اعترفت سلطات النظام عبر وكالة أنبائه الرسمية بالخسارة الكبيرة التي منيت بها قوات النظام في ريف حمص الشرقي، وخسارتها أمس الأحد أهم مدن البادية السورية لصالح تنظيم "داعش".
وأصدرت وكالة أنباء النظام الرسمية (سانا) بياناً أكدت فيه أن "عناصر الجيش والقوات المسلحة استبسلوا في الدفاع عن مدينة تدمر حيث خاضوا اشتباكات عنيفة مع التنظيم التكفيري الذي هاجم بأعداد كبيرة زادت على أربعة آلاف إرهابي من جهات متعددة المدينة السكنية".
وأضافت الوكالة الرسمية أن "داعش" تكبد خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد بنيران قوات النظام قبل تمكنه من الدخول إلى مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي.
64 غارة روسية
واعترفت قاعدة حميميم الروسية أيضاً بالهزيمة التي منيت بها قواتها في تدمر، رغم الدعم الجويّ لقوات النظام هناك.
وأصدرت القاعدة بياناً جاء فيه "قمنا بأكثر من 64 غارة جوية في محيط مدينة تدمر لمنع تقدم الإرهابيين على حساب القوات البرية الصديقة، وحسب الإستطلاع الفضائي تم التأكد من مقتل 297 مقاتل تابع لتنظيم داعش، وقد قمنا باستخدام قاذفات استراتيجية لم تستخدم من قبل، شاركت القوات الجوية السورية في العمل وقد حققت العمليات الجوية نجاح كبير في تغيير مسار المعركة في الريف الشرقي لمدينة حمص".
واستدركت "حميميم" في بيانٍ لاحقٍ: "قدمنا الدعم الجوي اللازم لصمود القوات البرية في مدينة تدمر قبل سيطرة التنظيم الإرهابي على تلك المدينة التاريخية، ولكن التنظيم الإرهابي قام بإتباع استراتيجية مختلفة في هذه المعركة، ولا بد من استعادة المدينة بأسرع وقت ممكن".
وقبيل دخول التنظيم إلى المدينة هددت "حميميم" باستخدام القاذفات الاستراتيجية الروسية في معارك ريف حمص الشرقي.
أعماق: 100 قتيل للنظام
وجاءت سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة تدمر في رابع أيام الحملة العسكرية التي شنها على ريف حمص الشرقي، والتي سيطر خلالها أيضاً على أربعٍ من أهمّ حقول الغاز في البلاد.
وذكرت وكالة أعماق المقربة من تنظيم "داعش" أن السيطرة على تدمر جاءت بعد انهيار دفاعات قوات النظام الميليشيات الشيعية داخل المدينة، عقب سيطرة قوات التنظيم على قلعة تدمر المشرفة على كامل المدينة وعلى تلة العامرية وحي العامرية شمال المدينة، إضافة إلى المدخل الشرقي للمدينة، وتهديد خط الإمداد الوحيد المتبقي لقوات النظام المحصور بين جبلي “هيان” و “الطار” شمال غرب وجنوب غرب المدينة، اللذين خضعا لسيطرة قوات التنظيم في الأيام الثلاثة الأولى من المعركة.
وأضاف المصدر أن قوات "داعش" تابعت تقدمها إلى الغرب من مدينة تدمر، وسيطرت على منطقة “البيارات” ومنطقة “الدوة” و “مثلث تدمر”، بعد إحكامها السيطرة على المدينة.
وفي شمال غرب تدمر، سيطرت التنظيم على شركة “حيان” للغاز والتقت مع القوات القادمة من منطقة مزارع الدوة غربي المدينة، بحسب وسائل إعلامه أيضا. وتعتر شركة "حيان" للغاز آخر موارد الطاقة بالنسبة للنظام في ريف حمص الشرقيّ، حيث سيطر التنظيم قبل يومين على حقول "شاعر والمهر وحجار". الأمر الذي انعكس بشكلٍ مباشر على توليد الكهرباء في المحطات الحرارية الخاصة بالنظام، فازدادت على الفور ساعات انقطاع الكهرباء في الساحل وحمص ودمشق لتتجاوز 20 ساعة خلال اليوم.
(أعماق) كشفت أيضاً أن معارك الأحد أسفرت عن سقوط نحو 100 قتيل من قوات النظام والميليشيات الموالية، كما استولى التنظيم على 30 دبابة وستّ عربات "بي إم بي" وستة مدافع من عيار 122 وسبعة مدافع رشاشة من عيار 23، وكميات من الصواريخ المضادة للدروع ومنصات إطلاقها، إضافة إلى كميات من صواريخ الغراد وقذائف الدبابات والذخائر المتنوعة.
↧