Quantcast
Channel: souriyati2 –سوريتي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

نازح حلبي : اشتريت غسالتي للمرة الثالثة بعد السرقة

$
0
0
نازح حلبي : اشتريت غسالتي للمرة الثالثة بعد السرقة "لك هي غسالتنا كأنو يا أم محمد"، بهده العبارات افتتح "أبو محمد" ذاك النازح الحلبي المشرد داخل مدينته التي فصلتها آلة الحرب العسكرية إلى قسمين، حديثه مع زوجته داخل سوق الأدوات المنزلية المستعملة، وبما أن تلك الأدوات هي في الأصل مسروقة من مدنيين آخرين، فقد أطلق على السوق اسم "سوق الحرامية". فأبو محمد، الذي كان يقطن حي "مساكن هنانو"، قبل سيطرة قوات النظام عليه، بات الآن نازحاً من آلاف النازحين الآخرين الذين وصلوا إلى مناطق حلب الغربية التي يسيطرعليها النظام، بعد سيطرة قواته على أحيائهم، تاركين وراءهم منازلهم التي دُمر معظمها بفعل قصف الطيران الحربي لمناطقهم على مدار أشهر مضت. يقول "أبو محمد" لـ "الاتحاد برس"، بعد وصولي إلى مناطق سيطرة قوات النظام، تم نقلي إلى مركز إيواء للنازحين في منطقة "جبرين/المطار"، حيث مكثت وعائلتي المكونة من ستة أشخاص داخل المركز لأكثر من خمسة أيام، قبل أن يتم الإفراج عنا، وإتاحة حرية التنقل لنا داخل مناطق النظام في المدينة، لجأت إلى بيت خالتي لبضعة أيام وانا أبحث عن منزل ياويني وعائلتي من برد الشتاء الذي حل في وقت (غير مناسب) على الإطلاق. ويضيف "أبو محمد"، بعد طول عناء تمكنت من العثور على "قبو" في أحد الاحياء التي كانت تُعد (شعبية)، وقامت خالتي بتأمين بعض الوسائد والأغطية، مع حصير شبه مهترئ نغطي به أرض الغرفة، مضت ثلاثة أيام على مكوثنا في القبو الخالي تماماً من أية أشياء سوى الوسائد والأغطية والحصير، فاقترحت علي "أم محمد"، أن نبيع (خاتم زفافها) الذي لم تعد تملك غيره، لنشتري بثمنه بعض مستلزمات المنزل، وبعد ان بعنا خاتمها، توجهنا إلى سوق "الادوات المستعملة" او "سوق الحرامية"، فهناك سنجد جميع الأشياء بأقل من ربع قيمتها. وبينما نتجول في السوق، وقعت عيني على غسالة صغيرة معروضة للبيع عند أحد الباعة، اقتربت منها وانا أحاول التأكد، لأكتشف انها لي، نعم لقد كانت غسالة منزلنا الذي تركناه قبل أسبوع فقط، وبينما أجاهر "أم محمد" باكتشافي أنها غسالتي، هددني البائع قائلاً: "يا شتري يا بلاع لسانك وروح من هون"، أقسمت له بانها غسالتي، ليهددني مرة أخرى " قصور شر وروح من هون، أحسن ما أعمل شي ما شافتو عينك". صمت "أبو محمد" على مضض وفي عينيه حزن شديد، بعد أن خسر منزله وحياته وعمله، وها هو يرى الآن أثاث منزله الذي سرقه عناصر النظام، يباع امامه ولا يقدر أن يحرك ساكناً. وذكر "بعد ان رأتني زوجتي بهذه الحال، أصرت أن نشتري غسالتنا المعهودة لكونها تعتبرها (جزء من العائلة)، فعدت واشتريتها ودفعت نصف ثمن الخاتم لأجلها"، مشيراً إلى أنها المرة الثالثة التي يشتري بها بعض أثاث منزله المسروق، حيث تمت سرقة أثاث منزله مرتين على يد مجموعات كانت متواجدة داخل "الأحياء المحررة" قبيل حصارها، ولم يعرف حينها السارق، ليجدها بعد أيام معروضة في "سوق الجمعة"، المماثل لـ "سوق الحرامية" في أحياء النظام. وبكلمات يملؤها الأمل، اختتم "أبو محمد" حديثه لنا ضاحكاً "اذا بتنسرق الغراض كلها وبرجع بلاقيها مستعد أرجع أشتريها عشرين مرة"، واصفاً وجود تلك الادوات في معه بـ "عشرة العمر". المصدر: الاتحاد برس

Viewing all articles
Browse latest Browse all 26683

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>