أوردت صحف بريطانية أن سكان حلب يستعدون لهجوم جوي روسي شامل عقب انتهاء فترة إنذار موسكو لهم وللمسلحين هناك للاستسلام، وحشد القوات الروسية سفنها وغواصاتها على الساحل السوري استعدادا لهذا الهجوم، بعد أن هددت بتسوية ما تبقى من حلب الشرقية بالأرض.
ويتوقع سكان حلب الشرقية -حيث يوجد نحو 275 ألف مدني، وثمانية آلاف مسلح محاصرين بقوات الحكومة السورية ويعانون من شح الطعام والأدوية- أن تستأنف روسيا والنظام السوري قصفهما في أي لحظة.
"المقاتلات الروسية ستحول حلب الشرقية إلى جحيم مرة أخرى، وستقول إنها عرضت علينا المغادرة، ولأننا لم نغادر، فجميعنا إرهابيون ونستحق الموت"، هذا ما قاله مدرس اللغة الإنجليزية عبد الكافي الحمدو لصحيفة التلغراف.
حشد روسي ضخم وكانت حاملة الطائرات الروسية الوحيدة الأدميرال كوزنتسوف وصلت قرب الساحل السوري الأسبوع المنصرم، ويُتوقع أن تشارك طائراتها في قصف حلب الشرقية.
وأوردت غارديان البريطانية أن الفرقاطة الروسية الأدميرال غريغوروفيتش وثلاث غواصات وجميعها مسلحة بصواريخ كروز "كاليبر المجنحة" المخيفة، عبرت مضيق البوسفور متوجهة إلى شرق المتوسط في تطور ينذر بالشؤم لسكان حلب.
وأكدت صحيفة التلغراف أنها شاهدت قافلة تضم عشرات الجنود الروس ينقلون أسلحة ثقيلة إلى حلب الغربية عبر بلدة الراموسة (جنوب المدينة).
قيادة روسية ونقلت الصحيفة عن ضابط سوري قوله إن الروس سيقودون الهجوم على حلب الشرقية وسيشكلون أكثر من 80% من القوات المهاجمة، وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد الجنود الروس في سوريا يبلغ أكثر من خمسة آلاف.
ويؤكد المراقبون أن الجيش السوري يعتمد بكثافة على القوة الجوية الروسية وآلاف المقاتلين من إيران والعراق وأفغانستان وحزب الله الشيعي اللبناني.
وفي هذه الأثناء، يستمر مقاتلو المعارضة السورية في المناطق الريفية حول حلب في محاولاتهم لكسر الحصار وفتح خط لإمداد حلب الشرقية المحاصرة منذ الصيف الماضي.
بالونات هيدروجينية وسيلجأ مقاتلو المعارضة إلى استخدام بالونات الأطفال المملوءة بالهيدروجين والمحتوية على متفجرات صغيرة كبديل لعدم امتلاكهم أسلحة مضادة للطائرات، وبدأت المعارضة بالفعل إطلاق مجموعات من هذه البالونات في سماء حلب الشرقية على أمل أن تمتصها المقاتلات المهاجمة إلى داخل ماكيناتها لتتسبب في تفجيرها.
وتعتقد واشنطن ولندن بشكل متزايد أن تبدأ موسكو هجومها الشامل السبت أو الأحد أو بداية الأسبوع مستفيدة من فرصة الانتخابات الأميركية الثلاثاء الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وغياب أي إرادة للوقوف عسكريا ضد الهجوم الروسي.
وناشد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون موسكو وقف حملتها على حلب الشرقية، واصفا حال المدينة بأنه مرعب إلى أقصى حد، مشيرا إلى أن هذه الحملة لا علاقة لها بمكافحة "الإرهاب"، بل بحماية "نظام الأسد مصاص الدماء".
كسر الحصار ونقلت صحيفة غارديان عن بعض مواطني حلب الشرقية أن السكان مهتمون الآن بكسر الحصار وتوفير المعونات أكثر من اهتمامهم بالقصف المتوقع "لأن القصف لن يفعل بهذا الجزء من المدينة أكثر مما فُعل بها من قبل"؛ فجميع المباني مدمرة تقريبا، وكل الشوارع والطرقات مغلقة بحطام المباني المهدمة ولم يعد الناس يهتمون بدمار المباني.
وظلت المعارضة السورية المسلحة تقصف حلب الغربية أكثر من أسبوع، وتسبب قصفها في مقتل عشرات المدنيين، الأمر الذي دفع الأمم إلى تحذيرها من أن نيرانها التي لا تميّز بين عسكريين ومدنيين ربما تُعدّ جرائم حرب.
وكانت المقاتلات السورية والروسية توقفت عن قصف حلب الشرقية في الأسبوعين الماضيين، وفتحت أمس الجمعة عددا من الممرات الإنسانية لعشر ساعات للسماح بخروج المدنيين والمسلحين منها، وأعدت حافلات خضراء اللون انتظرت عند نهاية هذه الممرات لنقل المغادرين، لكن لا أحد من سكان حلب استجاب لدعوة الخروج.
المصدر: الجزيرة نت