الانتخابات الامريكية والقضية السورية
وصلت الانتخابات إلى مرحلتها النهائية وبدأ السباق بين دونالد ترامب الجمهوري والديموقراطية هيلاري كلينتون
وكالعادة لابد وأن تكون أحد القضايا العربية ورقة رابحة في برامج المرشحين الإنتخابية فكما كانت القضية الفلسطينية هي القضية الفلسطينية وقضايا أخرى هي ميدان تنافس بين المرشحين من كلا الحزبين
فإن القضية السورية بكل تشعباتها وتغيراتها وبكافة أشكالها كانت مادة دسمة للمرشحين من كلا الطرفين وإن اختلفت توجهاتهم ونظراتهم ورؤاهم وحلولهم لجميع المشاكل التي تعاني منها سوريا
لكن اللافت للنظر كان رؤية المرشحين الرئيسيين للانتخابات وهم
الجمهوري دونالد ترامب الذي يعتبر موقفه سلبياً من القضايا العربية بشكل عام ومن الثورة السورية بشكل خاص
دونالد ترامب الشخصية المثيرة للجدل داخل أمريكا وخارجها كان سلبيا ً في تعامله مع الثورة السورية حين دعا لطرد اللاجئين السوريين وعدم استقبال المسلمين في أمريكا بالاضافة لبعض التصريحات الغريبة مثل تحميل المسلمين قضية صلب المسيح
دونالد ترامب صاحب الفكر القريب من الدكتاتوريات والذي يتوقع في حال وصوله للبيت الأبيض ربما يحقق انقلاباً في السياسة الأمريكية كالتي احدثها دونالد ريغن في ثمانينيات القرن الماضي وقد يحقق صدمة كالتي حققها جورج بوش الأب
دونالد ترامب الرأسمالي الذي يبحث عن مناطق استثمار وأسواق جديدة للولايات المتحدة ربما سيترك الشرق الأوسط بمشاكله السياسية والعسكرية لغيره من قادات الدول في تغيير لسياسة الولايات المتحدة في هذه البقعة من العالم
خاصة مع تنامي الدور الروسي فيها وحالة من الجفاء بين دول الخليج وأمريكا بسبب سياسات أوباما المترددة إذ ربما سيستمر ترامب الجمهوري بسياسة سلفه الديموقراطي أوباما في إبعاد أمريكا عن التدخل المباشر
الحالة الإيرانية هي الوحيدة التي قد تدفع ترامب للتهور وإشعال المنطقة في حال حدث الصدام بين أمريكا وإيران خاصة في ظل إنتقاد الجمهوريين للإتفاق النووي مع إيران
إذا فوز دونالد ترامب ربما سيكون له تداعيات خطيرة على الثورة السورية وربما سيعمل على فرض حل معين لايرضي الشعب السوري الثائر
على الطرف الأخر المرشحة الجمهورية هيلاري كلينتون ذات الخبرة السياسية والمعرفة الدقيقة بشؤون الشرق الأوسط
ومستشارة الأمن القومي ووزيرة الخارجية في عهد أوباما تمتلك معرفة بأحداث المنطقة من خلال تعاملها معها عندما كانت في وزارة الخارجية فهي تعرف خفايا المنطقة وقد اختلفت مع أوباما في ملف التعامل مع مشاكل المنطقة خاصة الثورة السورية وإيران
كلينتون التي وعدت بإيجاد حل للحرب في سوريا ولمشكلة اللاجئين في حال فوزها لم تتحدث عن رؤية محددة واستراتيجية واضحة ماقدمته هو خطوط عريضة رغبة منها في عدم التشويش على حملتها
كلينتون التي عليها أن تحمل تبعات رئيسين ديموقراطيين هم زوجها بل كلنتون بكل ماحملته مشاكل على الصعيد الشخصي والعملي
وتبعات سياسة الرئيس الحالي أوباما التي كانت من ضمن فريقه الرئاسي
والتي عليها أن تدافع عن أخطاء فترتين رئاسيتين
لكن بذات الوقت تحمل امتياز النجاح الاقتصادي والاستقرار المالي الذي حققه الديموقراطيون
نجاح كلينتون ووصولها للبيت الأبيض قد يحمل بصيص أمل في تغيير سياسة أوباما المترددة حيال القضية السورية
لكن حقائق التاريخ لاتؤيد نجاح كلينتون ففي تاريخ الولايات المتحدة لم تصل إمرأة للمكتب البيضاوي وكذلك لم تشهد فوز أي من الحزبين لدورتين متتاليتين
ماستشهده الايام المقبلة قبل رحيل أوباما تنطوي على خيارين لاثالث لهما بالنسبة للقضية السورية
الخيار الأول يقتضي باستمرار سياسة الابتعاد عن التدخل المباشر وترك الساحة للروس والعمل على إطالة أمد الحرب وبالتالي الرهان على تعب الطرفين والقبول بالحل الذي تفرضه فيما بعد عليهم وبالشروط التي تراها هي مناسبة
الخيار الثاني هو التصعيد وإيجاد حل حقيقي وسريع للحرب في سوريا وبالتالي تحقيق نقاط قوة في صالح الحزب من أجل دعم المرشحة الديموقراطية
هذه الأيام ستكون مفصلية في جغرافيا المنطقة السياسية والتاريخية وستدخلها في أحد طريقين إما الإنفراج أو الجمود
لكن كافة المؤشرات تدل على غموض في هوية الواصل للبيت الأبيض رغم ما حملته المواجهتين في المناظرة الرئاسية من تقدم واضح لكلينتون ورغم سيل الفضائح الذي بدأ يلاحق ترامب وبالتالي دخول القضية السورية في متاهة لايعرف أين تبدأ وأين تنتهي
الأشهر القادمة حبلى بالاحداث وستنعكس على الأرض السورية سواء أردنا ذلك ورغبنا فيه أم لم نرغب
↧