ساند الكثير من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران في تصريحاته الأخيرة، عندما قال إن روسيا "تدمر" سوريا، وتداولوا هاشتاغ "شكرا بن كيران"، ساعات قليلة بعد احتجاج موسكو بشكل رسمي لدى الرباط بشأن ما أدلى به بنكيران مؤخرًا.
وانتشر الهاشتاغ بشكل أكبر في سوريا، وكتب الإعلامي السوري هاني الملاذي على حسابه بتوتير: "بعد موقف رئيس حكومة المغرب من عدوان روسيا، اتضح أكثر أن الأنظمة الملكية أكثر تحرراً ونخوة من تجار الجمهوريات ومرتزقة العسكر".
المعارض السوري باسم جعارة كتب كذلك: "شكرا بن كيران لوقوفك إلى جانب شعبنا ضد الإجرام الروسي، وتراجع الخارجية المغربية يجب أن يصحح"، كما كتب الإعلامي السوري عمر مدنيه: "شكرا بن كيران.. أول مسؤول عربي يتجرأ على إدانة مجازر روسيا في حلب"، كما أعاد الإعلامي السوري فيصل القاسم نشر الهاشتاغ على حسابه.
كما انتشر الهاشتاغ كذلك داخل مصر، وكتب جمال سلطان، رئيس تحرير صحيفة المصريون: "كمصري ينتمي إلى ثورة يناير، أتوجه بالشكر إلى الأستاذ عبد الإله بن كيران لتنديده بمجازر روسيا في حلب ، والمروءة ليست جديدة عليه".
ومحليًا أدى موقف بنكيران إلى انقسام في الشارع المغربي، بين من اتفق معه في كلامه واعتبر أنه لم يرتكب خطأ بتصريحاته التي "حمّلت روسيا نصيبًا وافرًا من المسؤولية فيما يحدث بسوريا"، وبين من رأى أن بنكيران خرق واجب التحفظ وعبّر عن رأي قد يؤثر سلبًا على علاقة المغرب بروسيا، خاصة بعد شراكة إستراتيجية جمعت الطرفين قبل أشهر قليلة.
الصحافي المغربي محمد واموسي كتب: " بن كيران أبلغ و أوجز في الوصف "روسيا تحرق سوريا". الروس غاضبون من هذا الوصف الدقيق.. حتى مجرد التصريح أصبح يزعجهم و يحتجون عليه. ماذا تفعل روسيا هناك غير الحرق والتدمير؟".
في الجانب الآخر كتب الصحافي إبراهيم الصافي: "الدولة تتبع ابن كيران بالممحاة، تمسح زلات لسانه غير المسؤولة. المواقف حول الوضع في سوريا لا يمكن بناؤها على ما يتم الترويج له في الإعلام، هناك أجهزة رسمية للدولة تتوفر على معطيات مضبوطة، فأنت رئيس الحكومة، فما عليك إلى ممارسة صلاحياتك وطلب تلك المعلومات، أما التصريحات العشوائية فهي تضر فقط بمصالح البلاد، لسوء الحظ أنت مسؤول فيها".
وكان السفير الروسي بالرباط، فالري فوروبييف، قد قدم احتجاج بلاده أمس الاثنين على تصريحات أدلى بها رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، عندما صرّح أن "روسيا تدمر سوريا وتقف إلى جانب النظام السوري"، والتقى السفير بوزير الخارجية المغربي، صلاح الدين المزوار، حتى يبلغه الاحتجاج على تحميل بنكيران "روسيا المسؤولية عن دمار سوريا".
وقال بلاغ لوزارة الخارجية المغربية إن المغرب ملتزم بـ"الحفاظ على العلاقات القوية مع فيدرالية روسيا والتي تعززت بالإعلان حول الشراكة الإستراتيجية المعمقة بين البلدين"، لافتًا إلى أن المغرب "يحترم دور فيدرالية روسيا بخصوص الملف السوري "، وأن موقف بنكيران لا يعبّر عن موقف البلاد الرسمي تجاه روسيا.
وصرّح عبد الإله بنكيران، لـ"قدس برس" قبل أيام أن على روسيا أن تكون "قوة لحل الأزمة في سوريا لا أن تكون طرفا فيها، مضيفًا أن: "ما يفعله النظام السوري بشعبه مسنودا بروسيا وغيرها يتجاوز كل الحدود الإنسانية، ولا يمكن فهم أسبابه الحقيقية" متسائلا: "لماذا تدمر روسيا سوريا بهذا الشكل؟ كان يمكن لروسيا أن تتدخل لإيجاد حل للأزمة وليس لتعميقها".
وتأتي هذه التطورات في ظرفية حرجة يجتازها رئيس الحكومة المغربية، إثر وفاة والدته ليلة أمس الاثنين، وقد شهد منزل بنكيران اليوم الثلاثاء حضور جلّ القيادات السياسية المغربية لتعزيته، كما بعث العاهل المغربي رسالة تعزية، والتقط الإعلام المحلي صورًا ومقاطع فيديو لبنكيران وهو في حالة تأثر شديدة على فراق والدته.
سي ان ان
↧