بعض الأشخاص من مفكرين ورجال دين ومثقفين وعلمانيين في الشرق المسحوق
بدوافعهم ورغبتهم وعملهم يرون بأن الاخرين يجب ان يكون صورة عنهم سواء بطريقة التفكير او ان ينظروا للأمور كما هم يرونها وفي ان يتكلموا نفس الكلام ونفس النهج سواء كان هذا بطريقة واعية او غير واعية بقصد او دونما قصد لتحقيق اهداف مختلفة، والقراءة المحافظة للدين والنص لا تختلف في هذا عن القراءة العصرية للعلماني والباحث بنتائج بمعظم الاحيان، التي ستظهر في المستقبل القريب او البعيد لان الحكم على الايمان يبقى ليس فقط في الطرح ايضاً في النتائج والقيم الذي ينتجها هذا الايمان او القراءة للدين مع مرور الزمن.
هؤلاء الاشخاص اكثرهم رجال دين محافظين للنصوص هم يقتلون روح الحياة في الافراد والابداع في هذا لدى الذين يسمعون إليهم ويؤثرون بهم بمعظم الأحيان بمشاعرهم باسم المقدس والله لغايات ودوافع معينة قد تكون جيدة تتجه للغير العام او تكون انانية تفقد لمعنى الحياة أي تحسين الواقع والقيم الجيد بنتائجها التي ستظهر اما في القريب او العاجل كما ذكرت اعلاه وبوجود الاعلام الديني الكبير الاف القنوات والمتحدثين والعقائد وهذا من اهم أسباب تراجع الامة وتراكم هذه المشكلة لعصور مازالت قائمة، لان في تشكيل الانسان النفسي في بيئته بأيمانه لديه جانبين في التأثير عليه وتشكيل مواقفه ووعيه هو جانب المقدس في الكتاب المقدس الذي يؤمن به بنصوصه والجانب الاخر هو الشخص المفسر للدين والمعلم للدين, وحريته ووعيه بين هذين الجانبين الى اين تتجه بإرادة واعية او مغيبة او مشوشة في الفهم والايمان والفاعلية بهذا الايمان في مٌجتمعه.
ان أعظم نضال وفكر في حياة الشعوب النضال لأجل فردية وخصوصية الانسان وحضه على هذا والانبياء كانوا هكذا نضالهم ورسالتهم، لأنه أكبر تكريم للفرد المخلوق على صورة الله.
والعدالة الإلهية تأتي بأنصاف ذات الانسان بالمعرفة بهذا بخصوصيته وشخصيته قبل أي شيء اخر في مفهوم العدالة. فقد خلقنا الله افردا ًويحاسبنا افراد، وتحقيق الابداع بفرديته وخصوصيته بتجرد خالص دون أي تأثير من قبل أي أحد سوى بالتفاعل الإيجابي الذي يحقق هذه الغاية الفردية ضمن معايير المعرفة الموضوعية.
لماذا الصديق احمد تريد ان تقرأ الدين قراءة عصرية بمفهومك وطريقتك ومنهجيتك وتؤثر بها على الناس التي بمعظم الاحيان ستنتج انقسام ايضاً وتأتي جماعات أخرى وتقرأ النصوص قراءة أخرى مخالفة لقراءتك بحجج أيضاً طرحها قد يكون مٌقنع لأشخاص وبالأخص ان الدين يحتوي نصوص وأحاديث يشوبها ازدواجية المعايير والتناقض فيما جاء به التي تتحدث عن نفس القضية والموضوع وهي تبقى مقدسة، ولدينا امثلة عديدة بهذا الانقسام في قضايا مختلفة في الاسلام بتاريخ والحاضر وحتى اديان أخرى وان الانقسام السني الشيعي سبب جذوره هذا في قراءة النصوص والأحاديث الموروثة المتناقضة.
القراءة في الدين هي للشخص نفسه بينه وبين ذاته ويجب بهذه القراءة كونه مؤمن ان يكون انسان واعي وفاضل أكثر يخدم بها نفسه وعائلته ومحيطه ومجتمعه بأخلاق نبيلة وجيدة دون فرضها على أحد وانا أرى هنا بأن الخطاب الدوغمائي الديني بتجرده من قيم العقلانية والمعايير المعرفية التي يتفق عليها العلم واعتماد هذا الخطاب على المشاعر والعواطف هو نوع من أنواع الفرض على الناس والأخر او حتى مشاركتها بالشكل القسري او العنفي او منهجية تدعي انها معاصرة للدين تعرقل هذه الذاتية للإنسان وان ذاتية الانسان الواعي يجب ان تكون خارج الدين ومسلماته.
فمثلاً انت ذكرت في بداية مقالك في السطور الاولى بان القرأن الذي لا يأتيه الباطل لا منْ بين يديه او من خلفه، وهذه مسلمة ليست صحيحة يٌبنى عليها الشخص في معايير المعرفية الموضوعية، القرأن قابل للدحض وقابل للأخطاء واي فكر مقدس وغير مقدس مورث ينطبق عليه هذا في عمل العقل وهذا تربص في الطرح ويسوده انقسام ليس فقط للذين ضمن الدين بل خارج الدين ايضاً لان المعرفة الموضوعية في العالم تقول بان الحقيقة لا يمكن ان تتواجد في نص يحتوي حدث معين او في دين معين،
والحقيقة هنا حقيقة فهم الحدث وأنها مطلقة في الدين او الأيديولوجيا المعتنقة.
سأبقى اقولها واكررها وهي هدف طرحي هٌنا ان القراءة للدين والنص الديني وللكون بمحتوياتها من الأشياء المتعددة هي قراءة ذاتية ل الانسان والفرد الذي يدرك ويؤمن ويثق بنفسه ان الله منحه ذات عاقلة ومتعقلة سيدرك هذا الشأن ويكون له ذاته ورؤيته وقضيته التي ينصفه الله بها لان الله يقول اعقلوا وتعقلوا ومن غير العقلانية في مفهوم الروحانيات ان يمنح الله لشخص ان يقرأ في الدين أفضل من شخص اخر بل لكل شخص ذاته ومفهومه عنها التي يجب ان تولد الفضيلة والخير للامة والجماعة، وان أي دافع وشعور لمفهوم أي حقيقة او دين ينتمي لها الشخص هو يجب ان يظهر في الواقع بتغيير معين يتجه للأفضل او الاسوء بقراءته الروحية لان الله روح كما تٌعبر عنه الأديان وانه قوة يجب ان تتجه للخير مرافقة مع القيم الإنسانية.
والأفضل باعتقادي هو دائما التركيز على الفرد أكثر من الجماعة في الطرح فلا يهدي الله ما بقوماً حتى يهدي ما بأنفسكم أي انه الله هنا يتعامل مع الذات والنفس الفردية للشخص في الروحانيات وهذا أكبر تكريم للفرد سواء من قبلنا او قبل الله، واية ايديولوجيات موروثة منذ زمن بعيد مع الزمن تخمد تصبح غير ملائمة لروح الحياة وتغيرات العصر فهي تحتاج ليس فقط
لقراءة عصرية بل لتجديد والقراءة العصرية لا تبعث التجديد في الامة وروحها. ونقد وشك ودحض في مسلماتها او تحتاج لثورة ضدها وضد القائمين عليها.
وانا هنا أُقدر جهودك ومساعيك في هذا رغم اختلافي ببعض النقاط التي أوردتها والمنهجية في الطرح بالقراءة،
↧