كشفت أورسولا فون دير لاين، وزير الدفاع الألمانية أنها رفضت ارتداء الأزياء التي تلبسها النساء في المملكة العربية السعودية خلال زيارتها يوم الخميس 8 ديسمبر/كانون الأول 2016 بهدف الاتفاق على تدريب ضباط من الجيش السعودي.
وحسب ما نشرته صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية، فإنها "تراعي دائماً العادات والتقاليد المحلية خلال جولاتها في خارج البلد، لكنها لن ترتدي الحجاب، وقالت إنه لا ينبغي لأي سيدة في وفدها أن تلف بالعباية".
والتقت الوزيرة المنتمية لحزب ميركل الديمقراطي المسيحي بالأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد الذي يشغل أيضاً منصب وزير الدفاع في قصر اليمامة بالرياض.
قرار مُتعمد
وأشارت الصحيفة الأسبوعية في عددها الصادر الأحد 11 ديسمبر/كانون الأول 2016 أنه فيما كانت فون دير لاين (58 عاماً) ترتدي بدلة زرقاء داكنة حاسرة الرأس، كان الأمير والمحيطون به يرتدون الزي السعودي التقليدي، المكون من الغترة والثوب.
وبينت الصحيفة أن عدم ارتداء فون دير لاين “العباية” التي تغطي كامل الجسم، وتلبسها النساء السعوديات عادة، "كان قراراً متعمداً".
وأشارت الوزيرة إلى أنها "تبذل ما في وسعها للالتزام ببعض القواعد العامة احتراماً لحضارة البلد، كعدم لمس الطعام باليد اليسرى التي تعد غير طاهرة في البلدان العربية"، على حد تعبيرها.
وأضافت: "بالطبع أحترم أعراف وتقاليد البلد"، مستدركة بالقول إنه “بالنسبة للباس هناك حدود معينة لدي، فيما يتعلق بالتكيف مع البلد، فلا ألبس الحجاب، وأرتدي البناطيل".
إسثناء
ونشرت الصحيفة أن السعوديين يستثنون كبار السياسيات الغربيات من قواعد اللباس، لكن ذلك لا ينطبق على باقي النساء في الوفد، كشأن الصحفيات والمترجمات والموظفات، لذا قامت السفارة الألمانية في المملكة بتوزيع العباية عليهن بعد وصول الوفد مباشرة للرياض يوم الأربعاء 7 ديسمبر/كانون الأول.
وقالت الوزيرة في هذا الصدد إنه "لا ينبغي على أية سيدة في وفدي لبس العباية، فاختيار المرء لباسه بنفسه هو حق يتشاطره الرجال والنساء بالتساوي. يغضبني أن يتوجب الضغط على النساء المسافرات معنا كي يلبسن العباية".
وكانت السفارة الألمانية في السعودية قد أعلنت قبل الزيارة أن أحد أهدافها ستكون التوصل إلى اتفاق لتدريب ضباط الجيش السعودي، مشيرة إلى أنه "ابتداء من العام المقبل ستستقبل كلية الدفاع الألمانية العديد من الضباط الشباب من الجيش السعودي".
وكانت واقعة بروتوكولية أخرى ذات صلة بألمانيا قد تسببت بالكثير من الجدل، إذ طالب إيرانيون في شهر أكتوبر/تشرين الأول نائبة الرئيس بالاستقالة من منصبها بعد مزاعم خاطئة نشرتها قنوات الإعلام الرسمي الإيراني عن مصافحتها وزيراً ألمانياً في اجتماع، ما أجج سخطاً في أوساط البلاد.
وفي الحقيقة لم يكن الوزير المذكور سوى وزيرة البيئة الألمانية، باربرا هيندريكس، التي كان شعرها قصيراً و ترتدي بدلة رسمية، كما أضفى حقيقة أن المصافحة كانت مع هيندريكس، أول مثلية في التاريخ الألماني تتولى منصب وزيرة فيدرالية، المزيد من الجدل على الواقعة.
المصدر: هافينغتون بوست عربي - سليمان عبد الله
↧