خطير، نعم خطير جدا ما حدث منذ يومين في أقبو بولاية بجاية، والطريقة التي تم بها تعنيف شاب من طرف حشود الغاضبين بتهمة السرقة.
خطير أيضا منظر الصورة التي نشروها له معلقا من رجليه بعدما نهش لحمه وعوقب عقوبة كادت أن تودي بحياته.
ألهذا الحد انفلتت الأمور، المواطنون يقومون بأنفسهم بمحاكمة اللصوص، بعيدا عن العدالة التي يبدو أن لا أحدا صار يثق في حكمها؟
خطير لما تصبح الغوغاء هي من تتحكم في الشارع، وتنصب المشانق لأدنى التهم.
لا أبرّئ الضحية من تهمة السرقة، لكن العدالة وحدها مخولة لتقييم الجرم الذي قام به الرجل، وتسليط العقوبة القانونية على المتهم الذي يجب أن يستفيد من خدمة الدفاع، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته وعقوبة السرقة ليست القتل، وإلا لكانت المقابر لا تكفي لكل اللصوص الذين نهبوا البلاد على كل المستويات.
أين كانت الشرطة وقتها، ولماذا تركت الجماهير الهائجة تفعل بالشخص ما فعلت؟ أم أن هناك من يريد للنار أن تشتعل وتلهب، ليس فقط منطقة القبائل، بل البلاد كلها.
أهذا هو ”القصاص” الذي كانت بعض الصحف تطالب به لمعاقبة مختطفي الأطفال؟
أمن أجل نشر صور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والتفاخر بشجاعة أبناء المنطقة، كاد أن يذهب شخص ضحية بتهمة كان لابد من التحقيق فيها أولا من قبل العدالة.
مهما كانت نقائص العدالة، ومهما كانت نقائص المؤسسات الأمنية، ليس من حق أحد أن ينصب نفسه حاكما على اللصوص وينفذ أحكامه بالطريقة البشعة التي رأيناها عبر صور الجريمة، والتي زاد من بشاعتها المتفرجون الذين لم يحركوا ساكنا لمنع جريمة كهذه، بل منهم من كان يتفاخر على صفحات التواصل الاجتماعي بما فعله أبناء آقبو.
حادثة آقبو لا تقل بشاعة عن جريمة اختطاف الطفلة نهال، التي هزت منطقة القبائل الصائفة الماضية، وإن كان قتلة نهال مجموعة نفذت جريمتها في الخفاء فإن جماهير آقبو التي حضرت وتفرجت على الواقعة، كلها تتحمل مسؤولية عدم تقديم المساعدة لشخص في خطر.
إذا كانت الدولة نفسها امتنعت عن تنفيذ عقوبة الإعدام في حق مجرمين كبار، فكيف لمواطنين أن يفعلوا ذلك لجريمة لا تستحق هذا النوع من العقاب؟
ما هو أخطر من الحادثة، هو الفرحون بما فعله أبناء آقبو، لأنه حسبهم هذا هو العقاب الذي يستحقه هذا ”اللص” ليكون عبرة للآخرين. وماذا عن اللصوص الآخرين؟
https://www.youtube.com/watch?v=NzMWNYUAsEQ