اعتدال سلامه من برلين
تختر الدم من الامراض المتكاثرة بسبب عدم الحركة والجلوس لساعات طويلة ايضا السمنة. ويصنف الاطباء الالمان هذا المرض بانه من الامراض الخطير، فهو يسبب انسدادا في الاوردة ما ينتج عنه جلطة دموية عواقبها خطيرة، والم القدم الشديد يكون عادة انذارا يجب عدم اهماله لانه قد يكون اول انسداد و الانسداد التالي قد يكون في احد شرايين القلب. ومن اهم عوارض الجلطة في القدم الام شديدة في بطة الساق، الا انها ايضا ليست مفاجأة لان المريض يكون قد شعر بها في السابق واهملها لاعتقاده بانها بسبب تقلص في العضلات نتيجة قيامه بحركة خاطئة او ممارسته لرياضة عنيفة او تمرين رياضي بعد انقطاع طويلة. ولمعرفة المزيد عن الجلطة الدموية اتصلت ايلاف هاتفيا بفلتر ليبز طبيب الشرايين والاوعية الدموية في مستشفى فلدافينغ ببلدة شتارنبيرغرزيه بالقرب من مدينة ميونيخ فقال ان أهم مسبباتها هي الجلوس الطويل وممارسة الرياضة بشكل مرهق بهدف تحقيق نجاح رياضي او في ظل حرارة مرتفعة، لكن قد تكون نتيجة عدم الحركة لمدة طويلة عند السفر بالطائرة مسافات شاسعة حيث يفقد الجسم كمية كبيرة من السوائل فيه، وبسبب هذا الجفاف يغلظ الدم ( يتختر ) ويصاب المرء بسهولة بالتجلّط وانسداد احد الاوردة الدموية.
وتختر الدم من الامراض الكثيرة التي تصاب بها الاوعية الدموية والاوردة وسجلت الاحصائيات الطبية في المانيا اكثر من 250 الف حالة سنويا . وتصيب هذه الحالة بشكل عام الاوعية في اسفل القدم والحوض لانها تتعرض اكثر من اوعية الذراعين للضغط الناتج عن قلة السائل في الجسم . ومن أهم المخاطر الناتجة عن هذه الحالة زيادة حجم نقطة الدم المتختر التي تلتصق عادة بجدار الوريد ، واذا ما انفصلت عنه وجرفها الدم السائر عبر بطين القلب الايمن ستستقر في الرئتين في وقت من الاوقات وتسبب انسدادا للرئة خطير نتيجة عدم وصول الدم النظيف اليها وقلة كمية الاوكسجين اللازمة لدورتها . ويعّرض هذا الانحسار القلب للارهاق الحاد وعدم استبعاد الاصابة بالنوبة .لكن إذا ما اكتشف التختر الدموي باكرا تنخفض مخاطره لذا يجب الاسراع باستشارة الطبيب المختص عند الاصابة بالعوارض التالية: الآم متواصلة في الساق مصطحبة بشعور بثقلها عند الحركة والشعور بالالم في بطن القدم او بطة القدم عندما تطأ القدم الارض. وانتفاخ يرافقه سخونة القدم خاصة البطة وانصباغ الساق أو ظاهر القدم باللون الازرق او الاحمرار .
وتحدث الطبيب الالماني عن ثلاثة مخاطر للتختبر
1-المخاطر نتيجة جريان الدم ببطأ، فكلما بطأ سير الدم في الجسم زادت اخطار انشباك جزء من الدم المتختر بجدار وريد او شريان فتكون الخطوة الاولى لحدوث جلطة دموية . والمهددون بالاصابة هم اللذين يجلسون وقتا طويلا جدا ويتحركون قليلا . فقلة الحركة تقلل من قدرة العضلات ووظيفتها للدفع بالدم مما يؤدي الى عدم نقل اوردة الساق للدم الى القلب عبر الدورة الدموية وعودته . فمع كل حركة تضغط عضلات بطة القدم على اوردة الساق وترفع بشكل غير مباشر سرعة سريان الدم .
ويحذر الطبيب الالماني ايضا من السفر بالسيارة او الطائرة لوقت طويل لكن المخاطر تكون اكبر على المرضى اللذين يلزمون السرير مثل كبار السن او المصابين بكسور في القدم يمنعهم من الحركة او من اجريت له عملية جراحية ضخمة .
ومن الاجراءات الوقاية:
-خلال الرحلات الطويلة بالطائرة او السيارة يجب القيام بشكل منتظم بحركات رياضية ومن الافضل ان تكون كل ساعة .
-تحريك القدمين جلوسا بشكل دائري أو المشي على أطراف الاصابع .
-الجلوس على طرف المقعد مع رفع اصابع القدمين بقدر الامكان بالاستناد الى الكعب ثم العكس عدة مرات .
-خلع الحذاء خلال الرحلات الطويلة خاصة الجوية .
-وعلى المصابين سابقا بجلطة بالقدم طلب الجلوس في مكان تكون الفسحة امام المقعد واسعة لمدّ القدمين .
-التنفس شهيقا وزفيرا بشكل عميق عدة مرات، فهذا يحرك مضخة الحاجب الحاجز التي تنشط جريان الدم في اوعية الدم في البطن .
-استخدام مشد للقدم ( يفضل حتى الركبة ) بناءا على استشارة الطبيب مع معرفة طريقة لبسه بشكل صحيح، فاذا ما كانت خاطئة تلحق الضرر بالاوردة .
وينصح الطبيب بهذه النصائح كل من الحوامل والنساء اللواتي يتناولن حبوب أو هرمونات وكل من تجاوز سن 65 وذوي الاوزان الزائدة ومن اصيب باضرار في الاوردة ( الدوالي مثلا ) والمصابين بامراض سرطانية.
2- المخاطر نتيجة كثافة الدم والتختير الخفيف
يسيطر على الدم عامل توازن بين الدفع بالتختر ومنعه لذا يظل الجسم معرضا لتجلط كمية ضئيلة من الدم تتوارى بسرعة لعوامل بيولوجية، لكن عند وقوع خلل لهذه العملية تصبح امكانية الاصابة بالجلطة واردة . وفي هذه الحالة فان اكثر المتضررين منها هم اللذين يتناولون عقاقير كالكورتيزون وحبوب منع الحمل ، لذا يجب استشارة الطبيب لمعرفة ما اذا كان بالامكان مواصلة تناولها او استبادلها باجراءات وقاية .
وإذا ما اصيب شخص من افراد العائلة بالجلطة الدموية بشكل متكرر يجب اجراء تحليل خاص للدم لسائر الافراد لمعرفة ما اذا كان هذا المرض وراثي او ان الجسم لديه استعداد للاصابة به .
وحذر الطبيب الالماني من انخفاض كمية السوائل في الجسم الذي يكون ايضا نتيجة انخفاض كبير في رطوبة الجو. ففي الطائرة مثلا تصل نسبة الرطوبة الى ثمانية في المائة وهي نسبة منخفضة جدا لذا يجب الاكثار من شرب السوائل على الاقل 150 مللتر في الساعة مع الامتناع عن شرب الكحول الذي يرخي العضلات لكنه يعرقل انحدار الدم وصعوده في القدمين ومفعوله مثل القهوة يصّرف الماء من الجسم .
3- اصابة الاوردة بالجلطة مرة اخرى
وهذه الحالة يعاني منها ايضا المصابون بالدوالي او من اصيب بجروح داخلية اثر ممارسة رياضة عنيفة فتكون جدران الاوردة متضررة مسبقا واحتمال الاصابة بجلطة ثانية كبير، لذا يجب الاسراع لزيارة الطبيب مجرد ظهور انتفاخ في القدمين او احمرار الجلد. لكن هناك رياضة معينة للاوردة يمكن ممارستها تحت اشراف اخصائي لتفادي وقوع جلطة اخرى . وتشير دراسة طبيبة بان التدخين لا يلحق فقط الضرر بالشرايين بل والاوردة الدموية ايضا .
ويعالج الطبيب الالماني منع تختر الدم بالعقاقير والجوارب الضاغطة ( المشد ) التي لا تحرك الدم في الاوعية فقط بل وتزيل الانتفاخ المرافق عادة للجلطة. ولا ينصح بالتزام السرير الا في حالات استثنائية لان الرقود احد مسببات الجلطة ويجب كثرة حركة والامتناع عن التعرض للاشعة ( سولاريوم ) وعدم دخول السونا ، وتعتبر الحمامات الباردة للقدمين وسيلة جيدة لتضييق الاوعية المتسعة .
وبحسب قول الدكتور ليبز حتى ولو تمت معالجة الجلطة بشكل ناجح وعاد المريض الى حياته العادية، الا ان نسبة لا بأس بها من المرضىو تصل الى اكثر من20 في المائة تعاني بعد وقت قد يكون طويلا من عوارض الجلطة . وفي حالات كثيرة لا تنفتح الاوردة المصابة تماما فيصبح مجراها ضيق ويبقي فيها بقايا تختر الدم ، أو تؤدي الجلطة الى التصاق جدار الوريد فيصبح معطلا بشكل دائم ، فتسبب بقاء الدم في اوردة القدم ويتجمع نتيجة ذلك السائل في الساق .
وفي هذا الحالة فان اهم ما يمكن ان يقوم به الطبيب هو العلاج بواسطة جوارب الضغط ( المشد ) لانها تعمل على توفير ضغط عالي في اوردة القدم وتحسين انحدار الدم . عدا عن ذلك يجب تناول عقارات لمدة اشهر لازالة التختر. ويعطى للمريض الذي يجلس لمدة طويلة بسبب عمله علاجا تدخله مادة Heparin هيبارين تساعد ايضا على الحؤول دون حدوث تختر. لكن على المريض مساعدة نفسه بالمثابرة على لبس المشد بشكل صحيح وتفادي شراء القياس الاكبر مما لا يساعد بشكل كاف على الارتداد الوريدي ويفضل المشد حتى الركبة