تؤدي السيدة الأولى خلال تولي زوجها رئاسة الجمهورية دوراً في مؤازرته وتحسين صورته، محاولة قدر الإمكان استغلال منصبها في الظهور وتسجيل الإنجازات. اتجهت أغلبية زوجات رؤساء الجمهورية إلى العمل الاجتماعي، رغم أن بعضهن قد أدين أدواراً سياسية مهمة في فترات معينة، تركت بصمتها في الحياة السياسية اللبنانية.
زلفا شمعون أطلّت زلفا شمعون على الحياة العامة في السابعة والعشرين من العمر، وأعطت الفن والتراث اللبنانيين حيزاً واسعاً من نشاطها. منذ دخولها قصر الرئاسة، وسّعت اهتمامها بالفنون على اختلافها وازدهرت في عهدها الفنون التشكيلية والمسرحية، كما افتتحت في أيامها أولى المهرجانات في بعلبك. شمعون الحائزة على إجازة في الفنون الجميلة، حوّلت الطابق العلوي من قصر القنطاري الرئاسي إلى مشغل للخياطة وذلك من أجل "ابتكار الملابس الفولكلوريّة". اهتمت كذلك بإعداد ملابسها بنفسها، ودائماً ما تذكر عنها قصة تحويلها "طقم" عتيق للرئيس كميل شمعون إلى "تايّور" لها. عرفت شمعون بأعمالها الخيرية، وقد أسست في العام 1958 "الجمعية اللبنانية لإغاثة الضرير" التي رفضت أن تحمل اسمها. تقول شمعون في تبرير هذا الرفض: "لا أريد أن يتأثر هذا المشروع بخلافة الرؤساء وخلافاتهم". وبالفعل استطاع المشروع الاستمرار بعد انتهاء ولاية شمعون الرئاسية.
.نينا طراد- حلو هي أوّل محامية عرفها لبنان. مارست المهنة في مكتب عمها الرئيس بترو طراد، أحد رؤساء ما قبل الاستقلال، وعملت مع الرئيس شارل حلو في مكتب واحد قبل توليه رئاسة الجمهورية. اهتمت نينا طراد بالشؤون الثقافية، حيث ترأست أول جمعية للسيدات الجامعيات. وأثناء تولي الرئيس حلو سدة الرئاسة، اتجهت اهتماماتها إلى رعاية المؤسسات الخيرية والإنسانية، خصوصاً الصليب الأحمر اللبناني. كذلك، حرصت على إكمال وإنجاز قصر الرئاسة في بعبدا، وعلى توسيع وترميم قصر بيت الدين "بما يتناسب مع أهميته السياحية والأثرية والتاريخية".
صولانج الجميل عاشت عشرين يوماً كسيدة أولى فقط، قبل اغتيال زوجها بشير الجميل الذي انتخب رئيساً للجمهورية في العام 1982. لكن الجميل كانت منخرطة في العمل السياسي منذ أن كانت في الخامسة عشرة من عمرها عندما انتسبت إلى حزب الكتائب، كونها ابنة الجراح لويس توتنجي أحد مؤسسي الحزب. زُكيت الجميل نائباً في البرلمان اللبناني عن المقعد الماروني في دائرة بيروت الأولى بدورة انتخابات العام 2005.
جويس الجميّل يعرف عن جويس الجميل تأثيرها القوي على زوجها الرئيس الأسبق أمين الجميل، وهي حاضرة في كواليس معظم مقابلاته. كذلك يعرف عنها دورها القوي في كل ما يتعلّق بحزب الكتائب وإشرافها على مؤتمراته وموازناته ومختلف قراراته السياسية والتنظيمية.
.
.نائلة معوّض لم يتسنَّ لنائلة معوّض مباشرة أي مهمات كسيدة أولى، ذلك أن زوجها الرئيس رينيه معوّض لم "يحكم" سوى 17 يوماً وهي الفترة التي فصلت بين تنصيبه كرئيس للجمهورية في 5 تشرين تشرين الثاني من عام 1989 واغتياله في عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني من السنة نفسها. حاولت معوّض إقناع زوجها بعدم الذهاب لحضور مراسم الاحتفال بعيد الاستقلال بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة، لكنه لم يستجب لها وكان اغتياله. بعد ذلك، دخلت معوّض عالم السياسة وعيّنت نائباً بمرسوم في العام 1989 لتخلف زوجها في المقعد الماروني في زغرتا، وانتخبت عن المقعد ذاته في الدورات النيابية الثلاث 1992، 1996 و2000.
.
منى الهراوي اهتمّت منى الهراوي، زوجة الرئيس الياس الهراوي، بمجالات عديدة ومتنوعة تتعلّق بالتربية والتعليم والصحة وحقوق المرأة. هي مؤسسة ورئيسة "مركز الرعاية الدائمة المتخصّص في علاج الأطفال المصابين بالتلاسيميا والسكّري" (نوع أول)، في العام 1993، ومؤسسة ورئيسة "المؤسسة الوطنية للتراث" منذ العام 1996، بالإضافة إلى مناصب عديدة أخرى. ومن أبرز إنجازاتها ترميم نصب موقع نهر الكلب الأثري والإسهام من خلال المؤسسة الوطنية للتراث في ٳعادة تأهيل المتحف الوطني في بيروت.
أندريه لحود بالإضافة إلى نشاطها في الأعمال الخيرية وحقوق المرأة، ارتكز اهتمام أندريه لحّود، زوجة الرئيس الأسبق إميل لحود، على شؤون رعاية الطفل، حيث ترأس منذ العام 1999 "جمعية عناية ورعاية شؤون الطفولة".
وفاء سليمان كما معظم السيدات الأول، ركّزت وفاء سليمان على القضايا والشؤون الاجتماعية وحقوق المرأة وحماية التراث. أنشأت مؤسسة للرعاية الصحية والاجتماعية تحمل اسم "يدنا". وكانت باكورة مشاريعها "مركز صحة قلب المرأة"، الذي يهدف إلى الإرتقاء بصحة المرأة القلبية والتخفيف من وطأة أمراض القلب والأوعية الدموية.
المصدر: المدن - فاطمة نصر
↧