خلال هذه الدورة الانتخابية، يصرّ المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب مراراً أن الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاءه يقاتلون الإرهاب في سوريا.
حيث قال ترامب خلال المناظرة الرئاسية الثانية: "أنا لا أحب الأسد على الإطلاق، ولكن الأسد يقاتل داعش". وهذا هو بالضبط ما يريد الأسد من الجميع أن يفكروا به، ولكن يقول خبراء أن الأمر ليس صحيحاً.
وقد صرّح السفير السابق في دمشق روبرت فورد لموقع بيزنس إنسايدر قائلاً:
"تقدم استراتيجية حكومة الأسد منذ فترة طويلة للعالم خياراً ذي قطبين: إما حكومة الأسد، والتي هي في بعض الجوانب حكومة علمانية، أو المتطرفين الإسلاميين، وتجبر تلك الاستراتيجية العالم على الاختيار بينهما". وأضاف فورد: "إن الروس قد اختاروا بالفعل".
روسيا هي حليف من حلفاء الأسد الرئيسيين في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، وقد أذن وسمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالضربات العسكرية الروسية في سوريا لدعم حكومة الأسد، وبينما يدعي بوتين محاربة الإرهاب في سوريا، لكن في الغالب استهدف جيشه قوات المعارضة الأكثر اعتدالاً التي تعارض نظام الأسد.
هناك عدة جبهات في الصراع السوري؛ الجماعات الإرهابية مثل داعش والفصائل المرتبطة بالقاعدة، وكذلك الجماعات الثائرة المعتدلة، ولكن الهدف الأساسي للأسد الآن هو القضاء على المعارضة المعتدلة؛ لكي يظهر نظامه في موقع الأكثر شرعية.
وقال فورد: "هذا هو السبب في أن هذه المجموعات ليست هدفهم الرئيسي. لذا فقد قضوا تقريباً كل وقتهم في محاولة القضاء على المعارضة المعتدلة؛ لأنهم يريدون الوصول إلى الاختيار بين المتطرفين والأسد".
تحليل للضربات الجوية الروسية من أيلول/ سبتمبر 2015، وفقاً لمركز الأبحاث في واشنطن لمعهد دراسات الحرب، عندما بدأت المشاركة الروسية في سوريا، أظهر شهر أيلول/ سبتمبر 2016 أن "مطالبات روسيا بضرب (الإرهابيين) كانت بشكل واضح غير دقيقة؛ لأنها هاجمت مراراً وتكراراً جماعات المعارضة الرئيسية، وخاصة أولئك الذين يعملون مع الغرب".
وفي حين أن روسيا قد ضربت بالفعل بعض الأهداف الإرهابية، إلا أن تلك الأهداف لم تكن ضمن تركيزها الرئيسي.
وقد صرّح فريد هوف، وهو المستشار الخاص السابق للعملية الانتقالية في سوريا، والذي يعمل حالياً مدير مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط في الأتلانتك كونسل. صرّح لموقع بيزنس إنسايدر في رسالة بالبريد الالكتروني: "منذ أن تدخلت روسيا عسكرياً في سوريا منذ أكثر من عام لإنقاذ الأسد، ركزت روسيا قوتها تقريباً ضد المدنيين السوريين ومعارضي الأسد الوطنيين السوريين".
"يشترك داعش والأسد وروسيا وإيران في نفس الهدف: وهو الإبقاء على داعش والأسد في سوريا".
لكن قال هوف بأنه لا يعتقد أن ترامب يشجع عمداً رواية الأسد بأنه الحصن الأخير ضد سيطرة الإرهابيين على سوريا. حيث قال هوف: "أنا على استعداد للافتراض بأن السيد ترامب لا يدفع بوعي باتجاه خط موسكو-طهران-الأسد. على عكس منافسته، التي دعى للدفاع عن حلب ضد نظام عديم الرحمة وضد الهجمات الروسية، لا يبدو أنه درس هذه القضية بعمق، وهذا الذي يمكنه تصحيحه لو شاء".
قدم فورد تقييماً مماثلاً:
يقول فورد: "مع كل الاحترام الواجب للسيد ترامب، إلا أنه لا يعرف عما يتحدث"، مضيفاً أنه "لم يعتقد أن دونالد ترامب يدرك أن مشكلة تنظيم الدولة الإسلامية هي في الأساس مشكلة سياسية، وليست مشكلة عسكرية، وأنه لا يمكن حلها بأسلوب عسكري بحت".
يؤكد خبراء أن الإرهاب في سوريا هو مشكلة سياسية لأنه طالما يستمر الأسد بإحكام قبضته على السلطة ويهاجم بلا هوادة المدنيين بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية، مستخدماً القوة الجوية التي لا يمتلكها الثوار، سيتم إقناع الناس بالانضمام إلى الجماعات الإرهابية التي تكون مجهزة ومسلحة بشكل أفضل من الثوار بهدف قتال نظامه.
فقد قتلت قوات الأسد من المدنيين أكثر بكثير من أي جماعة إرهابية في سوريا؛ لذلك هو العدو الرئيسي لمعظم الناس الذين يبقون في البلد الذي مزقته الحرب.
وقال فورد: "جعل بشار الأسد كجزء من الحل- عندما تكون حكومة بشار الأسد أصل المشكلة السياسية- لا معنى له، فقد يجعل المشكلة أسوأ وليس أفضل من مساعدة تجنيد الجهاديين".
ترجمه مشكورا محمود محمد المبي وننقله عن موقع السوري الجديد
http://www.businessinsider.de/donald-trump-syria-assad-isis-2016-10?r=US&IR=T
↧