تفاجأ الجميع يوم الخميس الماضي بمصادرة عشرات الكتب التي يحتويها مقهى الراوي في مدينة الرياض، وقد أثير هذا الأمر موجة من الغضب الواسع بين شريحة كبيرة من المثقفين والإعلاميين والأوساط العامة، خاصة وأن المقهى كان عبارة عن مركز مهم للثقافة فهو عبارة عن مكتبة ضخمة تجمع الكثير من الكتب المهمة والتي تقدم إلى القراء مجانا، فهل هناك تقصير من المسئولين في مقهى الراوي جعل وزارة الثقافة والإعلام تصادر هذه الكتب؟ وما هي الحقيقة وراء ذلك؟ هذا ما سوف نورده في المقال أدناه
وزارة الثقافة والإعلام توضح أسباب مصادرة كتب مقهى الراوي
كشفت وزارة الثقافة والإعلام عن السبب الحقيقي وراء مصادرتها لكتب مقهى الراوي يوم الخميس الماضي، وقد أقرت أن أغلبية الكتب غير مفسوحة من قبل الوزارة أي أن الوزارة غير موافقة على طباعتها، وقد تحدث المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة والإعلام هاني الغفيلي بخصوص إغلاق مقهى الراوي وقال أن وزارة الثقافة والإعلام قد ضبطت الكتب في المكتبة التابعة لمقهى "الراوي" من خلال اللجنة المختصة وفق إجراءات نظامية، وذلك لعدم تبين للجنة ترخيص لدى المحل المذكور في عرض تلك الكتب، وكون غالبية تلك الكتب غير مفسوحة من قبل الوزارة، علما بأنه تم توجيه إنذار لصاحب المحل المذكور في وقت سابق، وأكد أيضا أنها حريصة على نشر الثقافة ودعم المثقفين والمشاريع الثقافية بشرط أن تتوافق مع الأنظمة واللوائح التي تتم وفق إجراءات وأطر قانونية ونظامية.
تغريدات إدارة مقهى الراوي على مواقع التواصل الاجتماعي
بعد تنفيذ قرار مصادرة كتب مقهى الراوي قامت إدارة مقهى الراوي بالتواصل مع زبائنها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بعدة تغريدات كان من أبرزها
أنها لا تعلم حتى الآن سبب مصادرة الكتب، وقالت: "تم التحفظ على كتب المقهى من قبل وزارة الثقافة والإعلام، ونحن الآن بصدد معالجة الموضوع"، مشددة على أن مقهى الراوي هو مكانٌ أَثير للقراء والباحثين والأكاديميين.
وأضافت إدارة المقهى: "سنسعى إلى أن يبقى كذلك، وحريصون دائما على سلامة الوضع القانوني للمقهى". وتابعت: "عدد من أصدقاء الراوي أبدوا رغبتهم في إعادة ملء المكتبة من كتبهم الخاصة، ونحن نشكرهم من أعماق القلوب، ولكننا نتجنب عرض أي كتاب حتى نعالج الموضوع".
مالك المقهى يوضح الأمر
أكد مالك المقهى " خالد القديمي" لصحيفة الوطن أن مقهى الراوي هو عبارة عن مشروع كوفي شوب وفي نفس الوقت له أبعاد ثقافية حيث يوفر مجموعة من الكتب مما يجعله بيئة مشجعة على القراءة، وعند تأسيس المقهى قام بعمل الاجراءات المطلوبة لأي مشروع سواء إصدار السجل التجاري ورخصة البلدية وملف في وزارة العمل وغيرها، ولكنه لم يقم بالإتجاه إلى وزارة الثقافة والإعلام لطلب ترخيص المكتبة باعتباره لم يقم مشروع استثماري من حيث بيع وإعارة الكتب بل قراءة فقط.
قال القديمي: "قبل قرابة خمسة أشهر زارتنا لجنة من وزارة الثقافة والإعلام وطلبت منا مراجعة الوزارة، فقمت في اليوم التالي بمراجعة الإدارة المعنية في الوزارة، فتم إخباري بأن علينا إصدار ترخيص مكتبة، وأن من بين الكتب التي لدينا كتبا غير مفسوحة.
وشرحت لهم أننا لم نقدم على طلب رخصة مكتبة لأننا لا نمارس نشاط مكتبة، وأن الكتب الموجودة في المقهى هي لاطلاع الزبائن داخل المقهى فقط وليست للبيع أو حتى الإعارة، وأننا لسنا متفردين في هذه الفكرة، وأن هذه الفكرة موجودة منذ سنوات في عدد من المقاهي في المملكة التي ليس لديها ترخيص مكتبة، وعلى الرغم من ذلك قمت فورا بطلب إصدار رخصة مكتبة بناء على توجيه الوزارة".
وأضاف القديمي "فيما ما يتعلق بالكتب غير المفسوحة، أوضحت للوزارة أن الكتب تم شراؤها من داخل المملكة، (من معارض الكتاب ودور نشر محلية)، وافترضنا سلامة وضعها القانوني، حيث تم شراؤها من الداخل، وأننا على استعداد لإزالة أي كتاب غير مفسوح، فتم إخبارنا من الوزارة بأن هناك لجنة ستنعقد وتصدر قرارا في ذلك، وأنه ستتم دعوتنا لحضور اجتماع اللجنة، وتم توجيهنا بعدم التصرف بالكتب وإبقائها على حالها إلى حين صدور قرار اللجنة".
وزاد "أكدنا للإخوة في الوزارة شفاهة وكتابة، أننا حريصون منذ البداية على سلامة الوضع القانوني للمقهى، والتزامنا بأنظمة الوزارة والقرار الذي ستتخذه اللجنة، وكل ما سبق تم قبل قرابة خمسة أشهر. وحتى الآن لم تنعقد اللجنة المحكمة وتصدر قرارها، وتفاجأنا مساء الأربعاء الماضي بحضور لجنة فرعية للتحفظ على الكتب، هذا ما تم، ونحن نحترم جهود وزارة الثقافة والإعلام، ومتفائلون بمعالجة هذا الموضوع، ونتطلع لدعم الوزارة لهذه المبادرة الثقافية التي تنسجم مع أهدافها".
وعن عدد الكتب التي سحبت قال القديمي "تم سحب 3 آلاف كتاب تقريبا".
معلومات عن مقهى الراوي
هو مبادرة ثقافية شبابية تم تأسيسه في الرياض ليصبح ملتقى للأدباء والكتاب والمهتمين، كما يضم أيضا مكتبة كبيرة بها مجموعة واسعة من الكتب التي تهم القراء في كافة المجالات، ويقع بالتحديد في الرياض طريق الأمير سعود بن محمد بن مقرن، الفلاح، وساعات العمل الخاصة به من الساعة السابعة صباحا وحتى والواحدة صباحا.
شكراً وزارة الاعلام والثقافة :
من هذا المنبر نشكر وزارة الاعلام والثقافة على حرصها على المتابعة وتطبيق النظام ونشكر الدكتور عادل الطريفي وزير الاعلام الذي غير مفهوم الاعلام وجعل للوزارة بصمة حقيقية ولها اعمالها وجهودها المثمرة في جميع المجالات الاعلامية . حقاً وزارة الاعلام والثقافة الان تعطي الامل في نجاح رؤية 2030 ان شاء الله . هي خير مثال في هذا التحول الذي يتم للسعودية .
المصدر: المرسال
↧