تنوعت اختيارات ترامب الأولى لمناصب إدارته بين "يميني" كرئيس لفريق عمله، وآخر"براغماتي" في منصب رئيس موظفي البيت الأبيض، وثالث "ملياردير" كمستشار لشؤون التكنولوجيا. الصورة لم تكتمل بعد، ولكن هل يود ترامب إرضاء الجميع؟
لا يتوقف مسلسل المفاجآت بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية. وعند الإعلان عن فوزه على منافسته كلينتون، بدأ الجميع يتساءل عن اختياراته المحتملة في تشكيل فريق عمل إدارته. لكن اختيارات الآن تبدو متباعدة ولا تقدم صورة واضحة بالكامل عن سياسة ترامب القادمة، سواء عى الصعيد الداخلي أو الخارجي. فقد عيّن ترامب راينس بريبوس، الأمين العام للحزب الجمهوري لمنصب رئيس مكتب موظفي البيت الأبيض، كما اختار الرئيس التنفيذي لشبكة "بريتبارت نيوز" الإخبارية الإلكترونية، ستيف بانون، الذي قاد حملته الانتخابية، لمهمة كبير الخبراء الاستراتيجيين وكبيرا للمستشارين، وهي شخصية تحسب على أقصى اليمين.
البراغماتي
ويأتي اختيار أمين عام الحزب الجمهوري راينس بريبوس كشخصية متوازنة وبراغماتية كمحاولة منه لتحقيق توازن داخلي في إدارته. بريبوس قال :"أنا ممتن للغاية للرئيس المنتخب الذي منحني هذه الفرصة كي أخدمه وأخدم هذه الأمة من خلال عملنا على خلق مناخ اقتصادي يخدم الجميع، ويؤمن حدودنا، ويلغي ويستبدل نظام "أوباما كير" الصحي علاوة على تدمير الإرهاب الإسلامي المتطرف". بريبوس البالغ من العمر (44 عاما) سيهتم بالعلاقة بين البيت الأبيض والكونغرس الأميركي، وبالخصوص مع الجمهوريين بداخله. فالمحامي وأمين عام الحزب الجمهوري له شبكة علاقات طيبة مع الكونغرس. وإحدى أهم مهام بريبوس أيضا هو العمل على تنفيذ مخططات الرئيس الخارجية والداخلية.
اليميني
أما بالنسبة لستيفان بانون فسيكون عليه الاهتمام بالعلاقات مع اليمين المتطرف والإعلام الأميركي القريب من اليمين. يبلغ بانون من العمر 62 عاما. وعمل في مجالات عدة خلال مسيرته المهنية. ولد بانون من أسرة عاملة في مدينة نورفولك في ولاية فيرجينيا. وخدم في البحرية الأميركية، خاصة في بحر العرب والخليج. كما عمل في وحدة عمليات الأساطيل البحرية في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وبعد تقاعده اتجه للعمل التجاري. فبعد تخرجه من مدرسة هارفارد الاقتصادية عمل في بنك غولدمان ساكس، ثم اتجه للعمل في مجال الإعلام، وأنشأ شركة لإنتاج الأفلام. أنتجت أفلاما وثائقية حول الجمهورية سارة بيلين والرئيس الأميركي الجمهوري الأسبق رونالد ريغان. وقد أنشأ شركته لإنتاج أفلام في مواجهة شركة المخرج الأميركي اليساري مايكل مور.
الجمعية القانونية لمكافحة الفقر والعنصرية وصفت شبكة "بريتبارت نيوز" الإخبارية التي يديرها بانون على أنها "طاحونة بوربغندا قومية للعرقية البيضاء". وهي شبكة "تهاجم المهاجرين بشدة وتربط الإرهاب والجريمة بالأقليات". ورغم أن ترامب يعمل الآن على نهج خطط أقل حدة بعد انتخابه رئيسا، والابتعاد عن الخطاب الشعبوي الذي ميز حملته الانتخابية، فإن اختياره هذا لشخصية مثل بانون ككبير مستشاريه تجعل من الصعب على الرئيس الأميركي إقناع المراقب والناخب الأميركي الذي لم يصوت لصالح ترامب.
المثلي جنسياً
ترامب الذي وصفه الإعلام الأميركي والإعلام الأوروبي أيضا بالشعبوية فاجأ أيضا باختيار شخصية ثالثة لم تكن منتظرة للعمل كمستشار للشؤون التكنولوجية ضمن إدارته الجديدة، حيث وقع اختياره على بيتر تيل، الألماني الأصل وأحد مؤسسي موقع "بي بال" الشهير للدفع المالي عبر الانترنيت، وهو من أول المستثمرين في موقع فيسبوك. بيتر تيل القادم من وادي السليكون مثلي جنسيا. وقد تبرع لحملة ترامب بحوالي 1.25 مليون دولار. وتحدث كأول مثلي جنسياً خلال حملة للجمهوريين وقال :"أنا فخور بكوني جمهوري، أميركي ومثلي جنسياً". بيتر تيل يبلغ من العمر (49) عاماً وتخرج من جامعة ستانفورد وعمل بعد تخرجه لدى أحد القضاة الاتحاديين، وبعدها في شركة محاماة. وذكر مرة أن حلمه هو العمل كقاض دستوري. لكنه أختار أن يساند الرئيس المنتخب في مهامه، ولهذا سينتقل للعمل من كاليفورنيا إلى واشنطن، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".
بيتر تيل يشكل حالة استثنائية في وادي السليكون، حيث إن أغلب الشركات هناك تنظر بتوجس لسياسات ترامب تجاه التعددية الثقافية، وفيها يعمل العديد من الأجانب، كما إنها تبيع منتجاتها المتوعة إلى دول مختلفة. واعتبرت صحيفة "تاغسشبيغل" أن تيل تكهن - على عكس الجميع - بوجود فرص أفضل لترامب.
لم تكتمل صورة الإدارة القادمة بالكامل، فالوزراء لم يتم تعيينهم بعد، كما ليست هناك معلومات حول الشخصيات المرشحة لمناصب العليا في إدارة ترامب. وهناك شعور لدى ترامب بوجود عدم رضا كبير في الشارع بسبب انتخابه، ولذلك فهو يتحدث عن ضرورة جمع "الأمة المنقسمة". كما يبدو أن اختياراته لقيادة المناصب ستكون بمثابة رسائل لإرضاء الجميع. وهذا ما يشرح تصريحاته للمتظاهرين ضد انتخابه عندما قال: "لاتخافوا، سنعمل على إصلاح بلادنا"، طالبا منهم أن يمنحوه "قليلا من الوقت".
ع.خ/ (ا ف ب)
المصدر: دويتشه فيله
↧