لا تتوقف الحملات العنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم الغربي والعالم العربي. آخر هذه الحملات كانت مع إطلاق بعض اللبنانيين وسم "نعم لطرد السوريين".
ولم يأت هذا الوسم من فراغ، فتصرفات البلديات والأجهزة الأمنية العنصرية تجاه اللاجئين السورييين بعد كل حدث أمني تشجّع على هذه الحملات، فمنذ أيام، تعرض اللاجئون السوريون الهاربون من الحرب والبراميل المتفجرة لاعتداء جسدي ومعنوي من قبل عناصر من بلدية عمشيت، إذ نشرت صفحة "مرصد العنصرية" عدداً من الصور لعناصر من البلدية وهم يقومون بتوقيف عشرات اللاجئين السوريين، وقد ظهر بعض هؤلاء في وضعيات مهينة وغير إنسانية، فطرح بعضهم أرضا، في حين أُجبر البعض الآخر على الوقوف لساعات.
ولم تنته الحملة العنصرية المتصاعدة هنا، فتعرض أيضاً عشرات السوريين في منطقة حراجل إلى الاعتداء بالضرب من قبل عدد من الشبان اللبنانيين على رؤوسهم، مستخدمين الأدوات الحادة. واستكمالا لهذا المشهد، غرق موقع "تويتر" يوم أمس بتغريدات ومنشورات عنصرية، تحت وسم نعم لطرد السوريين، الذي أطلقه أحد الناشطين مرفقا بسلسلة تغريدات: "ما بقى فينا نسكت لحتى يبلعوا لبنان... بيكفي يلي شفناه من وراهم 40 سنة... خلصنا بقى نعم لطرد السوريين syrians out "، "30 سنة عم تخطفوا شعبنا وتقتلوا جيشنا وتنهبوا بلدنا.. ما صدقنا كيف خلصنا منكن ومن قرفكن... وما تحلموا التاريخ يعيد نفسه".
وكتب آخر: " ليش بعد في لبنان ما بلعوه وخلصو نعم لطرد السوريين".
وقوبلت العنصرية اللبنانية بعنصرية من قبل بعض الناشطين السوريين على الوسم نفسه، فقال صلاح خالد: "اللبنانيين هم الي مسوين الهاشتاغ، دائماً أقول أن المقبور حافظ الأسد أفضل شي فعله أنه احتلهم و دعس عليهم نعم لطرد السوريين". فيما قالت أحداهن: "السوريين تاج راسكن لكل لبناني نحنا السوريين منشرف بلادكن وداعسين ع راسكن". وعلق عبد زيون: "لكل الي شارك بهاشتاغ نعم لطرد السوريين بحب قلوا بس تقدر تنتخب رئيس و تشيل الزباله من شوارع مدينتك طردهم مش مشكله".
هذه الحملة العنصرية من الطرفين قوبلت بأخرى مضادة، تدافع عن اللاجئين وترفض الشمولية والعنصرية تجاههم، فكتب علي المستراح: "الى الأشقاء السوريين انا لبناني وانتو بالقلب وهيدا صاحب الهاشتغ اكيد مريض نفسي نصيحة ما تردو على الهاشتاغ"، وقال أسامة حمادة: "نعم لطرد السوريين ليش هالعنصرية؟ اكيد السوريين مش مبسوطين انهن اتهجروا من بلدن و نفسن يرجعوا عبلدن من زمان".
وكتب زياد عيتاني: "نعم لطرد السوريين ؟؟ ماذا لو قررت البرازيل إطلاق هاشتاغ نعم لطرد اللبنانيين ؟ في 15 مليون خارج لبنان ، تذكروهم وبلا عنصرية ".
المصدر: العربي الجديد
↧