت جنرال ديفيد ديبتولا من معهد دراسات الأجواء فإن أسهل وأرخص خيار لوقف عمليات القصف العشوائية الدموية ضد المدنيين هو استهداف القواعد الجوية لنظام الأسد وتدميرها، مشيرا إلى أن الأمر ممكن بسرعة شديدة جدا، وقال إن تدمير القوة الجوية لا يتطلب الكثير من الموارد ويمكن تنفيذ العملية خلال 24 ساعة في حين تتطلب إقامة منطقة الحظر الجوي الكثير من الموارد.
والخيار الرابع للولايات المتحدة في سوريا ممكن عبر توفير أنظمة مضادة للطائرات إلى المعارضين الذين يقاتلون النظام حيث سيساعدهم ذلك على إسقاط الطائرات الروسية ومقاتلات النظام وخاصة المروحيات العسكرية التي تحلق على مستويات منخفضة وتقوم باإقاط قنابل البراميل، ويمكن أن تشمل تلك الأسلحة أنظمة للدفاع الجوي بما فيها صواريخ مضادة للطائرات تطلق من الكـتف.
رائد صالحة: القدس العربي
↧