شهدت مدينة لونن بولاية شمال الراين فستفالن في ألمانيا، مساء أول من أمس (الأربعاء)، مأساة أسرية، بعد أن أقدمت امرأة سورية لاجئة على قتل طفليها طعناً بسكين مطبخ ثم أصابت نفسها بجراح بالغة، محاوِلةً الانتحار.
وشاهدت الشرطة عند وصولها الأب مع طفليه: (جينا) تبلغ من العمر ٤ أعوام و(حامد) في عامه الأول، إلا أنهما كانا ميتين، فيما كان شقيق الأب متواجداً مع طفل رضيع في الشقة.
ولم تكن الأم “أميرة. هـ” (٢٨ عاماً)، التي تم نقلها للعلاج في المشفى وأجريت لها عملية جراحية، جاهزةً لاستجواب الشرطة في البداية، إلا أنها اعترفت بعد ظهر أمس بقتلها طفليها، مرجِعةً دافعها لفعل ذلك إلى “خلافات من نمط أسري”، حسبما نقل موقع رور ناخريشتن عن المدعي العام يورغ شوتل – غوبل.
وكان الأب قد حمّل زوجته، منذ ليلة الجريمة، مسؤولية ما حدث. وتم استجواب الزوج وأخيه كشهود قبل أن يُطلَق سراحهما، ولم تعتبرهما السلطات من المشتبه فيهما.
وأوضح شوتل غوبل أن الطفلة الرضيع لم تصب بأذى؛ لأنها لم تكن موجودة في غرفة النوم التي كان الطفلان الضحيتان نائميْن فيها وقت الحادثة.
وقدم المدعي العام، يوم (الجمعة)، طلب لإصدار أمر اعتقال بحق الزوجة، بتهمة القتل على الأرجح، على أن يقرر قاضي التحقيق بعدها أمر بقائها محتجزةً.
وأكد غوبل ظهر أمس أن عملية تشريح الجثتين قد انتهت، وكانت النتيجة “الوفاة عبر عدة طعنات سكين”، مشيراً إلى أن الأم استخدمت فيما يبدو سكين مطبخ للطعن.
وتم إبلاغ الشرطة وعمال الإطفاء للحضور إلى المكان على الساعة التاسعة من أول من أمس (الأربعاء). وكانت العائلة السورية قد حصلت على حق اللجوء، وانتقلت من ولاية بايرن إلى مدينة لونن منذ قرابة 6 أشهر.
وكان السكان في الحي الذي شهد الجريمة متأثرين للغاية بما وقع، خاصة أن الطفلة، البالغة من العمر ٤ أعوام، كانت تلعب كثيراً خارج البيت مع أطفالهم، حيث وضعوا شموعاً أمام باب البناء تعبيراً عن حزنهم عليهما.
وقال بعض الجيران إنه كثيراً ما شهدت شقة العائلة السورية شجاراً وصياحاً.
وأجرى موقع صحيفة بيلد لقاء مع إحدى الجارات “ريتا م” التي كانت شاهدة على ما حدث، وقالت إنها كانت تسمع صرخات الأب اليائسة يليها صمت، وتستغرب لِم لا يبكي الأطفال هذه المرة، قبل أن تذهب لمنزل الجيران وتكتشف المشهد المروع.
وأجرت الشرطة المختصة بجرائم القتل، استجواباً دام ساعات مع “ريتا م”. وكانت السيدة، البالغة من العمر ٤٨ عاماً، تتجول مع كلبها، وعندما وصلت للمنزل سمعت صرخات الأب في الشقة المجاورة وعلمت أن شيئاً ما يحدث.
وبعد أن أبلغت فرق الإنقاذ للقدوم، نزلت من شقتها لتصادف جارة، وتسألها عن الأطفال، فردت الأخيرة: “انظري في الشقة”. وتقول “ريتا” إنه لم يكن يتوجب عليها الدخول؛ إذ شاهدت الطفل الميت على سرير صغير، ثم وقع نظرها على الحمام عبر بابه المفتوح، وكانت الأرضية مغطاة بالكامل بالدماء، فعادت مصابة بدوار للخلف خارجة من المنزل.
وأكدت “ريتا” أنه لم يسبق أن كانت الأم وأطفالها معاً خارج المنزل، وكان الأطفال يبكون باستمرار، وأنها كانت تشعر بالأسى على الأخوين الأكبرين؛ إذ كانا لطيفين للغاية، وقامت بإهدائهما كيسين من الألعاب.
وأكدت الجارة أنها لن تنسى صورهما وهما ميتان، وأنها لم يُغلق لها جفن تلك الليلة، وهي تتساءل كيف يمكن للمرء أن يفعل شيئاً كهذا بأطفاله.
وقال عمدة المدينة يورغن كلاينه فراونس معلقاً على الحادثة: “إنها مأساة مروعة وغير معقولة. أعتقد أنها تجعلنا جميعاً في المدينة حزينين وغاضبين؛ لأن المعنيين بها هم الضعفاء والعاجزون”.
↧