حرية التعبير عن الرأي والصحافة أمر طبيعي وهو مكفول للجميع طالما أنه في حدود ومعايير معينة ولم يتسبب في حدوث أي سوء فهم أو تجريح في أي ركن من الأركان، خاصة الجهات الحكومية والسلطات في أي دولة فهي كيان يستحق الاحترام ولا يمكن التعدي عليه حتى وإن كان بإبداء رأي، فمواقع التواصل الاجتماعي أصبحت الآن المنصة التي يعبر من خلالها الجميع، واعتبرت الشغل الشاغل للشخصيات العامة والصحافية لإبداء آرائهم بشكل أوضح وأسرع للتعليق على كل الأحداث والمجريات سواء في المملكة أو العالم كله، فالكاتب الصحافي جمال خاشقجي هو من أبرز الكتاب الصحفيين والمثيرين للجدل والتي تعتبر تغريداته طلقات نارية على كافة الملفات والقضايا وهو الأمر الذي جعل المملكة تتبرأ منه.
وزارة الخارجية تتبرأ من خاشقجي
ينشط خاشقجي بشكل كبير جدا على موقع تويتر حيث يطلق سيل من التغريدات المثيرة للجدل والتي يتطرق من خلالها لجميع الملفات والقضايا المطروحة سواء في المملكة أو على مستوى الوطن العربي أو على المستوى الدولي، كما أنه يعتبر من الضيوف الدائمة للكثير من وسائل الإعلام لمحاورته حول آرائه بسياسات المملكة، حيث تنظر وسائل الإعلامي إلى آراءه على أنها قريبة من دوائر صناع القرار وبالتالي تمثل وجهة النظر السعودية الرسمية وهو الأمر الغير صحيح تماما والذي جعل وزارة الخارجية تطلق بيانا تتبرأ فيه من خاشقجي والتي تقول فيه :
جاء ذلك في إعلان للوزارة نقلته وكالة الأنباء السعودية على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، قال فيه إن “ما يُعبّر عنه الكاتب خاشقجي من آراء تُعد شخصية، ولا تمثل مواقف حكومة المملكة بأي شكل من الأشكال”.
ولم توضح وزارة الخارجية الأسباب الحقيقية وراء تبرأها، علما بأنها ليست المرة الأولى لذلك فقد لفتت الوزارة إلى أنها سبق وأعلنت هذا الأمر المتعلق بخاشقجي بتاريخ 20 كانون الأول (ديسمبر) 2015
الأسباب المتوقعة
يأتي إعلان الخارجية السعودية بعد حديث لخاشقجي، خلال ندوة في معهد واشنطن عن “قلق سعودي من فوز الرئيس الأمريكي الجديد ترامب وسياسته المتوقعة في الشرق الأوسط”.
وقال خاشقجي: “إن ترامب جاهر بعداوته لإيران، لكنه يقف أيضا في صف (الرئيس السوري) بشار الأسد، مما يعزز في النهاية هيمنة إيران على المنطقة.. وبالتالي، فإن السعودية محقة في قلقها إزاء تسلم ترامب سدّة الرئاسة”.
وأضاف خاشقجي أن التوقع بأن تكون مواقف ترامب الرئيس مختلفة إلى حد كبير عن مواقف ترامب المرشح هي مجرد آمال زائفة في أحسن الأحوال. على السعودية أن تستعد لبعض المفاجآت التي قد تبرز على الأرجح على شكل خطابات سلبية تصدرها إدارة ترامب”.
على الرغم من عدم ذكر أي سبب رسمي وراء إعلان وزارة الخارجية بالتبرأ من خاشقجي إلا أن الأسباب قد ظهرت من خلال تغريدات خاشقجي الأخيرة والتي أثبتت معارضته للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، خلال اليومين الماضيين أبدى خاشقجي تشاؤمه بشأن السياسات المحتملة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الشرق الأوسط ، كما شن انتقادات لإعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشأن هدنة اليمن.
لمشاهدة تغريدات خاشقجي المثيرة للجدل يمكنكم من خلال الرابط التالي https://twitter.com/JKhashoggi
جمال خاشقجي في سطور
هو الصحافي والإعلامي جمال خاشقجي الذي ولد عام 1958 في المدينة المنورة، والذي قد ترأس عدة صحف سعودية ، وقد بدأ عمله الصحافي كمراسل صحفي لصحيفة سعودي جازيت، ثم عمل مع بعض الصحف الأخرى وقام بتغطية الكثير من الأحداث في أفغانستان والكويت واليابان والشرق الأوسط، بعدها عين نائب رئيس تحرير صحيفة أراب نيوز، ثم تولى منصب رئيس تحرير صحيفة الوطن اليومية، ومنذ عام 2004 عمل مستشارا إعلاميا للأمير تركي الفيصل، وترأس منصب مدير عام قناة العرب الإخبارية التي يمتلكها الأمير الوليد بن طلال وكان المزمع بدء بثها خلال العام 2012 وبدأ بثها سنة 2015م ولم يستمر إلا يوما واحدا فقط، وله عدة مؤلفات هي: كتاب " علاقات حرجة - السعودية بعد 11 سبتمبر " ، كتاب " ربيع العرب زمن الإخوان المسلمين " ، كتاب " احتلال السوق السعودي.
المصدر: المرسال
↧