لم تتخذ وزارة الدفاع الروسية بعد، بحسب وسائل إعلام محلية، قرارا بشأن طائرة "الميغ – 29 كي" التي سقطت في المتوسط مؤخرا أثناء محاولتها العودة إلى حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف".
ويقول تقرير لموقع "life.ru" إن تساؤلا يثار حاليا حول طريقة التعامل مع المقاتلة "ميغ – 29" التي سقطت في البحر بسبب خلل فني وتم إنقاذ ربانها، حيث أن تركها في أعماق المتوسط يشكل خطرا، لأن الأمريكيين لديهم خبرة في القيام بعمليات انتشال من هذا النوع، بخاصة أن المقاتلة غرقت وهي سليمة تقريبا.
ولهذا السبب بحث الموقع عن الوسائل المممكن اتباعها كي لا تصل أسرار هذه الطائرة الحربية إلى الخصوم، لافتا إلى أن حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" كانت فقدت عام 2005 أثناء عملية هبوط طارئة، مقاتلة من طراز "سو – 33&8243;، سقطت في البحر، وتم حينها أيضا إنقاذ الطيار.
المقاتلة "سو – 33" غرقت على عمق 1100 متر، ودار حديث لفترة طويلة عما يمكن فعله لحماية أسرار معداتها وأجهزتها، وتؤكد عدة مصادر أن قنابل أعماق أسقطت على موقع غرقها لتدميرها بشكل تام.
ويقول الخبير صاحب التقرير إن حالة "ميغ – 29&8243;، مشابهة تماما للحادثة السابقة، وقد غرقت في منطقة بالمتوسط يبلغ عمقها بين 1000 – 1500 متر، ولأجل إسقاط قنابل على المنطقة، حيث يرقد هيكل هذه المقاتلة الروسية من الجيل الرابع، يتعين في البداية تحديد مكانها بدقة، وبعد ذلك استخدام كاسحات الألغام في زرع قنابل الأعماق لضمان النتائج.
ويوضح الكاتب أن تدمير الغواصات الغارقة من زمن الحرب العالمية الثانية لا يتطلب إصابتها بشكل مباشر، لأن الدور الرئيس تؤديه المياه، وليس من الضرورة أن تنفجر القنابل عن قرب، لكن في حالة تدمير الطائرات فمن الضروري إصابتها بشكل مباشر.
ولفت التقرير إلى أنه لا يزال هناك أمل في إمكانية انتشال المقاتلة من أعماق المتوسط، مضيفا أن ذلك يتطلب الاستعانة بسفينة متخصصة من أساطيل أخرى غير أسطول البحر الأسود الذي تنتمي إليه سفينة انتشال الأجسام الثقيلة "كيل – 158" التي تعمل على أعماق تصل إلى 300 متر فقط.
من جهة أخرى، ذكر الخبير أن مثل هذا الحل "الإنقاذي" مكلف جدا، وهذا ما يفسر عدم الإعلان حتى الآن عن قرار واضح بشأن طريقة التعامل مع "ميغ – 29" الغارقة بالمتوسط، مرجحا في نفس الوقت أن يتم تدمير المقاتلة بسلسلة من قنابل الأعماق.
وأشار التقرير في خاتمته إلى أن الأمريكيين انتشلوا عام 1974 أجزاء من الغواصة السوفيتية "كي – 129 " التي غرقت في القسم الشمالي من المحيط الهادئ في مارس عام 1968، وأخرجوا قسما من أسلحة الغواصة والمعلومات الهامة من أعماق تصل إلى 5000 متر، وهم لهذا الغرض خصيصا صنعوا السفينة "غلومار إكسبلورير" المزودة بمعدات فريدة للعمليات في المياه العميقة.
روسيا اليوم
↧