تتنوّع أنواع الكذب عند الأطفال، فمنها الكذب الخيالي والكذب الالتباسي؛ وهو الخلط بين الحقيقة والخيال، والكذب الادعائي ويستخدمه الطفل للتباهي أمام أقرانه، والكذب النفعي لجلب مصلحة ذاتية، والكذب الانتقامي وهو تنفيس ذاتي لشحنات سلبية عانى منها الطفل من الطرف الأخر، والكذب الدفاعي ويستخدمه الطفل للدفاع عن نفسه وحمايتها ويستخدم في حالات الخوف خاصة.
أما الكذب التقليدي فيكتسبه الطفل تقليداً لاستخدام الآخرين للكذب، الكذب العنادي ويستخدمه الطفل لتحدي السلطات الأعلى منه، والكذب المازح والكذب المرضي؛ أي تصبح سلوكيات الطفل منتهجة للكذب بشكل غير واع أي يصبح الكذب منهجا للسلوك والأفكار. وفيما يلي أهم دوافع الكذب عند الطفل والحد من الظروف المؤدية لحدوثه:
الخوف
يعتبر الخوف أهم دافع يوجه تفكير وسلوك الطفل للكذب، ربما الخوف من عقوبة ما أو البعد عن تحذيرات ونواهٍ وشروط تشعره بالعجز مثل الخوف من عقوبة الوالدين نتيجة الحصول على نتيجة متدنية في المدرسة، أو الخوف من تبعات التأخير عن مواعيد المنزل، أو الخوف من نتيجة فضول شخصي نهى عنه الوالدان. أوجد لطفلك بيئة منظمة، متزنة، واترك له حرية السلوك والتعبير بأمان.
الخيال
الأطفال، خاصة تحت سن السادسة، تتسع دائرة خيالهم ويتخيلون أشياء يصدقون أنهم يرونها لكنها لا تكون حقيقية، هنا علينا أولا تصديق الطفل ثم الأخد بيده ليعلم أنه يتخيل، تكذيب الطفل في هذه الحالة يشكل أزمة للطفل يصعب عليه استيعابها.
لفت الانتباه
يدفع الطفل إلى ذلك أن ينال مكاسب ذاتية وتعبيراً عن الرغبة بالاهتمام وإثباث الوجود، وغالباً يحدث للأطفال فوق سن السابعة، وهنا على الوالدين منح أطفالهما متسعا من الوقت ومشاركتهم أحلامهم، ومخاوفهم ورغباتهم في الحياة وإتاحة الفرصة للتعبير عنها والاستماع باهتمام.
التنفيس الانفعالي
ما يدفع الطفل لهذا السلوك هو الرغبة في الانتقام، كأن يستخدم الوشاية الكاذبة ضد أحد أقرانه أو أشقائه رغبة منه في النيل من شخصياتهم، وهنا على الوالدين والمدرسين أن يمتلكوا الذكاء الواعي في تلقي شكوى أو وشاية الطفل ويأخذوا بالحسبان علاقاته مع أخوته وأقرانه حتى لا تتفاقم المشكلة، وتتم محاورة الطفل هنا في جو أسري خاص بعيدا عن التأنيب أو تقليل الشأن للحد من السلوك السلبي.
التوقع السلبي
يتوقع بعض الأطفال أفكارا سلبية اتجاه النظام الأسري أو التعليمي يمس شخصياتهم أمام الجماعة خاصة، ويرجع هذا التوقع لاهتزاز الذات لدى الطفل وهنا على الوالدين والمعلمين لمس تلك المشكلة بروح تتوجه نحو الإصلاح، ومناقشة الطفل بتوقعاته السلبية بعدة طرق، الحوار الإيجابي أولها، وثانياً الأنشطة التربوية الأخرى كالقصة أو لعب الدور الدرامي لمساعدة الطفل ليرى حقيقة الأمور بإيجابية.
اختبار الوالدين
يتوجه الأطفال لاستخدام الكذب أحيانا لاختبار ردة فعل الوالدين أو المعلمين للوصول إلى هدف ما أو نتيجة ما يبني عليها الطفل في ما بعد خططاً أخرى لمصلحته الذاتية، ويعتبر ذلك دهاء يجب اكتشافه وعدم تشجيع الطفل عليه وتحفيزه للوضوح وتشجيعه على طرح رغباته جميعها في مساحة آمنة.
إثباث الذات والتقليد
يعتبر سلوك الوالدين جزءاً مهماً في حياة الطفل فتقليدهما إثباث للذات وتباهٍ بها، فاستخدام الكذب من الوالدين بعض الوقت يلتقطه الطفل بشكل تلقائي ويكتسبه ويصبح في ذاته مكسباً شخصياً للحصول على المكاسب المناسبة لذاته، وهنا يجب الانتباه لما يبدر منا من سلوك كاذب وإصلاحه بإخلاص ليصلح حال أطفالنا.
المصدر: العربي الجديد - وفاء أبو موسى
↧