باتت قصص إهمال نظام بشار الأسد لذوي القتلى الذين فدوا كرسي الحكم بدمائهم من أكثر ما يتداوله موالو النظام على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنّ الحال الذي وصلت إليه "أم حسين" في حيّ الزهراء الحمصي، وهي من قدّمت أرواح زوجها وابنها وابنيها الآخرين ما زالا على الجبهات، يعكس واقعاً مريراً تعيشه الأسر التي تضحّي لأجل هذا النظام.
"أم حسين" تقطن قبواً مستأجراً يعشعشُ الفقر بكلّ زاوية من زواياه، ونقشَ البؤس والشقاء والألم حكايات مريرة على وجوه ساكنيه، على حدّ تعبير إحدى الشبكات الموالية، مشيرةً إلى أنها تسكن مع أبنائها الثمانية في منزلٍ هو أقرب إلى المقبرة منه إلى المسكن، وتكادُ العتمة أن تغمره في وضح النهار، وفرشه على ما يبدو لا يصلح إلا وقوداً لمدفأة، وجدرانه عارية إلا من صور من فقدت هذه العائلة التي يرميها نظام بشار الأسد كـ "منديل زفر" انتهت صلاحيته.
هي زوجة مخطوف يرجّح انه لقي مصرعه، وأم لقتيل وشابان آخران على جبهات القتال، ليبقى لها شابٌ واحدٌ لم يتجاوز السابعة عشرة، وخمس بناتٍ يقطنون في بقايا المنزل.
تقول أم حسين إن زوجها “عماد حسن مريم” كان مساعداً في قوات النظام، وأحيل للتقاعد ليعمل سائق تاكسي أجرة، وفي تشرين الأول/أكتوبر من عام 2011 خرج إلى حي بابا عمرو، وحينها كان خاضعا لسيطرة ثوار حمص، ثم اختفت أخباره نهائياً، ولدى محاولة الاتصال به أجابها شبان قالوا إنهم من الثوار، ولم تردّ سلطات النظام على مطالبها بكشف مصير زوجها.
أما ابنها "إبراهيم" الذي لقي مصرعه في ريف درعا، فكان مجنداً إجباريا لدى قوات النظام وقتل خلال الاشتباكات ضدّ كتائب الثوار في محيط مدينة إزرع، حيث أصيب بعيارٍ ناريٍ في الرأس وآخر في القدم.
وقالت لنا أخت الشهيد دارين: نعيش أنا وأخوتي في بيت آجار ولا يوجد لدينا أي مصدر دخل, إخوتي اثنان منهم على جبهات القتال, وأخي عبد الحميد لا يعمل وهو الذي لم يبلغ السابعة عشر من عمره، ونحن خمس بنات نعيش مع والدتي على مساعدات أهل الخير .
أما ابنتها "دارين" فاشتكت من معيشتها مع إخوتها في بيت آجار وعدم امتلاكهم أي مصدر دخل، خاصة أن أخويها ما زالوا على جبهات القتال والثالث ما زال صغيراً على العمل، "ونحن خمس بنات نعيش مع والدتي على مساعدات أهل الخير"، على حدّ قولها.
↧