لندن ـ «القدس العربي»: ابتكرت شركة «غوغل» العالمية كمبيوتراً لوحياً عملاقاً يعمل باللمس ويمكن أن يحل بديلاً عن الألواح التقليدية التي يتم استخدامها في المدارس، ما يعني أنه قد يُغير مستقبل العملية التعليمية في مدارس العالم بشكل كامل، فضلاً عن أن الكمبيوتر اللوحي العملاق يمكن أن يتم استخدامه في الشركات وغُرف الاجتماعات وفي صالات العرض.
وأطلقت «غوغل» على ابتكارها الجديد اسم «جام بورد» وهو يدل على أنَّ الهدف من الجهاز الجديد هو أن يحل بديلاً عن اللوح الأبيض الكبير الذي يتم استخدامه في غرف الاجتماعات ولدى الشركات وفي المدارس والغرف الصفية.
والكمبيوتر الجديد العملاق يعمل باللمس ويبلغ حجم شاشته 55 إنشاً، ويتضمن شاشة عالية الجودة والدقة، كما أن لدى الشاشة القدرة على التمييز بين اليد التي ترغب بالضغط على الشاشة كبديل عن «الماوس» وبين من يقوم بالطباعة بإصبعه باستخدام اللمس.
وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية إنَّ شركة «غوغل» طرحت جهازها الجديد على عدد من الشركات قبل أيام للتجربة، وذلك تمهيداً لطرحه في الأسواق العام المقبل، وسط توقعات بأن يحلّ الجهاز الجديد بديلاً عن الألواح التقليدية البيضاء التي يتم استخدامها في المدارس والشركات.
وحسب المواصفات التي أعلنت عنها «غوغل» فانه من الممكن استخدام الأصبع أو الهاتف المحمول الذكي أو الكمبيوتر اللوحي الصغير من أجل التحكم في الكمبيوتر كبير الحجم، وهو ما يعني أن من الممكن التحكم فيه بوسائل عديدة تجعل من ذلك أمراً سهلاً. ويُتيح الكمبيوتر الجديد أيضاً تخزين الوثائق والملفات على «غوغل» درايف، وهو نظام التخزين السحابي الذي تملكه «غوغل»، بما يُتيح استدعاء الملفات من أي مكان في العالم.
ويبلغ ثمن جهاز «غوغل» الجديد ستة آلاف دولار، على أنه يتوجب لاستخدام هذا الجهاز أن يكون ثمة حساب إيميل على «غوغل» فعال من أجل تشغيل الجهاز والتطبيقات الموجودة فيه وتثبيت مزيد من التطبيقات.
وتقول «دايلي ميل» إنَّ الجهاز العملاق الجديد يستطيع تشغيل كافة التطبيقات التي يمكن تشغيلها على الهواتف الذكية العاملة بنظام «آندرويد» أو الكمبيوترات اللوحية التقليدية، كما أنه يمكن أن يتوافق مع الهواتف والكمبيوترات اللوحية التي تنتجها شركة «آبل» والتي تعمل بنظام «آي أو أس» لكنه لا يتعرف على نظام «وندوز» الذي تنتجه شركة «مايكروسوفت» الأمريكية العملاقة والذي لا يزال يُعتبر نظام التشغيل الأوسع انتشاراً في العالم.
وكان ظهور الكمبيوترات اللوحية قبل عدة سنوات قد أحدث ثورة في مجال التعليم على مستوى العالم، حيث بدأت الكثير من المدارس والمعاهد والجامعات باستخدام الكمبيوترات اللوحية في العمليات التعليمية، كما أن الكثير من المؤسسات التعليمية طرحت تطبيقات خاصة بها لطلبتها يتم تحميلها على الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية.
ويتوقع أن يشكل الكمبيوتر اللوحي الكبير قفزة جديدة في مجال التعليم مستقبلاً، إذ من المتوقع أن يحل بديلاً عن الألواح البيضاء التقليدية التي يستخدمها المعلمون في الغرف الصفية بالمدارس، كما أنه من الممكن أن يتحول إلى وسيلة تعليم بالغة الأهمية إذا ما تمت إضافة التطبيقات اللازمة له، وتم تزويده بالأدوات التي يستفيد منها الطلبة.
وحسب موقع «الأكاديميون السعوديون» فإن «معظم الأبحاث المنشورة تبين الفوائد التي تجنيها الفصول الدراسية من خلال استخدام تقنية الأجهزة اللوحية، لكن قيود الميزانية التعليمية قد تحد من تحقيق هذه الفوائد المرجوة».
ويقول الموقع في تقرير له إن «تحقيق المنفعة التعليمية من تطبيق هذه التقنية باستخدام أقل التكاليف لم يعد أمراً مستحيلاً، حيث أن جهازا لوحيا واحدا مثل الآيباد في الغرفة الصفية يمكنه إنجاز الكثير من الأفكار مثل: العمل مع مجموعات صغيرة، وذلك بتقسيم الطلاب في مجموعات صغيرة، كل مجموعة تنجز جزءا مختلفا من مشروع جماعي. وكذلك الاستفادة من السبورة التفاعلية أو تلفزيون «آبل» وذلك من خلال ربط جهاز الآيباد بالسبورة التفاعلية أو بجهاز تلفزيون أبل، وهو ما يُمكّن المعلم من الحصول على شاشة أكبر وبالتالي إشراك عدد كبير من طلبة الفصل في مشاهدة فيلم وثائقي، والمشاركة الجماعية في حل مسائل حسابية أو إتمام مراحل ألعاب تعليمية، وهو الأمر ذاته الذي بات تنفيذه مع كمبيوتر «غوغل» العملاق أمراً بالغ السهولة.
كما يشر التقرير إلى أن من الممكن استخدام أدوات إنتاج الوسائط المتعددة في جهاز الكمبيوتر اللوحي، كأن يتم إنتاج الصور والأفلام القصيرة وتسجيل الصوتيات بما يُثري الدروس التعليمية ويبتكر نشاطات جديدة للطلبة.
كما أن دخول الكمبيوترات اللوحية على العملية التعليمية أضاف لوقت الدرس متعة واستفادة، إضافة استخدام مبدأ «أحضر جهازك الشخصي» وذلك من خلال السماح للطلبة بإحضار أجهزتهم اللوحية الخاصة بهم إلى الدرس سيسمح لعدد أكبر من الطلاب الانتفاع من هذه التقنية، إضافة إلى تمكين تطبيق التطبيقات التي تسمح باتصال أكثر من جهاز ببعضهم ليفعل التواصل بين الطلاب ومعلمهم وبين الطلاب أنفسهم.
المصدر: القدس العربي