نجاح جديد يحققه اللاجئون السوريون في قارة أوروبا، ولكن هذه المرة في مجال الرياضة، حيث انطلقت أول أمس بطولة ألمانيا السنوية للإنقاذ التي أُقيمت في مدينة Moers، وشارك فيها السباح السوري ماهر قرقور للسنة الثانية على التوالي بفئة الماسترز بعمر ٤٠ - ٤٥ سنة، ودخل قرقور البطولة عبر فريق مدينة دورتموند التي يقيم فيها.
واستطاع السباح السوري إحراز ٤ ميداليات لهذه السنة، هي: ذهبية ٥٠ متر فراشة بزمن وقدره ٢٩.٢٦ ثانية، وفضية ١٠٠ متر "بودي ماسترز" بزمن وقدره ١.٢٦ دقيقة و ستة و عشرون ثانية، وسباق بودي ماستر هو عبارة عن ٢٥ متر سباحة تحت الماء من ثم ٥٠ متر سباحة حرة ، ثم ٢٥ متر سباحة مع سحب دمية.
الميدالية الثالثة التي نالها ماهر قرقور هي برونزية ٥٠ متر سباحة حرة بزمن ٢٨.٠٠ ثانية، أما الميدالية الرابعة والأخيرة كانت أيضا برونزية، عن ١٠٠ متر سباحة متنوع بزمن ١.١٦ دقيقة و ستة عشر ثانية .
يرى ماهر أن هوايته الرياضية كانت ومازالت عاملا مهما له للتأقلم مع مجتمع غربي جديد عليه، ويقول لأورينت نت: "كوني سباح سابق عملت بمجال الرياضة معظم حياتي، حاولت إيجاد عمل بنفس خبرتي لكي لا يكون هنالك عائق أمامي كاللغة أو الاندماج، و أي رياضي تكون سعادته بممارسة هوايته، وجدت عمل كمنقذ في مسبح قريب بالمدينة المتواجد فيها السنة الماضية، وعلمت بأن بطولة ستقام بمدينة ميونخ بعد فترة قريبة ، قررت المشاركة رغم ضيق الوقت و عدم التمكن من التحضير الجيد، و رغم ذلك حصلت على برونزيتين".
اجتهد ماهر قرقور بالتمرين تحضيرا لبطولة هذه السنة، و كان هدفه الحصول على ذهبية واحدة على أقل تقدير، ولكن حصل ما لم يتوقعه، كما كان له رسالة إنسانية من مشاركته في البطولة تحدث عنها لأورينت نت قائلا: "المنافسة كانت قوية جدا والفوارق الزمنية أجزاء من الثانية فقط، ولكن لحظة التتويج بالمركز الأول أنستني التعب و المجهود الذي بذلت، رغم كوني لاجئ في بلد آخر لا يعني أن لا أجتهد و أقدم كل إمكانياتي، و أرسم صورة جيدة عن السوريين رغم تجاوز عمري ٤٠ عام، ألمانيا استقبلتنا وقدمت لنا التسهيلات الكبيرة لذلك علينا أن نقدم الصورة الحسنة عن شعب حضاري و مثقف و رياضي، أيضا هذه الرسالة التي وددت أن أقدمها لكل لاجئ سوري في بقاع الأرض تستطيع أن تحقق ذاتك عندما تجتهد".
يذكر أن السباح ماهر قرقور هو لاعب سابق في فريق منتخب سوريا لسباحة الزعانف، وقد شارك في بطولات عديدة محلية و عربية، و حائز على ميداليات عدة في سباقات مختلفة، و قد لجأ إلى ألمانيا سنة ٢٠١٤ إثر تعرضه و أبنه لإصابات و حروق بالغة، جراء الحرب في سوريا و ما زال ابنه يخضع لعلاج مستمر في ألمانيا، مما دفع السباح السوري لرفع لافتة أثناء التتويج كتب عليها "أنا سوري أشكر الشعب الألماني و الحكومة على كل ما قدموه لنا".
أورينت نت - فادي بعاج
↧