جاء الإعلان عن مباحثات لوزان، المقررة السبت، بين وزراء خارجية الولايات المتحدة الاميركية وروسيا والسعودية وقطر، وربما إيران، لينعش الركود القلق في مقر الامم المتحدة في جنيف، حيث الرهان على منح مبادرة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الخاصة بحلب اندفاعة استثنائية، لتطبيق معادلتها القائمة على اخراج مقاتلي "جبهة فتح الشام" من حلب الشرقية، مقابل وقف الغارات والقصف عليها. دي ميستورا تلقى دعوة لحضور المباحثات، واكتفى نائبه رمزي عزالدين رمزي بالإشارة الى أنه "سيكون من بين الحاضرين في اجتماع لوزان"، من دون الغوص بالتوقعات لما سينتهي إليه هذا اللقاء، لكن الاوساط المتابعة في جنيف تحدثت عن مراهنة عالية لفريق المبعوث الدولي على هذا اللقاء، كمنصة مهمة لتبني اقتراح دي ميستورا، وتحويله نافذة لإعادة العمل بوقف إطلاق النار وادخال المساعدات، واستئناف محادثات السلام السورية في جنيف. ويقوم اقتراح دي ميستورا على سحب 900 عنصر، هم كل مقاتلي "فتح الشام" في حلب الشرقية. هذا الاقتراح رفض من قبل "فتح الشام"، بحسب ما أعلن رمزي، الذي ناب عن دي ميستورا في مؤتمر صحافي الخميس. لكن رفض التنظيم وبعض اقطاب المعارضة الاخرى لم يتوقف عنده نائب المبعوث الدولي كثيراً، معولاً على الجهات الاقليمية التي ستحضر إلى لوزان. وقال إن "دي ميستورا وجه نداءا مباشراً للنصرة، ولكن أيضا لكل من يستطيع المساهمة في تطبيق الاقتراح. النصرة رفضت هذا الاقتراح وهذا لم يكن مفاجئاً، لكنه لاقى صدى إيجابياً من قبل بعض الجهات، وهم يساهمون في العمل على تحقيقه". وتفيد المعلومات أن الجانب الروسي، الذي كان قد رحب بمبادرة دي ميستورا، طلب من الامم المتحدة تجهيز لائحة بأسماء عناصر "فتح الشام" الذين سيغادرون حلب طبقاً لمبادرة الامم المتحدة، ويأتي هذا الطلب تلبية لرغبة النظام السوري الذي يتهم مبادرة دي ميستورا بالعمل على إخراج مسلحين وخبراء اجانب يقاتلون داخل جبهات حلب الشرقية. واشار مصدر من الأمم المتحدة في جنيف لـ"المدن"، أن المناقشات حول مبادرة دي ميستورا لم تتوقف "ليس فقط بين الجانبين الاميركي والروسي، إنما أيضاً بين مجموعة أخرى من الدول". وبينما يرى البعض أن اجتماع لوزان سيكون بداية عودة مسار المحادثات الروسية-الأميركية إلى ما كانت عليه سابقاً، لم يكن هذا الأمر ملموساً داخل اجتماعات مجموعات العمل الدولية في جنيف، التي شهدت توتراً شديداً للاسبوع الثاني على التوالي بين الأميركيين والروس؛ فالجانب الروسي يتهم الند الأميركي بعدم الضغط على حلفائه لفك ارتباطهم عن "فتح الشام"، الأمر الذي تسبب بانهيار اتفاق 9 سبتمبر/أيلول، فيما يتهم الاميركيون الروس بعدم تطبيق البنود الاولى من هذا الاتفاق المعنية بوقف الاعمال العدائية، والاستمرار بتنفيذ الغارات الجوية من قبلهم، وبمشاركة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، على شرق حلب وعلى المعابر التي كان يفترض ان تسلكها قوافل المساعدات. ورغم الحديث عن مشاركة ايران في لقاء لوزان، رجحت اوساط ايرانية في جنيف غيابها عن هذه المحادثات "بسبب عدم نضوج التحضيرات اللازمة للقاء على هذا المستوى". هذه الاوساط أكدت لـ"المدن" أن طهران "لديها ملء الثقة بالجانب الروسي في ادارة المباحثات في اجتماعات مماثلة، خصوصاً انها كانت راضية جداً عن الدور الروسي في الاجتماعات السابقة الثنائية مع الجانب الاميركي، أو الموسعة على مستوى مجموعة الدعم الدولية". وينطلق الموقف الايراني من مسلمات لم تتغير، رغم الاعلان عن لقاء لوزان، وبعد تعليق التعاون الروسي-الاميركي في الملف السوري، واستناداً على ذلك، فإن لقاء السبت "لن يغير مسار التطورات في الازمة السورية المتجه اصلاً نحو التصعيد العسكري في الميدان" على حد تعبير المصادر.
المصدر: المدن - دينا أبي صعب
↧