لندن ـ «القدس العربي»:
في الحملة الحالية على مدينة حلب والتي تأخذ من أساليب تدمير العاصمة الشيشانية الكثير، يحاول النظام السوري المدعوم من الميليشيات الإيرانية وحزب الله والطيران الروسي تدمير كل شيء فيها وقتل المعارضة المعتدلة باستثناء الجماعات المتشددة التي من المؤكد أنها ستواصل الحرب ضد النظام وحلفائه.
وكتبت نانسي يوسف في موقع «دايلي بيست» أن الولايات المتحدة لم تعد لديها خيارات لوقف الهجوم الروسي وقوات النظام على حلب الشرقية.
وعبر مسؤولون عن مخاوفهم من أن يؤدي التخلي عن الجماعات التي تحظى بدعم أمريكي إلى تحولها نحو الحركات المتشددة مثل تنظيم القاعدة طلبا للحماية.
ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن هناك خشية من تأثير الهزيمة في مدينة حلب، كبرى المدن السورية على وضع المقاتلين في مناطق أخرى من البلاد مثل حماة وإدلب واللاذقية.
وقالت يوسف إن انهيار معقل المعارضة في حلب الشرقية لا يعني فقط تقوية موقع نظام بشار الأسد بل والجماعات الراديكالية الأخرى.
نقطة تحول
ومن هنا سيكون مصير حلب نقطة تحول في الحرب الأهلية الدائرة منذ خمسة أعوام. وعبر مسؤول أمريكي عن خوفه وقال «عبر المقاتلون عن استعدادهم للتعاون مع التحالف حتى هذا الوقت، ولكن كم من الوقت سيتحملون الهجوم الروسي؟».
ولو حصل هذا فإنه سيعزز رواية الروس من أن الجماعات التي تدعمها الولايات المتحدة ليست معتدلة كما تدعي الولايات المتحدة بل فيها عناصر راديكالية تبغي تدمير سوريا، بشكل سيدفعها نحو التعاون مع العناصر المتشددة.
ونقلت عن دافيد غارتينشتين- روس، المسؤول البارز في معهد الدفاع عن الديمقراطيات إن الروس والنظام يستخدمون «أساليب فتاكة لدفع الطرف الآخر نحو التشدد، ويبدو هذا هو هدفهم وما يقومون به ليس فعلا ثانويا».
وأكد مسؤول أمريكي «هذه دعاية روسية مقصودة».
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الهجوم على حلب الآن تستخدم فيه كل أنواع الأسلحة الفتاكة من العنقودية إلى السجادية والحرارية والكيمائية.
الثمن الإنساني
وكل هذا جزء من حملة تستهدف المستشفيات وعمال الإغاثة وخدمات المياه والطعام. وقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حوالي 10 آلاف سوري قتلوا منذ التدخل الروسي نيابة عن نظام الأسد في 30 إيلول/سبتمبر 2015.
وقدرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة عدد من قتل في الفترة ما بين 23 ـ 30 إيلول/سبتمبر بحوالي 338 شخصا منهم 106 أطفال.
وحسب ريك برينان، مدير منظمة الصحة العالمية، فإن «الوضع غير مريح». وأكثر من هذا يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن آلافا من قوات النظام تحركت نحو المدينة وبدأت عمليات تنظيم للمناطق التي دمرها القصف في المنطقة الشرقية من حلب.
رغم أن الأخبار متضاربة حول المناطق التي سيطر عليها النظام الآن.
فبحسب وكالة أنباء «رويترز»، نقلا عن مسؤول سوري، فقد سيطرت قوات الحكومة على أجزاء من حي سليمان الحلبي إلا أن المقاتلين أكدوا أن قوات النظام تراجعت. وطلب النظام في يوم الأحد من المقاتلين الخروج وفتح لهم معبرا آمنا إلا أنهم رفضوا العرض.
ونقلت صحيفة «يو أس آيه. توداي» عن عامل في الدفاع المدني قوله إن السكان يرفضون الخروج، فيما قالت زوجة طبيب في مستشفى القدس إن السكان يتوقعون الموت في كل لحظة بسبب القصف المتواصل.
وقالت إن الغارات هي الأكثر كثافة منذ بداية الحرب الأهلية عام 2011. ويقدر المسؤولون الأمريكيون عدد المقاتلين داخل حلب الشرقية بعدة آلاف إلا أن أسلحتهم من الصواريخ المضادة للدبابات ـ تي أو دبليو- و بنادق إي كي- 47 لا يمكن أن توقف الغارات الجوية.
ويبدو أن الأمريكيين سلموا بإمكانية سقوط الجزء الشرقي من حلب. واقترح المسؤولون أن سيطرة النظام عليه قد تتم في غضون أسابيع، مشيرين إلى الهجوم على قوافل المساعدات الإنسانية. وقال مسؤول دفاعي «تستطيع العيش بدون الكثير من الأشياء أما الماء فلا».
خيار أقل تشددا
ويعلق المدافعون عن المعارضة السورية بالقول إنها رفضت في الماضي التعاون مع تنظيم القاعدة وليس من المتوقع أن تنضم إليها أو تطلب منها الحماية الآن. وترى جينفر كافريلا، وهي باحثة في معهد دراسات الحرب في واشنطن، أن المعارضة ليست في حاجة للتعاون مع «جبهة النصرة»، (فتح الشام الآن) ولكنها قد تجد نفسها مدفوعة للتعاون مع جماعات أخرى مثل أحرار الشام. وتقول كافريلا «في الوقت الحالي، هناك منظور واسع من الجماعات في سوريا». ومع ذلك فضعفها أو هزيمتها سيؤذن «بتغير في طبيعة المعارضة».
ويزعم الروس أن التفريق بين جماعة معارضة معتدلة وأخرى متشددة غير صحيح وأن الولايات المتحدة تعتمد على «جبهة فتح الشام».
ومع استمرار القصف على مناطق المعارضة يدير المسؤولون نقاشات حول الخيارات الواجب تبنيها في حلب الشرقية إلا أن هذه النقاشات تظل على مستوى الموظفين. ومع كل غارة جوية تتلاشى هذه النقاشات وتتقلص الخيارات. ومع ذلك فالخيار الوحيد الذي تركز عليه واشنطن، وأكد عليه وزير الدفاع آشتون كارتر ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، هو مواصلة قتال تنظيم «الدولة».
ووافق الرئيس باراك أوباما على هذا التقييم حيث قال في تصريحات لشبكة أنباء «سي أن أن «، «في نهاية الأمر، ستكون هناك تحديات حول العالم والتي لا تؤثر مباشرة على أمننا ويمكننا المساعدة فيها- ويجب أن نساعد، ولكن إرسال القوات لن يحل المشكلة».
ومن هنا ستظل الإدارة منقسمة حول حلب الشرقية خاصة أن سي آي إيه، بذلت جهدا كبيرا في دعم وتدريب المعارضة. ويلخص مسؤول الأمر بالقول «لو سقط شرقي حلب فستكون هناك نكسة كبيرة».
مصدر القوة
ولم تتحقق بعد هزيمة تنظيم «الدولة» رغم تراجعه المستمر في العراق وسوريا، ولا يزال الحديث عن تحرير الرقة معلقا في ظل التوغل التركي في شمال سوريا ومخاوف الأكراد من هجوم عليهم.
وفي هذا السياق أشار ديفيد نول، المحلل في مؤسسة «سي أن إي» في أرلينغتون- فرجينيا في مقال نشر على موقع «فورن افيرز» إلى آليات إبداعية لدى تنظيم «الدولة» تعمل على استمراريته. وأشار الكاتب إلى أن التنظيم خسر منذ بداية حملة التحالف الدولي عليه كل المعارك التي خاضها.
ورغم ذلك فتوقعات الولايات المتحدة نهاية التنظيم القريبة جعلتها تتجاهل ما يراه الكاتب « مركز الثقل: أي القدرة على الاختراع/الإبداع».
فالتنظيم في حالة تراجع مستمرة لكنه لم يخسر قدرته على تطوير أساليب حربية يمكن أن تستعاد أو تقلد ويستخدم في أماكن أخرى. ويتساءل الكاتب هنا إن كان التنظيم إبداعيا؟ والجواب ليس في كل الأحيان. فعندما تقتضي الحاجة يستخدم المقاتلون أساليب مثل الكمائن وعمليات القناصة والدروع البشرية. ولا يجد التنظيم ضرورة لتخصيص ما لديه من مواد قليلة لتطوير أساليب جديدة في حالة حققت هذه التكتيكات هدفها. وفي بعض الأحيان يضطر للتفكير خارج الطرق التقليدية وهو ما ساعده للسيطرة على مناطق واسعة ما بين 2014- 2015 . ويعترف أن الإبداع في المعارك لا يتخذ شكلا واحدا بل هو متغير. وبالنسبة لتنظيم الدولة فالإبداع تدريجي ويترك أثره على ساحة المعركة. وإذا نظرنا للطريقة التي طور فيها التنظيم آلياته معا نرى أنها كانت سببا وراء نجاحه. وكمثال على هذا نشر التنظيم سلسلة من العربات المحملة بالمتفجرات من أجل السيطرة على مدينة الرمادي في ايار/مايو 2015.
ومع أن العربات المحشوة بالقنابل المصنعة بدائيا تستخدم منذ فترة طويلة إلا أن التنظيم أضاف لها لمسته الخاصة وهي استخدامها في العربات الثقيلة.
وأرسل التنظيم أكثر من 25 شاحنة محملة بالمتفجرات إلى الرمادي. وثلث هذه الشاحنات كان محملا بمتفجرات ذات قوة تشبه تلك التي دمرت المركز الحكومي في اوكلاهوما عام 1995.
ومن ميزات هذا الأسلوب أنه يحمي الانتحاري من الرصاص والعربات الصغيرة وكذا اختراق الحواجز بسهولة والتفوق على العدو وتخويفه من خلال قافلة الشاحنات المحملة بالقنابل.
ويقول إن بربرية وإبداعية تنظيم «الدولة» عاملان مهمان وراء نجاحه. ويؤكد أن الوحشية ليست جديدة ويقال إن جنكيز خان دمر مدنية كاملة وبنى من جثث أبنائها أهرامات.
وتنظيم «الدولة» لا يزال يطور أساليبه وقدراته الوحشية فقد قامت عناصره بإطلاق مقذوفات صاروخية على ضحايا ربطوا في سيارات. وقاموا برمي رجال اتهموا بممارسة المثلية الجنسية من سطوح البيوت، وأجبروا العامة على مشاهدة رجم أشخاص للموت. وبعد سيطرته على كامب سبايكر في تكريت- حزيران/يونيو 2014 قام التنظيم بقتل آلاف من الجنود الذين ألقى القبض عليهم.
نشر القتل
ويقوم التنظيم بنشر فظائعه للرأي العام وصور نفسه بأنه أكثر الجماعات الجهادية قسوة في العالم. وهو لا يعتمد في نشر الوحشية التي يرتكبها على وسائل التواصل التقليدية بل على الإنترنت ويتحكم في روايته وسرديته.
واستخدم الترويع كأداة من أدوات الحرب، فقبل ساعات من السيطرة على الموصل في حزيران/يونيو 2014 قام بنشر أشرطة فيديو تصور إعدام جنود عراقيين وصلبهم وحرقهم. مما دفع الجنود في المدينة لخلع زيهم العسكري والهرب. ومثلما ينشر التنظيم الرعب فإنه يحضر ويخطط بدقة لعملياته ويحدد شكل المعركة التالية. وقبل السيطرة على الموصل قام بحملة اغتيالات في المناطق المحيط بها واستهدف قوات الحكومة بقنابل مصنعة بدائيا وأسلحة خفيفة بدون تنفير السكان السنة الذين خطط التنظيم لحكمهم.
وأصدر قبل معركة الموصل بفترة قصيرة شريط فيديو «صليل الصوارم» وصور فيه مقاتلين بزي الجيش العراقي وهم يهاجمون ثكنات ومؤسسات للحكومة، وفي أثناء المعركة يتم إعدام الجنود بطريقة تقشعر لها الأبدان.
واستخدم الأسلوب نفسه في معركة الرمادي التي قضى أسابيع ينقل إليها جنوده المتزين بزي المدنيين وتهريب المعدات العسكرية والشاحنات المحشوة بالقنابل حتى تكون جاهزة في الوقت المناسب.
كيف يبدع؟
ويتساءل الكاتب هنا عن الطريقة التي تساعد التنظيم على الإبداع. ويرى أنها نابعة من توفر المصادر- المالية والمواد العسكرية والوقت والمكان بالإضافة لمميزاته من ناحية التكيف التنظيمي وتوفر الكفاءات والعنصر البشري. كل هذا يسمح له بتكييف وتغيير أساليبه. وعناصر كهذه ليست متوفرة لتنظيمات إرهابية أخرى. فبوكو حرام لديه المصادر والعامل البشري لكنه لا يملك القدرة على تنظيم المقاتلين الأجانب.
وفي هذا السياق تتنوع مصادر التنظيم المالية من موارد النفط إلى الضرائب والتحويلات المصرفية والفدية عن الرهائن والممولين الخاصين وما إلى ذلك. ويتم استخدام هذه الأموال في بناء ورش عمل وإنشاء معسكرات تدريب ومصانع إنتاج قنابل.
وبالنسبة للمعدات العسكرية فقد حصل على كميات هائلة من مخازن السلاح العراقية. فالعراق بعد الغزو عام 2003 لم يتم تأمين سوى 250.000 طن من 650.000 إلى مليون طن ذخيرة ومتفجرات نهبت ولم يعرف أين ذهبت وهو ما جعل السلاح متوفرا في كل مكان. واستطاع مقاتلو التنظيم بعد عام 2014 الحصول على كميات كبيرة من مخازن الجيش العراقي والتي اشتملت على أسلحة ثقيلة مثل مدرعات همفي. ومنحت الترسانة العسكرية التنظيم القدرة على التجريب أو التعديل حيث استخدم «الدرون» في مهام استطلاعية ودعائية. وفي إطار آخر امتلك الجهاديون القدرة على تجميع وتصنيع أسلحتهم في مخازنهم الخاصة. وكانوا قادرين على تعديل الأسلحة الثقيلة كي تستخدم في مهام خاصة. وعلى خلاف التنظيمات الأخرى التي تظل ترسانتها محدودة وتكون حذرة في طريقة استخدامها، فتنظيم «الدولة» لديه الترسانة التي سمحت له بالتجريب والاستخدام المكثف في العمليات العسكرية.
وبالإضافة لهذا امتلك التنظيم المساحة التي سمحت له بتحييد القصف الأمريكي والعمل من داخل المناطق السكنية والخنادق أو بين المدنيين.
ولأنه سيطر على المناطق فقد امتلك القدرة على تطوير وتجريب الأساليب العسكرية قبل وضعها موضع التنفيذ في المعركة الحقيقية.
ويرى الكاتب أن التنظيم رغم توسعه إلا أنه تجنب مشاكل المنظمات الأخرى البيروقراطية خاصة أنه منح القادة الميدانيين حرية التصرف بعيدا عن الإلتزام بقيود معينه وهو ما سمح لهم بالاختراع والإبداع بناء على ظروفهم المحلية. حصل كل هذا وسط رصيد بشري واسع سمح له بالتعويض عن خسائره.
كيف نضعف تنظيم «الدولة»؟
يرى الكاتب أن الطريقة الوحيدة لإضعاف تنظيم «الدولة» تتم من خلال ضرب مركز الثقل، فمن بين العوامل التي ذكرت أعلاه يظل البعد المالي والعسكري وعامل الأرض مهمة في القضاء على قدرة التنظيم على الابداع.
فمن ناحية المال فقد تم استهداف مراكزه الماليه مثل حقول النفط. ولم يعد هذا مهما في دعم خزينة الجهاديين بسبب ضعف السوق النفطي العالمي وتراجعه سعر برميل النفط من 60 دولارا عام 2015 إلى 45 دولارا هذا العام. وبالنسبة للمواد العسكرية فمن الصعوبة بمكان وقف تدفقها أو تدميرها بالكامل نظرا لإمكانية إخفائها. ففي أثناء حرب العراق وعندما كان لدى الولايات المتحدة 100.000 جندي هناك لم يستطع هؤلاء منع المقاومة من زراعة قنابل مصنعة محليا انفجرت في سيارات الجنود وقتلت آلافا منهم خلال ثماني سنوات من الحرب.
وبالنسبة لتخفيف سيطرة التنظيم على المناطق فهو سهل إلا أن هذا لا يقتصر وجوده على العراق وسوريا بل وأوجد له حضورا في ليبيا وأفغانستان ومصر، وله حضور قوي على الإنترنت.
ويرى الكاتب أن مواجهة خفة وذكاء تنظيم «الدولة» تحتاج إلى استثمار كبير من قوات التحالف. ويشير لتجربة الجنرال ستانلي ماكريستال الذي تعلم الدرس في حرب العراق. فقد كانت قيادة العمليات الخاصة تتحرك ببطء عندما تتلقى معلومات أمنية. وعندما كانت تقرر التحرك كان المقاتلون قد غيروا أماكنهم. وبحلول عام 2005 بدأت قيادة العمليات الخاصة عملية البحث وجمع معلومات أمنية حسنت من مواجهة التمرد. وفي الأشهر الأخيرة بدأت وزارة الدفاع بمعالجة المشكلة فيما يتعلق بتنظيم الدولة حيث بدأت بإرسال القوات الخاصة في عمليات ملاحقة ومداهمة في العراق وسوريا. وفيما يتعلق بالعامل البشري فمن الصعب إضعافه ولكن منع تدفق المقاتلين الأجانب سيؤثر بالتأكيد على الخزان البشري للتنظيم.
وبالتأكيد فاستهداف قادته والشخصيات المهمة سيحرمه من القيادة الموجهة. وستكون هذه الإستراتيجية فاعلة إن استهدفت العقول التي تقوم بالإبداع والتطوير.
ويعتقد الكاتب في النهاية أن جهود التحالف الحالية مهمة وواعدة ولكنها لن تنهي خطر التنظيم بدون استهداف وإضعاف مركز الثقل فيه - قدرته على الإبداع والتكيف مع الظروف وتطوير أساليب جديدة.
تنظيم «الدولة» يخسر مناطقه ولم يخسر مركز ثقله&8230; ومسؤولون أمريكيون يعترفون بتراجع خيارات واشنطن في حلب&8230; ومخاوف من تحالف المعارضة المعتدلة مع المتشددين
إبراهيم درويش
المصدر: القدس العربي