تتواصل اليوم (الأربعاء)، ولليوم الثالث، العمليات العسكرية الهادفة إلى تحرير مدينة الموصل العراقية من سيطرة تنظيم "داعش" المتطرف.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، من مقر القيادة في منطقة مخمور، إن "القوات العراقية، وبالتعاون مع طيران التحالف الدولي، تواصل لليوم الثالث على التوالي عملية (قادمون يا نينوى)"، مشيرًا إلى أنّ "هناك بشائر للنصر ستُعلن في وقت لاحق من هذا اليوم". مضيفًا أنّ "القوات العراقية بدأت بتقديم المساعدات الإنسانية للأهالي في المناطق المحررة". فيما أفاد الفريق الركن طالب شغاتي قائد القوات الخاصة العراقية اليوم، بأنّ تنظيم "داعش" له ما بين 5000 و6000 مقاتل يتصدون لهجوم القوات العراقية على مدينة الموصل.
من جهة أخرى، قالت قوة شيعية إنّها ستدعم هجوم الجيش العراقي على الموصل آخر معقل لتنظيم "داعش" في العراق، مما يثير خطر نشوب صراع طائفي في المنطقة التي تقطنها أغلبية من السنة.
وأفادت ميليشيا الحشد الشعبي؛ وهي ائتلاف لفصائل دربتها في الاغلب إيران، بأنّها ستدعم القوات الحكومية المتقدمة صوب تلعفر الواقعة على بعد نحو 55 كيلومترا غرب الموصل.
وستؤدي السيطرة على تلعفر إلى قطع طريق الهروب فعليا أمام مسلحي التنظيم المتطرف الذين يريدون دخول سوريا المجاورة.
ولكن ذلك قد يعرقل أيضًا هروب المدنيين من الموصل ثاني أكبر مدن العراق التي قالت تقارير إنّ مسلحي تنظيم "داعش"، يحاولون استخدام سكانها كدروع بشرية.
من جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم أمس، إنّ قطع الطريق إلى سوريا مسؤولية التحالف الذي يوفر الدعم الجوي والبري لقوات الجيش العراقي وقوات البيشمركة المشاركة في المعركة.
وكان عدد سكان تلعفر قبل الحرب يتراوح بين 150 ألف نسمة و200 ألف نسمة وكانوا خليطا من السنة والشيعة التركمان.
وقال مسؤول عراقي كبير طلب عدم نشر اسمه، إنّ "الايرانيين والحشد الشعبي يعتزمون السيطرة على تلعفر بسبب أهميتها للشيعة واستخدام ذلك كوسيلة للدخول إلى الموصل"، مضيفًا "ولكنهم يريدون أيضا استخدامها كوسيلة للتأثير على القتال في سوريا".
دبلوماسيًا، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليل الثلاثاء/الأربعاء محادثات هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بحث معهما خلالها عملية استعادة الموصل من تنظيم "داعش".
وأعلن الكرملين في بيان "تمنى فلاديمير بوتين النجاح الكامل للجيش العراقي وحلفائه من أجل تحقيق هدفهم". كما أبلغ بوتين العبادي بـ"التدابير التي اتخذتها روسيا لنزع فتيل التوتر في حلب" ثاني مدن سوريا؛ حيث أعلنت موسكو وقف الغارات التي تشنها طائراتها للسماح بإجلاء المدنيين من الأحياء الشرقية من المدينة التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، تمهيدًا لوقف اطلاق النار الخميس لثماني ساعات.
وفي مكالمة هاتفية منفصلة، بحث بوتين معركة الموصل مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، حسب ما أورد الكرملين من دون كشف تفاصيل هذه المكالمة.
كما أوضح البيان أن الرئيس الروسي "شدّد على أهمية ضمان فصل فعلي بين مقاتلي المعارضة (المعتدلة) والمقاتلين" المتطرفين في سوريا.
وباشرت القوات العراقية ليل الاحد/ الاثنين هجوما لاستعادة الموصل ثاني مدن العراق، من "داعش" الذي يسيطر عليها منذ يونيو (حزيران) 2014.
وشهدت الاستعدادات لهذه العملية توترا شديدا بين بغداد وأنقرة التي كانت تصر على اشراكها بالهجوم وهو ما تحفظت عليه الحكومة العراقية.
من جانب آخر، أفاد سكان محليون اليوم، بأن تنظيم "داعش" فجر مباني حكومية في مناطق متفرقة في الموصل 400 (كلم شمال بغداد).
وقال السكان لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن عناصر من داعش فجروا مبنى محافظة نينوى بواسطة براميل (تي ان تي)، ما أسفر عن تدمير المبنى بالكامل والحاق أضرار كبيرة في المحلات التجارية والمنازل السكنية القريبة من مبنى محافظة نينوى في شارع الجمهورية وسط الموصل. وأشاروا إلى أن مباني مديرية الجوازات والجنسية العراقية في منطقة باب البيض فجّرت ايضا، ما أسفر عن إلحاق أضرار كبيرة في صفوف المدنيين وأيضا المباني القريبة والمحلات التجارية بالمنطقة.
وأوضح السكان أن تنظيم داعش اعتقل 12 من موظفي دائرة صحة نينوى واقتادهم إلى جهات مجهولة من دون معرفة أسباب الاعتقال بينهم أربعة أطباء جراحين.
المصدر: الشرق الأوسط
↧