Quantcast
Channel: souriyati2 –سوريتي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

البوركيني كصدام ثقافي

$
0
0
البوركيني كصدام ثقافياجتاحت صور ملابس منتخبي مصر وألمانيا للكرة الشاطئية للسيدات مواقع الإنترنت، بعدما ظهرت لاعبة مصرية وهي ترتدي الحجاب أمام لاعبة ألمانية ترتدي البكيني. في المقابل، اجتاحت صور لباس البحر الإسلامي "البوركيني" مواقع التواصل بعد قيام ثلاثة من رؤساء البلديات في جنوب فرنسا بحظر السباحة بهذا اللباس. ظهرت الرياضية المصرية دعاء الغباشي بالحجاب، وكانت أول لاعبة ترتدي هذا الزي في الأولمبياد، بعد تخفيف الاتحاد الدولي للكرة الطائرة للقواعد المنظمة لارتداء الزي قبل دورة ريو دي جانيرو. وظهرت زميلتها ندى معوض من دون حجاب، غير أن الأنظار كلها أتّجهت نحو زميلتها المحجّبة التي صرّحت بهذه المناسبة: "أرتدي الحجاب منذ عشرة أعوام، ولم يعيقني عن القيام بالأشياء التي أحبها، ومن بينها كرة القدم الشاطئية". نشرت صحيفة "لندن تايمز" صورة تظهر فيها اللاعبة المحجبة أفي مواجهة زميلتها الألمانية بالبيكيني، ورأت أنها تعبّر عن "صدام ثقافي". كذلك، رأت صحيفة "ديلي ميل" إن هذا الحدث يُعد "انقساما ثقافيا"، وقالت صحيفة "صن" إن الانقسام الثقافي لم يكن "هائلا" بل "جسيما". في جنوب فرنسا، منع رئيس بلدية سيسكو في جزيرة كورسيكا الفرنسية لباس البحر الإسلامي "البوركيني"، إثر اندلاع شجار عنيف بين مجموعة من الشبان وعائلات من أصول مغاربية أسفر عن عدة إصابات وخسائر كبيرة في الممتلكات. بالتزامن مع هذا الحظر، قرر رئيس البلدية إلغاء احتفالات "ذكرى انتقال السيدة العذراء" في 15 آب-أغسطس "لا لأسباب أمنية، بل بسبب مزاج الناس". قبلها، قام اثنين من رؤساء البلديات في جنوب فرنسا بحظر السباحة بالبوركيني في الأسابيع الاخيرة، ومع تكرار هذا الحظر بعد ظهور "المايوه الإسلامي" بشكل رسمي "عالميا" في أولمبياد ريو 2016، اشتعل السجال الحاد في فرنسا بين المدافعين العلمانية في الفضاء العام والمدافعين عن حرية التعبير. يختزل ظهور الرياضية المصرية دعاء الغباشي بـ"المايوه الإسلامي" التحوّل الجذري الذي شهده المجتمع المصري في العقود الأخيرة مع تمدّد الموجة الدينية إلى سائر وجوه الحياة العامة، واندثار "السفور" الذي رفعت مصر لواءه في مطلع القرن الماضي. كما هو معروف، نشر قاسم أمين كتابه "تحرير المرأة" في نهاية القرن التاسع عشر، وواجه منتقديه، ونشر "المرأة الجديدة" في عام 1901. تحوّل سفور المرأة سريعاً إلى عنوان من عناوين نهضة المجتمع. في عام 1915، أصدر عبد الحميد حمدي جريدة أسبوعية اختار لها اسم "السفور"، وجعل منها منبراً للعديد من أدباء المدرسة الحديثة. صمدت "السفور"، وكانت أشبه بـ"شابة مملوءة بالحماس والأمل" بحسب تعبير الشيخ مصطفى عبد الرازق. كشفت المرأة المصرية عن شعرها ووجهها، وخرجت إلى الشارع، ثم نزلت إلى البحر لتستمع بـ"البلاج"، كما تشهد صحافة النصف الثاني من العشرينات. من أعجب ما نقرأه في هذا الشأن تعليق لمجلة "الكشكول" في صفحة "عالم المرأة" يعود إلى منتصف آب 1926، عنوانه "ملابس الحمامات"، ونصّه: "روينا في عدد ماض خبر الاحتياطات التي يتخذها البوليس الإيطالي لمنع التهتك والتبذل في الحمامات البحرية. وتقول الصحف الفرنسوية أنه قد صدرت الأوامر إلى رجال الأمن العام في بلاد الشواطئ والحمامات بمراقبة السيدات ومنعهن من النزول إلى البحر والسير على الشواطئ وهن عاريات السيقان والأذرع. والعاقبة عندنا في الرمل وأبي قير ورأس البر، إلا إذا كانت الامتيازات تمنع من تدخّل البوليس المصري". في الثلاثينات، بات لموسم الاصطياف زاويته الثابتة في معظم المجلات المصرية على اختلاف أنواعها، ولم يثر شيوع تقاليد "البلاج" حفيظة الكثيرين كما يبدو. في آب-أغسطس 1936، أنشأ مدير بلدية الإسكندرية حامد الشورابي "بلاج السيدات" في سدي بشر، ودعا "فضيلة شيخ الأزهر وشيوخ معهد الاسكندرية ورجالا من هيئات مختلفة" لحضور افتتاح هذا المسبح "الحريمي". في ايلول-سبتمبر، رأى مراسل مجلة "المصوّر" أن هذا المسبح "لم يلق ما كان يؤمل له من نجاح، ويُجمع الكلّ أنّ فكرته فشلت، وقد يكون ذلك أنه شيء مستحدث يحتاج إلى وقت لتتعوّد عليه السيدات". وأضاف: "هناك آراء أخرى متطرفة جاهرت بها بعض الفتيات ومنهن كريمات أصحاب معالي وطالبات في الجامعة أمسك عن ذكرها، وإن كانت كلّها تدور حول التقدم والتطور ووجوب الاختلاط". في هذه الحقبة، تقدم النائب قرني بك بمشروع قانون يلزم المرأة بأزياء معينة على البحر، غير أنه فشل في تمريره. استنكرت إيريس حبيب المصري هذا المشروع، وكتبت في "المصوّر": "لا تطرأ فكرة الشر على الأذهان إلا حين ينبري مثل هذا العضو المحترم ويندب الأخلاق الضائعة ويتنبّأ بالفساد والشر، لأن الشاب والشابة على شاطئ البحر لا همّ لهم إلا اللهو والمرح والتمتّع بالبحر". في الأربعينات، تضاعف عدد صور "حسناوات البلاج" في المجلات، واشتهر الشيخ محمود ابو العيون بمهاجمته لهذه الظاهرة، ولُقّب بـ"عدوّ المصايف الأوّل". في تموز-يوليو 1947، قامت مجلة "دنيا الفن" بنشر صور لمجموعة من الفنانات ارتدت كلّ منهن مايوه مختلف، وألبست سامية جمال مايوها محتشما يُشبه إلى حد كبير "البوركيني" الذي ظهر في زمننا. عرضت المجلة هذه المايوهات على الشيخ أبو العيون، فقال معلّقاً: "لا تفضيل عندي لمايوه على آخر من هذه المايوهات، فكل لباس البحر الحالي بغيض ومفضوح لأن جسم المرأة كلّه عورة لا يصحّ كسف شيء منه. ولباس البحر هو من الأزياء والنماذج التي ترد إلينا من الخارج، وهي لا تتفق من تقاليدنا وآدابنا وأخلاقنا، فإذا أضفت اختلاط المستحمّات مع المستحمين على الشواطئ كان ذلك أسوأ ما يكون". أشار "عدوّ المصايف الأوّل" إلى المايوه المحتشم الذي ظهرت به سامية جمال، ورأى أنه "زي مناسب لا بأس به، إذ فيه نوع من الاحتشام، لولا أن أسفله على هيئة البنطلون، وهذا هو العيب الذي فيه، ولكن ظهور المرأة بهذا الزي بين الرجال على الشواطئ محرّم وفيه إثم كبير لأن كل ثوب يظهر محاسن المرأة بين الرجال ممنوع شرعاً". المصدر: المدن - محمود الزيباوي

Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>