مع ورود عدة تقارير، تفيد بتعرض المدنيين النازحين من الاحياء المحاصرة بمدينة حلب باتجاه الاحياء الغربية من المدينة، لانتهاكات من قبل قوات النظام السوري، تمكنت شبكة "الاتحاد برس" من الحصول على شهادة احد الناجين مما وصفه بـ "الرحيل من الموت إلى الموت"، قاصداً بذلك طريق النزوح إلى حلب الغربية.
"محمد. أ. ر"، شاب في الخامسة والعشرين من عمره، لم يحمل السلاح في حياته ولم يحاول أن ينتسب لأي طرف من الاطراف المتصارعة في مدينته التي باتت أخطر مدن العالم وأسوءها معيشة على الإطلاق، يروي ماحدث معه عندما أراد ان يتخلص من الحصار والقصف المفروضين على الجزء الشرقي من مدينته، حيث يقطن هو وعائلته وأهله.
يقول محمد لـ "الاتحاد برس": "خرجت مع عشرات العائلات يوم الاثنين الماضي، مع عشرات العائلات الأخرىباتجاه مناطق سيطرة قوات النظام في الاحياء الغربية ،عبر (المعبر الوحيد) الذي خصصته قوات النظام لذلك بين حيي "باب النيرب" الخاضع للمعارضة وحي "الصاخور" الذي بات تحت سيطرة قوات النظام، ولمسافة لا تتجاوز 1 كم فقط.
واضاف "على مقربة من الحاجز الأمني الأول، الذي يتولى (تفييش) جميع النازحين والتأكد من بطاقاتهم الشخصية وسلامتها وعدم صلتهم بـ (الإرهابيين)، رأيت ما ما جعلني أغير قراراتي خلال لحظات، وأفضل القصف والحصار على اللجوء إلى مثل هؤلاء (القتلة المجرمين).
عُصي وقضبان حديدية وكابلات كهربائة "مجدولة"، تسلخ بها جلود النازحين من رجال ونساء وحتى اليافعين من الاطفال، ممن اشتُبه بانتمائهم أو قرابتهم أو حتى شابهت "نسبتهم" أحد الاشخاص المطلوبين في المعارضة أو الجهات التابعة لها، أما الشبان فالاعتقال كان سيد الموقف، والسعيد منهم من يتم اعتقاله دون سلخ جلده أو ضرب نسائه أمامه.
في هذه اللحظات التفت إلى الخلف، وبدأت بالمضي قدماً إلى تلك الاحياء المتعبة المنهكة بفعل القصف والتدمير والحصار، إلا أن سوء حظي لفت غلى انتباه عناصر النظام الذين أصبحوا خلفي وبدأ أحدهم بالجري خلفي وسط إطلاق للنار في الهواء بقصد دفعي للتوقف، إلا أن عقلي كان محصوراً في تلك اللحظات بكيفية الوصول إلى أول ساتر ترابي للمعارضة، إلا أنني أصبت بطلق ناري في القدم في آخر خطواتي، ليتم سحبي بعدها من قبل مقاتلي المعارضة إلى داخل الاحياء المحاصرة، ومنذ يومين والنزيف لم يتوقف ولم أدرِ ما أفعل".
المصدر: الاتحاد برس
↧