سياسي وعسكري ومناضل سوري مُحنّك من أصول كردية، تولّى رئاسة الجمهورية العربية السورية لما يقارب العامين، وحاول إيجاد بنى وطنية توطّد الهيئة العسكرية في الدولة، وتُحدّد أعمالها، وعلى الرغم من تقلّده لمناصب متعددة إلا أن أخلاقه لم تتبدل فكانت نزاهته عنوانًا بارزًا وعدم حبه للثروة والانتفاع من السلطة واضحين.
وُلد فوزي سلو في دمشق عام 1905، في أسرة تضم عددًا ممن يَشغلون رُتبًا عسكرية في الجيش، وعاش طفولته وشبابه في دمشق، ودرس في الكلية الحربية في حمص، والتحق بالقوات الخاصة الفرنسية التي أُحدِثت عندما فرضت فرنسا انتدابها على سورية بقرار من عصبة الأمم في تموز/ يوليو عام 1920.
شارك في حرب فلسطين عام 1948، وكان من الوفد المفاوض على الهدنة السورية – الإسرائيلية عام 1949، وكان مُقرّبًا من العقيد أديب الشيشكلي الذي عينه وزيرًا للدفاع في جميع الحكومات المدنية ما بين 1949 و1951.
تولّى رئاسة الجمهورية العربية السورية مطلع كانون الأول/ ديسمبر عام 1951، بحكم اقتصر على السلطتين التشريعية والتنفيذية، إثر الانقلاب الرابع الذي قاده أديب الشيشكلي، فكانت رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة ومنصب وزارتي الدفاع والداخلية تتمحور حوله، أما الحكم الفعلي وزمام أمور الدولة والسلطة الحقيقية، فكانت تخضع لقيادة الجيش، واستمر في منصبه هذا حتى منتصف العام 1953.
تميّزت فترة حكمه بالعمل الجاد والمنظّم، حيث استطاع أن يُعدّ مجموعة من القوانين التي منحت السلطة العسكرية صلاحيات واسعة، كما شكّل وزارة موقتة برئاسته، مهمتها الوصول إلى إجراء انتخابات نيابية، تضمن تمثيل فعلي للشعب، وتُمهّد استفتاء حزيران 1953، الذي سُمّي من خلاله أديب الشيشكلي رسميًا رئيسًا للجمهورية العربية السورية.
عاش طوال حياته في بيت أجرة، ولم يرث ابنه عنه أي شيء، بل كان مهددًا بالطرد من صاحب المنزل، وبعد عدة سنوات من تسلّم أديب الشيشكلي رئاسة الدولة أعلن اعتزاله للحياة السياسية والعسكرية، وسافر إلى المملكة العربية السعودية، حيث أقام فيها مدة تقارب ثلاثة أعوام، ثم قرر العودة إلى مدينة حماة، حيث بقي فيها ثلاثة عشر عامًا، واستقر في بيت والد زوجته في حي الحوراني القريب جدًا من بيت أديب الشيشكلي، وقيل عنه أنه ترك المنزل -أيضًا- كما هو؛ فلم يغير فيه ولم يزده فخامة.
توفي عن عمر يناهز الـ 67 عام 1972، تاركًا إرثًا في الحياة السياسية والعسكرية، في سعيه لإيجاد صلة وصل متينة تربط بين الأجهزة العسكرية في الدولة، وتُكسبها القوة والثبات؛ فكان له الفضل في تسمية الجيش بالجيش السوري.
آلاء عوض- جيرون
↧