الجزيرة: وول ستريت جورنال
حذّر رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين من الحرب المستعرة في سوريا، وقال أوقفوا الأسد الآن وإلا فتوقعوا سنوات قادمات من الحرب في سوريا، ودعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين.
ودعا ماكين في مقال بصحيفة "ذي وول ستريت جورنال" الولايات المتحدة إلى:
- العمل على ردع الرئيس السوري بشار الأسد وإيقافه عن الاستمرار في قصف المدنيين.
- فرض حظر جوي على طيران النظام السوري.
- تحذير الطيران الروسي من تعرضه للخطر إذا استمر في القصف العشوائي بسوريا.
- إقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين السوريين.
- تسليح المعارضة السورية المناوئة للنظام السوري.
وحث ماكين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على ضرورة تطبيق إستراتيجية جديدة في سوريا من أجل وقف الحرب المستعرة في البلاد منذ سنوات.
ودعا إلى ضرورة تدخل الولايات المتحدة من أجل إيقاف عمليات الإرهاب والذبح، ومن أجل مساعدة اللاجئين، ووضع حد للصراع في الشرق الأوسط، وسط الخشية من استمراره وتهديده أميركا نفسها وزعزعته استقرار العالم برمته.
بوتين والأسد
وأضاف ماكين أن للمؤرخ الروماني تاسيتوس مقولة تقول "إنهم يحولون البلاد إلى صحراء ثم يتحدثون عن السلام"، وذلك في إشارة إلى الفتوحات الوحشية للدولة الرومانية. وقال المسؤول الأميركي إن هذا الشيء نفسه ينطبق اليوم على الرئيس الأسد وعلى حليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب الكارثية في سوريا.
وأضاف أن القوات السورية والروسية ومليشيات حزب الله والمليشيات الإيرانية يستعدون جميعهم لإنهاء الحصار الذي يفرضونه على مدينة حلب (شمالي سوريا)، التي لا يزال فيها نحو 275 ألف شخص، وأنه تم إخبارهم بضرورة الفرار من المدينة، وأن الآلاف منهم سيفرون ويصبحون لاجئين.
وقال ماكين إن الأسد وبوتين يقصفان حلب دون هوادة، وإنهما يذبحان كل من يقف في طريقهما، وإنهما سيعلنان عن السلام على رمال دامية في الصحراء السورية. وأضاف أن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في سوريا يعد أمرا غير مستهجن، في ظل عدم وجود قوة تدعم الدبلوماسية الأميركية.
وانتقد ماكين خطوة الولايات المتحدة بتعليق المحادثات مع روسيا بشأن سوريا، وقال إن بوتين والأسد في الوقت نفسه يصنعان حقائق عسكرية على الأرض في سوريا، الأمر الذي يجعلهما يمليان شروط السلام على أرض المذبحة في البلاد.
وقال إنهما أهلكا الجماعات السورية المدعومة من التحالف الدولي وذبحا عددا لا يحصى من المدنيين، وعززا قبضة النظام السوري على السلطة، بل وضربا قافلة المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.
قتل وتشريد
وأضاف ماكين أن الأدهى والأمر أن بوتين والأسد فعلا كل هذا الجرائم دون عواقب، وأن الحرب مستمرة، وأن الصراع سيترك انعكاسات إستراتيجية على الأمن القومي الأميركي نفسه، وأشار إلى أن الحرب في سوريا أسفرت عن مقتل نحو أربعمئة ألف شخص وتشريد نصف سكان البلاد، وأنها أشعلت التوترات الطائفية في الشرق الأوسط.
وحذر من تزايد الصراع سوءا في سوريا، وقال إنه سيتسبب في تدفق المزيد من اللاجئين، وفي تقويض الاستقرار الإقليمي، وفي التأثير على النسيج الاجتماعي للدول الغربية.
وحذّر أيضا من أن يؤدي الصراع إلى تقوية التحالف المناهض للولايات المتحدة المؤلف من روسيا وإيران، وإلى تقويض مصداقية الولايات المتحدة مع أقرب شركائنا الأمنيين في الشرق الأوسط، ومن أن يوفر أرضا خصبة لصالح تنظيم الدولة الإسلامية أو من يخلف هذا التنظيم من متطرفين.
وقال إن إدارة أوباما لا تمتلك أي إستراتيجية لفعل أي شيء إزاء تفاقم الصراع وتطوراته في سوريا، وإن دبلوماسيتها تعد عديمة الجدوى، وأضاف أن أميركا لا تمتلك خطة بديلة، وأضاف أن أي خطة أميركية بديلة يجب أن تبدأ بتقويض وتحجيم قوة الأسد الجوية بوصفها هي التي تمكنه من إطالة أمد الصراع عبر القتل العشوائي للمدنيين الأبرياء.
ودعا الولايات المتحدة وشركاءها في التحالف إلى تحذير الأسد بإسقاط طيرانه، وإلى تحذير روسيا إذا واصلت قصفها العشوائي في سوريا. وقال إنه يجب أن نوضح أننا سنتخذ الخطوات اللازمة لتعريض الطائرات الروسية للخطر، ولحماية المدنيين من الانتهاكات التي يرتكبها الأسد وبوتين والقوى المتطرفة الأخرى.
وقال إن سياسة إدارة أوباما في سوريا فشلت فشلا ذريعا، وأضاف أن الآن هو الوقت المناسب لوضع واتباع إستراتيجية يمكنها تحقيق هذه اﻷهداف رغم التكلفة العالية المتوقعة، وذلك خشية استمرار الحرب لسنوات.
↧