معاناة "أم نور" في السجون السورية وظلم معتقلات الأسد و التي وثقت بحسب الناشطة التي نشرت الثقة بين شهر كانون الأول من العام 2012 وشهر شباط من العام 2013، تجسد مأساة الاغتصاب وقسوة المجتمع.
وفي تفاصيل هذه القصة المأساوية، فإنّ هذه المرأة وهذه الأم لشاب يبلغ من العمر 16 عاماً كانت تملك متجراً للخياطة في مدينة حمص، وتعمل به.
في أحد الأيام مرّت تظاهرة من أمام المتجر فقامت بتصويرها دون أن تشارك بها، وهي أحد التظاهرات التي كانت تخرج ضد نظام الأسد.
جريمة "أم نور" كانت التصوير بالنسبة لإجرام ديكتاتورية الأسد، فالنظام السوري والذي أطلق النار على المتظاهرين في حينها، رصد بدوره الفيديو الذي صورته "أم نور" والذي لم تتمكن من حذفه رغم محاولتها، وما كان من عناصره إلا أن قبضوا عليها متهمين اياها بالخيانة.
في السجن، أوّل وجه تعرفت عليه "أم نور" كانت الضابطة الملطخ وجهها بالدماء والتي صفعتها لما عرفت تهمتها حتى وقعت أرضاً ومن ثم طلبت من السجانات أن يدخلوها إلى الغرفة المجاورة، لتنده هي بدورها ضابطاً يدعى أبو حيدر.
حينما دخلت "أم نور" إلى الغرفة وجدت بها سريراً فعلمت المصير الذي ينتظرها ولم تتمالك الصدمة والخوف ولا البرد الشديد لتقع أرضاً.
ولما أتى الضابط "أبو حيدر" إليها سألها عن عمرها وسكنها ثم غادر ليعود بعد ساعة ومعه ابنها مخاطباً اياها "سوف تغتصبين أمامه وهذا جزاء الخونة".
تروي "أم نور" الذي عانته في تلك اللحظات فتقول "صرخت وترجيته، وقمت بتقبيل قدميه ألا يفعلها، فما كان منه إلا أن ضحك بصوت عالٍ جداً".
مضيفة "بعدها قام بضربي بقدميه، ونادى السجانات اللواتي نزعن عني كلّ ملابسي ومن ثم قمن بتقييدي على السرير".
وتتابع " كان ابني يصرخ ويبكي طالباً منه أن يبتعد عني إلا أنّه ضربه حتى نزف أنفه، وقام باغتصابي وأنا متعرية تماماً أمامه، حتى نزف جسدي".
وتشير "أم نور" أثناء سردها لهذه الواقعة إلى كلّ ما عانته خلال فترة اعتقالها من تعذيب وانتهاك وصعق بالكهرباء.
مأساة هذه المرأة السورية لم تتوقف هنا ولا بين جدران سجون الأسد التي تغتصب وتنتهك وتقتل، بل تتابعت بعد الإفراج عنها، حيث أنّها لم تجد ابنها كما قد رفضت العائلة احتضانها، وذلك بعد اتهماها بالشرف.
المصدر: جنوبية
↧