خسر مرشح اليمين المتطرف، نوربرت هوفر، في انتخابات الرئاسة في النمسا.
وفي تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وصف هوفر شعوره قائلا إنه "حزين للغاية"، وهنأ المرشح الفائز، ألكسندر فان دير بيلين، الرئيس السابق لحزب الخضر.
ورغم أن المنصب شرفي، إلا أن الانتخابات تعد مؤشرا على فرص التيار الشعبي في الانتخابات في دول أوروبية أخرى.
ووصف فان دير بيلين نتائج الانتخابات بأنها دليل على أن النمسا "موالية لأوروبا"، وتستند على مباديء "الحرية، والمساواة، والترابط".
كما قال عن العلم النمساوي إن "ألوان الأحمر والأبيض والأحمر دلالة على الأمل والتغيير، وتنتشر هذه الدلالة الآن من النمسا إلى كل عواصم الاتحاد الأوروبي".
وتابع: "أخيرا، وكما تعلمون، سأحاول أن أكون رئيس متفتح، وليبرالي، وموال للاتحاد الأوروبي في منصبي كرئيس فيدرالي لجمهورية النمسا".
وكانت الانتخابات، التي جرت يوم الأحد، جولة إعادة للانتخابات التي جرت في مايو / آيار الماضي، وفاز فيها فان دير بيلين بفارق ضئيل، إلا أنها خطأ في التصويت عبر البريد أدى إلى إعادة الانتخابات.
وأضاف فان دير بيلين أن ثمة تغيرات هامة حدثت في الفترة الأخيرة، مثل تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، والانتخابات الأمريكية، وزيادة الاهتمام بالسياسة، "وهي حركة انتخابية على نطاق واسع".
bbcarabic
وكان فان دير بيلين قد حصل على 30 ألف صوت في انتخابات مايو/آيار، لكنها زادت في الانتخابات الأخيرة بعشرة أضعاف.
ورحب قادة الاتحاد الأوروبي بنتائجالانتخابات، التي تتزامن مع مخاوف من ارتفاع أسهم التيارات الشعبية بشكل يحض من مكانة الأحزاب العريقة.
وبعث رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، "بتهانيه الحارة"، في حين قال نائب المستشارة الألمانية، سيغمار غابرييل، إن النتائج تعتبر "انتصارا صريحا على تيارات اليمين الشعبية".
وشكر الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، النمسا "لاختيارها أوروبا وانفتاحها".
وتشهد كل من فرنسا، وهولندا، وألمانيا انتخابات خلال العام القادم، يتوقع أن تحظى فيها الأحزاب المناهضة للأحزاب الرئيسية والهجرة بمكاسب كبيرة.
ويراقب الاتحاد الأوروبي الانتخابات الحالية في إيطاليا بحثا عن أي إشارات لصعود التيارات الشعبية المناهضة لمؤسسات الدولة. فيما تشير استطلاعات الرأي إلى هزيمة رئيس الوزراء، ماتيو رينزي، من حزب يسار الوسط.
وجاءت نتيجة الانتخابات النمساوية مفاجأة للكثيرين، فقد أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى منافسة شديدة بين المرشحين الاثنين.
وتشير النتائج الأولية إلى حصول فان دير بيلين على حوالي 53 في المئة من الأصوات، مقابل 46 في المئة لهوفر.
واتسمت الحملة الانتخابية بالحماس الشديد في الساعات الأخيرة قبل التصويت، وتبادل كلا المرشحين توجيه الإهانات للآخر، ومزق أنصارهما اللافتات الانتخابية.
وأقر هوفر، مرشح حزب الحرية المناهض للمهاجرين، بهزيمته بعد دقائق من إعلان النتائج الأولية للانتخابات.
وشكر مؤيديه، وقال إنه "شديد الأسى لعدم فوزه في الانتخابات". وطالب النمساويين بالعمل معا "بغض النظر عن أصواتنا الانتخابية".
وارتكزت حملة هوفر على مناهضة المهاجرين، في الوقت الذي سادت فيه أجواء من القلق في النمسا بشأن أعداد اللاجئين الوافدين إلى البلاد. وخشيت الأحزاب الموجودة في السلطة من انتصار هوفر بشكل يعزز موقف حزب الحرية في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
كما نوه هوفر إلى إمكانية أن تحذو النمسا حذو بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي عن طريق استفتاء شعبي، لكنه فيما يبدو تراجع لاحقا، واقترح بناء علاقة بلاده بالاتحاد الأوروبي على أساس اقتصادي بحت.
وكانت قائدة الجبهة الوطنية في فرنسا، ماري لو بان، من بين الداعمين لحملة حزب الحرية، وتطلعت إلى انتصارهم في الانتخابات البرلمانية.
ويُتوقع أن تصدر النتائج الرسمية يوم الإثنين، بمجرد إحصاء الأصوات المرسلة عبر البريد.
ويحق لحوالي ستة ونصف مليون نمساوي التصويت في الانتخابات.
↧