الحقيقة المرة
جيش من الممرضات الفيلبينيات والهنديات يجول في مشفى التوليد والنساء الذي أعمل به , تمنيت أن أرى ممرضات سوريات وخاصة في هذة الظروف وحاجتهن للعمل لكن السمعه الرديئة التي تركها التعليم الجامعي الطبي باللغة العربية أبعدت لجان القبول عنا وصرنا كالفعل العجب يسألننا الأطباء المصريون - بتوع ربنا - وأخوة البامبو السودانيون وأطباء بلاد شنقيط هل صحيح أنكم تدرسون الطب بالعربية ؟ اللجان التي تذهب للهند والفيليبين تذهب فقط من أجل اللغة الانكليزية والحق يقال ان اللغة الطبية الأنكليزية ليست كلاما فقط بل سلوك وطريقة عمل وتيرمز متعارف عليها دوليا لا تقارن بأية حال باللغة العربية الطبية . وتمتاز الفليبينيات باوزانهم المنخفضة ونظافتهم الشخصية وأجادتهم للاعمال الورقية والاهتمام باللمفات والالوان واالزخرفة البسيطة واحترام البلد وتقاليدها وكذلك الهنديات مسالمات نشيطات يداومن على حضور المحاضرات وورشات العمل ومعضمهن استطعن تأسيس البيوت والعائلة والزواج والانجاب وكله عمليا بفضل اللغة الإنكليزية .
.
بالمقارنة اغلق الحبج والعبج والعد والمد والمكورات االبنية والمبيضات البيض والكعبرة والزند على أصحاب المهن الطبية وخاصة الباراميديكال paramedical باب الرزق وسدت في وجههم منافذ العمل والسفر. نستطيع نحن كأطباء تجاوز ذلك بسهولة وعندنا علم واطلاع على اللغه الانكليزية لكن ماذا تفعل أعداد كبيرة من الفنيين والممرضين والممرضات الذين اختاروا هذه المهنة وثبتوا في مكانهم على راتب صغير ومعرفة لا تتطور .
.
عندما أعود الى مشفى السويداء أحزن من قلبي , نفس المكاتب الحديدية المقشرة ونفس المغسلة التي تشرشر الماء اسفلها والتي لا يتطلب اصلاحها إلا حركة بسيطة ووقت لا يزيد عن ربع ساعة , وبيت العنكبوت الواسع الملتصق بالسقف فوقها, والتي علّقتْ إحدى الممرضات مازحة بأنهم هم من يربونه ويدللونه ويستعملونه ليأكل الذباب والناموس كنوع من المكافحة الحيوية.. !!! ويلتف حولي ممرضات وممرضون وفنيون يريدون السفر لكن قوافل التعاقد لاتأتي الى ديارنا لاننا نتعلم الطب بالعربي...
.
دائما اذكر الطبيب السوري الشاب في مبنى السفارة الليبية حينما كنا نجرى احدى المقابلات حين قال للطبيب الليبي الذي يجري معه المقابلة: ( التهاب العين الودي ) فتبسم الليبي وقال له بخبث ماذا ماذا؟؟ ماذا تعني بالإنكليزية ؟ فوجم الشاب وعلا وجهه حمرة وإرتباك فاضحين ولم يعرف ..
.
لماذا لا يختصر مشرفو التعليم الجامعي علينا الطريق لنصبح عمالة كغيرنا وتستفيد البلد من تحويلاتنا ومن قردفتنا خارج البلاد ؟؟ هذا اذا كانوا يهتمون اصلاً .! رحم الله امرءاً عرف قدر نفسة هذا نحن وحالنا بعد سنين من العروبة ولغة الضاد لا دولة ولا علم......
.
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.syria.jmyz_ufqecwxydcjftw
من ناحية اخرى تظهر على معظم السوريين إذا سافروا خارج سوريا متلازمة ( العته الطائفي الكامن ) ومن أعراضها : الاصطفاف والانجذاب الطائفي, وفرط حب الجوامع والصلاة كانهم لم يدخلوا جامعا من قبل!! ويظهر على المسيحي منهم رغبة زيارة الكنائس والتانق في ايام اعياد خرافات العقل البدائي ...كيوم قيامة فلان وعلان وصعود السماء الخ ؟؟
.
حين كنت اعمل في ليبيا جاء الى المشفى اربع ممرضات اثنتان من السويداء واثنتان من دمشق ومنذ اليوم الاول حدث الفرز الطائفي السوري التلقائي !!, وانسلَ كلُ الى حيث طائفته, وصرن بعد فترة غير طويلة شبه اعداء خاصة بعد ان تمطت ولانت مفاصل اخواتنا الشاميات وشاركن الليبيات صيام وصلاة رمضان وتناول المزيد من الماء قبل أن يتبين الخيط الاسود من الابيض. ولأن السني يعتير نفسه دائما صاحب حق وعليه واجب البلاغ والتبليغ وإعادة سائر الاديان والملل والنحل الى جادة الدين الصحيح عمدت الشاميتان الى الفساد والدس الديني على الممرضتين السويدائيتين - وأُدخلتُ أنا كذلك على البيعه- . لكن الموضوع في عهد -الملك القتيل القذافي- لم يكن كما هو اليوم وكان من يطلق لحيته ينتفها له الامن ثاني يوم فلم تؤثر دسائسهم في شيء. وعملت السويدائيتان مدة سنة وغادرتا مكسوفتين تنضخان قهرا.
.
في ليبيا كذلك استأجرت شقة في دار من طابق واحد مقسومة الى شقتين وكان جاري في الشقة المجاورة فلسطيني يعمل في تصليح الراديو والتليفزيون ولد ونشأ وتعلم في سوريا , وحين علم اني من السويداء تبدل لون وجهه ووجه زوجته , ووذهب الى صاحب البيت أكثر من مرة يشكو كفري وضلالي وزوغان عقيدتي , واني من ملة لا تصوم ولا تصلي ولا تعبد الله؟؟؟؟ ولم يشفع لي عنده ان زوجتي مسلمة سنية ( لمن لا يعلم انا متزوج من سنية ) وتعاظمت الامور بيني وبينه واشتبكنا في معارك دون سلاح الا الشتم والتلويح بالقبضات وقذائف البصاق , علما ان لزوجته اخوان كانا دائمي الخروج والدخول الى السجن بتهم سرقة السيارات والمزارع ومن غرائب الحياة ان تلك العائلة وعائلة زوجته حصلوا على لجوء الى السويد وسافروا وبقيت أنا واولادي وزوجتي هنا ؟؟
.
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.syria.jmyz_ufqecwxydcjftw
سنة 2003 جئت الى السعودية بعد ان تقدمت لامتحان القبول في فندق المريديان قبل ان يتحول إسمه الى فندق داما روز وعملت في منطقة عسير ثلاث سنوات كانت من العسرة بحيث تقوفت على عسير نفسها والسبب الأساسي انه منذ اليوم الأول لعملي انبرت ثلة من الأطباء من درعا وريف دمشق و النبك وأعلمت القاصي والداني ومدير المستشفى وعمال التنظيفات وعلى مسافة لا تقل عن 50 كيلو متر مربع أني من السويداء ودرزي وشرحتْ لهم ونورتهم عن الدين الدرزي والدروز مثلما تعلمت وعلمت وخبأت في صدرها وخاصة الجزء المتعلق بالشعائر فنحن مثلاً لا نصوم ولا نصلي ولانحج ونتناول الطعام باليد اليسرى ونساؤنا سافرات قد يتخذن الاخدان ؟؟ ومر الكثير من ذوي اللحى الطويلة والشوارب المحفوفة من امام مكتبي يشاهدون ويتملون ويتفلون وجهي وملامحي .وخشيت أن اساق في يوم ما الى السوق جانب الجامع الكبير ليعرضوني هناك وليشاهد عن كثب ويلمس من لم يعرف ويرى درزيا قبلاً . وانتبذتُ مكانا قصيا على سطوح احدى العمائر اسكن وحيدا ولم يزرني احد منهم طيلة الثلاث سنوات وتعمدوا تجاهلي حتى صرت كقول طرفة ابن العبد : الى أن تحامتني العشيرة كلها وافردت افراد البعير المعبد..... صبرت وتحاملت ثلاث سنوات وغادرت .. ثم عدت لضيق الحال ؟؟
هذه حال معظم السوريين في الغربة من الناحية الطائفية فمن يقول لا .. عليه البينة ولبكن صادقا مع نفسه ...
↧