المكدوس "الطبق الملك" على المائدة السورية، يشق طريقه مع السوريين في بلدان اللجوء كطعام مفضل اشتهروا بإعداده. واليوم تتحول صناعته إلى مصدر دخل إضافي في ظل ظروف الحرب واللجوء، لاسيما للنساء السوريات في تركيا.
(المكدوس) أكلة يحبها السوريون دون استثناء، ولا غنى عنها على موائد وجبتي الفطور والعشاء لديهم. وهي أكلة سورية شعبية معروفة في بلاد الشام عموماً وسورية خصوصاً، وقد بدأت في الآونة الأخيرة تنتشر في الأسواق التركية بعد أن تُعلَّب لتُباع في المتاجر الخاصة التركية.
«المكدوس».. مشروع اقتصادي
يُحضّر «المدكوس» في فصل الخريف، وعادة يتم تحضيره كمادة داعمة في فصل الشتاء، وذلك في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر أو بداية شهر تشرين الأول/ اكتوبر عندما تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض، ولكنه اليوم لم يعد بالنسبة للسوريين من الأصناف التي توضع على المائدة فقط، بل أصبح مشروع لدخل إضافي في ظل ظروف الحرب واللجوء، وهنا تأخذ مشاركة المرأة السورية في قطاع الأعمال حيزاً يتوسع أكثر فأكثر مع إدراك أهمية وجود نساء متحفّزات للإدارة والاستثمار في مشروعات صغيرة مدرّة للدخل تحتاجها الأسرة السورية في ظروف النزوح وتؤمّن فرص عمل جديدة وتظهر قدرة العديد من النساء على أداء هذا الدور من إدارتهن للاقتصاد المنزلي بالدرجة الأولى وصولاً إلى القيام بمشروعات من هذا النوع وفقاً لخطوات تكون مدروسة.
«أم خالد» سيدة أخدت على عاتقها مسؤولية تأمين دخل إضافي يعين زوجها الذي لديه بسطة خضار صغيرة، فكانت تقوم بصنع دبس الفليفلة ودبس البندورة من الخضار التي لم يستطع زوجها بيعها وتكون قد وفرت على زوجها الخسارة في العام الماضي. ثم بدأت تعمل في تصنيع المكدوس، مكدوس ماركة «أم خالد» تقول: «أذهب مع زوجي إلى سوق الهال وأشتري الباذنجان المناسب لتصنيع المكدوس، ثم أقوم بسلقه على الحطب حتى أوفر الوقود».
واستأنفت «الحمد الله الإقبال على شراء المكدوس كبير، هناك أشخاص يأخذونه محشياً وجاهزاً للأكل وآخرون يقومون هم بإضافة الفليفلة الحمراء اليابسة، وإضافة المكسرات كل حسب استطاعته، إما الجوز أو الفستق عبيد، وبعد أن قامت إحدى صديقاتي بعرض منتجاتنا في مدينة إسطنبول التركية توسع عملي وأصبح لدينا ورشة صغيرة هذا العام لإعداد المكدوس وبعض المنتجات الغذائية».
كما أصبح مكدوس «أم خالد» ماركة لها قيمتها، أحمد الله على رزق الحلال، وإن شاء الله سوف أوسع عملي، وأجد أسواق أخرى لتصريف منتجاتي.
وأضافت «لم أكن وحدي المستفيدة من هذا العمل فهناك عشر نساء يعملن معي ويحققن دخلا إضافيا لأسرهن.»
وختمت أم خالد بقولها «بالإرادة والبحث عن عمل شريف سوف نستمر بتأمين حياتنا وأطفالنا.. في الغربة يجب علينا أن نؤمن أن الله مع العمل الشريف والصادق».
عبير الهاشم- زيتون
↧