أكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن قوات النظام السوري فرت "سريعا جدا" من تدمر وخلفت عتادا كبيرا لصالح تنظيم الدولة، في حين رأت مصادر أمنية تركية وخبراء أن النظام تعمد تسليح التنظيم.
وأعرب المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس عن أسفه لأن قوات النظام غادرت المدينة الأثرية بشكل سريع، مشيرا إلى أن ما جرى يدعم ما يقوله البعض بأن "النظام بدعم من روسيا كان تركيزه منصبا بالكامل على حلب لدرجة أنه نسي أن ينظر في المرآة ليرى ما يحدث خلفه".
وأضاف ديفيس أن تنظيم الدولة -الذي سيطر الأحد الماضي على مدينة تدمر بهجوم مضاد- استولى على كل العتاد الذي تركه النظام في المكان و"هذا يمكن أن يشتمل على عربات مصفحة ومدفعية".
وسيطر تنظيم الدولة المرة الأولى على المدينة المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي في مايو/أيار 2015، قبل طرده منها في مارس/آذار الماضي.
لكن روسيا أعلنت أن عدم رغبة واشنطن في العمل مع موسكو ساهم في استيلاء التنظيم على تدمر بريف حمص.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي الاثنين الماضي في مؤتمر صحفي إن "التنسيق الفعلي للعمليات العسكرية والتعاون مع دول أخرى، وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة، كان من شأنه أن يسمح لكافة الأطراف بالحيلولة دون وقوع مثل هذه الهجمات".
في المقابل، نقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية تركية أن النظام السوري تعمد ترك مضادات دروع وطيران في تدمر بهدف تسليحه ضد فصائل الجيش السوري الحر التي تقاتل في إطار عملية درع الفرات.
وأعلنت حسابات مقربة من تنظيم الدولة على شبكات التواصل أن التنظيم اغتنم ثلاثين دبابة وست ناقلات جنود وست مضادات طيران عيار 122ملم، وسبع مضادات طيران عيار 23ملم، وأربعة مستودعات أسلحة خفيفة وذخائر، وكميات كبيرة من مضادات الدروع.
وكان القاضي محمد قاسم ناصر -الذي عمل نائبا عاما لمدينة تدمر بين 2013 و2015- قد أدلى بتصريحات للأناضول في فبراير/شباط الماضي، تفيد بأن ضباط النظام يقومون بعقد صفقات بيع أسلحة لعناصر تنظيم الدولة، سواء بطريقة مباشرة أو عبر وسطاء.
ونقلت وكالة الأناضول عن خبراء ومختصين أن النظام السوري هو المستفيد الأكبر من سيطرة تنظيم الدولة على تدمر.
ويشير هؤلاء المختصون إلى أن النظام يعمل على تحويل الأنظار عن حلب وما يتحدث به المجتمع الدولي من جرائم ترتكبها قواته بالمدينة، وليقول إنه يحارب الإرهاب الذي يهاجمه.
المصدر: الجزيرة نت