قال مصدر دبلوماسي أوروبي إن روسيا لا تريد سقوط مدينة حلب في الوقت الراهن، وهي ستعمل على كبح جماح قوات النظام السوري والميليشيات السورية وغير السورية الرديفة لها، لكنّها ستستمر في محاربة التنظيمات التي تصفها بالإرهابية في القسم الشرقي من المدينة،
وقالت المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "إن روسيا تُدرك أن النظام السوري لا يملك القوات العسكرية البرية الكافية لدخول الأحياء الشرقية من حلب والسيطرة عليها، وهي على يقين بأن سقوط شرقي حلب وخسارة المعارضة المسلحة فيها سيفسح المجال واسعًا للميليشيات الإيرانية والتابعة لها لتقتحم المدينة وتُهمين عليها، وهذا ما ترفضه روسيا، التي لا تريد أن تكون جنديا عند إيران"، وفق تعبيره.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال اليوم (الخميس) خلال زيارة له إلى تركيا إن روسيا ستواصل عملياتها في شرق حلب وستنقذ المدينة السورية من "الإرهابيين"، كما ستواصل جهودها للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وحول هذا التصريح، قال المصدر "عدم رغبة روسيا سقوط القسم الشرقي من مدينة حلب في الوقت الراهن لا يعني أنها ستوقف عملياتها العسكرية هناك، أو أنها ستفك الحصار عن المدينة المُحاصرة، فالأمر ليس هدنة ولا مصالحة، بل هو قرار بتخفيف زخم الدعم الجوي الروسي لقوات النظام السوري والميليشيات المؤيد له والمرابطة حول حلب".
وكانت روسيا قد أعلنت مطلع الشهر الماضي عن استثناء مدينة حلب من عمليات القصف الواسعة التي كانت تقوم بها، ثم قررت التفاوض مع المعارضة المسلحة في المدينة حول خطة تركية للهدنة، ودرس مسؤولون روس مع مسؤولون أتراك إمكانية التراجع عن موضوع اقتحام حلب، وتسليم إدارتها للمعارضة، مقابل إقناع الفصائل في حلب أن تُخرج جبهة النصرة منها، وهو الاقتراح الذي "رفضه النظام السوري فورًا تماشيًا مع الرغبة الإيرانية"، حسب المصدر الدبلوماسي الأوروبي.
وقال المصدر "يبدو أن إدراك إيران أن روسيا مترددة بموضوع اقتحام حلب وإسقاطها دفعها للإعلان عن استعدادها لإرسال نحو مائة ألف من قوات (الباسيج) إلى سورية، والتي قال مسؤولون إيرانيون إنهم ينتظرون توجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي".
وفي 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أكّد أحمد الأسدي، الناطق باسم الحشد الشعبي، والتي هي في واقع الأمر ميليشيات شيعية عراقية موالية لإيران تُقاتل إلى جانب الجيش العراقي، إن هذا الحشد سيتّجه إلى عمق الأراضي السورية بعد انتهاء معركة الموصل في العراق للقتال مع قوات النظام السوري ضد من وصفهم لـ "التنظيمات الإرهابية"، وهو التعبير الذي يُطلقه النظام السوري وحلفائه على كل فصائل المعارضة السورية المسلحة.
وتوحي محاولة تعطيل إيران الخطة الروسية – التركية حول حلب بوجود تضارب أهداف ومصالح بين موسكو وطهران، على الرغم من التنسيق العسكري بينهما، ورضاهما المُعلن عن ممارسات وحدود نفوذ كل طرف.
وتؤكد المعارضة السورية "إحصاء 66 ميليشيا طائفية موالية لإيران تُقاتل في سورية"، ويُقدّر عدد مقاتلي المليشيات العراقية بـ"نحو 20 ألف مقاتل، ومقاتلي (حزب الله) اللبناني 10 آلاف مقاتل".
وتعتقد بعض أطراف المعارضة السورية أن التوافق الروسي – الإيراني الظاهر هو غطاء لخلافات حقيقية بين الطرفين، مهددة بالظهور للعلن في أي وقت، خاصة بعد أن باتت إيران هي المسيطر على الأرض السورية، والسيطرة الجوية الروسية لا تحقق السيطرة للروس على الأرض لعدم وجود قوات برية تابعة لها.
بالمقابل، أعلنت الفصائل العسكرية العاملة في مدينة حلب اليوم (الخميس) عن تشكيل كيان موحد يحمل اسم (جيش حلب)، وهو يضم فصائل فتح الشام وأحرار الشام والجبهة الشامية وفيلق الشام والفوج الأول وحركة نور الدين الزنكي، هدفه "إنقاذ مدينة حلب وأهلها، ومنع النظام السوري والميليشيات الرديفة من اقتحام الدينة أو النجاح في قطع طرق الإمداد عن أحيائها الشرقية".
وكالة آكي الإيطالية للأنباء
↧