عن كلنتون المرأة ، والزوجة .. ونظرتنا المَرَضية للنساء :
أبلغ إهانة غير مقسطة، وُجهت إلى "كلنتون" -عميلة الصهيونية العالمية، القادمة الى وكر العقارب في الولايات المتحدة الأمريكية، المتعيشة على نفحات اغبياء العرب وأموالهم بينما هي متضامنة أبدا مع أعدائهم ، هو قول من قالوا لها ، ومنهم مناوئها المُشاكِل العنصري البغيض: {أن لم تستطع الحفاظ على زوجها ، فكيف ستحافظ على أمة ، كالتي تتصدر لقيادتها}!
هذا القول ، وبما ينطوي عليه من أبلغ أنواع الإساءة إلى المرأة عموما، بكل المقاييس ، لي
س إلا عنوانا عريضا يعكس توجهات ذكورية بغيضة وظالمة، تعتبر المرأة هي المسؤولة ، وفي كل الأحوال، عن أي فعل شنيع يأتيه "الرجل" ، رَجُلَها !
تمييع ممجوج لقضية المرأة ، استخدمه "بعضنا" لتحقير "كلنتون المرأة " التي يعتقد كثيرون بأن قضايانا المصيرية الكبرى -وللأسف الشديد- ستكون كلها بيدها خلال الأعوام الأربعة القادمة ، مالم يقع ماليس في الحسبان.
لابد من الفصل الكامل بين ثلاثة أمور رئيسية :
أولها مكانتها كرئيسة قادمة للولايات المتحدة الأمريكية -العدو الأهم في منطقتنا المنكوبة-.
وثانيها أنها "امرأة" ، وأنها "أول امرأة تصل الى سدة الحكم" في الدولة الأقوى في عالم اليوم.
وثالثها قناعاتنا المَرَضية وتصوراتنا الشوهاء عن كل مايحيط بالمرأة بشكل عام، كإنسانة ، وكامرأة ، وكفرد، وكمواطنة، والتي "ظهر" أننا نتقاسم جزءا لايستهان به منها مع المرشح "المشكلجي النسونجي" الذي يدعى "ترامب".
لم نسمع أن أحدا سبّ ترامب بأنه "رجل" ، وبأنه "زوج فاشل" لم يستطع الحفاظ على زواجه، مرة بعد مرة، وأن هذا الأمر -الذي يشترك فيه كل رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية ماعدا لنكولن وأوباما، حتى الساعة- هو مبرر لنزع الأهلية منهم ، واعتبارهم خطرا على سلامة وأمن وعظمة بلادهم!
شتيمة المرأة بأنها لم تستطع المحافظة على زوجها ، لأنه "رجلٌ زير نساء" لاتكفيه امرأة ولاعشرة ، هو مرضٌ مستعص في بعض الأنفس ، يعبر عن "احتقار" و"امتهان" كبير للمرأة ، أية امرأة .. فضلا عن كونه ظلم فاحش.
كون الرجل زير نساء هو أمر يخصه هو ، ولاعلاقة لزوجته فيه من قريب أو بعيد .
كون الرجل "لعوبا" ، لايعني تقصير امرأته في القيام بواجباته ، ولكنه يعني امتهانه لها وللحياة الزوجية وللحياة الأسرية، واعتباره المرأة مجرد مخلوقة لتلبية رغباته ودغدغة عواطفه التي لم تشبعها علاقته بأمه -على رأي فرويد-.
كم من النساء -من كل الجنسيات والانتماءات- الصابرات المحتسبات على رعونة الرجال، وتجاوزهم كل حدود اللياقة والاحترام ومراعاة أبسط مشاعرهن ، وهم يتنططون بحثا عن امرأة هنا وهنالك ، بينما المرأة صابرة راعية لبيتها وأطفالها ولهذا الرجل "غير المبالي" نفسه، الذي يحتاج منها إلى "رعاية أمومية" بما يتضمنها ذلكمنمسامحة وتجاوز ، كلما خسر معاركه "الدونجوانية" خارج بيته والرباط الغليظ الذي يربطه بزوجته -وهي حالة كلينتون الرجل-!
لنكف عن إساءة معاملة نسائنا، وإساءة معاملة النساء بشكل عام ، وهو أمر بجدا راسخا في ثقافتنا المعاصرة المشوهة اليوم جملة وتفصيلا فيما يتعلق بعلاقة الرجال بالنساء .
يمكنكم أن تسبوا "كلينتون" بما شئتم وكيف شئتم من النعوت والاتهامات ، والتي لن يعجزنا إثباتها، إلا أن نوجه إليها الإهانة بأنها "امرأة" ، وأنها "زوجة" لم تحسن الحفاظ على زوجها !، وأي زوج؟ واحد من أحط وأحقر وأقذر الرؤساء الذين عرفتهم الولايات المتحدة الأمريكية في تاريخها ، ليس فيما يتعلق بمغامراته الجنسية القذرة، وامتهانه أسرته فحسب، بل بكل مايتعلق بتعامله مع منطقتنا جملة وتفصيلا.