وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين ما يحدث في حلب بالمجزرة، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى التحرك فورا لوقف العنف في سوريا، ومنع قصف المستشفيات ومواقع المدنيين.
وفي إفادته لأعضاء مجلس الأمن في جلسة حول مدينة حلب التي تشهد تصعيدا من قبل النظام السوري وروسيا، قال أوبراين إن حلب خاصة شرقي المدينة تحول إلى مجزرة، حيث قتل أكثر من أربعمئة من المدنيين وأصيب نحو ألفين آخرين منذ الشهر الماضي.
وقال المسؤول الأممي إن "روسيا والنظام السوري يواصلان قصف المستشفيات بينما يستخدم جميع أطراف النزاع الاحتياجات الإنسانية ورقة ضغط بهدف المساومة". مشيرا إلى أن رسالة روسيا ونظام الأسد للمدنيين شرقي حلب واضحة، وهي إما المغادرة أو الموت، على حد تعبيره.
وأكد أوبراين أن مجلس الأمن باستطاعته وقف العنف، وإذا لم يفعل ذلك "فلن يكون هناك شعب سوري، والعار سوف يلاحقنا جميعا", ودعا أعضاء المجلس الذين لديهم معدات عسكرية في سوريا إلى وقف القتال والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين في حلب.
وتعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة المعارضة، حصارا بريا كاملا من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي منذ أكثر من شهر، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية؛ ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني فيه.
قصف المستشفيات وأثارت الإفادة الشهرية من جانب أوبراين لمجلس الأمن الذي يضم 15 عضوا بشأن وضع المساعدات الإنسانية في سوريا تراشقا غاضبا بين روسيا من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى.
وقالت مندوبة الولايات المتحدة سامنثا باور إن هناك منشورا أسقطته الطائرات الروسية على حلب يقول "هذا أملكم الأخير، إن لم تتركوا مواقعكم فسوف تتعرضون للإبادة، فالجميع تخلى عنكم".
وانتقدت باور روسيا بشدة، مشيرة إلى أنها تهدد بإبادة المدنيين في حلب وتضرب المستشفيات بأسلحة مصممة لاستهداف الناس وهم في الملاجئ، ثم تدعي القيام بالعمل إنساني هناك.
من جهته، نفى مندوب روسيا الدائم لدى المنظمة فيتالي تشوركين أن تكون الطائرات الروسية ألقت منشورات على شرق حلب، تحدثت عنها باور في الجلسة.
ووصف تشوركين تصريحات أوبراين بأنها "متغطرسة" وانتقده لعدم حديثه عن وقف روسيا الضربات الجوية على حلب، قائلا "عليك أن تقدم لنا حقائق، أما إفادتك، التي أخبرتنا فيتعين عليك ادخارها لرواية تكتبها في يومِ ما".
وعلى صعيد متصل حث الاتحاد البرلماني الدولي الأربعاء أطراف الأزمة في سوريا على العمل من أجل "فتح ممرات إنسانية" للمحاصرين هناك، وحث جميع أطراف النزاع في سوريا على "إعادة تنفيذ وقف إطلاق النار، وضمان سلامة وحرية تنقل العاملين في المجال الإنساني.
وقد أدى قصف الطائرات الروسية والسورية المستمر للمستشفيات الميدانية في مدينة حلب إلى توقفها عن العمل، وهو ما بات ينذر بوقوع كارثة صحية في المدينة المحاصرة، خصوصا مع نقص الطواقم الطبية.
واستهدفت الطائرات الروسية مؤخرا مستشفى الصاخور الجراحي بصواريخِ ارتجاجية وعنقودية، بينما قَصَفته طائرات سورية ببراميلِ متفجرة وصواريخ فراغية وغاز الكلور.
المصدر: الجزيرة نت