باتت شركات الفضاء تستخدم مجموعات كبيرة من الأقمار الاصطناعية لإدارة كل شيء تقريباً، بدءاً من الأضرار الناجمة عن الفيضانات، وصولاً إلى حصد المحاصيل، بدقة أكبر من ذي قبل بشكل كبير.
وبدأت جهود اكتشاف العلامات الموجودة على الأرض من خلال الأقمار الاصطناعية عبر برنامج «لاند سات» عام 1973. ويوجد في البرنامج حاليا قمران اصطناعيان يعملان على تصوير سطح الأرض كاملاً كل 16 يوماً. والقرار جيد بما فيه الكفاية بحيث يمكن التقاط صور رئيسية كبيرة للطرقات العامة، وليس للبيوت المفردة.
معلومات دقيقة
وحالياً تقوم الأقمار الاصطناعية بتزويدنا بمعلومات هائلة عن الأرض. والفضل في ذلك يعود إلى شركات خاصة مثل «سبيس إكس» التي أصبحت تكلفة إطلاق أقمارها الاصطناعية أقل مما كانت عليه الحال في السابق. إلا أن الإنجاز الحقيقي في هذا المجال هو في قدرات الكمبيوتر التحليلية التي يمكن أن تدخل على الصورة.
التطورات التي أدخلت على أجهزة الكمبيوتر مكنتنا من تقديم تحليلات عالية جداً للصور الموجودة على سطح الأرض للحصول على رؤى غير متوقعة عن الأرض والتغيرات التي تطرأ عليها. وعلى سبيل المثال يقدم البرنامج الذي تقوده «تيرا بيلا» لمستخدميه وجهات نظر عن كيفية استخدام البرامج المختلفة وتقييم الأضرار الناجمة عن الفيضانات. وبالإضافة إلى ذلك يتم توفير بيانات عن طريقة تطوير المشاريع. وتستخدم شركات أخرى مجموعة كبيرة من الأقمار الاصطناعية للبحث عن مواقع دفن النفايات التي قد تكون مربحة بالنسبة إلى الكثيرين.
وتقدم شركة «أسترو ديجيتال» المعتمدة على «مركز ناسا البحثي المسلح» في ماونتن فيو في كاليفورنيا، إنتاجا مماثلا، ولكنه يركز أيضا على إدارة الأراضي الزراعية، بشكل يسمح للمزارعين بإدارة محاصيلهم عن بعد يصل إلى مئات آلاف الكيلومترات.
وقال برونوين أغريوس من الجمعية الفلكية الرقمية الأميركية: «الأمر يتعلق بتطوير أدوات تصدر حجما كبيرا من البيانات». وخلال ثلاثة أشهر ستطلق أول أقمار اصطناعية من نوعها موضوعة على صواريخ «سبيس إكس» من القاعدة الجوية فاندنبيرغ بالقرب من لوموك في كاليفورنيا. وتمتلك الشركة 30 قمرا اصطناعيا تدور بمعدل 650 كيلومترا فوق سطح الأرض.
وأوضح أغريوس: «الأمر كله يعنى بتطوير أدوات للحصول على بيانات أدق وليس من أجل ابتكار الخرائط أو التقاط صور جميلة».
صور يومية محدثة
وستلتقط ثلث هذه الأقمار الاصطناعية صورا بشكل يومي تقريبا، بمعدل بكسل واحد لكل 22 مترا مكعبا لكوكب الأرض. وستلتقط بقية الأقمار الاصطناعية صورا أوضح بتسع مرات كل ثلاثة أو أربعة أيام. المجموعة الأولى ستعرف على نحو واسع التغيرات التي تحدث. وستعمل المجسات على التدقيق بدرجة أكبر لتحديد حجم التغيرات الحاصلة على كوكب الأرض وكيفية حدوثها.
ومع إطلاق الأقمار الاصطناعية عملت شركة «أسترو ديجيتال» على تحسين منصات معالجة الصور. ولاختبار النظام القائم على ذلك فإنها تستخدم البيانات الآتية من الأقمار الاصطناعية مثل لاند سات. وتمكنت الشركة من التحكم بالصور المعالجة. وعلى سبيل المثال تستخدم البرامج التي طورت بيانات حرة من الأقمار الاصطناعية العامة.
وتركز الشركة بشكل أساسي على إجراء مسح للأرض الزراعية في جنوب إفريقيا لتصبح جاهزة لمساعدة المزارعين لإعداد معدات شركة «أسترو» الرقمية.
وتتطلع شركة شانتال يزبك الأميركية والفريق العامل معها إلى استخدام الطائرات الموجهة عن بعد كوسيلة لإدارة الأراضي الزراعية، ولكنها قررت، أخيرا، تدريب الطيارين والإسهام في الحفاظ على الطائرات. وبدلاً من امتلاك عدد قليل من الطائرات الموجهة عن بعد لمراقبة مختلف المناطق على سطح الأرض، سيتم استخدام الأقمار الاصطناعية عوضاً عن ذلك.
وقريبا ستكون هذه الأقمار الاصطناعية مصدرا كبيرا للبيانات. وعوضا عن شراء الصور التقليدية عن سطح الأرض، فإن الأشخاص المعنيين سيشاركون في تغذية تدفق البيانات.
تفاصيل
المزارعون عليهم معرفة كل التفاصيل وبدرجة معمقة من خلال الأقمار الاصطناعية، ويحتاج المزارعون إلى بيانات محدثة كل بضعة أيام، كما يحتاجون إلى صور مقطعية كل 16 يوما تقريبا.
وقال أسترو إن البيانات سترسل جميع صورها الرقمية إلى الأرض لمعالجتها. وتخطط الشركة لبدء معالجة البيانات المتوفرة في مجال نقل البيانات. ولا يحتاج الأمر إلى إرسال البيانات إلى الأرض، وهو ما سيعمل على التقاط عدد أكبر من الصور المفصلة بما فيها التي تحتوي على بيانات من أطوال ضوئية مختلفة مثل الأشعة تحت الحمراء.
المصدر: البيان
↧