وليد فارس أكاديمي وسياسي أميركي من أصل لبناني شارك في الحرب الأهلية اللبنانية برفقة سمير جعجع في "القوات اللبنانية"، ثم ما لبث أن هرب إلى الولايات المتحدة بعد ظهور ملامح انتهاء الحرب ودخول القوات السورية إلى لبنان، عمل مستشارا ضمن فريق دونالد ترامب، ويرجح أن يشغل دورا في إدارته له علاقة بالعرب والشرق الأوسط تحديدا.
المولد والنشأة رأى وليد فارس النور في العاصمة اللبنانية بيروت يوم 24 ديسمبر/كانون الثاني 1957، لعائلة مسيحية مارونية.
الدراسة والتكوين درس وليد فارس علم الاجتماع وحصل على ليسانس في القانون والعلوم السياسية من جامعة بيروت، كما حصل على شهادة الماجستير في القانون الدولي من جامعة ليون بفرنسا.
ويذكر وليد فارس على موقعه الرسمي أنه حصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية والدراسات الإستراتيجية من جامعة ميامي.
الوظائف والمسؤوليات عمل وليد فارس محاميا في بيروت، كما اشتغل بالإعلام، وانضم إلى "القوات اللبنانية" وعمل منظرا لمبادئ التنظيم للمقاتلين.
وبعد هربه إلى الولايات المتحدة عام 1990، عمل محاضرا بمنظمات غير حكومية، ومستشارا لبعض وسائل الإعلام وفي مقدمتها فوكس نيوز.
التجربة السياسية كُلف وليد فارس خلال الثمانينيات إبان الحرب الأهلية اللبنانية مع "القوات اللبنانية" بقيادة سمير جعجع، بمهمة التثقيف الأيديولوجي لمقاتلي الحزب ضمن مهام المكتب الخامس الذي كان مكلفا بالحرب النفسية.
وبحسب واشنطن بوست في أحد أعدادها لشهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016، فإن وليد فارس استمر في أداء هذه المهمة، وسرعان ما أصبح من المقربين من جعجع الذي كان يريد تحويل القوات اللبنانية من مجرد مليشيا مقاتلة إلى جيش مسيحي، ووجد في وليد فارس ضالته، لقدرته على غرس هذه الأفكار في عقول قيادات الحزب.
ورغم أنه لم يثبت أي اشتراك مباشر لوليد فارس في عمليات القتل التي كانت تدور رحاها في لبنان خلال الحرب، فإنه بحكم مهامه كمحرض داخل القوات اللبنانية يجعل منه شخصا متورطا في الحرب التي استمرت لـ 15 عاما، وقدر عدد ضحاياها بـ١٥٠ ألف قتيل، وثلاثمئة ألف جريح ومعاق، و١٧ ألف مفقود.
ولطالما حاول وليد فارس التخفيف من حدة تورطه في الحرب اللبنانية بالقول إنه كان يشتغل ضمن إطار "مركز السياسة اللبنانية المسيحية"، وإنه "لم يكن مسؤولا عسكريا"، غير أن ذلك لم يكن ليقنع وسائل الإعلام بعدم البحث في تلك الفترة المظلمة في حياته وتسليط الضوء عليها.
ومع ظهور مؤشرات انتهاء الحرب الأهلية ودخول القوات السورية إلى لبنان، هرب وليد فارس إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1990، وقدم نفسه في بلاد العم سام باعتباره خبيرا في الإرهاب وشؤون الشرق الأوسط ومحاربة "الإسلام الراديكالي".
وازدهر وضع وليد فارس عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، حيث شارك في لقاءات وندوات قدم خلالها نفسه باعتباره خبيرا في قضايا الإسلام والتنظيمات المقاتلة وبينها حزب الله والقاعدة والحركات الجهادية المحلية والدولية، وإستراتيجيات الإسلام السياسي في الدول الغربية.
واشتهر وليد فارس بمواقفه "غير الودية" اتجاه المسلمين كما كان حاله في لبنان، وسبق له أن نشر مقالات وكتبا تحذر من خطط المسلمين لفرض أنفسهم بشتى الأشكال في الغرب الحر، كما عمل أيضا في المجلس الاستشاري لصندوق كلاريون الذي أصدر أفلاما عدة تحذر من وجود "طابور خامس" للمسلمين في الولايات المتحدة.
وبسبب خلفيته الفكرية ومواقفه المثيرة، استقطبته وسائل الإعلام اليمينية، منها فوكس نيوز التي التحق بها عام 2007 "متخصصا في شؤون الشرق الأوسط والإرهاب".
كما استضافته منظمات غير حكومية ولجان بالكونغرس الأميركي والبرلمان الأوروبي والخارجية الأميركية ومجلس الأمن الدولي، لتقديم وجهة نظره بخصوص قضايا الإرهاب والتنظيمات القتالية، كما يوضح هو على موقعه الرسمي.
وجد وليد فارس ضالته في الحزب الجمهوري، وكان أحد الناشطين البارزين في حملة ميت رومني لدرجة وعده فيها رومني بمنصب كبير في البيت الأبيض في حال فاز على باراك أوباما في انتخابات 2012.
ورغم أن الوعد لم يتحقق بسبب فشل رومني في هزيمة أول رئيس أسود يحكم الولايات المتحدة، إلا أن وليد فارس لم ييأس وواصل "نشاطه" ضمن حزب الفيل وأذرعه الإعلامية.
ومع انطلاق الحملات الانتخابية لخوض رئاسيات 2016، عمل وليد فارس ضمن فريق ترامب باعتباره مستشارا في السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب، وذلك منذ مارس/آذار 2016، ويرجح أن يتحقق له حلمه بدخول البيت الأبيض في مهمة كبيرة لها ارتباط مباشر بقضايا الشرق الأوسط والقضايا العربية بشكل عام، بعد فوز ترامب.
ومباشرة بعد إعلان فوز ترامب بانتخابات الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2016، صرح فارس لـ "راديو سوا" الأميركي بأن اختيار الناخب الأميركي لترامب هو رسالة واضحة تدعو إلى ضرورة إيجاد اتجاه آخر للسياسات الأميركية الحالية.
يرى وليد فارس أن ترامب سيكرس مع شركائه في العالم العربي سياسة مناهضة "جماعة الإخوان والجماعات التكفيرية".
المؤلفات أصدر وليد فارس كتبا عدة ركز فيها على أن هوية لبنان هي مسيحية لبنانية وليست مسيحية عربية، وكتابه "الفكر المسيحي اللبناني الديمقراطي بوجه التعريب والتذويب" الذي أصدره عام 1982 يذهب في هذا الاتجاه.
ويقول وليد فارس إن لديه عشرة مؤلفات موضوعها النزاعات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط تحديدا، وقد أصدر عام 2005 كتابه "الجهاد المستقبلي: الإستراتيجيات الإرهابية ضد الولايات المتحدة" ( (Future Jihad : Terrorist strategies against America.
وفي 2007، أصدر كتابا بعنوان "حرب الأفكار: الفكر الجهادي ضد الديمقراطية" (The war of Ideas : Jihadism against Democracy).
المصدر: الجزيرة نت