ارتفع عدد النازحين من شرق حلب خلال يومين إلى عشرين ألفا، وقالت منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيض) اليوم الثلاثاء إن شرق حلب بات خاليا من كل وسائل العلاج والإسعاف، بينما تنتظر المنظمات الدولية موافقة النظام السوري على إدخال المساعدات.
وأضاف البيان أن أكثر من أربعين ألفا فروا ما بين بداية يوليو/تموز الماضي ومنتصف نوفمبر/تشرين الثاني الحالي من مناطق القتال داخل وقرب الجزء الغربي بحلب الذي يسيطر عليه النظام، ليصل العدد الإجمالي للنازحين في الأشهر الخمسة الماضية إلى ستين ألفا.
وقال مراسل الجزيرة إن وتيرة النزوح من الأحياء التي سيطرت عليها قوات النظام في شرق حلب ما زالت مستمرة باتجاه الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة. وأضاف أن الأحياء التي باتت تشكل خطوط مواجهات بين النظام والمعارضة أيضا شهدت حركة نزوح مكثفة للأهالي.
وفي سياق متصل، بثت وسائل إعلام موالية للنظام فيديو يظهر نزوح عدد من العائلات باتجاه مناطق سيطرة النظام في حلب، حيث أظهرت الصور إحاطة عناصر من مليشيات أجنبية موالية للنظام بالأهالي النازحين الذين كان جميعهم من الأطفال والنساء، ولم يعرف مصير هؤلاء النازحين حتى اللحظة.
ووصف الدفاع المدني أمس الاثنين الوضع في المناطق المحاصرة بالكارثي، وأعلنها منكوبة بالكامل، كما أكد أن كميات الوقود التي يستعملها لتسيير عرباته التي تتولى إسعاف المدنيين ستنفد خلال يومين.
وقال منير مصطفى نائب مدير الدفاع المدني السوري للجزيرة إن حلب باتت خاوية من المستشفيات والأدوية ووسائل العلاج والإسعاف، مضيفا أنه عندما يتم سحب جريح من تحت الأنقاض فإن المسعفين يجدون أنفسهم في وضع محير لعدم قدرتهم على معالجة جراحه.
من جهة أخرى، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين إنه ليست هناك مستشفيات عاملة في المنطقة وإن مخزون الطعام أوشك على النفاد، فيما يتوقع أن يفر آلاف المواطنين من منازلهم، مضيفا عبر موقع تويتر أن عدد النازحين وصل إلى 16 ألفا في حلب.
من جهته، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أمس الاثنين إن المنظمة تدعو كل الأطراف إلى حماية المدنيين ووقف القصف العشوائي لإدخال المساعدات، مضيفا أن نحو 270 ألف مدني في أمس الحاجة للمساعدات الغذائية التي لم تصلهم منذ يوليو/تموز الماضي.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق أن المعارضة السورية المسلحة وافقت على إدخال قوافل مساعدات إلى حلب، في حين لم تتلق بعد جوابا من النظام السوري وروسيا.
أما المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بتينا لوشر فقالت من جنيف إن المدنيين في شرق حلب يواجهون ظروفا "رهيبة"، واصفة الوضع بأنه "انحدار بطيء نحو الجحيم"، حيث ينتظر البرنامج موافقة النظام على إدخال المساعدات إلى شرق حلب المحاصر.
وفي موسكو، أمر الرئيس فلاديمير بوتين بإرسال مشاف ميدانية متنقلة إلى محيط حلب لتقديم المساعدات الطبية للسكان، وفق ما نقلت وكالات روسية عن الكرملين.
وسبق أن أكد مراسل الجزيرة اليوم الثلاثاء أن أكثر من 25 مدنيا قتلوا في حي باب النيرب، حيث استهدفتهم غارة جوية أثناء محاولتهم الفرار من القصف سيرا على الأقدام إلى مناطق أكثر أمنا.
المصدر: الجزيرة نت