غيث علي: كلنا شركاء
كشفت وكالة (نوفوستي) الروسية أن البوارج الحربية الروسية انتشلت مؤخراً عشرات الجثث من قبالة سواحل مدينة طرطوس وسلمتهم لسلطات النظام في المدينة.
وذكرت الوكالة اليوم الاثنين، أن طواقم السفن تعثر بشكل دائم، بالقرب من الشاطئ السوري الشمالي، جثث مدنيين غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، مدعيةً في الوقت نفسه أن من أسمتهم "الإرهابيين" هم الذين قتلوهم.
وقال أحد أفراد طاقم سفينة روسية إن سفينتهم انتشلت في المرة الأخيرة، أكثر من عشر جثث، على بعد يقارب 200 ميل من شمال طرطوس، ولم يكن على جثثهم آثارا لإطلاق نار، وتم قتلهم بسلاح أبيض.
وفي محاولةٍ من الوكالة الروسية لحرف البوصلة، ذكرت في التقرير ذاته أن "المعارضة المعتدلة، كما تطلق عليها الولايات المتحدة، وتنظيم جبهة النصرة يسيطران على معظم الأراضي الشمالية للجمهورية العربية السورية"، متجاهلةً أن الفصائل المذكورة لا تسيطر ولو على شبرٍ واحدٍ من الساحل السوري، ويتفاخر النظام باستمرار سيطرته الكاملة على شواطئ البلاد، وأقرب نقطة للمعارضة هذه الأيام تبعد عن الشريط الساحلي أكثر من 50 كيلومتراً.
وعلى عكس ما اعتادت عليه وسائل إعلام النظام الرسمية وشبه الرسمية من حيث النقل الحرفي لجميع الأخبار الروسية المتعلقة بالشأن الروسي، تجاهلت هذه المرة وسائل إعلام النظام هذا الخبر الذي أوردته (نوفوتسي) و(سبونتيك) الروسيتين، لأنها تدرك –على عكس الروس- أن وجود أي جثة ملقاة في المتوسط لا يمكن تفسيره إلا بأمرين، أولهما أنها جثث أسرى ومعتقلين لدى قوات النظام وميليشياته، تمت تصفيتها وإلقائها في البحر، أو تعكس فلتاناً أمنياً كبيراً بحيث تستطيع من خلاله العصابات في أكثر مناطق النظام نفوذاً، أن تمارس جرائمها وتلقي ضحاياها في عرض البحر.
وأثار مراسل "كلنا شركاء" في اللاذقية شكوكاً حول أن الجثث الملتقطة من البحر -إن صحّت الرواية الروسية- تعود لمخطوفين لدى الميليشيات التابعة لقوات النظام وميليشيات الشبيحة، حيث تقدم هذه الميليشيات يومياً على خطف عشرات السوريين من مختلف أنحاء البلاد وتفاوض ذويهم لإطلاق سراحهم، إلا أن مصيرهم يكون في الغالب التصفية الميدانية لعجز ذويهم عن دفع الملايين المطلوبة فداءً لأرواح المخطوفين.
المصدر: كلنا شركاء
↧