أعلنت ميليشيا "الحشد الشعبي" أنها ستدعم القوات الحكومية العراقية أثناء تقدّمها في تلعفر، التي تبعد حوالي 55 كيلومتراً غربي الموصل، وأكدت في بيان، الأربعاء، أن قواتها "ستكون ظهيراً للقوات الأمنية من المحاور الغربية.. وهو بشقين أولهما تلعفر والثاني إسناد القوات المتجهة لمركز الموصل". وفي الوقت الذي تثير فيه مشاركة "الحشد الشعبي"، المدعوم إيرانياً، في العملية العسكرية في الموصل مخاوف من نشوب أعمال عنف طائفية، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول عراقي وصفته بـ"الكبير"، قوله إن "الإيرانيين والحشد الشعبي يعتزمون السيطرة على تلعفر بسبب أهميتها للشيعة واستخدام ذلك كوسيلة للدخول إلى الموصل". والسيطرة على منطقة تلعفر ستقطع طريق الهروب إلى سوريا عن عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكنها أيضاً ستعيق عملية هرب المدنيين من المعارك الدائرة في الموصل. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، قد قال في وقت سابق الثلاثاء، إن قطع الطريق إلى سوريا هو مسؤولية التحالف، الذي يوفر الدعم الجوي والبري للقوات العراقية والكردية المشاركة في المعركة. ميدانياً، تواصل القوات العراقية والكردية تقدمّها باتجاه الموصل، وتمكّنت قوات الشرطة من استعادة السيطرة على قريتي البجوانية السفلى وتل السمن، جنوب الموصل، بينما بدأ الجيش العراقي بالتقدم من الجهة الجنوبية انطلاقاً من القيارة، بحسب ما أفادت قناة "الجزيرة". وتمكنت القوات العراقية من السيطرة على منطقة الحوض التي تفتح مناطق الشورى وحمام العليل والبوسيف، حيث يتواجد قياديون ومقاتلون من تنظيم "داعش". ويقّدر العراق أعداد مقاتلي التنظيم في الموصل بأنهم ما بين 5 إلى 6 آلاف عنصر، بحسب ما أعلن قائد القوات الخاصة العراقية طالب شغاتي. في غضون ذلك، توقّع مسؤولون أميركيون أن يستخدم "داعش" أسلحة كيمياوية بدائية، لصدّ هجوم الموصل، لكنهم أشاروا إلى أن قدرة التنظيم الفنية على تطوير مثل هذه الأسلحة محدودة للغاية. وقال أحدهم لوكالة "رويترز"، إن القوات الأميركية بدأت بانتظام في جمع شظايا القذائف لإجراء اختبار لاحتمال وجود مواد كيميائية. من جهة ثانية، أشاد رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي بأداء القوات العراقية والكردية في المعارك، وقال خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن العملية العسكرية "تسير بشكل ممتاز"، وأضاف "إن معركة تحرير الموصل عراقية تنفيذاً وتخطيطاً وتوقيتاً وتحت قيادتنا وأن هناك تنسيقا عاليا بين القطاعات العسكرية ولأول مرة يحدث هذا التنسيق بين قوات الجيش العراقى والبيشمركة الكردية". وذكر مكتب رئاسة الوزراء العراقية أن العبادي أكد لبوتين أن القوات العراقية فتحت ممرات آمنة لخروج المدنيين من الموصل. في السياق، أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأربعاء، عن هروب 900 من المدنيين من الموصل نحو سوريا، وسط أنباء عن منع "داعش" المدنيين من الخروج من المدينة، واستعمالهم كدروع بشرية. وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي."بي.سي"، فإن هذه أول مجموعة كبيرة من المدنيين يتأكد هروبها من الموصل منذ بدء العملية، الإثنين الماضي، فيما أفادت هيئة "إنقاذ الطفولة"، الأربعاء، بأن نحو 5 آلاف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وصلوا إلى مخيم الهول في سوريا خلال الأيام العشرة الماضية. وحذرت الأمم المتحدة من أن نحو 100 ألف شخص قد يصلون إلى سوريا هرباً من الموصل.
المصدر: المدن - المدن - عرب وعالم
↧