على ضوء الحملة العسكرية التي تستهدف حي الوعر المحاصر آخر معاقل الثوار في مدينة حمص، أمهل نظام الأسد الفعاليات العسكرية والمدنية في الحي 24 ساعة تنتهي عصر اليوم الأربعاء، للاختيار بين تهجير أهالي الحي أو الإبادة.
ونقل مراسل أورينت عن مصدر في اللجنة التفاوضية عن حي الوعر تأكيده أن نظام الأسد حدد مهلة تنتهي عصر اليوم الأربعاء، للاختيار بين تهجير أهالي الحي أو الإبادة، مرجحاً عدد الذين سيتم تهجيرهم من الحي بما لا يقل عن (10000) نسمة.
وأشار المصدر إلى أن المنظمات الإغاثية وفعاليات حمص في الشمال السوري أكدوا للجنة التفاوضية عن الوعر أن "هذا التوقيت هو الأسوأ من حيث الإمكانات السكنية، حيث لا يوجد أي أماكن لاستقبال المهجرين في حي الوعر، ولا سيما أن المهجرين من أهالي "خان الشيح مؤخراً، وداريا والمعضمية وقدسيا" سابقاً، جرت محاولة لاستيعابهم ضمن مراكز إيواء مؤقتة ثم وجدوا أنفسهم في مخيمات جماعية، علماً أن مجموع أعداد من سبق ذكرهم لا يساوي 30 % من أعداد من سيُهجر من الوعر في حال حدوثه".
كما تخوف المصدر من حدوث كارثة إنسانية ولاسيما مع انخفاض درجة الحرارة وانعدام وسائل التدفئة.
هذا وشنت قوات الأسد وميليشيات الشبيحة خلال الأسبوع الماضي حملة عسكرية استهدفت حي الوعر، المحاصر بداخله نحو 100 ألف مدني، وسط تردي الأوضاع الإنسانية جراء نقص المواد الغذائية والطبية وفقدان محروقات التدفئة، ويأتي هذا التصعيد ضمن ضغوط يمارسها النظام على الحي للهروب من التزاماته في الاتفاق فيما يتعلق بالإفراج عن المعتقلين، المقدر عددهم بنحو 7500 معتقل، خصوصاً بعد تهديد قوات الأسد قبل أيام سكان الحي بالتصعيد المكثف إذا لم يوافق الحي على المضي بالاتفاق دون المعتقلين، وذلك عبر اتصال لرئيس فرع أمن الدولة مع لجنة التفاوض، وقامت منذ أسبوعين بإطلاق يد ميليشيات "الرضا" الشيعية ضد الحي لتقوم اليوم بالتصعيد المكثف بمشاركة كل قوات النظام، حيث كان مصدر القصف بساتين الحي وتحويلة مصياف وفرع الأمن الجوي وفرع أمن الدولة.
يشار أن دفعتان من مقاتلي وأهالي الحي تم تهجيرهم في أيلول الماضي، إلى مناطق ريف حمص الشمالي، بواقع 750 من المدنيين والعسكريين، بعد التوصل لاتفاق يقضي بإخراج دفعات من الراغبين بالخروج وفتح معبر دوار المهندسين لدخول المساعدات والبضائع.
والجدير بالذكر، أن حي الوعر الواقع غرب مدينة حمص، هو آخر معاقل الثوار في المدينة، ويتعرض باستمرار لقصف من قبل قوات الأسد والميليشيات الشيعية التي تحاصره بالكامل، ويقيم في الحي حالياً نحو 100 ألف نسمة.
↧