من المتوقع، أن يعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، عن تعيين الرئيس التنفيذي لشركة النفط العملاقة "إكسون موبيل" ريكس تيلرسون، وزيراً للخارجية في إدارته، وذلك بناء على معلومات تسربت في وقت متأخر مساء أمس الإثنين.
ويأتي اختيار ترامب كبير مراجع الصناعة النفطية، ليرأس الدبلوماسية الأميركية، بعد أسابيع من المنافسة والاستقطاب، وما أثارته الترجيحات من خلافات داخل فريقه، أطاحت باثنين كانا من أقرب المرشحين لهذا المنصب، هما رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني، والمرشح الرئاسي السابق ميت رومني.
ويبدو أنّ خيار ترامب قد رسا على تيلرسون، بناء على نصائح وزراء سابقين منهم وزيرا الخارجية السابقان جيمس بيكر وكوندوليزا رايس، ووزير الدفاع السابق روبرت غايتس، حسبما تردّد.
ومع أنّ ترامب اعتمد على أصحاب الخبرة في هذا المجال والموثوقين منهم، لا سيما بيكر وغايتس الجمهوريين، إلا أنّ المفارقة، أنّ أبرز المعترضين أو المتحفظّين في الكونغرس على تسمية تيلرسون، هم من الجمهوريين أيضاً، بل حتى من أركانهم وعلى رأسهم السناتور جون ماكين، فضلاً عن المرشح الرئاسي السناتور ماركو روبيو.
وعلّل هؤلاء موقفه بالإشارة إلى أنّ تيلرسون تربطه "علاقة ودّ" مع الرئيس الروسي بوتين، سهّلت له عقد صفقات كبيرة بمئات مليارات الدولارات مع كبرى شركات النفط الروسية، لافتين إلى أنّ هذه العلاقة بلغت حدّ منح بوتين أعلى وسام مدني للوزير الجديد، الذي قدّم "تبرعات لهيئات صحية واجتماعية روسية"، فضلاً عن انتقاده للعقوبات الأميركية على موسكو.
وعزّز هذه التحفظات، ما أثارته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، نهاية الأسبوع الماضي، عن تدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بقصد "ترجيح كفة ترامب"، ودخل الكونغرس على خطها، واعداً بفتح تحقيق شامل لكشف خفاياها، والوقوف على حقيقة ما حصل بخصوصها.
وقد أضاف ترامب شحنة من السخونة إلى الجدل، عندما صرّح بأنّه "لا يصدّق سي آي إيه"، الأمر الذي رفع منسوب الشبهة، مع أنّه لا دليل قاطعا على أنّ التدخل، الذي يقرّ الجميع بحصوله، كان لمصلحة ترامب أو أنّه انتهى إلى ترجيح كفته.
لكنّ التوجس عاد ليطفو على السطح، بعدما كشفت "سي آي إيه"، أنّ الاختراق الروسي حصل لمواقع الحزبين الجمهوري والديمقراطي أثناء الحملة الانتخابية، لكن وحدها المعلومات عن الثاني جرى تسريبها إلى موقع "ويكيليكس".
هذه البلبلة حول التدخّل الروسي في الانتخابات الأميركية، قد تجعل مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين تيلرسون صعبة، إذا بقي فريق من الجمهوريين على تشدّده ضد تعيين الأخير بسبب علاقاته الواسعة مع موسكو، لا سيما إذا ما كشف تحقيق الكونغرس عن وقائع جديدة، بشأن الدور الروسي في الانتخابات.
وبغياب ذلك، ليس من المتوقّع أن يغامر الجمهوريون الذين يملكون الأغلبية في مجلس الشيوخ، بعرقلة تعيين تيلرسون للخارجية، وفتح معركة مع الرئيس المنتخب، خصوصاً في ظل وجود دعم للوزير الجديد من قبل مرجعيات جمهورية، من باب أنّه يشكّل عامل "توازن" في الإدارة الأميركية الجديدة، فضلاً عن امتلاكه لرصيد واسع في علاقاته وخبرته الدولية.
المصدر: العربي الجديد - واشنطن ــ فكتور شلهوب
↧