لا وجود لشيء جميل حيال الانقاض التي خلفها انهيار استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا. علها واحدة من الحروب اﻷهلية اﻷكثر فظاعة في التاريخ المعاصر، بل، وتمضي نحو اﻷسوأ. لقد ربحت فعلا كل من روسيا وايران واﻷسد على حساب الولايات المتحدة وحلفائها، ولا وجود ﻷي سيناريو يَعدُ بنهاية قريبة للحرب اﻷهلية، وتفاقم وتزايد واضح للتوترات الطائفية والعرقية، أو للتهديد الطويل اﻷمد الذي يشكله اﻻرهاب والتطرف الاسلامي.
يمكن للمرء أن لا يشك أن ادارة أوباما ووزير الخارجية لديهما نوايا طيبة - النوايا التي ينبغي ان تعمل بها نفس الجهات الفاعلة ويتقاسموا نفس اﻷهداف مع الولايات المتحدة- المشكلة هي أنه لم يكون واضحا أن أي من الجهات الفاعلة اﻷخرى في الصراع - حلفاؤنا اﻷوربيون ودبلوماسيو اﻷمم المتحدة مثل دي ميستورا- شاركوا هذه النوايا.
النتيجة النهائية هي ان تلك النوايا الجيدة ساعدت على تعبيد الطريق الى جهنم. تواجه ادارة أوباما اليوم الاختيار بين البطة العرجاء وبين التصعيد الغير محدود والمنفلت الى مستويات جديدة من القوى، ويبدو أن الوضع مندفعا نحو اﻷسوأ من اﻵن والى ان يكون بمقدور اﻻدارة الجديدة ان تتصرف.
طاعون بيوتهم البيضاء
إذا نظرنا الى الوراء، فان هناك العديد من الدروس التي يتوجب على الولايات المتحدة تعلمها. اﻷول هو الحاجة الى دمج اﻷبعاد العسكرية والمدنية للحرب. الثاني، استخدم القوة وليس قضية حجم القوى، لكن فيما اذا كان الاستخدام المنتقى للقوة، يمكن ان يكون حاسما بما فيه الكفاية من أجل هزيمة العدو وخلق نوع ما من النتيجة المعقولة.
لقد استخدمت ادارة بوش القوة بكثافة من دون تحديد أهداف واضحة ﻷبعاد الحرب المدنية ولحل الصراع السابق في العراق - هذا ما حصل باكرا في افغانستان، وكررت حطأ استراتيجيا كبيرا وحاسما ارتكبته الوﻻيات المتحدة في فيتنام - الفشل في تشكيل بعد مدني في الطرق التي يمكن ان تجلب اﻷمن واﻻستقرار لدولة ضعيفة و خاصة في بنية الحكم، وفشل الدعم للبعد العسكري بنوع من " بناء اﻷمة " الذي يمكن ان يعطي معنى دائما لنصر تكتيكي مستمر.
بينما اختارت ادارة أوباما الحد اﻷدنى من استخدام القوة، ولا تزال تواصل إعادة الأمر نفسه، حيث لم يكن هناك حل عسكري في العراق وسوريا. بصراحة، إنها رسميا فعلت ذلك بسبب السياسات اﻷمريكية التي لم تكن جاهزه لدعم التكاليف والخسائر من جراء انتشار القوات البرية اﻷمريكية اﻷخرى، وكانت أبعد عن الوضوح فيما اذا كان مثل هذا التدخل سوف يملك دعما محليا في ظل اﻻنقسامات العميقة والعدائية في كل من العراق وسوريا.
في نفس الوقت، فشلت ادارة أوباما في التعاطي مع حقيقة ان هناك لا يمكن ان يكون حل مدني ان كان في سوريا أم العراق من دون حل عسكري. وأختارت أن تستخدم الحد اﻷدنى بالمطلق للقوة حتى حيال أي حدث يجبرها على اتخاذموقفا تصعيديا. وقد أخذت ما يقارب نصف عقد لبناء مسار فعال ومهام المساعدة والشراكة اﻻستراتيجية في العراق. ولعل فشلها في التدخل وبشكل حاسم باكرا في سوريا أكد على أنه لم يكن لديها خيار عسكري واضح او خيار بناء وطني فيها. وساعد على هذا بالتأكيد أن فصائل التمرد المنقسمة بعمق أضحت وبقوة أكثر تطرفا.
واذا كانت ادارة بوش مذنبة ﻻستخدامها القوة المفرطة، من دون أي بعد مدني فعلي، فان ادارة أوباما كانت مذنبة في استخدام القوة غير الحاسمة من دون أي محاولة مدنية ذات مغزى على اﻻطلاق. كلاهما فشل في أن يبرز الحقيقة في أنهم كانوا يدعمون المعادل للدول الفاشلة، وأنه فقط العمليات المدنية الفعالة والعسكرية بمستطاعها أن تقدم نوعا ما من النصر الدائم - اذا هل كان خيارا واحدا ممكنا حقا. وأيضا كلا الادارتين والى حد ما ارتكبتا نفس الخطأ مفترضتين أن الجهات الفاعلة اﻷخرى داخل العراق وسوريا سيشاركوهما الرغبة المشتركة في اﻷمن واﻻستقرار.
بيوت منقسمه على نفسها
لاحقت ادارة بوش حلم المحافظون الجدد في ان اسقاط صدام ونهاية التاريخ سيقود الى الديمقراطية والقيم العامة في العراق، يبدو ان لدى ادارة اوباما الكثير، ونفس الحلم حول تأثير ال " الربيع العربي في سوريا"، ويبدو انها تأمل من أن المعارضة المعتدلة التي ليس لديها تجربة حقيقية بالسياسية والحكم، او التنمية الذي يجلب نظاما وتقدما لسوريا.
الدرس اﻻساسي من الحروب اﻷهلية البريطانية واﻷمريكية، والثورات الفرنسية والروسية، ومعظم اوربا في ١٨٤٨، وانهيار معظم المحاوﻻت الكولونيالية السابقة في الديمقراطية، تم تجاهلها او نسيانها. ان ضعف المعتدلين وانعدام خبرتهم من دون أسلحة خسروا لصالح المتطرفين المسلحين والمستبدين.
ان حلم بوش في توحيد العراق مع المنفيين الشيعة واجتثاث البعث تجاهل الحقائق حول التوترات السنية والشيعية، واﻷكراد، وحضور ايران واﻷهداف اﻻستراتيجية، واﻷهداف المختلفة للدولة العربية- بما في ذلك كل حلفاء أمريكا. إنها تجاهلت البحث الذاتي واﻷهداف الفعلية للقادة المنخرطين، ولم تطور خطط ومحاولات. عسكرية- مدنية قابلة للتطبيق. حقق صعودها نتائج تكتيكية جيدة الى حد كبير بسبب ان معالجة السنة للقاعدة كان اسوأ مقارنة بمعالجة الحكومة المركزية. في نفس الوقت، افتقرت ادارة بوش الى الرغبة والنفوذ لخلق دولة فعلية، وارتبكت في تقديم المساعدة في محاولة لجعل العراق صورة حقيقية.
حاولت ادارة أوباما الوقوف جانبا في كل من العراق وسوريا، في حين راح الوضع يتدهور في كلا البلدين، وعندما أصبحت داعش تهديدا كبيرا في أواخر 2014، أخذت عملا جديا. ومن ثم اختارت استراتيجية " العراق اوﻻ " بموجبها يحصل العراق على مساعدات عسكرية التي بأمس الحاجة اليها، ولم تجد طريقة عملية لتجسير الانقسامات العميقة بين العرب الشيعة والعرب السنة واﻷكراد؛ وبين القوى والمتطرفين في كل مجموعة؛ وبين زعمائهم المنقسمين وغالبا الفاسدين.
ولم تقدم ادارة اوباما أي تفسير عام ﻷهدافها في العراق؛ وما سيحدث لو تمت هزيمة داعش؛ وكيف يمكن للعراق ان يكون أمنا اذا لم تهزم داعش في سوريا؛ أو ما هو الدور المتوقع ان تلعبه ايران عندما لم تعد بحاجة للقوى الجوية اﻷمريكية واﻷسلحة لتتدفق الى العراق.
لا يوجد قياسات جيدة التي تصف الفوضى الناتجة عن ذلك، لكن التركيز على داعش ﻹقصاء القريب من الجهات الفاعلة الأخرى. يبدو بكونه صغيرا مثل التركيز على مشكلة النمل اﻷبيض في بيت يقيم به كل من هاتفيلد وماك كويز العائلتين المتحاربتين في أمريكا، على اﻷقل العشائر المتعادية اﻷربعة اﻷخرى، وكل أعدائهم. هناك أمل ما ان العراقيين عانوا الى حد كبير اﻵن حيث أنهم لن يعودوا الى القتال الفعلي. لكن العراق أيضا مفلس، و" مرهق" ودائما كان طريقا غير مؤكدة تماما لحل النزاعات.
أما بالنسبة لسوريا، وبصراحة لم تواجه ادارة اوباما تفاقم الفوضى المتزايدة بمسؤولية، التي توجد اﻵن إن كان على المستو ى اﻷمني او المستويات المدنية. لقد اعتمدت على اسطورة القوى المعتدلة السورية المؤثرة، والشخصيات السياسية المعتدلة المختصة بمهام فعلية. وأنها لم تتوجه الى الحقيقة في أن اﻷكثرية الواسعة من المقاتلين المتمردين العرب ضد اﻷسد هم متطرفون اسلاميون وبصلات مع القاعدة. إنها كانت اللارغبة ان أكراد سوريا مقاتلين أشداء، لكن المقاتلين المتمردين العرب ضد اﻷسد هم مقاتلين متطرفين اسلاميين وبروابط مع القاعدة.لكنهم منقسمون وأي شيء اﻻ الوطنيين المعتدلين. ولم تتعامل مع الحقيقة انها تقاتل داعش في شرقي سوريا، لكن معظم سكان سوريا هم في الغرب حيث يكسب اﻷسد اﻵن.
ولم تبدأ اﻻدارة بشرح كيف ان أي وقف ﻹطلاق النار يمكن أن يقود الى حكومة فعلية، والتعامل مع نمو الضغينة والغضب خارج الحرب، والتعامل مع ما يقارب ٥ مليون ﻻجيء وأكثر من ٧ مليون من اﻷشخاص الذين رحلوا الى أماكن داخلية في سوريا، ويِكون اﻵقتصاد فقط بين ٢٠ - ٢٥ % من الحجم اﻷجمالي الذي كان عليه في بداية الحرب اﻷهلية. والعراق مجرد منقسم بعمق ومفلس، سوريا هي فوضى ميؤس منها وسكانها ﻻ أمل واضح لهم باستعادة حياة آمنة. وتشتد المعاناة أسبوعا وراء آخر. كما أنها لم تتعامل وبشكل عام مع حقيقة ان هزيمة داعش في الشرق ربما تنهي يأس الكثيرين من مقاتليها اﻷجانب كأرهابيين بينما ينضم المقاتلين العرب الى المتمردين العرب المتطرفين اﻻسلاميين.
دخول الجهات الفاعلة الخارجية
اﻷسوأ، عراق منقسم وسوريا هما اﻵن جزء من المشكلة. كل من ادارة أوباما البطة العرجاء واﻻدارة الجديدة تواجهان تغيرا استراتيجيا ضخما منذ ان أصبحت داعش عاملا رئيسيا في العراق وسوريا. والى حد بعيد لا تسيطر الولايات المتحدة على المشهد عسكريا ومدنيا.
وبوضوح وسعت ايران من نفوذها في لبنان وسوريا والعراق. وتدخلت تركيا بفاعلية بسوريا، وهي في حرب مع أكرادها، وأختارت الحياد في القتال الكردي في العراق. وأضحت الدول العربية اﻷخرى وبتزايد مؤيده للسنة بدﻻ من " العرب " لكنها فشلت في تأسيس اي قاعدة قوة جدية او اي نفوذ في العراق، وتبدو أكثر محدودية في تسليح المتمردين العرب السوريين بدلا من البحث عن اي نفوذ فعلي لهم.
تماما كما أن هزيمة داعش في المناطق المدنية اﻷساسية مثل الموصل والرقة ربما ينتهي الى خلق مزيج جديد من المتطرفين السنة في سوريا والعراق، وخلق اصطفافات اﻻثنية الداخلية والطائفية في العراق وسوريا، ومن المرجح ان تشهد تورطا تركيا وايرانيا في اللحظة التي تسقط فيها " الخلافة ".
هنا، مسألة اساسية واحدة أنه سيتوجب على الولايات المتحدة ان تتعامل وحلفائها اﻻوربيين، ربما ينظرون الى داعش كتهديد أولي او تركيز استراتيجي للقتال، لكن لا أحد من الدول اﻻقليمية تنظر الى داعش كتهديد أولي. وتم احتواء داعش على مدى عام كامل الى النقطة حيث المسالة اﻻساسية لكل دولة محلية وفصيل وهو ما خدم مصالحها المتعلقة بالدول المتنافسة والفصائل. وكيف يتفاعل هذا مع الصراع اﻷوسع من أجل مستقبل اﻻسلام الذي يبدو اﻵن وعلى نحو متزايد السنة ضد الشيعة والعلويون، والاعتدال والتقليدي ضد التطرف.
ليس من العدل أن نلوم إدارة بوش أو أوباما لافتقارهما لخيارات جيدة- فمثلا تقارير التنمية العربية الخاصة باﻻمم المتحدة- وتحليلات برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي- تشير الى عقد او أكثر قبل الربيع العربي، حيث عانت منطقة الشرق اﻷوسط من ازمة رئيسية بسبب فوضى الحكم والفساد وفشل التنمية والسياسات اﻻقتصادية.
كل حدث منذ انتفاضة عام 2011 جعل هذا الوضع أسوأ، والنفوذ الخارجي العربي والتركي والايراني، يضيف واحدة من المشكلات على المشاكل الموجودة أصلا في العراق وسوريا، في الوقت الذي راحت تتصاعد فيه التوترات بين ايران والمملكة العربية السعودية. وكانت النتيجة النهائية هي انخفاض مضطرد في نفوذ الولايات المتحدة التي نادرا ما كانت تطلب المساعدة من جاستا وزيادة التوترات في الولايات المتحدة، والمناخ السياسي الأوربي الذي يجعل القوة والمساعدة أكثر صعوبة.
الخروج من الحلبة ومطاردة الدب
التغيير الأخير هو روسيا. يوجد هناك أسباب مقنعة للقول: لماذا مسرحية الشتاء ل شكسبير نادرا ما تمت تأديتها؟. مثال سوريا والعراق اللتان تمران بفوضى منفلتة، والأكثر أهمية بالنسبة لاتجاه المرحلة الوحيد- " الخروج من مرحلة مطاردة الدب".
السؤال العملي على الأشهر المتبقية من عمر ادارة أوباما، وفجر الادارة القادمة، هو بالضبط انه سيكون هناك الكثير من الضغط الروسي الذي سيسلط على الولايات المتحدة مقابل الضغط الأمريكي الذي سيسلط على روسيا. وبعبارات صريحة، هناك ثلاث خيارات: ان يطرد الدب الولايات المتحدة من الحلبة، أوتطرد الولايات المتحدة الدب، او ينتهي الصراع بين الولايات المتحدة والدب الى مواجهة مستمرة.
لا يوجد هناك وسيلة حقا نعرف من خلالها كيف ان الكثير من الأمل والثقة التي وضعهما كيري بالوزير لافروف، طالما رفض البيت الأبيض اي شكل من أشكال الأعمال العسكرية الأكثر حسما، ينبغي ان يلعب كيري بيد واحدة التي تم التعامل بها. وما يزال غير واضحا لماذا ادارة اوباما او اي شخص آخر اعتقد ان روسيا سوف تلعب بقواعد الولايات المتحدة او تشاركها نفس الأهداف والقيم.
لا تملك روسيا السبب الموجب الفعلي، الذي يعكس مدى حرصها على داعش في سوريا والعراق، طالما تعهدت الولايات المتحدة بانه سيتم احتواء او هزيمة داعش. من غير الواضح تماما، لماذا شعر بوتين ان القاعدة البحرية في سوريا كانت حاسمة أو لا يمكن الاحتفاظ بها بعد سقوط الأسد. و كان حتى أقل وضوحا، لماذا سيفكر بوتين في الاستقرار بمنطقة الشرق الاوسط، كانت أفضل من تركها تحديا غير مستقرا لولايات المتحدة وأوربا. تعتمد روسيا والى حد كبير على اقتصاد النفط، والتي لديها كل شيء لتكسبه من أي اضطراب في صادرات النفط والغاز في الخليج، حيث رفع الأسعار والطلب على الصادرات الروسية. لا نتيجة في سوريا كانت ستهديء العلاقات في مناطق القلق الرئيسية بالنسبة لبوتين. هيبة روسيا ونفوذها، وسيطرتها على اوكرانيا و " الخارج القريب " علاوة على ذلك، هذا لم يكن لعبة حيث واجهت روسيا " مستنقعاً " ما لم تكن ملتزمة وبقوة.
لم تبد روسيا الكثير من ضبط النفس الانساني في الشيشان أو أوكرانيا، ولم يكن لديها سببا محددا لرؤية أي طرف من المتمردين العرب كحلفاء محتملين. ولا يجب التعاطي مع بوتين في اي شيء مثل بدء "حرب باردة جديدة" عندما تعطي لروسيا مكاسب رئيسية في الحسابات الجيوسياسية للقرن التاسع عشر وتكلفة ومغامرة بالحد الادنى. علاوة على ذلك، فقد ربحت روسيا فعليا وبما فيه الكفاية لتبرير تدخلها في ايلول من عام 2015 – وببساطة من خلال الظهور أنها تتدخل في الشرق الاوسط من دون اي رد فعل أمريكي.
أصبحت روسيا لاعبا رئيسيا مؤقتا في منطقة الشرق اﻻوسط، وانها لم تتلق لغاية اليوم، ما كان عليه سابقا،فالأسد لا يزال يخسر، لا سيما إذا تحتفظ بقاعدتها البحرية، في ظل وقف إطلاق النار أو في ظل صفقة لحل الصراع. وكانت التكاليف العسكرية محدودة، وتستحق الإنفاق، وببساطة لاختبار الأنظمة العسكرية الروسية واكتساب الخبرة التشغيلية.
هذا يضع الولايات المتحدة والادارة الامريكية الجديدة أمام ثلاثة حقائق: الأولى، روسيا منافسا استراتيجيا كبيرا الآن ومن المحتمل أن تبقى هكذا على الأقل طالما بوتين في السلطة. ثانياً، لا يمكن للولايات المتحدة أن تعيد التوازن الى آسيا من دون أوربا او الشرق الاوسط.ثالثاً، باختصار حول المطاردة عن الحلبة، سيتوجب على والولايات المتحدة أن تلعب بيدها الضعيفة في سوريا للحد من نفوذ روسيا واحتوائها.
خيارات الولايات المتحدة وبكل بساطة ليست جيدة. ان عملية تسليح المتمردين العرب بدفاعات جوية متطورة خيار، الا أنه خيار خطير حيث يمكن وبسهولة رؤية هذه الأنظمة منقلبة ضد أهداف غربية. استخدام القوة التعويضية من خلال تسليح اوكرانيا هو خيار آخر. لكن هذا الخيار حيث يُمكن روسيا من التحرك في شرقي اوكرانيا، او الضغط على بولونيا ودول البلطيق، او تزويد ايران بأسلحة متطورة.
اذا كان هناك من مستنقع، إنه حقا ليست روسيا التي تواجه المشكلات الأكبر، حقا روسيا لا تحتاج لنتيجة ايجابية في سوريا او شرق اوسط مستقر. ربما تكون النتيجة ميراث حيث يرث الرئيس القادم ميراث معقد في كل من سوريا والعراق، وتتحرك اللعبة الكبرى الجديدة في وسط وجنوب آسيا الى الشرق الأوسط. والحقيقة الغير مفضلة هي ان الدب ليس بامكانه طرد الولايات المتحدة من الحلبة.
انطوني كورديسمان- CSIS: ترجمة كريم العكاري- السوري الجديد
↧